«هجن الرئاسة» تتألق بـ «درة» في «مهرجان المرموم»
تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT
دبي (لاتحاد)
سجلت مؤسسة هجن العاصفة حضوراً قوياً، من خلال مشاركتها في تحديات رموز سن الثنايا لهجن أصحاب السمو الشيوخ، ضمن مهرجان المرموم التراثي للهجن، واستطاع المضمر غياث الهلالي قيادة هجن العاصفة للفوز برمزين، بينما حصلت مؤسستا هجن الرئاسة وهجن الشحانية على رمز لكل منهما، وشهد التحديات الشيخ محمد بن مكتوم بن راشد آل مكتوم الذي قام بتتويج الفائزين بالرموز.
وذهب الناموس في التحدي الرئيسي على كأس الثنايا البكار المفتوح إلى مؤسسة هجن العاصفة التي استهدفت كأس المغفور له الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم بعدد من الأسماء، إلا أن الفوز كان من نصيب «الشاهينية» التي قادها المضمر غياث الهلالي إلى الصدارة بزمن 12:04:4 دقيقة.
واستطاعت هجن الشحانية أن تضع بصمتها على بندقية الثنايا الجعدان المفتوح، حيث قاد المضمر فاران محمد قريع المري «مهول» إلى حصد الرمز الغالي في توقيت 12:08:1 دقيقة.
وسجلت مؤسسة هجن الرئاسة حضوراً قوياً من خلال الشوط الثالث، وذلك من خلال حصول «درة» لهجن الرئاسة بقيادة المضمر محمد عتيق بن زيتون المهيري على كأس الثنايا البكار المحليات، بعد وصولها لخط النهاية في 12:10:7 دقيقة.
أخبار ذات صلة
وأضاف المضمر غياث الهلالي الرمز الثاني لشعار هجن العاصفة، وذلك من خلال نجاح «شاهين» في حصد بندقية الثنايا الجعدان المحليات، بعد أن أكمل رحلة السباق بتميز كبير، مسجلاً 12:05:6 دقيقة.
ويصل مهرجان المرموم التراثي للهجن 2024، مساء اليوم، إلى محطة سن الذلل والزمول لهجن أبناء القبائل، ويشهد مضمار الثمانية كيلومترات بالمرموم إقامة 16 شوطاً لمؤسسات هجن أبناء القبائل، وستكون الأشواط الستة الأولى مخصصة لهجن الإنتاج.
وأهدى سعيد الشيخ مضمر هجن العاصفة، الفوز بكأس الثنايا الأبكار المفتوح، وبندقية الثنايا الجعدان المحليات، إلى سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، راعي مؤسسة هجن العاصفة، وقال: كما أهدي الإنجازات إلى محبي هجن العاصفة في كل مكان.
وأبدى الشيخ ارتياحه العميق للفوز، وقال: كل ما أتمناه أن يبقى الرمز الأخير داخل الإمارات، وأن يكون سيف الإمارات من نصيب هجن العاصفة أو هجن الرئاسة، كما أتمنى أن تنجح هجن العاصفة في تحقيق المستوى المطلوب من خلال المنافسات القادمة.
وتحدث مضمر العاصفة عن «الشاهينية» صاحبة الكأس المفتوح، وقال: إنه الرمز الثاني في رصيد «الشاهينية» التي سبق أن حققت الإنجاز في ميدان الجنادرية بالسعودية.
وأهدى محمد عتيق بن زيتون المهيري فوز «درة» بكأس الثنايا الأبكار المحليات في مهرجان المرموم التراثي، إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وإلى سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، وإلى معالي الشيخ سلطان بن حمدان بن محمد آل نهيان، مستشار صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس اتحاد سباقات الهجن، المشرف العام على هجن الرئاسة.
وأبدى المهيري سعادته بالإنجاز، وقال إن «درة» سبق لها الفوز بالكأس في البشاير، وإنه الرمز الثاني في رصيدها، متمنياً أن تتواصل النجاحات من خلال التحديات القادمة، وأشاد بالمستويات والإنجازات التي تحققها المؤسسات الكبرى، من خلال هذا المهرجان.
وقال فاران محمد قريع المري، مضمر «مهول» لهجن الشحانية الفائز ببندقية الثنايا الجعدان المفتوح: نبذل قصارى جهودنا لمواصلة الإنجازات خلال المنافسات القادمة.
وأوضح فاران أن «مهول» حقق الفوز في واحد من الأشواط القوية والضاغطة منذ الانطلاقة وحتى النهاية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات دبي الهجن هجن الرئاسة
إقرأ أيضاً:
قيثارة السماء في شهر رمضان «الشيخ محمد رفعت»
يعتبر الشيخ محمد رفعت المولود بحي المغربلين بالقاهرة في التاسع من مايو 1882 من أحد أهم القراء البارزين في مصر والعالم العربي والإسلامي والملقب بالقارئ المعجزة أو بقيثارة السماء، حفظ القرآن صغيرا رغم إعاقته في بصره مبكرا، ودرس التجويد والقراءات وغيرها من علوم القرآن وحفظه بطرق مختلفة، ثم درس علم المقامات الموسيقية وعلوم التفسير في مسجد فاضل باشا بدرب الجماميز بالسيدة زينب بالقاهرة، ويعتبر أول من أقام مدرسة للتجويد القرآني في مصر وتميزت طريقته في الأداء عن غيره من مقرئي القرآن بقدرته على إظهار الصوت الخاشع أثناء التجويد وقدرته على تجسيد المعاني وإظهارها بالآيات وبخاصة في الآيات المتعلقة بقصص الأنبياء والأقوام السابقة كتجويده لسورة يوسف وسورة مريم التي عشق سماعها أقباط مصر قبل مسلميها ناهيك عن جماليات الأداء الجميل الروحاني الذي يحمل للمستمع الروائح الذكية لأجمل عطور الأرض، أو لجمال وروع خشخشة صوته التي تعطي الإيحاء لصدى المعادن النفيسة عند اصطدامها لدرجة أن سماه أحد المستمعين قديما وهو الحاج سليم إبراهيم رخا بقرية بني قريش بمحافظة الشرقية بالذهب المسموع وهو ما اشتهر به، وكان أداؤه ينقل خلاله كل جوارحه إلي المستمع فينفذ إلى وجدانه ويتملكه وينفذ لأعماقه فيعطيه من حلاوة القرآن والإيمان حتى يشعر الناس بأن هذا الصوت قادم من الجنة، كان يعطي كل حرف حقه وينتقل من آية لآية حسب المواقف معتمدا على المقامات الموسيقية المختلفة دون أن يشعر المستمع بذلك.
وقد تجلى ذلك في أدائه لصورة الرحمن، لقد كان رجلا خاشعا ويشع من قراءاته للقرآن النور الرباني وكأن الملائكة محاطة به أثناء حفلاته القرآنية فتعطيه القوة والبهاء وأذكى النفحات وعندما كان يقول صدق الله العظيم كانت الناس تتمنى لو ظل مستمرا في تلك القراءة. وعندما افتتحت الإذاعة المصرية كان هو أول من ساهم بقراءاته بسورة إنا فتحنا لك فتحا مبينا، وكان يقرأ لها على الهواء مباشرة القرآن الكريم وإقامة الآذان مما أثرى معه أرشيف الإذاعة المصرية التي أصبح رمزا لها ومتربعا عليها، حتى ذاع صيته ونفذ صوته واشتهر في جميع بلاد العالم وجاءته العروض المختلفة ولكنه كان يأبى بتواضع وكبرياء فجاء صوته للإذاعة المصرية نديا خاشعا وعشقته الجماهير وبخاصة في شهر رمضان وأنه كان خشوعا إلى الله في قراءته يلتمس الصدق في أدائه وكان يقرأ مرتين أسبوعيا يوم الثلاثاء ويوم الجمعة لمدة 45 دقيقة وكانت الدموع تنهمر من عينيه، وعند وفاته يوم 9 مايو نفس يوم مولده ولكن عام 1950 فقدت الأمة المصرية والإسلامية عمودا هاما من أعمدة مقرئي القرآن وتراثه الأدائي والفني الجميل حتى نقلت الإذاعة المصرية خبر وفاته بقولها وحسب موسوعة الويكيبديا " أيها المسلمون فقدنا اليوم عالما من أعلام الإسلام وقالت الإذاعة السورية في نعيها على لسان المفتي " مات المقرئ الذي وهب صوته للإسلام، وقال عنه الشيخ الشعراوي رحمه الله " إذا أردت أحكام التلاوة فعليك بالشيخ الحصري، وإذا أردت حلاوة الصوت فعليك بالشيخ عبد الباسط، وإذا أردت النفس الطويل فعليك بالشيخ مصطفى إسماعيل، وإذا أردتهم جمعيا فعليك بالشيخ محمد رفعت " وكان محل أحاديث وملتقى الشعراء والأدباء والفنانين والسياسيين والموسيقيين وأهل العلم والدين في مصر فقد قال عنه الموسيقار محمد عبد الوهاب بأن صوته ملائكي لأنه يأتي من السماء. ورغم مرور هذا الوقت الطويل على رحيله إلا أنه يظل عند المصريين مرتبط بالمظاهر والملامح الروحانية لشهر رمضان الكريم وتجلياته في التلاوة، وارتباط المستمعين بقراءاته لمدة أربعين دقيقة قبل المغرب عبر الإذاعة المصرية مع آذانه المحبب إلى الصائمين حتى ارتبط صوته عبر الأجيال بهذا الشهر ومازال سماع صوته محبب إلى الأجيال الشابة التي لم تعاصره وتشاهده، فتلك الأصوات المميزة لم تستطع السنوات الماضية أن تمحها لأن عند سماعها في مناسبات معينة تنتاب الذاكرة مشاعر دينية وروحانية معينة إضافة إلى توارد الخواطر الإيمانية والإنسانية والحياتية لذكريات عائلية واجتماعية مضت، ليظل هذا الشيخ الجليل متجليا ومتربعا على قلوب وعقول المصريين،
وليظل عبر الأزمنة العبقري الأول في الأداء، وكمظهر احتفاليا وشذا موسيقيا وسماعيا ودينيا لشهر رمضان الكريم، ومفخرة للمسلمين ودارسي علم الأداء والأصوات بعد أن أصبح من أكثر تلك المظاهر الفلكلورية للمصريين واحتفالهم بالشهر الكريم وغيرها من المناسبات الدينية واليومية لمواقيت العبادات وسماع القرآن.