اليوم السابع:
2024-07-01@22:25:33 GMT

غرائب القضايا.. قتل زوجة أخيه العاجز بدم بارد

تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT

غرائب القضايا.. قتل زوجة أخيه العاجز بدم بارد

قضايا غريبة وقعت وأثارت الجدل تحول فيها القاتل إلى برئ، والجاني إلى مجني عليه، ألغاز كشفتها التحقيقات، وأزال عنها الستار دفوع المحامين في ساحات القضاء، اليوم السابع يقدم على مدار 30 حلقة خلال شهر رمضان المبارك، أبرز هذه القضايا ووقائعها المُثيرة.

يروى هذه الحلقة المستشار بهاء الدين أبو شقة فى كتابه "أغرب القضايا".

.

من مناً يملك أن يهرب من قدره، أن يغير مجرى حياته، أن يحقق كل ما يريد، فالمثل الشعبى الشائع أصاب كبد الحقيقية "المكتوب على الجبين لازم تشوفه العين".

سيناريو الأحداث لهذه القضية يؤكد أن الأنسان ليس حراً فى اختيار طريق حياته بل ليس حراً فى تحديد خطواته، فمن كتبت عليه خطى خطاها ومن كانت منيته بأرض فلن يموت فى أرض سواها.

كان شيخاً نحيل الجسد، كسى الشيب رأسه وأظهرت بصمات الزمن علامتها على وجهه الذى امتلاء بالتجاعيد وغطته الهموم، كان يسير حانياً وكأنما حملته الدنيا كل أعبائها على كتفيه رغم أن عمره لم يناهز الخمسين عامً..

كان واضحاً من نبرات صوته أنه يعانى الكثير، وأنه يختزن بداخله من الألام ما ينوء جسده الهزيل عن حمله، كان أشيبه بجثة متحركة. ويقول المستشار بهاء أبو شقة، جاء يوكلنى للدفاع فى قضية قتل.. فسألته عن صلته بالقاتل أو بالقتيل,, وكانت المفاجاة وهو يجيب بصوت مرتجف.. "القتيلة بنتى .. ثم أطلق تنهيدة ملؤها الحسرة والالم الذى بدأ يطرح نفسه من داخله.

فسألته عن المتهم وصلته ودافعه على القتل، فأجاب "ابن أخويا"، فعجبت مستغرباً هذا المشهد الذى يقدم فيه الأب على توكيل محام للدفاع عن قاتل ابنته. دارت فى ذهنى الكثير من الأسئلة الحائرة التى لم أجد لها جواباً..وأنا أحاور الرجل على استشف منه ولو نذراً يسيراً من حديث يفسر هذا الأمر الذى يجافى طبائع الأمور..وإزاء صمته وإصراره قدم لى دوسيه القضية وقال بصوت مرتجف الحقيقة كلها فى أوراق القضية، وقال لى أن المتهم فى مقام ابنه..إذ إنه ابن أخيه.

بدأت أتصفح أوراق القضية .. كانت القتيلة هى زوجة شقيق المتهم. كانت بداية الأحداث حسبما سطر فى أوراق الدعوى عندما أصر والد القتيلة على زواجها من ابن عمها رضوخاُ للتقاليد والعرف الجارى الذى يأخذ جكم القانون فى بلدتهم، ولا يستطيعون بل لا يملكون منه فرارًا.. وإلا فاللعنة والعار ستحل بالأسرة بأكملها على نحو يفقدها اعتباراها ويطأطىء رؤوس أبنائها إن لم ترضخ لهذه التقاليد. كانت فتاة ريفية.. حلوة الطلعة.. فى العشرين من عمرها تعيش فى إحدى قى محافظة سوهاج التى ترى فى هذه التقاليد دستوراً مجرد التفكير فى الخروج على طقوسه جريمة لا تغتفر.. كانت أمنية كل شباب القرية الزواج منها.. إلا أن والدها كان له رأى أخر إرضاء وتنفيذاً لحكم هذه التقاليد.. صمم على زواجها من ابن عمها المقيم فى إمبابة.. رغم أن جسده كان مستودعاً للأمراض.. كان مريضاً بمرض صدرى خطير، السعال لا يفارقه ليلاً ونهاراً، وقد هد المرض جسده فأصبح هزيلاً منك القوى.. يلهث وتتلاحق أنفاسه لأقل مجهود..وفوق كل ذلك كان يكبر ابنة عمه بربع قرن.

لم يعباء الأب بكل هذه الفوارق، وساق ابنته ضارباً بإرادتها وأحاسيسها ومشاعرها والفارق الكبير بينهما عرض الحائط..كان قد فاته قطار الزواج ورفضت كل من تقدم إليها الزواج منه، ولكن عمه قرر أن يلحقه "بالسبنسة" بعد أن تحرك قطار العمر، وزوجه من ابنته الحسناء كممرضة قبل أن تكون زوجة تسهر الليالى على نغمات سعاله وموسيقى أنينه وهو يطرب أذنيها من الأمراض التى يعانى منها. كان يقطن فى مقابل الشقة التى يقطن بها شقيقه الأصغر.. كان يمتلىء رجولة وفتوة.. فى الثلاثين من عمره.. يعيش حياته بالطول والعرض، وقد سبح فى ملذاته وأشبع شهواته بعد ان مسح "بأستيكة" تلك المبادىء والقيم والعادات التى تشبث بها أهل قريته.

أحس بمدى معاناة زوجة أخيه وهى الأنثى التى تطل من عينيها الحسرة المقرونة بالحيرة على شبابها وأنوثتها اللذين قبرا مع هذا الزوج العليل وهى لا تملك من أمرها شيئاً.. فما عاد أمامها سوى أن تواصل المسيرة فى هذا الطريق المظلم مستسلمة بلا حيلة لا تعرف أين ومتى ستكون النهاية. إلا أن أخاه فى غمرة حياته الماجنة المستهترة أحس بما تعانيه من أنوثة وفتنة طاغية وفراغ عاطفى.. أعطى لنفسه الحق فى أن يكون رجلها القادر على حل كافة مشاكلها وتبديل حياة المعاناة والحرمان العاطفى إلى حياة ملؤها الحب والعشق والهيام، ولكن على طريقته والتى تطرد كل قيمة أو مبدأ أو شرف.

غذى أذنيها بكل هبارات الغزل ووعدها بأنه سيكرس كل حياته لإسعادها، أحست الفتاة الريفية بما يدور فى ذهنه وما يعتمل فى فكره فصدته منذ البداية ونهرته فى أكثر من موقف، فقد كانت تقاليد ومبادىء أهل الصعيد تحتل فكرها وجسدها على نحو يستعصى معه أى محاولة لاقتحام هذه المبادىء.. ولكن فى كل مرة كانت ترفض مجرد سماع حديثه.. وتنهره بشدة.. كانت النار تزداد اشتعالاً فى قلبه .. ورغبة فى تملكها واستحواذه لها تتزايد يوماً بعد يوم. أحست زوجته وأم أولاده بما يعمل زوجها فى نفسه ويدور فى فكره.. أدركت رغبته المحرمة، فقد كانت تعرف الكثير من نزواته وطيشه، فنهرته أكثر من مرة وأنبته على هذه التصرفات المحرمة شرعاً.. فهى مازالت زوجة أخيه .. وعليه احترام الصلة خاصةً مع ظروفه المرضية التى تقتضى أن يقف إلى جواره فى محنته المرضية، لا أن ينهش فى عرضه ما برفضه منطق وحوش الغابة، وحذرته بأن تصرفاته الطائشة لم تصل بعد إلى علم أخيه، وأنها تخشى لو علم بذلك فى أن تقضى الصدمة على حياته وهومريض، لكنه لم يرتدع وأصم أذنيه وأغلق باب فكره وحبس ضميره وصمم على أن يستمر فى تنفيذ ما هداه إليه شيطانه.. فكر ودبر كيف يوقع بفريسته فى شباكه بأية طريقة، سيصل إليها مهما كان الثمن وأياً كانت العوائق التى تقف حائلاً بينهما سيدمرها وينسفها باسلوبه الخاص.

لم تمض على تلك الزيجة- مع إيقاف التنفيذ- سوى سنة أشهر ، حتى كان صباح ذات يوم عندما اختفت الزوجة، وبحثوا عنها فى كل مكان فلم يجدوا لها أثراً. وفى ذات اليوم الذى اختفت فيه تم العثور على جثة محترقة لفتاة فى "مقلب قمامة" قريب من المسكن. انتقلت الشرطة والنيابة لمكان الحادث لمناظرة الجثة ومكان العثور عليها، ولم تكن هناك وسيلة للتعرف على صاحبة الجثة سوى بعض بقايا ملابسها التى تعرف عليها الزوج، وقال إنها ذات الملابس التى كانت ترتديها زوجته ليلة اختفائها وأيدته فى هذا زوجة أخيه الأصغر. كانت الجثة مشوهة تمامًا، فقد أتت النيرات على معظم الجزء العلوى من جسدها وأصبح من المستحيل التعرف على ملامحها، وبالتالى الوقوف على شخصية المجنى عليها.

نشطت تحريات المباحث بحثاً عن صاحبة الجثة وعن القاتل والدافع للقتل.. قطع حيرة التفكير فى الإجابة عن الأسئلة السابقة بمفاجأة لم ترد بخاطر.. فقد تقدمت زوجة الاخ الأصغر من تلقاء نفسها إلى النيابة طالبة الإدلاء بمعلومات تكشف بها عن الحقيقة وتزيل الغموض الذى أحاط بشخصية المجنى عليها وشخصية القاتل ودافعه على ارتكاب الجريمة.. قالت بنبرة ملؤها الثقة الممزوجة بالحسرة والندامة: القتيلة هى " زوجة شقيق زوجى".. والقاتل هو " زوجى".. وانهمرت دموعها على خديها وأجهشت فى بكاء عميق وهى تشخص ببصرها وكأنما تستعرض شريط حياتها المفعمة بالأسى والألم.. إنه للأسف زوجى وأبو أولادى لا يبحث إلا عن ملذاته وما يشبع غرائزه ولا يهنيه بعد ذلك أى شىء حتى ولو كان الثمن أسرته، وأولاده، أو أقرب الناس إليه، كان لا يستطيع أن يكبح جماح نفسه أمام غرائزه الفياضة والتى تجنح دائماً نحو الحرام. فقد خرج فى تلك الليلة وهو يحمل سكيناً حادة أخفاها بين طيات ملابسه وعاد إلى المسكن قرب الفجر وملابسه ملوثة بالدماء، وكان يحمل السكين ذاتها حيث قام بغسلها، وتخلص من السكين فوراً، وقدمت للنيابة جلبابه المستخدم فى لحادث وعليه بقايا بقع داكنة زالت ملامحها بعد غسلها.

وأكملت: كانت أفعاله دنيئة وتصرفاته ساقطة وأنها نصحته مراراً أن يتقى الله من أجل العشرة والاولاد التى تجمع بينهما، وأن ما يفكر فيه من إقامة علاقة آثمة مع زوجة أخيه ضرب من الجنون، مضيفة انها واجهته بالحقيقة بأنه هو اللى قتلها فلم ينكرها، بل هددها بالقتل هى وأطفالها إن تفوهت بكلمة أو تلفظت بلفظ. تم القبض على المتهم وتقديمه للمحاكمة الجنائية..

 







المصدر: اليوم السابع

كلمات دلالية: غرائب القضايا اغرب القضايا اخبار الحوادث زوجة أخیه

إقرأ أيضاً:

تحية إلى شعب مصر قاهر المستحيل وصانع المعجزات

30 يونيو 2013، ليست كأى ثورة ولا يعادلها سوى ثورة 1919، والعامل المشترك بين الاثنتين هو أن الثورتين تبنيتا مشروعاً وطنياً مشتركاً فى ثورة 1919، تم التأسيس لحياة جديدة سياسية واقتصادية، والإعلان الصريح عن استقلال مصر من الاحتلال البريطانى، وفى ثورة 30 يونيو تخلصت البلاد من حكم الجماعة الإرهابية التى اعتلت عرش البلاد فى غفلة من الزمن، وتحولت مصر إلى خرابة كبيرة وتم تقويض كل مؤسسات الدولة بلا استثناء، وأعلن المصريون الحرب على الإرهاب حتى تخلصت منه البلاد إلى غير رجعة.

فعلاً هناك تشابه كبير بين الثورتين فى العديد من المشروعات الوطنية لدرجة لا نكون مخطئين إذا قلنا إن ثورة 30 يونيو هى الوجه الآخر لثورة 1919، فى ظل تبنى مشروع وطنى، الأول، كان بهدف طرد الاحتلال وتأسيس جديد للبلاد، والثاني فى طرد الإخوان والتأسيس لبناء الجمهورية الجديدة ورغم أن الحرب على الإرهاب لم تكن سهلة وخاضت مصر فى سبيلها الكثير من المعارك القتالية والفكرية، إلا أن النجاح كان حليف المصريين، والحقيقة التى لا يمكن إنكارها أو تغافلها هى أنه بعد ثورة 30 يونيو خاضت البلاد حربين فى آن واحد، الأولى للتخلص من الإرهاب وآثار الدولة الثيوقراطية والثانية من أجل البناء والتنمية وإعادة بناء مؤسسات الدولة التى تم تخريبها، وباتت مصر شبه دولة بالمعنى السياسى المفهوم للجميع.

ثورة 30 يونيو أسست لمشروع وطنى عملاق فى كافة المناحى والأصعدة، وفتحت مصر ملفات كثيرة كان مسكوتاً عنها، وتحققت إنجازات سياسية واقتصادية واجتماعية لم يكن أحد يحلم بتحقيقها على الأرض فى كل المجالات بدون استثناء وما زالت مصر تواصل تنفيذ المشروع الوطنى من خلال التنمية المستدامة على كافة المستويات والأصعدة، ولم يكن هذا يتحقق أبداً إلا بفضل عزيمة هذا الشعب البطل، والتفافه حول قيادته السياسية، ولا أحد ينكر أن الرئيس عبدالفتاح السيسى حمل روحه على يديه لتنفيذ حلم المصريين فى التخلص من جماعات الإرهاب والتطرف، وفقدت مصر الكثير من رجالها الأبرار الذين استشهدوا سواء من الجيش أو الشرطة أو المواطنين، من أجل نجاح مهمة القضاء على الإرهاب الذى حاربته مصر نيابة عن العالم.

الأمن والاستقرار الذى نحياه حالياً فى ظل التربص الشديد بالبلاد من كل حدب وصوب لم يأت من فراغ وإنما جاء بفضل ثورة 30 يونيو، التى أعادت الاستقرار إلى البلاد ويجب على جموع المصريين ألا ينسوا أبداً ما كان مخططاً من مصير مشئوم للوطن والمواطن وفى ظل تحديات واسعة وكثيرة ما زالت تواجهها البلاد من أجل إسقاط مصر..ويكفى أننا الآن نعيش وسط بؤرة ملتهبة، وكل الدول العربية المجاورة سقطت فى براثن الفوضى والاضطراب، ورغم ذلك ليسوا هم المقصودين إنما العين على مصر فهى الهدف، هى الصيد الثمين الذى يحلم به الأعداء الذين يتربصون بالبلاد بشكل مخيف.

فى ذكرى ثورة 30 يونيو، يجب ألا ينسينا الأمن والأمان الذى نحياه، أن نغفل عن المتربصين بالبلاد الذين يريدون النيل من الأمن القومى المصرى والعربى، والصبر على أية معاناة اقتصادية يهون تماماً أمام نعمة الأمن، فكل شىء سهل إلا فقط الأمن والاستقرار، ورغم المعاناة التى يتعرض لها المواطن، إلا أن ما تحقق على مدار السنوات الماضية من إنجازات على الأرض وتنفيذ مشروع وطن مصرى خالص كفيل بأن يطمئن المرء على المستقبل الأفضل.

فى ذكرى ثورة 30 يونيو، لا بد من تقديم شهادة عرفان إلى كل شهيد ومصاب قدم روحه من أجل المصريين، وتحية واجبة من القلب إلى هذا الشعب العظيم قاهر المستحيل ومحقق الإنجازات.

مقالات مشابهة

  • هبة عبد العزيز تكتب: ثورة 30 يونيو كانت بمثابة المخرج للمرأة المصرية من الوقوع فى فخ الجهل والتجهيل الذى مارسته الجماعة المحظورة
  • «دُفعة المراوح وتخفيف الأحمال»
  • المساندة الشعبية
  • في ذكرى يوم عظيم
  • سلخانة الثانوية العامة
  • المناظرة «راكبة جمل»!
  • غضب بهاء طاهر في «واحة الغروب» !
  • الطريق إلى «30 يونيو».. أسرار «على حافة الأزمة» في مصر من 2011 إلى 2013
  • تحية إلى شعب مصر قاهر المستحيل وصانع المعجزات
  • للتاريخ.. ليس كل ما يعرف يُقال