في خّضم التطور السريع الذي تشهده التكنولوجيا ومنصات التواصل الاجتماعي بات الإنترنت الوسيلة الأبرز لعدد من الجماعات الإرهابية من أجل نشر أفكارها المتطرفة من جهة، وتجنيد المزيد من الأشخاص وحشد الأموال من جهة أخرى، وهو ما جعل الأنشطة الإلكترونية لهذه الجماعات الإرهابية تحت المراقبة على الصعيدين الإقليمي والدولي، إذ أعلنت وكالة الاستخبارات والأمن الوطني الصومالية NISA في بيان لها مطلع فبراير 2024، عن نجاحها ولأول مرة في إغلاق (14) موقعاً إخبارياً لـ «حركة الشباب الصومالية» (التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي في شرق إفريقيا).

تحرك صومالي
ويأتي هذا التحرك في إطار الجهود التي تقودها الصومال تحت قيادة الرئيس «حسن شيخ محمود» لمواجهة إرهاب حركة الشباب على جميع الأصعدة سواء على مستوى عمليات الجيش الصومالي على الأراض، أو فيما يتعلق بنشاط الحركة المتطرف على وسائل الإعلام الإلكترونية، ولذلك أفادت المخابرات الصومالية في بيانها أن حجب مواقع الحركة جاء نتيجة عملية للأمن السيبراني حدد خلالها المواقع التي يقوم عملها على تعزيز الأنشطة غير المشروعة التي تقوم بها حركة الشباب، وتم بالفعل التحقيق في المواقع المشبوهة وتحديد أصحابها المسجلين.

وحول جهود الحكومة الصومالية لمواجهة النشاط الإلكتروني للحركة الإرهابية، يقول نائب وزير الإعلام الصومالي «عبد الرحمن يوسف أدالا» في تصريحات سابقة لإذاعة صوت أمريكا، إن الحكومة كثفت جهودها خلال الفترة الماضية من أجل مواجهة الإرهاب والتطرف بكل الطرق وأغلقت المواقع الإلكترونية التي تستخدمها حركة الشباب في نشر أيديولوجيتها المضللة ودعايتها الجهادية.

ومن الجدير بالذكر، أن جهود الحكومة المركزية يأتي في إطار الاستراتيجية التي وضعها رئيس البلاد «حسن شيخ محمود» الذي تعهد منذ توليه الحكم في مايو 2022، القضاء التام على الإرهاب المستشري في الأراضي الصومالية، وهو ما دفعه للإعلان في مارس 2023 عن اعتماد الحكومة لاستراتيجية عسكرية وفكرية واقتصادية لمحاربة حركة الشباب.

جهود مستمرة 
وتجدر الإشارة أن هذه ليست المرة الأولى التي تغلق فيها الحكومة الصومالية مواقع لحركة الشباب، ففي أواخر أغسطس 2023، حظرت الحكومة تطبيقي «تيك توك» و«تلجرام»، قائلة إن هذه المنصات يستخدمها "إرهابيون" لأغراض دعائية وتحتوى على صور ومقاطع فيديو عنيفة تعمل على تضليل الرأي العام، ولدى الحكومة في مقديشو رؤية مفاداها أن حظر هذه المنصّات يجب أن يُتيح "تسريع الحرب ضد الحركة الإرهابية التي تقود تمرداً دامياً ضد الصومال منذ أكثر من خمسة عشر عاما.

وفي ضوء ما تقدم، يطرح تساؤلاً بشأن مدى تأثير قرار حجب المواقع الإلكترونية لـ«حركة الشباب» على نشاطها الإرهابي؟، وللإجابة على هذا التساؤل، يقول «هشام النجار» الباحث في شؤون الحركات الإسلامية  في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز» أن المعركة ضد الحركة الصومالية الإرهابية لابد أن تشمل كافة الأدوات والمحاور، ويعد الملف الدعائي ومنافذ ومنصات التجنيد مهمة جدا بالنسبة لحركة الشباب ولغيرها من الجماعات، ولذلك فإن حجب تلك المنصات وغلقها مهم جدا في سياق تحقيق نتائج إيجابية وملموسة على الأرض لحرمانها من التواصل مع قواعدها وكبح قدراتها على التجنيد ونشر روايتها الخاصة للأحداث وافكارها التكفيرية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: حركة الشباب الصومالية تنظيم القاعدة الإرهابي التكنولوجيا حرکة الشباب

إقرأ أيضاً:

محاولة اغتيال فاشلة تستهدف رئيس الصومال حسن شيخ محمود

أعلنت الحكومة الصومالية، الثلاثاء، عن محاولة اغتيال "فاشلة" استهدفت رئيس البلاد حسن شيخ محمود في العاصمة مقديشو.

وقالت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الصومالية في بيان، إنه "عند قرابة الساعة 10:32 صباحا (07:32 ت.غ) استهدف انفجار موكب الرئيس في حي حمر ججب بمقديشو، بينما كان في طريقه للانضمام إلى قوات الخطوط الأمامية في ولاية هرشبيلي (جنوب وسط) لتناول إفطار رمضان مع الجنود البواسل".

وأكدت الوزارة أن "الهجوم فشل تماما، وواصل الرئيس طريقه دون أي عائق"، مشددة على أن "هذا العمل اليائس، الذي أسفر بشكل مأساوي عن سقوط ضحايا مدنيين، يُبرز تراجع قدرات الإرهابيين في ظل الهزائم المتتالية التي يتكبدونها على يد الجيش الوطني الصومالي".

تحقيق شامل
ولفتت إلى أن "الأجهزة الأمنية تجري تحقيقا شاملا، وسيتم الإعلان عن المزيد من التفاصيل في الوقت المناسب".

وأكدت على أن "عزم الصومال على مكافحة الإرهاب لا يتزعزع، فبوحدة الأمة ودعم الشركاء الدوليين الراسخ، سيتم التغلب على قوى التطرف بشكل حاسم مما يمهد الطريق لمستقبل يسوده السلام والاستقرار".

وفي حين لم يذكر البيان الحكومي تفاصيل دقيقة عن الهجوم، أفاد ضابط في الشرطة الصومالية لوكالة الأناضول بأن عبوة ناسفة انفجرت على جانب الطريق عند تقاطع عيل جابتا في حي حمر ججب، قرب القصر الرئاسي.



وقُتل جراء ذلك 4 أشخاص على الأقل بينهم صحفي، وفق ما أفاد به الضابط، الذي اشترط عدم الكشف عن هويته نظرا لكونه غير مخول بالتصريح للإعلام.

من جانبها، أعلنت حركة الشباب، المرتبطة بتنظيم القاعدة، مسؤوليتها عن الهجوم، قائلة إنه استهدف موكب الرئيس الصومالي أثناء توجهه إلى مطار مقديشو الدولي.

الخطوط الأمامية للقتال
في السياق ذاته، أكد حسين شيخ علي، مستشار الأمن القومي للرئيس الصومالي، أن الرئيس بخير ويتواجد في الخطوط الأمامية للقتال ضد التنظيمات الإرهابية.

وقال في بيان على منصة إكس عقب الهجوم: "هذا الوطن لا يمكن ترهيبه بالنفاق والأكاذيب المبالغ فيها".

وفي بيان منفصل، شدد شيخ علي على أن "رفض الشعب الصومالي لتنظيم الشباب وتنظيم داعش الإرهابيين هو أكبر مكاسبنا"، مضيفًا أن "تعزيز الحوكمة ووحدة الهدف سيضمنان تحقيق النصر على هذه التنظيمات".

وفي سياق متصل، أكدت الرئاسة الصومالية في بيان أن الرئيس حسن شيخ محمود وصل إلى مدينة آدن يبال بمحافظة شبيلي الوسطى (جنوب شرق)، ضمن مساعيه لدعم العمليات العسكرية الجارية ضد ميليشيات حركة الشباب الإرهابية.

ومن المقرر أن يتوجه الرئيس إلى مدينة موقو كوري في إقليم هيران (وسط الصومال)، حيث سيجتمع مع ضباط الجيش وقيادة القوات المحلية "معويسلي" لمناقشة تقدم العمليات العسكرية وتعزيز التنسيق بين مختلف الوحدات القتالية.

مقالات مشابهة

  • رئيس الدولة يطمئن هاتفياً على سلامة الرئيس الصومالي إثر الهجوم الإرهابي
  • الجزائر تُدين الهجوم الإرهابي الذي استهدف موكب الرئيس الصومالي
  • ليبيا تدين «الهجوم الإرهابي» الذي استهدف موكب رئيس الصومال
  • رموا موكبه بالقنابل.. مسلّحو «حركة الشباب» يحاولون اغتيال الرئيس الصومالي
  • محاولة اغتيال فاشلة تستهدف رئيس الصومال حسن شيخ محمود
  • 120 قتيلاً من الشباب في جنوب الصومال
  • الجيش الصومالي يقتل 120 مسلحاً من حركة الشباب جنوبي البلاد
  • الصومال.. الجيش يقتل 120 مسلحاً من «حركة الشباب»
  • الصومال: مقتل 120 عنصراً من حركة الشباب
  • واتساب يتيح ميزة جديدة تسهل التنقل بين الحسابات الشخصية على المواقع