أمن سيبراني.. كيف يؤثر حجب مواقع "حركة الشباب" على نشاطها الإرهابي في الصومال؟
تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT
في خّضم التطور السريع الذي تشهده التكنولوجيا ومنصات التواصل الاجتماعي بات الإنترنت الوسيلة الأبرز لعدد من الجماعات الإرهابية من أجل نشر أفكارها المتطرفة من جهة، وتجنيد المزيد من الأشخاص وحشد الأموال من جهة أخرى، وهو ما جعل الأنشطة الإلكترونية لهذه الجماعات الإرهابية تحت المراقبة على الصعيدين الإقليمي والدولي، إذ أعلنت وكالة الاستخبارات والأمن الوطني الصومالية NISA في بيان لها مطلع فبراير 2024، عن نجاحها ولأول مرة في إغلاق (14) موقعاً إخبارياً لـ «حركة الشباب الصومالية» (التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي في شرق إفريقيا).
تحرك صومالي
ويأتي هذا التحرك في إطار الجهود التي تقودها الصومال تحت قيادة الرئيس «حسن شيخ محمود» لمواجهة إرهاب حركة الشباب على جميع الأصعدة سواء على مستوى عمليات الجيش الصومالي على الأراض، أو فيما يتعلق بنشاط الحركة المتطرف على وسائل الإعلام الإلكترونية، ولذلك أفادت المخابرات الصومالية في بيانها أن حجب مواقع الحركة جاء نتيجة عملية للأمن السيبراني حدد خلالها المواقع التي يقوم عملها على تعزيز الأنشطة غير المشروعة التي تقوم بها حركة الشباب، وتم بالفعل التحقيق في المواقع المشبوهة وتحديد أصحابها المسجلين.
وحول جهود الحكومة الصومالية لمواجهة النشاط الإلكتروني للحركة الإرهابية، يقول نائب وزير الإعلام الصومالي «عبد الرحمن يوسف أدالا» في تصريحات سابقة لإذاعة صوت أمريكا، إن الحكومة كثفت جهودها خلال الفترة الماضية من أجل مواجهة الإرهاب والتطرف بكل الطرق وأغلقت المواقع الإلكترونية التي تستخدمها حركة الشباب في نشر أيديولوجيتها المضللة ودعايتها الجهادية.
ومن الجدير بالذكر، أن جهود الحكومة المركزية يأتي في إطار الاستراتيجية التي وضعها رئيس البلاد «حسن شيخ محمود» الذي تعهد منذ توليه الحكم في مايو 2022، القضاء التام على الإرهاب المستشري في الأراضي الصومالية، وهو ما دفعه للإعلان في مارس 2023 عن اعتماد الحكومة لاستراتيجية عسكرية وفكرية واقتصادية لمحاربة حركة الشباب.
جهود مستمرة
وتجدر الإشارة أن هذه ليست المرة الأولى التي تغلق فيها الحكومة الصومالية مواقع لحركة الشباب، ففي أواخر أغسطس 2023، حظرت الحكومة تطبيقي «تيك توك» و«تلجرام»، قائلة إن هذه المنصات يستخدمها "إرهابيون" لأغراض دعائية وتحتوى على صور ومقاطع فيديو عنيفة تعمل على تضليل الرأي العام، ولدى الحكومة في مقديشو رؤية مفاداها أن حظر هذه المنصّات يجب أن يُتيح "تسريع الحرب ضد الحركة الإرهابية التي تقود تمرداً دامياً ضد الصومال منذ أكثر من خمسة عشر عاما.
وفي ضوء ما تقدم، يطرح تساؤلاً بشأن مدى تأثير قرار حجب المواقع الإلكترونية لـ«حركة الشباب» على نشاطها الإرهابي؟، وللإجابة على هذا التساؤل، يقول «هشام النجار» الباحث في شؤون الحركات الإسلامية في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز» أن المعركة ضد الحركة الصومالية الإرهابية لابد أن تشمل كافة الأدوات والمحاور، ويعد الملف الدعائي ومنافذ ومنصات التجنيد مهمة جدا بالنسبة لحركة الشباب ولغيرها من الجماعات، ولذلك فإن حجب تلك المنصات وغلقها مهم جدا في سياق تحقيق نتائج إيجابية وملموسة على الأرض لحرمانها من التواصل مع قواعدها وكبح قدراتها على التجنيد ونشر روايتها الخاصة للأحداث وافكارها التكفيرية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: حركة الشباب الصومالية تنظيم القاعدة الإرهابي التكنولوجيا حرکة الشباب
إقرأ أيضاً:
جوهر المشكلة – الحركة الإسلامية
لكل أزمة سبب رئيس هو المرتكز الأساس لحدوثها، الحرب في السودان غطّت سماءها سحب الكذب والتضليل، وأضحى السؤال عمّن أطلق رصاصتها الأولى مثل جدل الدجاجة والبيضة، وكادت أن تضيع ملامح بدايات الحرب، وكيف شاهد وسمع الناس أصوات الرصاص بالمدينة الرياضية وطيبة، وبذات الذاكرة السمكية تبخرت من قبل ذكرى خطيئة انقلاب يونيو 1989، وما تبع الانقلاب من تخلق لنظام حكم الحركة الإسلامية، ونسي الناس أن حرب اليوم لم تـندلع فجأة، وتغافلوا عن إرهاصاتها وعلاماتها التي بدأت مع الانقلاب، الذي قاده العميد الركن عمر حسن كادر الحركة بالجيش، وأصاب الكثيرين الزهايمر فأخذوا ينسبون كل الجرائم والموبقات، التي أتى بها نظام حكم الحركة الإسلامية إلى قوات الدعم السريع حديثة التأسيس، ولم يقدم فقهاء دولة (القرآن) شرحاً للناس عن إمارات ساعة انفجار الحرب، البادئة منذ حروب الجنوب وجبال النوبة وجبل مرة، أن تلك المحطات علامات مرور على الصراط الطويل الموصل لقيامة اليوم، فكل مبتدأ له منتهى، ومنتهى الحرب يكون بإنهاء أثر المتسبب الأول، والبادئ الأظلم، فقد اغتصبت الجماعة الباغية السلطة وتمتعت بها، وأساءت استخدامها، وأشعلت نيران الحروب بآلياتها – أجهزتها الأمنية والعسكرية، فلا يوجد حزب ولا جماعة أخرى بالسودان مسؤولة بصورة مباشرة عن هذه النهايات المأساوية غير الحركة الإسلامية.
إنّ جوهر المشكلة هو هذا التنظيم الأخطبوط والسرطان المتجذر في جسد الدولة والمجتمع، وليس شماعة التمرد المزعوم ولا الاستهداف الخارجي والعملاء (قحت، تقدم، صمود، قمم)، أو الغزو الأجنبي (عرب الشتات)، كما يدّعي اعلام التنظيم المضلل ومعاونوه، إنّ آفة البلاد تكمن في الأذى الجسيم والجرم المتسلسل الذي الحقه التنظيم بسكان السودان، التنظيم الحركي الإسلامي الذي يغالب سكرة الموت، في حربه غير محسوبة العواقب التي أقدم عليها، يقاوم خروج الروح بالصعقات الكهربائية الإقليمية ليفيق من السكرة، التي أصابته جراء التفكيك الأمني والعسكري الذي ألحقته به الضربات القاسية من قوات الدعم السريع، فنشط عبر علاقاته الممتدة مع التنظيم العالمي للنهوض مجدداً بسبب ما تعرض له من هزّة، فهو لا يدين لحلفائه في الداخل بفضل، حتى الذين تصالحوا معه من منطلقات جهوية من بعض الشيوعيين والبعثيين والأنصار والاتحاديين والمتمردين السابقين، لن ينالوا ما يصبون إليه من مطامح سياسية، لأن أولويات الحركة الإسلامية تنظيمية إقليمية وعالمية، وضريبتها المستحقة الدفع تجاه الممولين العالميين باهظة، وعندما يحين موعد سداد الفاتورة لن يجد داعموها من أحزاب وحركات الداخل ما يسدون به الرمق، وبناءً على التسريبات فإنّها باعت معادن الأرض مقدماً، ورهنت موانئ البلاد للسادة أصحاب المصلحة – الممولين العالميين، ولا عزاء للمغفلين النافعين.
إنّ جميع المليشيات الجهوية وحركات دارفور المسلحة، المقاتلة في صفوف الحركة الإسلامية في نسختها الأخيرة التي يقودها علي كرتي، لن يكون لها علو كعب بين مليشيات التنظيم العقائدية – البراء وغيرها، وقد بدأ التذمر يطفو للسطح بين قائد مليشيا قبيلة الشكرية العميل المزدوج، وكتائب التنظيم المالكة للسلاح الحديث، فمعلوم أن تنظيم الحركة الإسلامية منذ يومه الأول بعد اغتصابه للسلطة، استمرأ صناعة المليشيات، والتي من بعد نفاذ الغرض المصنوعة من أجله يقوم بحرقها وكنسها، في ازدراء وتحقير واستعلاء وغرور، دون حسبان لركن ركين من أركان مقاصد الشريعة الإسلامية - الحفاظ على النفس، فجوهر المشكلة يكمن في وجود هذا التنظيم الذي تلاعب بأرواح المواطنين، وتندر وتهكم على موتهم تحت ركام قصف طيرانه الأجير، بإطلاق وصف "المشاوي" و"الكباب" على جثامين الشهداء الفقراء من المسلمين السودانيين، فهذه الحركة الإسلامية ومنذ سطوتها على السلطة ظلت تعمل على شراء السلاح بموارد السودانيين، لتسفك دمهم بنفس السلاح، فلم يجد المواطنون منها خيراً، وقد أدت كل الأدوار القذرة التي أنكرتها فيما بعد وألصقتها بالآخرين – التآمر (مع إيران وتركيا ومصر ضد السودان)، والارتزاق، والزج بالمليشيات الأجنبية وإشعال الحروب، فجوهر مشكلة السودان يكمن في الحركة الإسلامية – النسخة الأخيرة.
إسماعيل عبد الله
ismeel1@hotmail.com