نبيل العوضي: ما أحوج الوالدين اليوم للأخذ بوصايا لقمان لابنه
تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT
يبين الداعية الإسلامي نبيل العوضي أهمية الوصايا التي تركها لقمان الحكيم لابنه، والتي صارت منهاجا للمربين والوالدين على مر العصور، ويدعو إلى الأخذ بهذه الوصايا، خاصة في الزمن الحالي، حيث تسيطر وسائل التواصل الاجتماعي على اهتمامات وعقول الأولاد.
وتناولت حلقة (2024/3/23) من برنامج "الشريعة والحياة في رمضان" قصة لقمان الذي أتاه الله -عز وجل- الحكمة وأورد على لسانه وصايا لابنه وهو يعظه، وهي الوصايا التي احتوت على نصح وإرشاد.
فقد أعطى الله -عز وجل- لقمان العبد الصالح والبسيط الحكمة، وجعل سورة كاملة باسمه تحكي بعض مواعظه رغم أنه لم يكن نبيا، بحسب أقوال أهل العالم، وقال سبحانه وتعالى ﴿ولقد آتينا لقمان الحكمة﴾.
ومن الروايات التي يسوقها الداعية الإسلامي عن لقمان أنه خُيّر بين النبوة والحكمة فاختار أن يكون حكيما، ولما سئل عن السبب قال "خشيت أن يحملني الله -عز وجل- النبوة ولا أعطيها حقها".
وأولى المواعظ التي قدمها لقمان لابنه كانت الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك، وجاء في سورة لقمان ﴿وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم﴾.
ويؤكد الدكتور العوضي أن أشد أنواع الظلم أن يجعل الإنسان لله سبحانه وتعالى ندا وهو الذي خلقه، وأن توحيده سبحانه وتعالى والنهي عن الشرك به هما من أعظم الأمور وأوجب الواجبات، وقد أوصى لقمان ابنه بهذه الوصية في أسلوب أبوي جميل ورقيق "يا بني".
الإحسان للوالدين
والوصية الثانية التي قدمها لقمان لابنه بعد توحيد الله -عز وجل- كانت التوصية بالوالدين، حيث قال الله سبحانه وتعالى في سورة لقمان ﴿ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير﴾.
ويشير الداعية الإسلامي إلى أن أهل التفسير اختلفوا حول هذه الآية، هل هي على لسان لقمان أو أنها جاءت عرضا في سياق الآيات لترتيبها.
والتوصية بالوالدين -كما يضيف الدكتور العوضي- هي من أعظم الوصايا التي تركها لقمان لابنه، لأن الله عز وجل أوصى بحق الوالدين بعد حقه مباشرة، إذ قال في سورة الإسراء ﴿وقضى ربك ألّا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا﴾.
وفي تفسيره لوصية لقمان لابنه كما جاء في قوله تعالى ﴿واتبع سبيل من أناب﴾، يؤكد الداعية الإسلامية أن هذه الآية تشير إلى أهمية الصحبة الصالحة، ويقول إن دور الوالدين هو أن يبحثا لأولادهما عن الصحبة الصالحة، خاصة في الوقت الحالي، حيث تهيمن وسائل التواصل الاجتماعي على اهتمامات الأطفال.
وعن قوله تعالى في سورة لقمان ﴿يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير﴾، يوضح العوضي أن هذه الآية من أعظم الآيات عن قدرة الله -عز وجل- وعلمه بخفايا الأمور، وهي توضح أن المظالم أو الأخطاء أو الذنوب التي يرتكبها الإنسان ولو كانت صغيرة يأتي بها الله -عز وجل- يوم القيامة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات سبحانه وتعالى فی سورة عز وجل
إقرأ أيضاً:
البابا فرنسيس يُشيد بليونيل ميسي: "رجل نبيل ذو قلب كبير يُجسِّد نُدرة الإنسانية"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في حديثٍ لافت، كشف البابا فرنسيس الذي رحل عن عالمنا صباح أمس الاثنين عن عمر يناهز 88 عامًا، عن تفاصيل لقاءٍ جمعَه بنجم كرة القدم الأرجنتيني ليونيل ميسي على متن طائرة في العاصمة بوينس آيرس. ووصف البابا اللقاء بأنه "لحظة استثنائية" كشفت له الجانب الإنساني العميق للاعب الذي يُعتبر أسطورة في عالم الرياضة.
ميسي رجل نبيل.. وقلبه أكبر من أي مجد رياضي
بتأثيرٍ عاطفي واضح، قال البابا فرنسيس: "ميسي رجل نبيل، وهو إنسان ذو قلب كبير جدًا. تحدثت إليه ورأيتُ في عينيه تواضعًا لا يعكسه ضوء الشهرة أو الإنجازات. إنه يمتلك نعمة الإنسانية التي تجعله مميزًا حتى خارج الملعب". وأضاف البابا أن هذه الصفات النادرة هي ما جعلت منه "قدوةً حقيقيةً للشباب في عالم يبحث عن قيمٍ أصيلة".
من القلب إلى القلب.. حوار البابا مع ميسي يكشف عن عمق شخصية اللاعب
فخلال اللقاء الجوّي، تبادل البابا وميسي حديثًا شخصيًا تناول قِيمًا إنسانيةً وروحية. وأكد البابا أن ميسي "لم يتحدث عن أهدافه أو كؤوسه، بل عن أهمية العائلة، وعن الرغبة في استخدام شهرته لخدمة المجتمع". هذا الحوار، بحسب البابا، أكد أن "الإنجازات الحقيقية لا تُقاس بالبطولات، بل بمدى تأثير الإنسان في حياة الآخرين".
رسالة البابا للعالم: "تعلّموا من ميسي التواضع والتعاطف"
حيث اختتم البابا فرنسيس حديثه برسالةٍ موجهة إلى الجمهور: "عندما نرى شخصًا مثل ميسي يجمع بين العظمة الرياضية والصفاء الإنساني، علينا أن نتوقف ونتساءل: ماذا نقدم نحن للعالم؟". ودعا البابا إلى الاقتداء بقيم التعاطف والتواضع التي يجسِّدها اللاعب، مؤكدًا أن "هذه هي الروح التي تُصلح العالم، وليس الألقاب أو الثروات".
يذكر أن تصريحات البابا فرنسيس تفتح نافذةً جديدةً لفهم شخصية ليونيل ميسي بعيدًا عن الأضواء الرياضية، مؤكدةً أن العظمة الحقيقية تكمن في التواضع والإنسانية.
هل شكل هذا اللقاء التاريخي بدايةً لحوار أعمق بين عالم الرياضة وقِيَم الروح؟ الوقت قد يجيب.