اقتلهم وادخل الجنة.. حسن الصباح يوهم اتباعه والسر في النبات المخدر (فيديو)
تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT
مساحة خضراء واسعة، بستان كبير مليء بالأشجار، وفتيات حسناوات يتمايلن يمينًا ويسارًا وكأنها تُرحب بمقاتل جديد، يخطو أولى خطواته للجنة، أنهار جارية، وما ألذ وطاب من الطعام والشراب داخلها، وكأنه دخل الجنة، أو ذاق جزءًا منها، هكذا لعب حسن الصباح بعقول أتباعه الذي جندهما للقتل وسفك الدماء، بأنها أعمال تؤهلهم للجنة، وأنه وحده «الصباح» مؤسس طائفة الحشاشين، بيده مفتاح الجنة، يساعدك على رؤيتها للحظات، والمكوث فيها إلى أبد الدهر، حال تنفيذ أوامره.
حلقات متسلسلة من مسلسل الحشاشين، بطولة النجم كريم عبدالعزيز، يكشف فيها كيف استطاع بعقل مُدبر الوصول إلى جنة مصطنعة، أوهم بها أتباعه لتنفيذ أوامره، منذ مشهد اكتشاف زيد بن سيحون (أحمد عيد) نباتا مخدرا أو «السحر» وحتى شهدت الحلقة التالية، ظهور شخصية آلينار (سوزان نجم الدين)، المسؤولة عن تدريب الجاريات الحسناوات، وتحويلهن لحور عين، فكيف دبَّر وخطط «الصباح»؟، وكيف استفاد من من الأمر حتى وقع أتباعه تحت رحمة أوامره؟ مثلما أظهرت حلقات مسلسل «الحشاشين».
مسلسل الحشاشين يلقي الضوء على خبايا الطائفة الأكثر دموية في التاريخ«عاهدتك جسدي وروحي ونفسي» كانت صيغة حسن الصباح، وهو يبايع خليفته، والتي ظهرت في الحلقات الأولى من العمل، قبل أن يتحول حسن الصباح نفسه لمؤسس طائفة الحشاشين، الطائفة الأكثر دموية، والتي أرعبت العالم، إذ بات يقنع أتباعه بالقتل وسفك الدماء مقابل دخول الجنة، حتى لُقب بـ«صاحب مفتاح الجنة»
وخلال أحداث الحلقة 12 من مسلسل الحشاشين، رصدت أحد المشاهد محاولة حسن الصباح مذاكرة عقول البشر وخاصة أتباعه، ليظهر وهو يسأل زيد بن سيحون عن أحلام الناس، ليؤكد له إن الجنة هي مكان تحقيق الأحلام، ما دفعه للتفكير حول تحقيق حلم الجنة، وكيف يرونها في الحلم ويقنعهم بأن الحلم سيتحول لحقيقة.
وخلال الحلقة 12، من مسلسل الحشاشين، طلب حسن الصباح من برزك آميد اختيار واحد من الشباب الأكثر إيمانا بصاحب مفتاح الجنة، ليدخل إلى الجنة التي صنعها الصباح، مقابل تنفيذ أوامره، وبالفعل تم اختيار على سعد (أحمد غزي)، وهنا بدأت خطة الطائفة.
وأدخل زيد بن سيحون، الشاب لغرفة استنشق فيها بخار النبات المخدر، وهو يوهمه بأنه بخور تراب أعتاب الجنة، ليذهب عقله لثوانٍ، وينقله رجال «الصباح» في الحدائق المليئة بالفتيات وكأنه في الجنة وسط حور العين، قبل أن يفتح عينيه ويرى أمامه حسن الصباح يؤكد له أن دخوله الجنة والرجوع إليها مضمون له.
هل استخدمت جماعة الحشاشين المخدر؟بحسبما ذكر الدكتور أيمن فؤاد، أستاذ التاريخ الإسلامي، لـ«الوطن»، فإن طائفة الحشاشين، دار حولها العديد من الروايات، إلا أن الجميع اتفق على قدرة حسن الصباح في إقناع اتباعه بالقتل والدمار مقابل دخول الجنة، موضحًا أن المؤرخين اختلفوا في نسب اسم الجماعة للمخدر، خاصة أن الأصل الاشتقاقي لكلمة الحشاشين هو «Assassin»، أي «القتلة» وأطلقها الفرنسيون.
بينما ذهب البعض الآخر، إلى أن لفظ «الحشاشين» جاء مشتقا من مخدر «الحشيش»، وذهبت روايات أخرى لما ذكره العمل الدرامي، بأنه استخدم للسيطرة على اتباع حسن الصباح.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: دراما المتحدة مسلسلات رمضان رمضان 2024 دراما رمضان مسلسل الحشاشین حسن الصباح
إقرأ أيضاً:
عند الدعاء للميت.. تعرف على حكم مقولة اللهم اجعل مثواه الجنة
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما حكم قول "اللهم اجعل مثواه الجنة" في الدعاء للمتوفى؟ وما صحة المنشور الذي ينهى الناس عن قولهم في الدعاء للمتوفى: "اللهم اجعل مثواه الجنة"؛ بزعم أن كلمة "المثوى" مختصة بالنار فقط؛ لقوله تعالى: ﴿أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ﴾ [الزمر: 60]، وأن كلمة "المستقر" أو "المأوى" هي المختصة بالجنة؛ لقوله تعالى: ﴿أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا﴾ [الفرقان: 24]، وقوله تعالى: ﴿فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾ [النازعات: 41].
حكم مقولة اللهم اجعل مثواه الجنةوأجابت دار الإفتاء على السؤال بأن الدعاء للمتوفى بأن يجعل الله مثواه الجنة صحيحٌ شرعًا، ولا وجه لاختصاص المثوى بالنار؛ لا من جانب الشرع، ولا من جانب اللغة، والقول بالمنع من ذلك منشؤه التنطع والتقعر المذمومان فضلًا عن كون مدعيه جاهلًا باللغة والشرع.
وأوضحت أن الدعاء للمتوفى مشروع مطلوب وهو من جملة هدايا الأحياء للأموات التي تصل إليهم، وقد روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ».
الدعاء للميتأما العبارة المسؤول عنها من قول الداعي في الدعاء للمتوفى: "اللهم اجعل مثواه الجنة" فهي جائزة ولا محذور فيها على الإطلاق؛ فالمثوى: معناه المنزل أو الموضع الذي يقام به، لأن المثوى في اللغة مصدر ميمي من الثواء، والثواء هو الإقامة، والمصدر الميمي يدل على الحدث والزمان والمكان؛ قال الإمام أبو حيان الأندلسي في "البحر المحيط": [الْمَثْوَى: مَفْعَلْ من ثَوَى يَثْوِي أَقَامَ. يكون للمصدر والزمان والمكان، وَالثَّوَاءُ: الإقامة بالمكان] اهـ.
وتابعت: ولذلك جاء استعمالها في القرآن والسنة بهذا المعنى دون اختصاص بالنار فقط، أو بيان الحال في الآخرة للمعذبين فحسب، بل إنها إذا جاءت مقترنة بالجنة أو بالنار أو بغيرهما فإن معناها يأتي للمقام أو المكان أو المستقر أو الحال، ومن ذلك قول عزيز مصر لامرأته في شأن سيدنا يوسف عليه السلام: ﴿أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا﴾.
ومنه قوله تعالى على لسان سيدنا يوسف عليه السلام: ﴿إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ﴾ [يوسف: 23]؛ والمثوى هنا بمعنى المكانة والمنزلة؛ فإن سيدنا يوسف عليه السلام رفض ما كانت تريده امرأة العزيز، وأخبر أنه لا يفعل هذا مع سيده الذي أحسن منزلته، وأكرمه وائتمنه، فلا يكون جزاء هذا أن يخونه مع أهل بيته.
معنى المأوىأما القول بأن التعبير بـ "المأوى" أو "المستقر" هو الذي يأتي مع الجنة ويختص بها، فهو الذي يصح استعماله دون "المثوى"، فكلام غلط مخالف للغة وللقرآن الكريم، أما اللغة: فالمأوى معناه: المسكن والمنزل، والمستقر: المسكن؛ لأنه مكان القرار، وهو السكون والثبوت.
وأما القرآن الكريم: فقد قال تعالى: ﴿سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ﴾ [آل عمران: 151]، وقال تعالى: ﴿أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾ [آل عمران: 162]، وقال تعالى: ﴿إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ﴾ [المائدة: 72]، وقال تعالى: ﴿فَأَمَّا مَنْ طَغَى وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى﴾ [النازعات: 37-39]، وغير ذلك من الآيات الكريمات.