تشير نتائج دراسات علمية حديثة إلى أن تعليم الصغار تناول الطعام ببطء، قد يكون له دور إيجابي في الوقاية من مشاكل السمنة وزيادة الوزن مستقبلاً. في المقابل، يميل الأطفال في كثير من الأحيان إلى إنهاء وجباتهم بسرعة، حتى يلحقوا بالأنشطة التي يهوون ممارستها.

ويعد الشهر الفضيل فرصة سانحة للوالدين لتعليم أولادهم تناول الطعام ببطء، لكن لماذا رمضان تحديدا؟ وما الخطوات الواجب اتباعها؟

يجب تشجيع الطفل على المضغ الجيد لكل قضمة (بيكسلز) لماذا يجب تناول الطعام ببطء؟

تقول أخصائية التغذية العلاجية حنين السالم في حديثها للجزيرة نت: إن الصائم يتناول كميات كبيرة من الطعام والسوائل خلال وقت قصير في شهر رمضان، "لكن تناول الطعام ببطء، يساعد في تحفيز عملية المضغ الجيدة من خلال تحويل الطعام إلى قطع صغيرة وتخليصها من اللعاب".

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4بعيدا عن الشاشة والإلكترونيات.. كيف تشغلين وقت طفلك في نهار رمضان؟ list 2 of 4بخطوات بسيطة في رمضان.. عوّدي أطفالك الصوم والصلاة والصبر والعطاءlist 3 of 4ما دور الأهل والمدرسة في تعويد الطفل على عادات شهر رمضان المبارك؟list 4 of 4متى يبدأ طفلك تجربة الصوم؟end of list

وتشير الأخصائية إلى أن تناول الطعام ببطء "يسهل عملية الهضم، ويضمن امتصاصا أفضل للعناصر الغذائية عند وصولها إلى المعدة والأمعاء، كما يحد من مشاكل الهضم مثل: الانتفاخ، والغازات، والإمساك، ومن المشاكل الصحية المحتملة مثل ارتفاع مستويات السكر في الدم بعد الإفطار".

وتشرح: "يساعد الأكل ببطء على تجنب الإفراط في الطعام، حيث يتيح للجسم الوقت لإرسال إشارات الشبع (هرمون الغريلين المسؤول عن الشعور بالشبع) إلى الدماغ، ويعني ذلك أنك ستشعر بالشبع بعد تناول كميات أقل من الطعام، مما يساعد في السيطرة على الوزن خلال شهر رمضان، وعند تناول الأكل ببطء يمنح الصائم فرصة أكبر للتذوق والاستمتاع بالوجبة".

حنين السالم: تناول الأكل ببطء يمنح الصائم فرصة أكبر للتذوق والاستمتاع بوجبة الإفطار (الجزيرة)

وتقول السالم: إن على الوالدين أن يمثلا قدوة لأطفالهما؛ "فعندما يشاهد الطفل والديه ومن حوله يتناولون الطعام ببطء أثناء وجبة الإفطار، سيتبنى هذه العادة أيضًا".

"ويجب الحرص أثناء وجبة الإفطار على الحوار والتفاعل مع الطفل، وطرح الأسئلة حول يومه، وما يحب أن يفعل، مما يمكن أن يشغل انتباهه ويساعده على تناول الطعام ببطء، مع تجنب مشاهدة التلفاز أو الموبايل أثناء الأكل؛ لأن ذلك يدفع إلى تناول كميات كبيرة دون وعي"، وفق السالم.

وتنصح أخصائية التغذية العلاجية، بتقديم الأطعمة ببطء، وتقسيم الأطباق المحضرة إلى مراحل، "كما يجب إعطاء الطفل وقتا كافيا لتناول وجبته بشكل هادئ دون شعوره بالضغط أو العجلة، مع تشجيعه على المضغ الجيد لكل قضمة".

وتكمل: "عند البدء بالإفطار، قدم للطفل شرحًا بسيطًا عن أهمية تناول الطعام ببطء وبتركيز، واشرح له كيف يساعده ذلك على الشعور بالشبع بشكل أسرع ويحافظ على صحته".

سلام عاشور: لا تُعاقب الطفل إذا لم يتناول الطعام ببطء بل يجب أن تُكافئه على سلوكه الإيجابي (الجزيرة) رمضان فرصة لتعليم الصغار

من جانبها، تقول الأخصائية النفسية الدكتورة سلام عاشور للجزيرة نت: "إن شهر رمضان يُعد فرصة رائعة لتعليم الصغار العديد من العادات والقيم، ومن أهمها كيفية تناول الطعام ببطء".

وتشير عاشور لفوائد تعليم الطفل تناول الطعام ببطء، ومنها:

التحكم في الوزن على المدى الطويل. تقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب. تعزيز التركيز وتحسين الذاكرة.

وتتفق عاشور مع "السالم" على ضرورة أن يمثل الوالدان قدوة حسنة للطفل، لذلك يجب أن يتناولا الطعام ببطء أمامه، ويقسما الطعام إلى أجزاء صغيرة، إلى جانب شرب الماء بكميات كافية للمساعدة على الشعور بالشبع.

كما يساعد استخدام أدوات المائدة بشكل صحيح أيضاً على التحكم في سرعة الأكل، ويمكن الاستعانة بالقصص والألعاب لتعليم الطفل كيفية تناول الطعام ببطء.

وتقدم عاشور، نصائح تشدد على أهمية أخذها بعين الاعتبار، منها:

لا تجبر الطفل على إنهاء كل ما في طبقه: يُمكن للطفل ترك ما لا يرغب في تناوله. لا تُقارن الطفل بالآخرين: يجب أن يُقارن الطفل بنفسه فقط.

لا تُعاقب الطفل إذا لم يتناول الطعام ببطء: بل يجب أن تُكافئ الطفل على سلوكه الإيجابي.

عندما يشاهد الطفل والديه ومن حوله يتناولون الطعام ببطء أثناء وجبة الإفطار سيتبنى هذه العادة أيضًا (بيكسلز) الطفل وتناول الطعام ببطء

أخيراً، نشر موقع "بيلاميس أورغانيك" مجموعة من النصائح حول كيفية مساعدة الطفل على تناول الطعام ببطء، ومنها:

تأكد من الاستمتاع والتركيز بالوجبات على المائدة، حيثما أمكن ذلك دون أي تشتيت إضافي عبر التلفاز أو الأجهزة المحمولة. شجع على تبادل أطراف الحديث أثناء الوجبات لإبعاد التركيز عن الطعام. اطلب من طفلك أن يحسب عدد المرات التي يمضغ فيها كل لقمة، ويهدف إلى البدء بعدد صغير من المضغات، على سبيل المثال 3-5 مضغات لكل لقمة، ثم زيادتها تدريجيا إلى 10 مضغات لكل لقمة. تخصيص وقت بين كل لقمة وأخرى والتشجيع على شرب الماء طوال الوجبة. من الناحية المثالية يجب أن تستغرق الوجبة لطفل يبلغ من العمر 10 سنوات أو أقل ما لا يقل عن 15-20 دقيقة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات شهر رمضان الطفل على یجب أن

إقرأ أيضاً:

مع الانفتاح الواسع للإنترنت وتغلغله في حياتنا.. كيف نحمي هواتف أبنائنا؟

مع انتشار الإنترنت والأجهزة الذكية بين الأبناء من مختلف الأعمار تحولت حمايتهم من مخاطر الشبكة العنكبوتية إلى الهاجس الأكبر للعديد من الآباء في مختلف بقاع الأرض، ورغم محاولات الشركات المستمرة لحماية الأطفال من المحتوى الضار في الإنترنت فإن هذه الجهود تظل قاصرة دون تدخل الآباء وتطبيق آليات أكثر صرامة للمراقبة والحماية من الإنترنت.

ودعت الحاجة المستمرة لوجود آليات فعالة لمراقبة هواتف الأطفال واستخدامهم الإنترنت الشركات إلى بناء تطبيقات ونظم حماية متكاملة تتيح للآباء التحكم في هواتف أبنائهم وحمايتهم من مخاطر الشبكة العنكبوتية، ومحاولة التغلب على التحديات والعقبات التي تنشأ مع مثل هذه المحاولات لحماية الأبناء.

لماذا أصبحت حماية هواتف الأطفال تحديا صعبا؟

نظريا، يجب ألا تواجه الشركات أي صعوبة أو عقبات أثناء محاولة حماية هواتف الأطفال وتنظيم المحتوى على الإنترنت، وذلك لأنهم يتحكمون بشكل كامل في المحتوى الموجود على الإنترنت والمزايا الموجودة بالهواتف.

لكن التجارب العملية أثبتت أن هذا الأمر أكثر صعوبة، إذ يجب على الشركات الموازنة بين حرية المعلومات وحرية الأفراد على الإنترنت وبين محاولة حماية الأطفال وما يمكنهم الوصول إليه، كما أن المستخدمين لا يميلون إلى اقتناء هواتف خاصة بالأطفال، إذ يسعى أغلبية المستخدمين لاقتناء أجهزة معتادة ومنتشرة.

إعلان

وحتى مع تثبيت منقحات الإنترنت من قبل الشركات ومصنعي الأجهزة المختلفة توجد دائما طرق للتغلب على هذه المنقحات والالتفاف حولها مهما كانت صارمة وعنيدة، وربما كان ما يحدث مع منصات التواصل الاجتماعي المختلفة والمحتوى الضار الموجود بها مثالا حيا على ذلك رغم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والخوارزميات المعقدة، فضلا عن الاختلافات الثقافية المختلفة حول العالم، فما يعتبر ضارا في المنطقة العربية قد يكون مقبولا بالولايات المتحدة، والعكس صحيح.

وبالتالي، أصبحت مهمة حماية الأطفال على الإنترنت من نصيب أولياء الأمور الذين يجب عليهم إيجاد طرق ملائمة لتطبيق منقحات تلائم ثقافتهم الخاصة وتحمي أطفالهم من المحتوى الضار من وجهة نظر أولياء الأمور.

الحل في التطبيقات الخارجية

وفرت التطبيقات الخارجية الحل المثالي الذي يبحث عنه الآباء لحماية أطفالهم على الإنترنت، فمن ناحية تتيح لهم اختيار المنقحات ووضع الشروط الخاصة التي يرونها ملائمة لحمايتهم، ومن ناحية أخرى توفر حماية متكاملة للأطفال، بدءا من منقحات تصفح الإنترنت وحتى منقحات التطبيقات والرسائل النصية وحتى المواد المخزنة في الهاتف، وفيما يلي مجموعة من أفضل تطبيقات الرقابة الأبوية الخارجية:

تطبيق "بارك" يوفر التطبيق إمكانية تخصيص منقحات المحتوى كما ترغب عبر إضافة كلمات مفتاحية وتطبيقات أو مواقع لمنع الطفل من الوصول إليها (الجزيرة)

يسخّر تطبيق "بارك" الذكاء الاصطناعي لفحص كل ما يتعرض له الطفل عبر الهاتف، بدءا من رسائل البريد الإلكتروني وحتى الرسائل النصية ومنصات التواصل الاجتماعي وحسابات الأصدقاء والملفات المخزنة في الهاتف، وبدلا من حذف المواد الضارة ينبه التطبيق الآباء إلى وجودها ويترك لهم حرية الاختيار.

ويوفر التطبيق أيضا إمكانية تخصيص منقحات المحتوى كما ترغب عبر إضافة كلمات مفتاحية وتطبيقات أو مواقع لمنع الطفل من الوصول إليها بحسب ما يرى أولياء الأمور، كما يوفر إمكانية وقت التشغيل، أي وضع مدة زمنية لاستخدام الهاتف.

إعلان

وتمثل ميزة الحد الجغرافي إحدى أهم المزايا الموجودة في التطبيق، إذ تتيح للآباء مراقبة موقع أطفالهم وموقع الهاتف طوال اليوم حتى لو أغلق الطفل خاصية التتبع والموقع الجغرافي.

وعموما، يمثل التطبيق خيارا متكاملا للرقابة الأبوية، إذ يمكن عبر حساب أب واحد إضافة العديد من الأطفال والأجهزة بشكل غير محدود، كما توفر الشركة هاتفا محمولا يدعم كل هذه المزايا وساعة ذكية توفر المزايا ذاتها.

تطبيق "موبيسيب"  يتيح التطبيق خاصية الحيز الجغرافي ويرسل تنبيهات إلى الآباء في حال غادر الطفل حيزا جغرافيا بعينه (الجزيرة)

يوفر تطبيق "موبيسيب" مجموعة من المزايا المقاربة لتطبيق "بارك"، ولكنه يضيف عليها مزايا أخرى تتمثل في خواص جدول النشاط المكثفة، فيمكن تحديد مدة متغيرة لاستخدام كل نوع من التطبيقات، كما أنه يوفر مجموعة من التقارير المكثفة بشأن استخدام الأطفال الهواتف والتطبيقات التي يمضون الوقت الأكبر بها.

ويتيح التطبيق أيضا خاصية الحيز الجغرافي، ويرسل تنبيهات إلى الآباء في حال غادر الطفل حيزا جغرافيا بعينه، فضلا عن مزايا مراقبة منصات التواصل الاجتماعي ومقاطع الفيديو وغيرها، وهي المزايا الرئيسية التي يبحث عنها الآباء.

ويأتي التطبيق مع مجموعة من الباقات المختلفة التي يمكن الاختيار، ومن بينها بحسب عدد الأجهزة التي تتم مراقبتها، ويعد سعره الاقتصادي إحدى أهم المزايا الموجودة فيه كونه يبدأ من 3 دولارات لمراقبة 5 أجهزة ويصل إلى 20 جهازا في الباقة الكبرى مقابل 8 دولارات شهريا.

تطبيق "كوستوديو"  يملك التطبيق مجموعة من المزايا المخصصة بدءا من إمكانية إيقاف الوصول للإنترنت عن الهاتف أو منع بعض التطبيقات بشكل مخصص من الوصول إلى الإنترنت (الجزيرة)

يجمع تطبيق "كوستوديو" جميع المزايا الموجودة في كافة تطبيقات الرقابة الأبوية، لذا يمثل خيارا متكاملا للآباء القلقين على أطفالهم، وتعد منقحات المحتوى المخصصة والمكثفة ميزته الكبرى، إذ يوفر إمكانية مراقبة الهواتف بشكل كامل عبر لوحة التحكم الخاصة به.

إعلان

ويملك التطبيق مجموعة من المزايا المخصصة وغير الموجودة في مثيلاته، بدءا من إمكانية إيقاف الوصول إلى الإنترنت عن الهاتف أو منع بعض التطبيقات بشكل مخصص من الوصول إلى الإنترنت، وهو يتوفر في باقتين تُدفعان سنويا، وفي الباقة الأعلى بسعر 100 دولار سنويا يرسل التطبيق تنبيهات مخصصة إلى هواتف الآباء لإبقاء عملية المراقبة مباشرة.

خط رفيع بين التطفل والرقابة الأبوية

يفصل خط رفيع للغاية بين التطفل والدكتاتورية والرقابة الأبوية، وهو خط يجب ألا يتجاوزه الآباء بحسب نصائح الأطباء النفسيين، فوفقا لتقرير معهد الصحة الوطني في الولايات المتحدة، فإن الرقابة الأبوية المكثفة تتسبب في أضرار نفسية ممتدة على الأطفال.

وبينما تحاول التطبيقات تجنب هذا الخط الرفيع لا تخشى بعض التطبيقات الأخرى تخطيه وتعمل على توفير نسخة من هاتف الطفل في جهاز الآباء، وهي مثل تطبيقات مراقبة الشاشة والتجسس عليها.

ورغم أن مثل هذه التطبيقات قد توفر مستوى حماية متقدما فإنها تتسبب في أضرار عصيبة على نفسية الأطفال وتعد في بعض القوانين تجسسا على حياتهم الخاصة.

التوعية والرقابة الذاتية

رغم الحاجة إلى تطبيقات الرقابة الأبوية وقدراتها المتطورة فإن الرقابة الذاتية والتوعية بمخاطر المحتوى الضار هما الطريق الأمثل أمام الآباء من أجل حماية أبنائهم، إذ توفر هذه الطريقة حماية مستدامة لنفسية الطفل وعقليته دون إخضاعه لمراقبة مستمرة تهز نفسيته، وهي الطريقة التي ينصح بها أطباء علم النفس وخبراء التربية حول العالم، لما تملكه من آثار إيجابية واسعة وممتدة على حياة الأطفال.

مقالات مشابهة

  • القومي للبحوث يوضح كيفية التدرج في الطعام والعودة للنمط الغذائي الطبيعي بعد رمضان
  • رمضان حول العالم.. سيبانة رمضان من العادات المهمة في لبنان
  • ماذا يحدث لك عند تناول حبة من الموز على السحور؟
  • خلال رمضان.. الجهود التشغيلية تسهل حركة المعتمرين والزوار في المسجد الحرام
  • دراسة حديثة: تناول الطعام الصحي في منتصف العمر يرتبط بشيخوخة صحية
  • أسباب الإسهال في العيد وطرق الوقاية منه .. صور
  • للرجال- 6 فوائد تقدمها بذور الشيا للعضو الذكري
  • مع الانفتاح الواسع للإنترنت وتغلغله في حياتنا.. كيف نحمي هواتف أبنائنا؟
  • علامات تشير إلى أن طفلك يعاني من ضعف السمع
  • ممارسات غذائية خاطئة في رمضان