ما فوائد تعليم الأطفال تناول الطعام ببطء ولماذا تسهل المهمة في رمضان؟
تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT
تشير نتائج دراسات علمية حديثة إلى أن تعليم الصغار تناول الطعام ببطء، قد يكون له دور إيجابي في الوقاية من مشاكل السمنة وزيادة الوزن مستقبلاً. في المقابل، يميل الأطفال في كثير من الأحيان إلى إنهاء وجباتهم بسرعة، حتى يلحقوا بالأنشطة التي يهوون ممارستها.
ويعد الشهر الفضيل فرصة سانحة للوالدين لتعليم أولادهم تناول الطعام ببطء، لكن لماذا رمضان تحديدا؟ وما الخطوات الواجب اتباعها؟
يجب تشجيع الطفل على المضغ الجيد لكل قضمة (بيكسلز) لماذا يجب تناول الطعام ببطء؟تقول أخصائية التغذية العلاجية حنين السالم في حديثها للجزيرة نت: إن الصائم يتناول كميات كبيرة من الطعام والسوائل خلال وقت قصير في شهر رمضان، "لكن تناول الطعام ببطء، يساعد في تحفيز عملية المضغ الجيدة من خلال تحويل الطعام إلى قطع صغيرة وتخليصها من اللعاب".
وتشير الأخصائية إلى أن تناول الطعام ببطء "يسهل عملية الهضم، ويضمن امتصاصا أفضل للعناصر الغذائية عند وصولها إلى المعدة والأمعاء، كما يحد من مشاكل الهضم مثل: الانتفاخ، والغازات، والإمساك، ومن المشاكل الصحية المحتملة مثل ارتفاع مستويات السكر في الدم بعد الإفطار".
وتشرح: "يساعد الأكل ببطء على تجنب الإفراط في الطعام، حيث يتيح للجسم الوقت لإرسال إشارات الشبع (هرمون الغريلين المسؤول عن الشعور بالشبع) إلى الدماغ، ويعني ذلك أنك ستشعر بالشبع بعد تناول كميات أقل من الطعام، مما يساعد في السيطرة على الوزن خلال شهر رمضان، وعند تناول الأكل ببطء يمنح الصائم فرصة أكبر للتذوق والاستمتاع بالوجبة".
حنين السالم: تناول الأكل ببطء يمنح الصائم فرصة أكبر للتذوق والاستمتاع بوجبة الإفطار (الجزيرة)وتقول السالم: إن على الوالدين أن يمثلا قدوة لأطفالهما؛ "فعندما يشاهد الطفل والديه ومن حوله يتناولون الطعام ببطء أثناء وجبة الإفطار، سيتبنى هذه العادة أيضًا".
"ويجب الحرص أثناء وجبة الإفطار على الحوار والتفاعل مع الطفل، وطرح الأسئلة حول يومه، وما يحب أن يفعل، مما يمكن أن يشغل انتباهه ويساعده على تناول الطعام ببطء، مع تجنب مشاهدة التلفاز أو الموبايل أثناء الأكل؛ لأن ذلك يدفع إلى تناول كميات كبيرة دون وعي"، وفق السالم.
وتنصح أخصائية التغذية العلاجية، بتقديم الأطعمة ببطء، وتقسيم الأطباق المحضرة إلى مراحل، "كما يجب إعطاء الطفل وقتا كافيا لتناول وجبته بشكل هادئ دون شعوره بالضغط أو العجلة، مع تشجيعه على المضغ الجيد لكل قضمة".
وتكمل: "عند البدء بالإفطار، قدم للطفل شرحًا بسيطًا عن أهمية تناول الطعام ببطء وبتركيز، واشرح له كيف يساعده ذلك على الشعور بالشبع بشكل أسرع ويحافظ على صحته".
سلام عاشور: لا تُعاقب الطفل إذا لم يتناول الطعام ببطء بل يجب أن تُكافئه على سلوكه الإيجابي (الجزيرة) رمضان فرصة لتعليم الصغارمن جانبها، تقول الأخصائية النفسية الدكتورة سلام عاشور للجزيرة نت: "إن شهر رمضان يُعد فرصة رائعة لتعليم الصغار العديد من العادات والقيم، ومن أهمها كيفية تناول الطعام ببطء".
وتشير عاشور لفوائد تعليم الطفل تناول الطعام ببطء، ومنها:
التحكم في الوزن على المدى الطويل. تقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب. تعزيز التركيز وتحسين الذاكرة.وتتفق عاشور مع "السالم" على ضرورة أن يمثل الوالدان قدوة حسنة للطفل، لذلك يجب أن يتناولا الطعام ببطء أمامه، ويقسما الطعام إلى أجزاء صغيرة، إلى جانب شرب الماء بكميات كافية للمساعدة على الشعور بالشبع.
كما يساعد استخدام أدوات المائدة بشكل صحيح أيضاً على التحكم في سرعة الأكل، ويمكن الاستعانة بالقصص والألعاب لتعليم الطفل كيفية تناول الطعام ببطء.
وتقدم عاشور، نصائح تشدد على أهمية أخذها بعين الاعتبار، منها:
لا تجبر الطفل على إنهاء كل ما في طبقه: يُمكن للطفل ترك ما لا يرغب في تناوله. لا تُقارن الطفل بالآخرين: يجب أن يُقارن الطفل بنفسه فقط.لا تُعاقب الطفل إذا لم يتناول الطعام ببطء: بل يجب أن تُكافئ الطفل على سلوكه الإيجابي.
عندما يشاهد الطفل والديه ومن حوله يتناولون الطعام ببطء أثناء وجبة الإفطار سيتبنى هذه العادة أيضًا (بيكسلز) الطفل وتناول الطعام ببطءأخيراً، نشر موقع "بيلاميس أورغانيك" مجموعة من النصائح حول كيفية مساعدة الطفل على تناول الطعام ببطء، ومنها:
تأكد من الاستمتاع والتركيز بالوجبات على المائدة، حيثما أمكن ذلك دون أي تشتيت إضافي عبر التلفاز أو الأجهزة المحمولة. شجع على تبادل أطراف الحديث أثناء الوجبات لإبعاد التركيز عن الطعام. اطلب من طفلك أن يحسب عدد المرات التي يمضغ فيها كل لقمة، ويهدف إلى البدء بعدد صغير من المضغات، على سبيل المثال 3-5 مضغات لكل لقمة، ثم زيادتها تدريجيا إلى 10 مضغات لكل لقمة. تخصيص وقت بين كل لقمة وأخرى والتشجيع على شرب الماء طوال الوجبة. من الناحية المثالية يجب أن تستغرق الوجبة لطفل يبلغ من العمر 10 سنوات أو أقل ما لا يقل عن 15-20 دقيقة.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات شهر رمضان الطفل على یجب أن
إقرأ أيضاً:
أدب الطفل: مسؤولية بناء الأجيال وصناعة الوعي
17 ديسمبر، 2024
بغداد/المسلة:
رياض الفرطوسي
تعليم الأطفال اللغة العربية ليس مجرد مهمة تعليمية عابرة، بل هو مسؤولية عميقة تتطلب رؤية تربوية واعية وفهماً دقيقاً لاحتياجات الطفل النفسية والثقافية. إن غرس حب اللغة العربية في نفوس الأطفال يبدأ من مراحل التعليم الأولى، وعندما يفقد الأطفال التعليم الصحيح في هذه المرحلة، فهذا يشير إلى وجود خلل عميق في المنظومة التعليمية.
دور المعلم في بناء شخصية الطفل : لا يمكن لأي معلم أن يؤدي دوره بفعالية إذا كان يفتقر إلى المعرفة الكافية بثقافة الطفل واحتياجاته. المعلمون في المراحل الأولى من التعليم يتحملون مسؤولية كبيرة في تشكيل وعي الأطفال اللغوي والثقافي.
لذلك، لا يمكن أن يكون معلم اللغة العربية ناجحاً ما لم يكن مطلعاً على مجموعة واسعة من كتب أدب الأطفال والناشئة.
المعلم بحاجة إلى فهم أن التعليم ليس مجرد تلقين للمعارف، بل هو تفاعل حي بينه وبين الطفل يعتمد على الإبداع والتواصل الفعّال. فالمعلم الذي يقرأ في أدب الأطفال يكتسب أدوات تساعده على تقديم اللغة العربية بطريقة مشوقة وممتعة للطفل، مما يعزز ارتباط الطفل بلغته الأم ويشجعه على التعبير بها بطلاقة.
الكتابة للأطفال عملية حساسة للغاية، لأنها تعكس أفكار الكاتب ومخاوفه وقيمه. الأطفال، بطبيعتهم، أذكياء ويميزون بين ما هو ممتع وما هو تلقيني ممل. لذلك، يجب أن تُقدم المادة الأدبية للأطفال بأسلوب جذاب ومبدع بعيداً عن أسلوب الوعظ المباشر.
أدب الأطفال ليس مجرد أداة للتعليم، بل هو وسيلة للتثقيف والمتعة. يجب على الكتاب الذين يوجهون أعمالهم للأطفال أن يكسروا الصور النمطية التقليدية، ويقدموا محتوى يواكب اهتمامات الطفل ويستجيب لتساؤلاته بأسلوب تلقائي بعيد عن التلقين السطحي.
يواجه أدب الأطفال في العالم العربي قيودًا ثقافية تحد من تنوع موضوعاته. ومع ذلك، يجب على الكُتاب اقتحام القضايا الحساسة التي تؤثر على حياة الأطفال واليافعين، مثل الأمراض النفسية، التنمر، الانتحار، تعاطي المخدرات، الزواج المبكر، وحتى الميول الجنسية.
معالجة هذه القضايا بأسلوب مناسب لعمر الطفل ومستواه الفكري تساعد على خلق وعي مبكر وتمكن الطفل من مواجهة تحديات الحياة بثقة ووعي. كيف يكون تعلم اللغة نافذة على العالم ؟ تعليم الأطفال حب اللغة العربية وإتقانها ليس فقط حفاظاً على الهوية الثقافية، بل هو تمكين لهم من الإبداع والتواصل مع العالم.
اللغة ليست وسيلة للتعبير فحسب، بل هي نافذة للتفكير والتعلم والنمو. لذا، فإن تحسين تعليم اللغة العربية للأطفال يبدأ من إعداد معلمين مؤهلين، وكتابة أدب أطفال يتسم بالجاذبية والعمق، ومواجهة القيود الثقافية التي تعيق تطور هذا المجال.
أدب الأطفال ليس رفاهية أو مجالًا ثانوياً، بل هو أساس لبناء أجيال قادرة على التفكير النقدي والإبداعي. المعلمون والكتاب يحملون مسؤولية كبيرة في هذا المجال، وعليهم أن يدركوا أن المستقبل يبدأ من الطفل، وأن التعليم الحقيقي هو الذي يفتح أمام الطفل آفاقًا واسعة ويجعله محبًا للمعرفة واللغة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts