المندوس يدعو إلى شراكة عالمية لمواجهة تحديات تغير المناخ
تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT
يحتفل العالم في الثالث والعشرين من مارس من كل عام باليوم العالمي للأرصاد الجوية، الذي يهدف إلى تسليط الضوء على الأهمية الكبيرة للأرصاد الجوية في حياتنا اليومية ودورها الحاسم في حماية الأرواح والممتلكات.
ويعد هذا اليوم فرصة لتقدير الجهود المبذولة في مجال الأرصاد والتنبؤات الجوية وكذلك للتوعية بالتغيرات المناخية وتأثيرها على كوكبنا.
ويحمل يوم الأرصاد الجوية العالمي لهذا العام أهمية خاصة، حيث يشهد لحظة فارقة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية مع تولي رئيس المنظمة والسكرتير العام الجديدين مهام عملهما بعد انتخابهما أخيراً، ومن المتوقع أن تُضفي هذه التغييرات في القيادة رؤى جديدة وزخماً متجدداً على جهود المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، ويُتوقع من القادة الجدد أن يتناولوا تعقيدات الديناميكيات المناخية العالمية باستراتيجيات مبتكرة وتعاون دولي معزز، بهدف قيادة المنظمة نحو آفاق أرحب في مواجهة التحديات الملحة المتعلقة بالطقس والماء والظواهر المناخية.
وقال الدكتور عبد الله المندوس مدير عام المركز الوطني للأرصاد رئيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، في كلمة له بهذه المناسبة: بصفتي الرئيس الجديد للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، يشرفني أن أتوجه بالتهنئة إلى المجتمع العالمي بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للأرصاد الجوية هذا العام، مشيراً إلى التقدم الكبير الذي تم إحرازه في مجال الأرصاد الجوية ودوره الحاسم في تشكيل مستقبل مستدام، وأكد: نبدأ فصلاً جديداً مميزاً بالوحدة والابتكار والالتزام الراسخ برفاهية كوكبنا.
وأشار المندوس إلى أن موضوع اليوم العالمي للأرصاد الجوية هذا العام «في طليعة العمل المناخي»، يسلط الضوء على العلاقة المعقدة بين مناخنا وموارد المياه، ويعمل كتذكير بالغ الأهمية بالتحديات التي نواجهها بسبب تقلبات المناخ والتغيرات المناخية، والحاجة الملحة للعمل المشترك لضمان أمن المياه للجميع.
وأضاف: في سنتي الأولى كرئيس، ألتزم بشدة بتعزيز التعاون الدولي واستخدام أحدث العلوم والتكنولوجيا لتحسين الخدمات المتعلقة بالطقس والمناخ والمياه في جميع أنحاء العالم، جهودنا تهدف ليس فقط إلى تعزيز فهمنا لظواهر الغلاف الجوي للأرض، ولكن أيضاً إلى استغلال هذه المعرفة لحماية الأرواح والممتلكات وتعزيز التنمية الاقتصادية.
وشدد على أنه لا يمكن التقليل من أهمية خدمات الأرصاد في التخفيف من الآثار السلبية لتغير المناخ، ومن الضرورة القصوى تحسين أنظمة التحذير المبكر للأحداث الجوية القاسية والدعم المستمر لإدارة موارد المياه والزراعة، لذلك يعتبر دور الأرصاد الجوية في بناء مجتمعات ونظم بيئية مرنة أمراً بالغ الأهمية.
ودعا الدكتور عبد الله المندوس الحكومات والمنظمات والأفراد إلى الانضمام إلى شراكة عالمية لمواجهة التحديات العاجلة التي يطرحها تغير المناخ. وقال: معاً يمكننا تعزيز ثقافة الاستعداد والابتكار من أجل مستقبل مستدام، وضمان استمرار الأرصاد الجوية كشعاع من الأمل ومحرك للتقدم.
وتوجه رئيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، في ختام كلمته، إلى المجتمع الدولي قائلاً: بينما نمضي قدماً، دعونا نتذكر أن أفعالنا اليوم ستشكل إرث المناخ الذي نتركه للأجيال القادمة. دعونا نسعى لعالم يسود فيه الوئام بين الإنسان والطبيعة، موجهاً بمبادئ الاستدامة والإنصاف والتميز العلمي.
جدير بالذكر أنه قد تم انتخاب الدكتور عبد الله المندوس في يونيو من العام الماضي لرئاسة المنظمة العالمية للأرصاد الجوية لمدة أربع سنوات تبدأ من 2023 وتمتد حتى 2027.
وتلعب هذه الوكالة المتخصصة التابعة للأمم المتحدة والتي تضم 139 دولة أعضاء، دوراً حيوياً في التعاون والتنسيق الدوليين بشأن حالة الغلاف الجوي للأرض وتفاعله مع البيئة والمحيطات، بالإضافة إلى الطقس والمناخ الناتج عن ذلك وتوزيع الموارد المائية المترتبة على هذا التفاعل.
(وام)
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الأرصاد الجوية المنظمة العالمیة للأرصاد الجویة الأرصاد الجویة
إقرأ أيضاً:
تغير المناخ يفاقم الخسائر الاقتصادية في أفريقيا
أحمد مراد (القاهرة)
أخبار ذات صلة مدير عام بلدية رأس الخيمة لـ«الاتحاد»: تقنيات حديثة لدعم استراتيجيات التكيف مع المناخ الصين: بكين وواشنطن قادرتان على تحقيق أمور عظيمة بتعاونهماتُعاني غالبية الدول الأفريقية من تفاقم تداعيات التغير المناخي بشكل ملحوظ ومتنام، لا سيما مع تعدد موجات الحر القاتلة والأمطار الغزيرة والفيضانات والجفاف التي تضرب القارة السمراء لفترات طويلة، ما يجعلها تتكبد خسائر اقتصادية فادحة.
وكان الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، سيمون ستيل، قد كشف في وقت سابق عن أن تداعيات الاحتباس الحراري العالمي تكلف الدول الأفريقية نحو 5% من ناتجها الاقتصادي، كما أوضحت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن القارة تتكبد بشكل متزايد خسائر فادحة مع اضطرار العديد من الدول إلى إنفاق نحو 9% من موازناتها لمكافحة التغيرات المناخية المتطرفة.
وشدد مدير مشروع التغيرات المناخية بالأمم المتحدة، الدكتور سمير طنطاوي، على خطورة التغيرات المناخية المتطرفة التي تضرب القارة الأفريقية في الوقت الراهن، لا سيما مع تفاقم تداعياتها التي تطال جميع جوانب حياة ملايين الأفارقة.
وذكر الخبير الأممي في تصريح لـ«الاتحاد» أن موجات الحر والجفاف والأمطار الغزيرة والفيضانات التي تضرب الدول الأفريقية بين الحين والآخر يترتب عليها خسائر اقتصادية فادحة تتكبدها الموازنات العامة لهذه الدول التي تخسر حالياً ما بين 2% و5% في المتوسط من الناتج المحلي الإجمالي، بحسب التقديرات الأممية والدولية.
وقال طنطاوي: إن «أفريقيا تساهم بأقل قدر في ظاهرة الاحتباس الحراري باعتبارها الأقل تلوثاً مقارنة بالدول الصناعية، ورغم ذلك تتحمل العبء الأكبر من تداعيات التغيرات المناخية، ما يجعل المجتمع الدولي مُطالباً بتحمل مسؤولياته تجاه دعم الدول الأفريقية لمواجهة آثار التغير المناخي والتكيف معها، وقد شكل هذا الأمر إحدى أبرز توصيات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28».
وأشار مدير مشروع التغيرات المناخية بالأمم المتحدة إلى أن «مؤتمر COP28 وضع حلولاً مبتكرة وتفاهمات جديدة لمواجهة تداعيات التغيرات المناخية والحد من تأثيراتها في الدول النامية والفقيرة، وبالأخص في أفريقيا، التي تُعاني من أزمة نقص التمويل»، مشدداً على ضرورة تنفيذ مقررات وتوصيات المؤتمر الرامية لتعزيز قدرات وإمكانيات الدول الأفريقية بشكل يجعلها قادرة على مواجهة آثار التغير المناخي والتكيف معها.
وأوضح الخبير البيئي، رئيس قسم التكنولوجيا الحيوية البيئية بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، الدكتور تحسين شعلة، أن القارة الأفريقية من أكثر أقاليم ومناطق العالم تأثراً بالتغير المناخي، إذ تضم 17 من أصل 20 دولة الأكثر عرضة للتغيرات المناخية، وشهدت القارة خلال السنوات القليلة الماضية العديد من الصدمات المناخية الحادة، ما أدى إلى نزوح ملايين السكان، وتدمير البنية التحتية، وإتلاف المحاصيل الزراعية.
وذكر الخبير البيئي لـ«الاتحاد» أن الموارد الاقتصادية في الدول الأفريقية تتأثر كثيراً بتداعيات التغير المناخي التي تصاحبها خسائر فادحة في الممتلكات والأرواح، ما يجعل فاتورتها الاقتصادية باهظة جداً.
وشدد شعلة على ضرورة مساندة ودعم الدول الأفريقية لمواجهة تداعيات التغير المناخي والتخفيف من آثارها، وهو ما أوصت به جميع مؤتمرات الأمم المتحدة للمناخ.