كشف رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيث، في تصريح له عقب اجتماع للمجلس الأوروبي في بروكسل يوم (الجمعة)، أن بلاده اتفقت مع زعماء كل من أيرلندا، ومالطا، وسلوفينيا على اتخاذ الخطوات الأولى نحو الاعتراف بدولة فلسطين.

وتوقع سانتشيث أن يتم الاعتراف الإسباني خلال الدورة التشريعية الحالية التي تستمر 4 سنوات، والتي بدأت العام الماضي.

وأضاف للصحفيين أنه توصل إلى الاتفاق مع زعماء أيرلندا، ومالطا، وسلوفينيا في اجتماع على هامش قمة المجلس الأوروبي. وجاء في بيان مشترك أصدرته أيرلندا عقب الاجتماع:

نتفق على أن السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار الدائمين في المنطقة هو تنفيذ حل الدولتين، حيث تعيش الدولتان الإسرائيلية والفلسطينية جنباً إلى جنب في سلام وأمن.

واتفقت الدول العربية والاتحاد الأوروبي خلال اجتماع في إسبانيا في نوفمبر على أن حل الدولتين هو الحل الوحيد للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ومنذ عام 1988 اعترفت 139 دولة من أصل 193 دولة في الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

من «زعماء الإصلاح» إلى «إصلاح الفكر»

(1)

ارتبط «الإصلاح» في الثقافة العربية الحديثة والمعاصرة بالأسماء، منذ بواكير التأليف في هذه المسألة، وكأن الإصلاح من صنع الأفراد وإبداعاتهم الخالصة، وليس حركة تاريخية تتولَّد في المجتمع. وغلب على التأليف في الإصلاح التأليف طبقًا للمصلحين وأسماء الأعلام، وكأنها اجتهادات فردية صرفة، نجومًا زاهرة في ظلام التخلف بلا تاريخ أو بنية اجتماعية.

يمثل هذا التوجه خير تمثيل كتاب «زعماء الإصلاح في العصر الحديث» الذي صدرت طبعته الأولى عام 1949، وتناول فيه المرحوم أحمد أمين عشر شخصيات اعتبرها بشكلٍ أو بآخر ضمن فريق الإصلاح والتجديد الديني والفكري في العالمين العربي والإسلامي، في القرن التاسع عشر، وحتى الربع الأول من القرن العشرين. من ضمن من شملتهم فصول الكتاب «علي مبارك» مهندس العمران وأبو التعليم في العصر الحديث، والإمام المصلح المجدد «محمد عبده»، والزعيم الثوري، والمفكر الراديكالي «جمال الدين الأفغاني»، فضلًا على عدد من الأسماء الأخرى غير العربية في تركيا والهند وباكستان.

المسافة التي تفصل بين كتاب المرحوم أحمد أمين وكتاب نصر حامد أبو زيد «إصلاح الفكر الإسلامي» الصادر بعد وفاته بأربعة عشر عاما تقريبا هي المسافة بين رؤية ومحاولات الرواد النهضويين لقراءة الفكر العربي والإسلامي في وقتهم وتحت مظلة «التوفيق»، ومحاولات واحد من الجيل الثالث تسلح بعدة منهجية عميقة ووافرة، واستطاع أن يقدم للفكر العربي رؤية إصلاحية تجديدية عميقة استندت إلى ثقافة واسعة وعقل نقدي من طراز فريد، وتأمل فلسفي لم يتوافر لنظرائه وأقرانه بهذه الدرجة من الرهافة والعمق، جلبت عليه في النهاية سخط المتزمتين والمتطرفين ما عرضه لمحنته المشهورة في تسعينيات القرن الماضي، اضطر معها إلى الخروج من مصر في عام 1995 والتدريس بإحدى أعرق جامعات هولندا حتى رحيله في 2010.

(2)

يمثل «زعماء الإصلاح في العصر الحديث»، فيما أظن، أول محاولة لاستعراض جهود الإصلاح المرتبطة بالأشخاص أو الأعلام الذين قدموا إسهاما إصلاحيا بارزا على مستوى الفكر أو المؤسسات أو كليهما. ويستعرض العلامة أحمد أمين في «زعماء الإصلاح» الأسماء (أسماء المصلحين كما يراهم) إما تاريخيًّا منذ البداية عند محمد بن عبد الوهاب حتى النهاية عند محمد عبده، ودون تصنيفٍ لهم في مدارس متصلة أو متمايزة: الإصلاح الديني (محمد بن عبد الوهاب، ومحمد عبده، أحمد خان)، والإصلاح السياسي، (الأفغاني، وخير الدين التونسي، وعبد الله النديم، ومدحت باشا، وأمير علي)، والإصلاح الثقافي الجامع بين الإصلاحين الديني والسياسي، ويشمل التعليمي (علي مبارك) والفكري (الكواكبي). هذا بإيجاز ملخص شديد لخريطة موضوعات الكتاب كما عالجها أحمد أمين.

أما هذا الكتاب الذي نعرض له اليوم في (مرفأ قراءة) بمناسبة الذكرى الرابعة عشرة لرحيل المفكر والأكاديمي نصر أبو زيد (1943-2010) فهو واحد من الكتب التي كتبها بالإنجليزية وصدر في 2006، ولم تنشر قبل ذلك بالعربية قبل إنجاز هذه الترجمة التي اضطلعت بها مؤسسة هنداوي للثقافة والعلوم، قبل أشهر قليلة.

في هذا الكتاب، يستعرض نصر أبو زيد «ردَّ الفعل الإيجابي والليبرالي والمنفتح المتضمَّن في كتابات المفكِّرين المسلمين؛ إذ يصطحبنا في رحلةٍ نقدية في أنحاء العالم الإسلامي، يلتقي فيها مفكِّرين مسلمين من بلدانٍ عديدة، أبرزها مصر وإيران وإندونيسيا، في سعيهم لتحرير الإسلام من التفسيرات السَّلَفية والمركزة على الشريعة. يُبرِز هؤلاء المفكِّرون أهميةَ أن يكون هناك إسلامٌ ثقافي ومستنير، وإيمانٌ فردي؛ فإلى أي درجةٍ أسهَم هؤلاء المفكِّرون الإصلاحيون في تجديد الفكر الإسلامي تجديدًا حقيقيًّا؟».

(3)

في تصديره للكتاب، يقول الأستاذ الدكتور «دبليو بي إتش جيه فان دي دونك»، رئيس المجلس العلمي لسياسة الحكومة الهولندية:

هذه الدراسة، التي كتبها، بدعوة من المجلس العلمي لسياسة الحكومة الهولندي، المفكر المصري البارز، نصر حامد أبو زيد، هي نتاجٌ لذلك التأمل المستنير للتراث الإسلامي. إنها تُبيِّن كيف حاول المفكِّرون المسلمون الإصلاحيون من مصر وإيران وحتى إندونيسيا منذ وقتٍ مبكر تخليص الإسلام من التفسيرات التقليدية التي تركِّز على الشريعة، ونزعوا إلى إبراز قيم إسلام ثقافي و«مستنير» وديناميكي. ويرفض الكثير من خلفائهم المعاصرين الإسلامَ الجامدَ الذي تدعمه الأنظمة السياسية السلطوية والمحافظون؛ فهم يريدون أن يحلَّ محله إسلامٌ حديث وروحاني وأخلاقي. لكن للأسف الحداثة باعتبارها منتجًا غربيًّا، والمعادلة بين الديمقراطية وحقوق الإنسان وبين التغريب، لا يزالان هما المهيمنَين خارج هذه الدوائر الفكرية.

يتضح من البداية سعي نصر أبو زيد إلى اقتناص اللحظة التي تبلور فيها ما يسمى بالاتجاه التوفيقي في الفكر الإسلامي، ويرى أنه مع تبلور «التعارض» بين قيم الثقافة الإسلامية التراثية التقليدية، وقيم الحضارة الغربية الوافدة التي تمثلت في الحملة الفرنسية ومع نتج عن احتكاك بها، نشأت الحاجة إلى «التوفيق» وبدأ التفتيش داخل تراث الذات -الإسلامي بصفة خاصة- عن مبررات لقبول ما هو صالح فقط من منتجات الغرب العقلية والفكرية من جهة، والاجتماعية والسياسية من جهة أخرى، وكان هذا «التوفيق» هو محور إنجاز التيار الإصلاحي الذي مثله بالأساس جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده.

كان منطق «الإصلاح» أنه «لا يفل الحديد إلا الحديد»، وأن علينا أن نناهض الغرب ونقاومه مستعينين بأسلحته المادية والفكرية، وأن الهدف الأساس هو المقاومة مع الحفاظ على هوية الذات خشية أن تذوب، من هنا قدم محمد عبده قراءته لعلم الكلام في «رسالة التوحيد»، كما بدأ تفسيره للقرآن بهدف نفي الأسطورة والخرافة، وتأكيد الطابع العقلي للوحي. وفي الوقت نفسه بدأت ردوده على إرنست رينان في هجومه على الثقافة العربية الإسلامية.

(4)

يوضح أبو زيد مسارا منهج البحث المعتمد في دراسته تلك على النحو التالي: بعد التصدير والمقدمة، تنقسم باقي الدراسة إلى أربعة فصول؛ الفصول الثلاثة الأولى منها مرتَّبة ترتيبًا زمنيًّا، وتتناول فترة ما قبل الاستعمار؛ أي، القرن الثامن عشر (الفصل الثاني)، وهذا الفصل يمثل محورا أساسيا بل مرتكزا في الدراسة، حيث سيتناول هذا الفصل فترة ما قبل الاستعمار، وعلى الأخص القرن الثامن عشر، حين جرى التأكيد على أهمية التراث من خلال استحضار سلطته وقيمه من أجل الحفاظ على القوة الاجتماعية للمسلمين وتضامنهم واستقرارهم. وفي هذا الصدد سنعرض بإيجازٍ الأفكار الأساسية لمفكرين مثل شاه ولي الله (1702-1762) في الهند والحركة الوهابية في نجد. والهدف من هذا الاختيار المحدود هو المقارنة بين خلفيتَين ثقافيتَين، أنتجتا صيغتَين مختلفتَين لإحياء الإسلام.

أما الفصلان الثالث والرابع فيتناولان القرن التاسع عشر (الفصل الثالث)، والقرن العشرين (الفصل الرابع). واختيار مفكِّرين من دولٍ شتَّى، مثل مصر والهند وباكستان وإندونيسيا، يعكس التنوُّع العريض للعالم الإسلامي، ويربط بين أسلوب التفكير والسياق التاريخي والاجتماعي السياسي.

ويشير أبو زيد إلى أن تركيزه الرئيسي هنا بالأساس على أولئك المفكرين الذين كانوا مجدِّدين بحق، بأن أضافوا رؤى جديدة للموضوعات قيد المناقشة، فأتاحوا بذلك المجال للنقاش شيئًا فشيئًا. ويناقش الفصل الرابع نشأة الإسلام السياسي. كما أنه يقدم دراستَي حالة عن الفكر الإسلامي في إندونيسيا (القسم 4-7) وفي إيران (القسم 4-8). ويرى أبو زيد أن إندونيسيا تحديدا تقدم حالةً مثيرة للاهتمام للفكر الإسلامي، فيما يتعلق بالتعددية الدينية والتعددية الثقافية باعتبارهما من أسس الديمقراطية.

وفي إيران، أسفَرَت معايشة الإسلام السياسي في ظل حكم ديني عن جدلٍ عميق بين المفكِّرين المسلمين بشأن العلاقة بين الدين والدولة. وأخيرا يركِّز الفصل الخامس على الطرق التي يتناول بها مفكرون مختارون من خارج العالم الإسلامي موضوعاتٍ مثل «الشريعة» و«الديمقراطية» و«حقوق الإنسان». ثم خاتمة توجز أهم الأفكار التي عرض لها المؤلف في فصول دراسته.

مقالات مشابهة

  • بعد فوزه في الانتخابات.. زعيم اليسار الفرنسي يتعهد بالاعتراف بدولة فلسطين
  • تفاصيل اجتماع مصطفى مع المدير العام في البنك الأوروبي
  • الكشف عن السبب الحقيقي لقرار الجزائر توقيف ضخ الغاز عبر الأنبوب المار من المغرب
  • تكريماً لـ تايلور سويفت.. تغيير اسم مدينة ألمانية
  • بالأسماء - صدور مجموعة جديدة من جوازات السفر
  • من «زعماء الإصلاح» إلى «إصلاح الفكر»
  • عقب لقاء جمع بوتين برئيس وزرائها.. هنغاريا تلغي اجتماعًا بين وزير خارجيتها ونظيرته الألمانية
  • "يجب على أوكرانيا الاستسلام".. بوتين يستقبل أوربان وسط انتقادات أوروبية
  • الكشف عن شرط تعاقد برشلونة مع نجم الدوري الإسباني
  • خلال اجتماع “الكابينت”.. الكشف عن تفاصيل هجوم من بن غفير على نتنياهو