جريدة الرؤية العمانية:
2024-06-27@10:11:37 GMT

مبادرة "فك كربة" في رمضان

تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT

مبادرة 'فك كربة' في رمضان

 

د. محمد بن عوض المشيخي **

 

 

العمل الخيري هو أجمل وأنبل المواقف التي يُسطِّرها أصحاب الهمم العالية والنفوس الزكية، فكم هم عظماء هؤلاء الناس من حولنا الذين أنفقوا من أموالهم في سبيل الله لإنقاذ غيرهم ممن ينتظر الفرج، إنه الكرم الحاتمي بما تحمله هذه الكلمة من معنى.

لما لا وهم أصحاب الأيادي البيضاء الذين يتجلى ظهورهم في النسخة الحادية عشرة من مبادرة (فك كربة)، بعزيمة تعانق السماء، فتلك الجهود رصيد للإنسانية جمعاء عبر التاريخ، ولعلنا نشير هنا إلى تبرعات الوقف من قبل بعض رجال الأعمال في أوروبا وأمريكا في تأسيس الجامعات والمراكز العلمية التي أصبحت بوصلة للفكر والإبداع للعالم بأسره مثل جامعة استانفورد وهارفارد وبعض كليات جامعة أكسفورد البريطانية وغيرها من المؤسسات الوقفية التي هي حاليا موطن للاختراعات العلمية ومصدرا للبحوث الرصينة التي تقود إلى معالجة الكثير من الأمراض المستعصية في العالم.

يبدو لي أن هذه الأعمال الخيرية التي تلم شمل الأسر التي فرقتها الأيام وباعدت بينها الأحكام القضائية؛ لهو قمة في العطاء والمعروف في هذا البلد العزيز، لقد ارتقت المجتمعات في معظم دول العالم من خلال أشخاص رائعين يتبرعون بسخاء للمحتاجين والمعسرين، وخاصة من هم خلف القضبان بسبب الأحكام القضائية التي لا تمنح لمن أخطأ فرصة ثانية؛ بل تعمل على تنفيذ التشريعات السارية حرفيًا حسب القانون، فلا يدرك هؤلاء أن بعض الأحيان يتطلب بأن تكون الرحمة فوق القانون.

لا شك أنَّ مبادرة "فك كربة" لجمعية المحامين العمانية في نسختها الأخيرة، والتي تسعى إلى جمع التبرعات المالية بهدف فك أسر المعسرين من نزلاء السجون بسبب مطالبات مالية مترتبة عليهم في قضايا مدنية وتجارية وشرعية وعمالية، لهو عمل خيري جدير بالتقدير والإشادة لأن من خلاله يتم إطلاق سراح القابعين في السجن، خاصة الذين لهم أسر وأطفال؛ فهذه المبادرة تمنحم فرصة جديدة لكي يندمجوا مع المجتمع ويبدأوا فصلًا جديدًا في هذه الحياة قوامها العبر والاستفادة من الدروس والأخطاء التي قادتهم إلى غياهب السجون.

لقد تعددت الأعمال الإنسانية في هذا البلد العزيز؛ إذ تابعنا خلال الأيام الماضية مساهمة العديد من المؤسسات الحكومية والخاصة في تقديم الدعم لجمعية المحاميين العمانية من خلال دعوة الموظفين في تلك المؤسسات للتبرع لمبادرة (فك كربة)  التي سبق لها أن نجحت بالإفراج عن أكثر من 5890 سجينًا، وذلك منذ تأسيسها عام 2012، بينما تعمل هذه الأيام المباركة على إطلاق سراح 1500 حالة جديدة، وذلك في إطار برنامجها السنوي 2024.

ما يُميِّز هذا العام نجاح جمعية المحامين العمانية باستقطاب كوكبة من رموز المجتمع المدني المؤثرين للحديث عن أهمية التبرع لفك كربة السجناء الذين ضاقت بهم السبل ويحتاجون إلى يد العون من الميسرين والتجار في السلطنة، فقد عجت وسائل التواصل الاجتماعي بدعوات صادقة من الوزير السابق معالي يوسف بن علوي عبدالله، وصاحبة السمو السيدة حجيجة آل سعيد رئيسة مجلس إدارة جمعية الأطفال ذوي الإعاقة، والدكتور راشد البلوشي رئيس لجنة حقوق الإنسان العمانية.

وعلى الرغم من ذلك؛ فإن جمعية المحامين العمانية التي تشرف على هذه المبادرة لا تزال بعيدة عن تحقيق طموحاتها؛ فهؤلاء المحامون عازمون على محاولة الإفراج عن جميع السجناء المعسرين خاصة الذين لهم أطفال وأسر تنتظرهم في الخارج.

تحية صادقة لجميع القائمين على هذه المبادرة الإنسانية الرائعة، فعزيمة أعضاء جمعية المحامين العمانية قوية وجديرة بالتقدير والاحترام؛ من هنا فقد نالت ثقة الجميع في سلطنتنا الحبيبة، فكانت جائزة المسؤولية الاجتماعية للشركات لعام 2023 التي تمنحها صحيفة الرؤية العمانية من نصيب هذه المؤسسة القانونية العريقة والتي بحق جديرة بالتكريم.  

وفي الختام.. لا يمكن الحديث عن مساعدة المحتاجين وفك كربة المعسرين، دون الإشارة إلى واحد من رموز الكرم والسخاء في سماء السلطنة، الذي كانت في أيامه الذهبية تغطي مظلته الجميع ناشرة الخير والرخاء والاستقرار بين أفراد المجتمع، إنه الشيخ سعود بن سالم بهوان- طيب الله ثراه-، فقد حمل هذا الرجل العظيم راية العمل الخيري في البلاد بلا منازع، فكان عطاء المرحوم منقطع النظير، خاصة في محاربة الفقر، فقد شمل العطاء البدو والحضر في الولايات والصحاري العُمانية، كم هو جميل أن نحلم اليوم بوجود شخص مثل سعود بهوان من بين عشرات التجار الذين تزيد ثرواتهم عن الشيخ سعود، فهل نجده لكي يفك أسر من ينتظر الفرج من أصحاب الكرب الذين هم حاليًا خلف القضبان؟

** أكاديمي وباحث مختص في الرأي العام والاتصال الجماهيري

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

“جمعية الصحفيين” تنظم ورشة عمل حول ” أهمية الظهور الإعلامي المميز في وسائل الإعلام”

نظمت جمعية الصحفيين الإماراتية في مقرها بأبوظبي ورشة عمل بعنوان “أهمية الظهور الإعلامي المميز في وسائل الإعلام”، في إطار برامج تدريبية متطورة تهدف من خلالها الجمعية إلى صقل مهارات الصحفيين في الإمارات.
قدم الورشة التي شارك فيها عدد من الصحفيين والإعلاميين الدكتورة أمل ملحم، المدير العام لشركة ( A.M Media ) التي استعرضت وسائل تطوير الاستراتيجيات المثلى للتفاعل مع وسائل الإعلام المختلفة، وكيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتعزيز الحضور الإعلامي، الذي أصبح أداة قوية لبناء الهوية الشخصية والمهنية، وتعزيز الرسائل التي يرغب الفرد أو المؤسسة في إيصالها للجمهور.
كما تناولت الدكتورة أمل خلال الورشة مجموعة من المحاور الأساسية من أبرزها تقنيات التحدث بثقة أمام الكاميرا. وإعداد وتقديم المقابلات الإعلامية بشكل ناجح والاستراتيجيات المثلى للتفاعل مع وسائل الإعلام المتنوعة مثل التلفزيون، الراديو، والصحافة المكتوبة بالإضافة إلى كيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتعزيز الحضور الإعلامي.
من جهتها أكدت ريم البريكي عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين الإماراتية رئيسة لجنة التدريب والتطوير، أن تنظيم الجمعية لمجموعة من الدورات التدريبية المتخصصة في الفترة المقبلة سيسهم في تحسين مهارات الصحفيين والإعلاميين ومواكبة التطورات السريعة التي يشهدها مجال الإعلام.

وقالت أن هذه المبادرة تأتي ضمن جهود الجمعية لتعزيز قدرات منتسبيها وتزويدهم بأحدث التقنيات والأدوات الصحفية الحديثة مشيرة إلى ان الدورات التدريبية تشمل مجموعة متنوعة من الموضوعات الحيوية، منها: الصحافة الرقمية، توظيف الذكاء الاصطناعي، تقنيات جمع المعلومات وتحليلها، تعلم فنون التصوير الرقمي، استراتيجيات التعامل مع وسائل الإعلام الرقمية وتعزيز التفاعل مع الجمهور، ودورات فهم المبادئ الأخلاقية في العمل الصحفي.
وتضم الورشة دورات تعنى بتطوير الذات وفن التعامل مع الصعوبات والتحديات التي تواجه الإعلاميين في حياتهم العامة والمهنية، إضافة إلى تعزيز المفاهيم الصحيحة لأساليب الحياة الصحية.
وقالت البريكي ” نحن متحمسون لبدء هذه الدورات التدريبية، ونتطلع إلى تأثير إيجابي على جودة العمل الصحفي والإعلامي في المستقبل.
وأوضحت أن جمعية الصحفيين الاماراتية تدرك أهمية التطور المستمر في المجال الإعلامي، مشيرة إلى أن هذه الدورات تهدف إلى تزويد الصحفيين بالمهارات اللازمة لمواجهة تحديات العصر الرقمي وتلبية احتياجات الجمهور بشكل فعّال.
وأضافت “نهدف من خلال هذه الدورات إلى إنشاء بيئة تعليمية تفاعلية تعزز التبادل الفعال للمعرفة والخبرات بين الصحفيين ذوي الخلفيات والتخصصات المتنوعة”.
واعتبرت البريكي هذه الدورات فرصة ممتازة للعاملين في مجال الإعلام لتطوير مهاراتهم ومواكبة آخر التطورات في عالم الإعلام الحديث، منوهة بأنها مفتوحة لجميع المهتمين بتطوير مهاراتهم الإعلامية، سواء أكانوا من رواد الأعمال أم المختصين في مجالات مختلفة أو حتى الطلاب الذين يتطلعون للتميز في مجالهم.

وعبرت الدكتورة أمل ملحم عن سعادتها في تقديم ورشة العمل المتضمنة موضوعا حيويا وهو ″ أهمية الظهور الإعلامي المميز في كافة وسائل الإعلام″ مشيرة إلى أن الظهور الإعلامي أصبح اليوم أكثر من مجرد تقديم معلومات، وإنه أداة قوية لبناء الهوية الشخصية والمهنية، وتعزيز الرسائل التي يرغب الفرد او المؤسسة في ايصالها للجمهور.


مقالات مشابهة

  • تصريح سعودي : مفاوضات مسقط هدفها هذا الأمر
  • نداءٌ من جمعية AIA: لتأمين دفاتر السيارات وتجديد رخص السوق!
  • فيلم الضيف الخفي لفرع جمعية العاديات بحمص
  • "التنمية الاجتماعية" تتفقد فرع "جمعية إحسان" بجنوب الباطنة
  • “جمعية الصحفيين” تنظم ورشة عمل حول ” أهمية الظهور الإعلامي المميز في وسائل الإعلام”
  • جمعية مستثمري العاشر تبحث مع وزير الرياضة أوجه التعاون المشترك
  • يمن العزة ونصرة غزة
  • وزير الشباب والرياضة يبحث مع جمعية المستثمرين بالعاشر من رمضان سبل التعاون المشترك
  • وترجَّل فارس الثقافة العُمانية والعربية
  • «المحامين العرب» يدعو لإئتلاف عربي دولي لمناهضة الأبرتهايد والاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي