عربي21:
2025-01-24@05:23:34 GMT

خطورة الممر المائي الجديد على مصر وغزة

تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT

كشف الرئيس الأمريكي جو بايدن في مطلع مارس 2024 عن خطط لإنشاء الجيش الأمريكي ميناء على ساحل غزة يتيح توزيع نحو مليوني وجبة يوميا بعد أن تسبب العدوان الدائر منذ أكثر من 5 أشهر في واحدة من أسوأ مجاعات التاريخ الحديث.

فكرة الممر المائي ليست جديدة وتم طرحها أكثر من مرة خلال العشر سنوات الماضية وفي كل مرة عطلتها إسرائيل.



بعد العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014 وخنق القطاع بالحصار لسنوات طويلة ظهرت فكرة إنشاء ممر مائي بين غزة وقبرص وكانت مصر وسيطة في تلك الفكرة التي كانت تقوم على اتفاق هدنة لمدة 10 سنوات وأن يعاد تشغيل ميناء غزة لتخفيف الوضع داخل القطاع، خاصة وأن مساحة الميناء تمتد على طول 323 مترا كما يوجد في غزة مرفأ صغير للصيادين بقطر 400 متر وعمق المياه 5 أمتارويبلغ طول قناة مدخل الميناء ما يقرب من 700 متر ما جعل القطاع مؤهلا آنذاك لتشغيل الميناء وإنشاء ممر مائي لكن إسرائيل عطلت الفكرة ورفضت المشروع.

بعدها بأربع سنوات، تكرر الأمر في 2018 بمبادرة قطرية هذه المرة هدفها كان كسر الحصار وإدخال المساعدات وتفعيل ميناء غزة وذلك بالتنسيق بين إسرائيل ومصر وقطر لكن إسرائيل رفضت المبادرة أيضا.

ولكن يبدو أن الأمر مختلف تماما هذه المرة.

في 1 نوفمبر 2023 أعلن رئيس قبرص الرومية نيكوس خريستودوليدس في مؤتمر للمساعدات الإنسانية عقد في العاصمة الفرنسية باريس فكرة إقامة ممر بحري لنقل المساعدات إلى غزة من جزيرة قبرص.. بموجب الاقتراح القبرصي ستخضع البضائع للتفتيش الأمني وذلك في ميناء لارنكا القبرصي قبل نقلها إلى غزة حيث يقع على بعد 370 كيلومترا من غزة وذلك الممر المائي سيمرر المساعدات من قبرص إلى غزة مباشرة  وليس عبر مصر (معبر رفح) أو دولة الاحتلال المجاورتين.

عقب هذا الاعلان القبرصي تهافت قادة الغرب على تأييد الفكرة مباشرة، في 5 نوفمبر 2023 زار وزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكن" قبرص من أجل هذا المقترح، ودعم الفكرة وأكد تأييد واشنطن لها، عقبه مباشرة موافقة الاتحاد الأوروبي على إنشاء الممر المائي وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تأييده للمشروع، كما رحب توني بلير (رئيس الوزراء البريطاني الأسبق) بالفكرة أيضا.

في 19 ديسمبر أعلنت الخارجية الإسرائيلية على غير العادة أن تل أبيب تبحث مع قبرص "تشغيل" ممر بحري بين الأخيرة وغزة، وفي اليوم التالي في 20 ديسمبر أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين تأييد فتح ممر بحري بين قبرص وغزة وقال كوهين: "إن الممر سيخضع لتفتيش أمني تنسقه إسرائيل" وشكر الوزير الإسرائيلي قبرص على ما أطلق عليه "المبادرة الهامة".

بالنسبة لغزة وأهلها يعد هذا الممر المائي المسمار الأخير في نعش القضية الفلسطينية، فالهدف الرئيسي ان تتحول غزة الى ضفة غربية جديدة محكومة بالكامل من قبل اسرائيل وخاضعة لشروط الاحتلال برا وبحرا وجوا.في اجتماعه يوم 27 ديسمبر 2023 ، أعلن مجلس الوزراء الفلسطيني  رفض فكرة الممر المائي بين إسرائيل وقبرص وذكر المجلس أن هذا الممر ينطوي على مخاطر ديموغرافية تفرضها المخططات الإسرائيلية وطالب مجلس الوزراء بإدخال المساعدات عبر المعابر الحدودية الطبيعية لأنه هذا الممر المائي يعتبر كارثة على الشعب الفلسطيني.

استمر العمل في هذا الممر المائي بعد ذلك، في 1 يناير 2024 أجرت قبرص اختبار لآلية فحص للشحنات عن طريق الممر المقترح بعد إرسال 87 طنا من المساعدات البريطانية عن طريق هذا الممر.

في 12 مارس قالت صحيفة "إسرائيل اليوم" إن جهاز الأمن العام (الشاباك) يقوم حاليا بإنشاء نظام تفتيش شامل لمحتويات الشحنات للتأكد من أنها لا تحتوي على أسلحة يمكن أن تستخدمها حركة حماس وأوضحت "إسرائيل اليوم" أنه يجري حاليًا إنشاء الرصيف الجديد على الساحل الشمالي لقطاع غزة حتى يتمكن من استقبال السفن وقالت إنه بعد الانتهاء من التفتيش سيتم نقل الشحنات إلى سفينة قادرة على الرسو في المياه الضحلة بساحل غزة.

بالنسبة لغزة وأهلها يعد هذا الممر المائي المسمار الأخير في نعش القضية الفلسطينية، فالهدف الرئيسي ان تتحول غزة الى ضفة غربية جديدة محكومة بالكامل من قبل اسرائيل وخاضعة لشروط الاحتلال برا وبحرا وجوا.

في وثيقة نشرها موقع ميدل ايست اي البريطاني الاسبوع الماضي أشارت إلى تصريحات بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي فيما يتعلق بالممر المائي الجديد حين قال "لا يوجد عائق أمام خروج الفلسطينيين من قطاع غزة، باستثناء عدم رغبة الدول الأخرى في استقبالهم".

الممر المائي الجديد بالنسبة لنتنياهو هو طوق النجاة لخطة التهجير التي أعلنتها اسرائيل منذ اليوم الأول بعد السابع من أكتوبر ، وإن تحرك نتنياهو في عملية رفح البرية مع تدمير أو سيطرة إسرائيل على محور فيلادلفيا يعني هذا خنق غزة تماما وعزلها عن العالم ووضع شريان حياتها الوحيد في يد إسرائيل بمعنى أنه لا إنسان ولا سفينة ولا بضائع ستدخل إلى القطاع إلا بإشراف وموافقة إسرائيلية كاملة وبتنسيق أمريكي..

الدور المصري الواجب الآن هو رفض فكرة الممر المائي تماما والحيلولة دون قيام إسرائيل بعملية برية في رفح، وفتح المعبر مباشرة وإدخال المساعدات بريا والعمل على مساعدة أهل غزة على البقاء ورفض تهجيرهم إلى أي مكان بر أو بحرا.من هنا يصبح وضع الفلسطينيين صعبا للغاية مع انعدام جميع منافذ الحياة الباقية وقطع المساعدات فأصبح الحل الوحيد هو البحر من غزة إلى قبرص إلى أي مكان آخر وهو بالتحديد ما يريده نتنياهو.

في مصر لن يختلف الوضع كثيرا..

سياسيا سيفقد الممر الميزة الاستراتيجية لمصر فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ستصبح مصر كأي دولة أخرى بعيدة عن بؤرة الأحداث.

يوسي كوهين (رئيس الموساد السابق) أكد في الأسابيع الأولى لهذه الحرب الدموية على ضرورة الانفكاك عن غزة اقتصاديا وإلغاء فكرة المعابر مع قطاع غزة بما فيها معبر رفح المصري والاعتماد على الممر المائي ما يعني خروج مصر من المعادلة تماما بل ستصبح في خطر داهم أمام حكومات اليمين المتطرف الإسرائيلي التي أعلن عدد من وزرائها أكثر من مرة عن أطماعهم في سيناء وحلم دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات.

اقتصاديا ستفقد مصر المصالح والتبادل التجاري مع قطاع غزة وستتضرر مدن العريش والشيخ زويد اقتصاديا، وتكفي الإشارة هنا لتصريحات رئيس الغرف التجارية المصري الاسبق محمد المصري في الثامن عشر من اكتوبر 2023 حيث قال إن الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة قد أضرت بالتبادل التجاري الكبير بين مصر وفلسطين والذي وصل الى ما يقارب نصف مليار دولار في عام 2022 ـ 2023.

عسكريا ستتقلص بنود المعابر في اتفاقية كامب ديفيد وسيعاد النظربشكل كامل في المساعدات العسكرية الأميركية التي يحصل عليها الجيش المصري منذ توقيع تلك الاتفاقية عام 1979 وهو ما يهدد العلاقات الأمريكية المصرية ويضع علامات استفهام كثيرة حول قيمة مصر استراتيجيا فيما يتعلق بحماية المصالح الأمريكية في المنطقة وعلى رأسها أمن إسرائيل

يوما ما سيرحل عبد الفتاح السيسي ونظامه عن السلطة في مصر وسيبدو المشهد مخيفا على الأمن القومي المصري إن أغلق معبر رفح تماما وأصبحت حكومة يمينية متطرفة على الحدود المصرية الفلسطينية وأصبح المنفذ الوحيد لأهل غزة عبر ممر مائي تشرف عليه إسرائيل بمباركة أمريكية وأوروبية.

الدور المصري الواجب الآن هو رفض فكرة الممر المائي تماما والحيلولة دون قيام إسرائيل بعملية برية في رفح، وفتح المعبر مباشرة وإدخال المساعدات بريا والعمل على مساعدة أهل غزة على البقاء ورفض تهجيرهم إلى أي مكان بر أو بحرا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الممر المائي الفلسطيني فلسطين غزة رأي ممر مائي مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

الصين ترد على اتهامات ترامب بشأن قناة بنما

شددت الصين، اليوم الأربعاء، على أنها "لم تتدخل قط" في قناة بنما، بعدما هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالسيطرة عليها، واشتكى من أن بكين تقوم بتشغيلها.

وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ إن "الصين لا تشارك في إدارة القناة أو تشغيلها، ولم تتدخل قط في شؤونها".

Update: China has not participated in the management and operation of the Panama Canal and has never intervened in the Canal affairs https://t.co/i78yWFBgHv pic.twitter.com/ZWmfATPQxn

— China Xinhua News (@XHNews) January 22, 2025

وأكد  ترامب، في خطاب القسم، الإثنين، أن الولايات المتحدة ستستعيد قناة بنما، مشدداً على أن الصين سيطرت على الممر المائي الحيوي، وقال: "لم نعط القناة للصين، بل أعطيانها لبنما. وسنستعيدها".

ولم يستبعد ترامب في السابق استخدام القوة ضد بنما. وقبل عودته إلى السلطة، قال مراراً إنه يريد استعادة القناة، التي بنتها الولايات المتحدة في 1914.

لم نعطها إلى الصين..ترامب: سنستعيد قناة بنما - موقع 24شدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في خطاب القسم الإثنين، على أن الولايات المتحدة ستستعيد قناة بنما، لأن "الهدف من اتفاقنا وروحية معاهدتنا، انتُهكا بالكامل".

ورفضت بنما تصريحات تعهّد فيها ترامب "استعادة" قناة بنما، مشدّدة على أن الممر المائي سيبقى تحت سيطرتها.

وجاء في بيان لرئيس بنما خوسيه راول مولينو على شبكة للتواصل الاجتماعي: "أرفض بالكامل كلام ترامب".

رداً على تهديد ترامب باستعادة القناة..بنما: بنمية وستظل كذلك - موقع 24رفضت بنما الإثنين تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي تعهّد باستعادة قناة بنما، مشدّدة على أن الممر المائي سيبقى تحت سيطرتها.

وتقدمت الحكومة البنمية بشكوى أمام الأمم المتحدة بشأن تهديد الرئيس الأمريكي، وأمرت بإجراء تدقيق في عمل شركة مرتبطة بهونغ كونغ، تقوم بتشغيل ميناءين على الممر المائي الحيوي.

مقالات مشابهة

  • مصر أول من حذر من خطورة مخططات إسرائيل.. ودورها فى إدارة الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي ركيزة لاستقرار المنطقة
  • قافلة مساعدات غذائية وتمور ضمن مبادرة الوادي الجديد لدعم فلسطين
  • محافظ الوادي الجديد يُدشِّن مبادرة لدعم الشعب الفلسطيني الشقيق
  • وزير الخارجية الأميركي الجديد يتعهّد خلال مكالمة مع نتنياهو بـ دعمٍ ثابت لـ إسرائيل كأولوية قُصوى للرئيس ترامب
  • “أبوظبي للتنمية” يستعرض جهود الإمارات الريادية في تعزيز الأمن المائي
  • اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وغزة معلّق بخيط رفيع
  • الصين ترد على اتهامات ترامب بشأن قناة بنما
  • بنما تشكو ترامب إلى الأمم المتحدة | تفاصيل
  • غارديان: اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وغزة معلق بخيط رفيع
  • داعم قوي لأمن إسرائيل.. من هو ماركو روبيو وزير الخارجية الأمريكي الجديد؟