عربي21:
2024-11-08@04:35:28 GMT

خطورة الممر المائي الجديد على مصر وغزة

تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT

كشف الرئيس الأمريكي جو بايدن في مطلع مارس 2024 عن خطط لإنشاء الجيش الأمريكي ميناء على ساحل غزة يتيح توزيع نحو مليوني وجبة يوميا بعد أن تسبب العدوان الدائر منذ أكثر من 5 أشهر في واحدة من أسوأ مجاعات التاريخ الحديث.

فكرة الممر المائي ليست جديدة وتم طرحها أكثر من مرة خلال العشر سنوات الماضية وفي كل مرة عطلتها إسرائيل.



بعد العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014 وخنق القطاع بالحصار لسنوات طويلة ظهرت فكرة إنشاء ممر مائي بين غزة وقبرص وكانت مصر وسيطة في تلك الفكرة التي كانت تقوم على اتفاق هدنة لمدة 10 سنوات وأن يعاد تشغيل ميناء غزة لتخفيف الوضع داخل القطاع، خاصة وأن مساحة الميناء تمتد على طول 323 مترا كما يوجد في غزة مرفأ صغير للصيادين بقطر 400 متر وعمق المياه 5 أمتارويبلغ طول قناة مدخل الميناء ما يقرب من 700 متر ما جعل القطاع مؤهلا آنذاك لتشغيل الميناء وإنشاء ممر مائي لكن إسرائيل عطلت الفكرة ورفضت المشروع.

بعدها بأربع سنوات، تكرر الأمر في 2018 بمبادرة قطرية هذه المرة هدفها كان كسر الحصار وإدخال المساعدات وتفعيل ميناء غزة وذلك بالتنسيق بين إسرائيل ومصر وقطر لكن إسرائيل رفضت المبادرة أيضا.

ولكن يبدو أن الأمر مختلف تماما هذه المرة.

في 1 نوفمبر 2023 أعلن رئيس قبرص الرومية نيكوس خريستودوليدس في مؤتمر للمساعدات الإنسانية عقد في العاصمة الفرنسية باريس فكرة إقامة ممر بحري لنقل المساعدات إلى غزة من جزيرة قبرص.. بموجب الاقتراح القبرصي ستخضع البضائع للتفتيش الأمني وذلك في ميناء لارنكا القبرصي قبل نقلها إلى غزة حيث يقع على بعد 370 كيلومترا من غزة وذلك الممر المائي سيمرر المساعدات من قبرص إلى غزة مباشرة  وليس عبر مصر (معبر رفح) أو دولة الاحتلال المجاورتين.

عقب هذا الاعلان القبرصي تهافت قادة الغرب على تأييد الفكرة مباشرة، في 5 نوفمبر 2023 زار وزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكن" قبرص من أجل هذا المقترح، ودعم الفكرة وأكد تأييد واشنطن لها، عقبه مباشرة موافقة الاتحاد الأوروبي على إنشاء الممر المائي وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تأييده للمشروع، كما رحب توني بلير (رئيس الوزراء البريطاني الأسبق) بالفكرة أيضا.

في 19 ديسمبر أعلنت الخارجية الإسرائيلية على غير العادة أن تل أبيب تبحث مع قبرص "تشغيل" ممر بحري بين الأخيرة وغزة، وفي اليوم التالي في 20 ديسمبر أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين تأييد فتح ممر بحري بين قبرص وغزة وقال كوهين: "إن الممر سيخضع لتفتيش أمني تنسقه إسرائيل" وشكر الوزير الإسرائيلي قبرص على ما أطلق عليه "المبادرة الهامة".

بالنسبة لغزة وأهلها يعد هذا الممر المائي المسمار الأخير في نعش القضية الفلسطينية، فالهدف الرئيسي ان تتحول غزة الى ضفة غربية جديدة محكومة بالكامل من قبل اسرائيل وخاضعة لشروط الاحتلال برا وبحرا وجوا.في اجتماعه يوم 27 ديسمبر 2023 ، أعلن مجلس الوزراء الفلسطيني  رفض فكرة الممر المائي بين إسرائيل وقبرص وذكر المجلس أن هذا الممر ينطوي على مخاطر ديموغرافية تفرضها المخططات الإسرائيلية وطالب مجلس الوزراء بإدخال المساعدات عبر المعابر الحدودية الطبيعية لأنه هذا الممر المائي يعتبر كارثة على الشعب الفلسطيني.

استمر العمل في هذا الممر المائي بعد ذلك، في 1 يناير 2024 أجرت قبرص اختبار لآلية فحص للشحنات عن طريق الممر المقترح بعد إرسال 87 طنا من المساعدات البريطانية عن طريق هذا الممر.

في 12 مارس قالت صحيفة "إسرائيل اليوم" إن جهاز الأمن العام (الشاباك) يقوم حاليا بإنشاء نظام تفتيش شامل لمحتويات الشحنات للتأكد من أنها لا تحتوي على أسلحة يمكن أن تستخدمها حركة حماس وأوضحت "إسرائيل اليوم" أنه يجري حاليًا إنشاء الرصيف الجديد على الساحل الشمالي لقطاع غزة حتى يتمكن من استقبال السفن وقالت إنه بعد الانتهاء من التفتيش سيتم نقل الشحنات إلى سفينة قادرة على الرسو في المياه الضحلة بساحل غزة.

بالنسبة لغزة وأهلها يعد هذا الممر المائي المسمار الأخير في نعش القضية الفلسطينية، فالهدف الرئيسي ان تتحول غزة الى ضفة غربية جديدة محكومة بالكامل من قبل اسرائيل وخاضعة لشروط الاحتلال برا وبحرا وجوا.

في وثيقة نشرها موقع ميدل ايست اي البريطاني الاسبوع الماضي أشارت إلى تصريحات بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي فيما يتعلق بالممر المائي الجديد حين قال "لا يوجد عائق أمام خروج الفلسطينيين من قطاع غزة، باستثناء عدم رغبة الدول الأخرى في استقبالهم".

الممر المائي الجديد بالنسبة لنتنياهو هو طوق النجاة لخطة التهجير التي أعلنتها اسرائيل منذ اليوم الأول بعد السابع من أكتوبر ، وإن تحرك نتنياهو في عملية رفح البرية مع تدمير أو سيطرة إسرائيل على محور فيلادلفيا يعني هذا خنق غزة تماما وعزلها عن العالم ووضع شريان حياتها الوحيد في يد إسرائيل بمعنى أنه لا إنسان ولا سفينة ولا بضائع ستدخل إلى القطاع إلا بإشراف وموافقة إسرائيلية كاملة وبتنسيق أمريكي..

الدور المصري الواجب الآن هو رفض فكرة الممر المائي تماما والحيلولة دون قيام إسرائيل بعملية برية في رفح، وفتح المعبر مباشرة وإدخال المساعدات بريا والعمل على مساعدة أهل غزة على البقاء ورفض تهجيرهم إلى أي مكان بر أو بحرا.من هنا يصبح وضع الفلسطينيين صعبا للغاية مع انعدام جميع منافذ الحياة الباقية وقطع المساعدات فأصبح الحل الوحيد هو البحر من غزة إلى قبرص إلى أي مكان آخر وهو بالتحديد ما يريده نتنياهو.

في مصر لن يختلف الوضع كثيرا..

سياسيا سيفقد الممر الميزة الاستراتيجية لمصر فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ستصبح مصر كأي دولة أخرى بعيدة عن بؤرة الأحداث.

يوسي كوهين (رئيس الموساد السابق) أكد في الأسابيع الأولى لهذه الحرب الدموية على ضرورة الانفكاك عن غزة اقتصاديا وإلغاء فكرة المعابر مع قطاع غزة بما فيها معبر رفح المصري والاعتماد على الممر المائي ما يعني خروج مصر من المعادلة تماما بل ستصبح في خطر داهم أمام حكومات اليمين المتطرف الإسرائيلي التي أعلن عدد من وزرائها أكثر من مرة عن أطماعهم في سيناء وحلم دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات.

اقتصاديا ستفقد مصر المصالح والتبادل التجاري مع قطاع غزة وستتضرر مدن العريش والشيخ زويد اقتصاديا، وتكفي الإشارة هنا لتصريحات رئيس الغرف التجارية المصري الاسبق محمد المصري في الثامن عشر من اكتوبر 2023 حيث قال إن الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة قد أضرت بالتبادل التجاري الكبير بين مصر وفلسطين والذي وصل الى ما يقارب نصف مليار دولار في عام 2022 ـ 2023.

عسكريا ستتقلص بنود المعابر في اتفاقية كامب ديفيد وسيعاد النظربشكل كامل في المساعدات العسكرية الأميركية التي يحصل عليها الجيش المصري منذ توقيع تلك الاتفاقية عام 1979 وهو ما يهدد العلاقات الأمريكية المصرية ويضع علامات استفهام كثيرة حول قيمة مصر استراتيجيا فيما يتعلق بحماية المصالح الأمريكية في المنطقة وعلى رأسها أمن إسرائيل

يوما ما سيرحل عبد الفتاح السيسي ونظامه عن السلطة في مصر وسيبدو المشهد مخيفا على الأمن القومي المصري إن أغلق معبر رفح تماما وأصبحت حكومة يمينية متطرفة على الحدود المصرية الفلسطينية وأصبح المنفذ الوحيد لأهل غزة عبر ممر مائي تشرف عليه إسرائيل بمباركة أمريكية وأوروبية.

الدور المصري الواجب الآن هو رفض فكرة الممر المائي تماما والحيلولة دون قيام إسرائيل بعملية برية في رفح، وفتح المعبر مباشرة وإدخال المساعدات بريا والعمل على مساعدة أهل غزة على البقاء ورفض تهجيرهم إلى أي مكان بر أو بحرا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الممر المائي الفلسطيني فلسطين غزة رأي ممر مائي مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

"إسرائيل" تواصل احتلال معابر غزة وإغلاقها لليوم الـ185 على التوالي

غزة - صفا

تواصل القوات الإسرائيلية، يوم الخميس، احتلال معابر غزة وإغلاقها، ومنع سفر الجرحى والمرضى للعلاج أو إدخال أي مساعدات إنسانية للقطاع لليوم الـ185 على التوالي.

ويغلق الاحتلال المعابر منذ اجتياحه مدينة رفح جنوبي القطاع وسيطرته على معبري رفح البري وكرم أبو سالم، رغم تحذيرات المنظمات الإنسانية والإغاثية ومطالبات دولية بإعادة فتح المعابر لتلافي حصول مجاعة بسبب انقطاع المساعدات، ولإنقاذ أرواح آلاف المرضى والجرحى.

وحذر برنامج الأغذية العالمي من أن مليوني فلسطيني بقطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية، مدمرة يعانون من انعدام الأمن الغذائي، معربًا عن قلقه إزاء تقليص حجم عمليات تقديم المساعدات لغزة.

وقال متحدث المنظمة الأممية طارق يساريفيتش إن "هناك أكثر من 10 آلاف شخص بحاجة إلى الإجلاء، وتلقي الرعاية الطبية خارج غزة".

وشدد يساريفيتش على ضرورة إعادة فتح معبر رفح وأي معبر حدودي آخر لإخراج المرضى والجرحى حتى تظل حياتهم آمنة.

وطالب المكتب الإعلامي الحكومي بفتح معبري رفح وكرم أبو سالم وإدخال المساعدات والبضائع وإنهاء حرب الإبادة الجماعية المستمرة للشهر العاشر على التوالي.

وأشار المكتب إلى أن شبح المجاعة يُهدد حياة المواطنين بشكل مباشر، مما يُنذر بارتفاع أعداد الوفيات بسبب الجوع خاصة بين الأطفال، حيث بات 3,500 طفل يتهددهم الموت بسبب سوء التغذية وانعدام المكملات الغذائية والتطعيمات التي أصبحت في إطار الممنوعات من الدخول إلى قطاع غزة. 

وكانت وزارة الصحة قالت، إن نحو 20 ألف جريح ومريض في غزة حاليًا بحاجة للسفر للعلاج في الخارج، مؤكدة عدم تمكن أي منهم من مغادرة القطاع منذ احتلال القوات الإسرائيلية للمعابر، ما يعرض حياة الآلاف منهم للمضاعفات والموت.

وفي السياق، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" من التأثير الكارثي والوضع المزري الذي يواجهه أطفال غزة بسبب إغلاق المعابر التي تمر منها المساعدات، والعمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة في القطاع.

ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين أول 2023 يشن الاحتلال الإسرائيلي عدوانا همجياً على قطاع غزة خلف عشرات آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين، معظمهم أطفال ونساء.

مقالات مشابهة

  • حتى نهاية ولايته.. جهود بلينكن مستمرة لإنهاء الحرب في لبنان وغزة
  • قبل تنصيب ترامب.. إدارة بايدن تسابق الزمن لإحراز تقدم بأزمة أوكرانيا ولبنان وغزة
  • إسرائيل تشتري بأموال أمريكية 25 مقاتلة "إف-15"
  • القاهرة وجهته الأولى.. وزير خارجية السودان الجديد يحمل ملفات السيادة والأمن المائي إلى مصر
  • ترامب بعد فوزه.. محادثات مع قادة العالم حول الحرب في أوكرانيا وغزة ودعم إسرائيل وتهديدات إيران
  • "إسرائيل" تواصل احتلال معابر غزة وإغلاقها لليوم الـ185 على التوالي
  • الأونروا: إسرائيل قلصت المساعدات إلى غزة لـ30 شاحنة يوميًا
  • بين الفوضى والحكومة العسكرية.. خيارات إسرائيل بعد حظر الأونروا بغزة
  • إدارة بايدن: إسرائيل "فاشلة" في تحسين الوضع الإنساني في غزة
  • بلينكن يحث إسرائيل على زيادة المساعدات لغزة