لماذا نصوم ٩ ساعات قبل التناول ؟
تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT
يقف القساوسة في نهاية صلوات القداس الإلهى يحملون الأسرار المقدسة "جسد المسيح" المتمثل فى القربان، و"دمه" المتمثل في عصير عنب بعدها يتقدم المستعدون للتناول ويصطفون في طوابير، يضع القس فى فم كل منهم لإتمام سر "الافخارستيا" أحد أسرار الكنيسة السبعة.
وقال المتنيح الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي، يصوم الأقباط قبل التناول ب 9 ساعات وهذا ترتيب كنسي، أن يكون هناك احتراس، وليس صوم، لأن امتناع الإنسان عن الطعام يوم الأحد قبل التناول، لا نسميه صوم وإنما نسميه احتراس، لماذا؟ لأنه لا يجوز الصوم يوم الأحد، ولا يجوز الصوم يوم السبت، الصوم الانقطاعى لا يجوز يوم السبت إلاّّ السبت الكبير فقط، فإذا كنا نمتنع قبل التناول فهذا نسميه فى المصطلح الكنسى احتراس.
ولماذا تسع ساعات؟
على اعتبار أن التسع ساعات كحد أدنى. والهدف الأساسى من هذا الاحتراس، هو وضع الجسد فى حالة جوع، يتناسب مع الجوع الروحى، لأنه يقول: " طوبى للجياع والعطاش إلى البر لأنهم يشبعون"، فلا بد أن تكون النفس فى حالة جوع، لتُقَدّر النعمة وتشعر بكرامة النعمة التى هى مقبلة عليها. فأنت عندما تكون أكلت، ويأتى إنسان ويدعوك للأكل، تقول له أنا شبعان وغير قادر، ولو ضغط عليك تكون متأفف، فلا يليق بنا أن نتقدم إلى سر التناول ونحن متأففين، فلو أكلت فى الصباح وذهبت للتناول، أكيد تكون متأفف وهذا لايليق بكرامة سر التناول، فلا بد أن يكون الإنسان فى حالة جوع روحى، وأيضا جوع جسدى يتناسب مع اشتياقات النفس البشرية، واشتياق الجسد للتناول من السر المقدس، ففكرة الاحتراس قبل التناول، المقصود بها جعل الجسد فى حالة جوع، يتناسب مع الجوع المطلوب للروح.
هذا الاحتراس ليس منصوص عليه فى الكتاب المقدس، هذا من ترتيب الأباء الرسل وترتيب الكنيسة، وهناك أمور رتبها الأباء الرسل، الذين عُهد إليهم أن يكونوا هم القادة الذين يقودوا الكنيسة من بعد المسيح. فلا تنتظروا أن تكون هناك أوامر خصوصا فى النواحى الطقسية، أن ينص عليها فى الإنجيل، لأن الإنجيل هدفه أن يُعَرّف الناس، الذين لم يعرفوا بعد بالمسيح له المجد، أما مسألة ترتيبات العبادة، فهذه عهد بها المسيح له المجد إلى الأباء الرسل، وكان ذلك فى الأوقات التى كان فيها المسيح يختلى بتلاميذه، وأيضا فى الأوقات الأخرى بعد قيامته المجيدة، عندما استمر ٤٠ يوم يكلمهم عن الأمور المختصة بملكوت الله.
ولذلك تجدوا فى كتاب الدسقولية وهى تعاليم الرسل، تعبير يقول " هكذا سمعنا من ربنا يسوع المسيح "، وهذا معناه أن الأباء الرسل، أخذوا من المسيح تعاليم لترتيبات العبادة لم ترد فى الإنجيل، لأن الإنجيل لم يكن هدفه أنه يتكلم عن ترتيبات العبادة، الإنجيل كان هدفه أن يُعرّف الناس، الذين لم يعرفوا المسيح بعد بالمسيح. وغالبًا الأباء الرسل كتبوا الأناجيل، للبلاد التى لم يتمكنوا أن ينتقلوا إليها بأنفسهم، لأن كرازة المسيح كانت دائما، بذهاب الرسل أنفسهم إلى تلك البلاد، وليس بالكتابة فى الكتب، والمسيح لم يقل للرسل اكتبوا أناجيل، إنما قال لهم: " اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم "، فذهب الأباء الرسل، ولكن كتب بعضهم الأناجيل للجهات، التى لم يكن ميسورًا لديهم أن يذهبوا إليها بأنفسهم. أو إذا استجدت أمور تقتضى أن يكتب الإنجيل من أجلها، وهكذا بالنسبة للرسائل أيضا. على أى الأحوال الكلام عن الاحتراس لمدة تسع ساعات قبل التناول، هذا تعليم رسولى.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الكنيست التناول صيام 9 ساعات
إقرأ أيضاً:
كيف تكونُ انقلابيًّا مقبولًا لدى الغرب والشرق؟!
محمود المغربي
مَـا هو الفارق بين الجولاني والطريقة التي اتبعها في الوصول إلى السلطة في سوريا، وبين الحوثي والطريقة التي اتبعها في الوصول إلى السلطة في اليمن، ولماذا تم اعتبار ما فعله الجولاني حلالاً وثورة ومرحباً به، واعتبار ما فعله الحوثي حراماً وانقلاباً وغير مرحب به.
بالنظر إلى أن الجولاني انطلق من إدلب إلى دمشق عسكريًّا ولم يكن جزءاً من الثورة السورية وقد استغل الجولاني وجماعته جبهة النصرة ضعف الدولة السورية والثورة للبروز والقيام بأعمال إرهابية والاستيلاء على مناطق في سوريا سابقًا ثم الوصول إلى السلطة.
فيما الحوثي انطلق من صعدة إلى صنعاء بعد أن كان أول من خرج على النظام القديم وقاومه لسنواتٍ قبل ثورة فبراير، ثم كان جزءاً من ثورة فبراير وتم إقصائه وتحَرّك من وتزعم ثورة شعبيّة واعتصاماً لمئات الآلاف من الجماهير اليمنية في شارع المطار، الرافضة لفشل وفساد النظام الجديد الذي وصل إلى السلطة بانقلاب على ثورة فبراير وبترشيح السعوديّة ومن النظام القديم، الذي كان جزءاً منه وشريكاً له في السلطة والفساد ممثلاً بحزب الإصلاح شريك المؤتمر في السلطة بجناحه العسكري بقيادة علي محسن الأحمر شقيق عفاش وشريكه في السلطة والفساد والظلم، وبجناحه القبلي بقيادة الشيخ عبدالله وحميد الأحمر الذي كان أكثر فساداً وظلمًا وتكبراً من عفاش والمؤتمر، كما أن الرئيس الجديد هادي كان نائباً لعفاش لما يقارب عشرين عاماً، وجزءاً من النظام والفساد الذي خرج عليه أبناء الشعب اليمني، وقد تمكّن الحوثي من تحقيق ما عجزت عن تحقيقه ثورة فبراير وأسقط النظام القديم والجديد الذي كان امتداداً للنظام السابق ولسيطرة وهيمنة الخارج على اليمن.
وإذا كان كما يقولون الحوثي مدعوماً من إيران التي تبعد عن اليمن بما يزيد عن ألف كم، ولم يكن لها أية تدخلات أَو أطماع أَو مصالح سابقة في اليمن؛ فالجولاني مدعومٌ من الجارة التركية العدوّ الأول لسوريا وهي من قدَّمت للجولاني الدعم المالي والعسكري وحتى قدمت له المقاتلين للسيطرة على الدولة السورية ولها أطماع كبيرة في سوريا.
الجواب وببساطة أن ما قام به الحوثي لم يكن بتنسيق وضوء أخضرَ من أمريكا ولا يخدم مصالحَها أَو مصالح أدواتها في المنطقة، وهذا يجعله انقلابياً وإرهابياً ورافضياً، بعكس الجولاني الذي تحَرّك بتوجيهات وضوء أخضر أمريكي وكان تحَرّكه خدمةً لمصالح أمريكا والكيان الصهيوني وبذلك يكون ما قام به حلالاً وثورة مباركة.