بوابة الفجر:
2024-07-06@00:28:05 GMT

لماذا نصوم ٩ ساعات قبل التناول ؟

تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT

 يقف القساوسة في نهاية صلوات القداس الإلهى يحملون الأسرار المقدسة "جسد المسيح" المتمثل فى القربان، و"دمه" المتمثل في عصير عنب  بعدها يتقدم المستعدون للتناول ويصطفون في طوابير، يضع القس فى فم كل منهم  لإتمام سر "الافخارستيا" أحد أسرار الكنيسة السبعة.

وقال المتنيح الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي، يصوم الأقباط قبل التناول ب 9 ساعات وهذا ترتيب كنسي،  أن يكون هناك احتراس، وليس صوم، لأن امتناع الإنسان عن الطعام يوم الأحد قبل التناول، لا نسميه صوم وإنما نسميه احتراس، لماذا؟ لأنه لا يجوز الصوم يوم الأحد، ولا يجوز الصوم يوم السبت، الصوم الانقطاعى لا يجوز يوم السبت إلاّّ السبت الكبير فقط، فإذا كنا نمتنع قبل التناول فهذا نسميه فى المصطلح الكنسى احتراس.

ولماذا تسع ساعات؟

على اعتبار أن التسع ساعات كحد أدنى. والهدف الأساسى من هذا الاحتراس، هو وضع الجسد فى حالة جوع، يتناسب مع الجوع الروحى، لأنه يقول: " طوبى للجياع والعطاش إلى البر لأنهم يشبعون"، فلا بد أن تكون النفس فى حالة جوع، لتُقَدّر النعمة وتشعر بكرامة النعمة التى هى مقبلة عليها. فأنت عندما تكون أكلت، ويأتى إنسان ويدعوك للأكل، تقول له أنا شبعان وغير قادر، ولو ضغط عليك تكون متأفف، فلا يليق بنا أن نتقدم إلى سر التناول ونحن متأففين، فلو أكلت فى الصباح وذهبت للتناول، أكيد تكون متأفف وهذا لايليق بكرامة سر التناول، فلا بد أن يكون الإنسان فى حالة جوع روحى، وأيضا جوع جسدى يتناسب مع اشتياقات النفس البشرية، واشتياق الجسد للتناول من السر المقدس، ففكرة الاحتراس قبل التناول، المقصود بها جعل الجسد فى حالة جوع، يتناسب مع الجوع المطلوب للروح.

هذا الاحتراس ليس منصوص عليه فى الكتاب المقدس، هذا من ترتيب الأباء الرسل وترتيب الكنيسة، وهناك أمور رتبها الأباء الرسل، الذين عُهد إليهم أن يكونوا هم القادة الذين يقودوا الكنيسة من بعد المسيح. فلا تنتظروا أن تكون هناك أوامر خصوصا فى النواحى الطقسية، أن ينص عليها فى الإنجيل، لأن الإنجيل هدفه أن يُعَرّف الناس، الذين لم يعرفوا بعد بالمسيح له المجد، أما مسألة ترتيبات العبادة، فهذه عهد بها المسيح له المجد إلى الأباء الرسل، وكان ذلك فى الأوقات التى كان فيها المسيح يختلى بتلاميذه، وأيضا فى الأوقات الأخرى بعد قيامته المجيدة، عندما استمر ٤٠ يوم يكلمهم عن الأمور المختصة بملكوت الله.

ولذلك تجدوا فى كتاب الدسقولية وهى تعاليم الرسل، تعبير يقول " هكذا سمعنا من ربنا يسوع المسيح "، وهذا معناه أن الأباء الرسل، أخذوا من المسيح تعاليم لترتيبات العبادة لم ترد فى الإنجيل، لأن الإنجيل لم يكن هدفه أنه يتكلم عن ترتيبات العبادة، الإنجيل كان هدفه أن يُعرّف الناس، الذين لم يعرفوا المسيح بعد بالمسيح. وغالبًا الأباء الرسل كتبوا الأناجيل، للبلاد التى لم يتمكنوا أن ينتقلوا إليها بأنفسهم، لأن كرازة المسيح كانت دائما، بذهاب الرسل أنفسهم إلى تلك البلاد، وليس بالكتابة فى الكتب، والمسيح لم يقل للرسل اكتبوا أناجيل، إنما قال لهم: " اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم "، فذهب الأباء الرسل، ولكن كتب بعضهم الأناجيل للجهات، التى لم يكن ميسورًا لديهم أن يذهبوا إليها بأنفسهم. أو إذا استجدت أمور تقتضى أن يكتب الإنجيل من أجلها، وهكذا بالنسبة للرسائل أيضا. على أى الأحوال الكلام عن الاحتراس لمدة تسع ساعات قبل التناول، هذا تعليم رسولى.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الكنيست التناول صيام 9 ساعات

إقرأ أيضاً:

الأنبا بضابا يترأس قسمة صوم الآباء الرسل الأوائل.. شاهد

ترأس الأنبا بضابا أسقف نجع حمادى وتوابعها، اليوم الجمعة، فعاليات قسمة صوم الآباء الرسل الأوائل بعنوان "ما أبعد أحكامك"، ذلك بمقر المطرانية.

القمص سمعان راتب يترأس أنشطة الأقباط بمناسبة "صوم الرسل".. شاهد أحداث يسترجعها تاريخ الكنيسة.. ذكرى رحيل القديس أبانوب المعترف

يشارك في الفعاليات خورس الشمامسة والآباء الكهنة وأحبار الكنيسة، وتقام يوميًا صلوات القداس الإلهي طوال فترة صوم الرسل التي بدأت عقب  احتفالية عيد العنصرة ذكرى حلول الروح القدس على التلاميذ والرسل الاوائل والسيدة العذراء مريم ومن المقرر أن تنتهي يوم الجمعة 12 يوليو الجاري بمناسبة عيد الرسل بمناسبة ذكرى استشهاد القديسين بطرس وبولس.

يحمل صوم الرسل العديد من الطقوس والرموز الروحية، وعادة يكون صوم الرسل بعد مرور 8 أسابيع من الاحتفال بعيد القيامة المجيد. يمتنع فيها الأقباط عن تناول اللحوم والدواجن والألبان ويسمح فقط بتناول المأكولات البحرية والأسماك، وهو من أصوام الدرجة الثانية حسب ترتيب العبادات والطقوس والأصوام داخل الكنيسة الأرثوذكسية، مثل "صوم الرسل، صوم الميلاد، صوم العذراء"، ويسمح بتناول الأسماك باعتبارها من الكائنات النقية وأيضًا لتخفف من كثرة أيام الصوم التي تعيشها الكنيسة. 

تربط الكتب المسيحية بين ذكرى حول الروح القدس بصوم الرسل، ذلك لأسباب روحية وأحداث تاريخية حيث كان هذا الصوم يمارس في الكنيسة الأولى على مدار 10 أيام المنحصرة بين صعود المسيح مباشرة حتى حلول الروح القدس، ومع مرور الوقت واختلاف الأحداث والأوضاع تغيرت مدة الصوم حتى جاء البابا خريستوذولوس بالقرن الحادى عشر  فى مجموعة قوانينه ووضع له قانون واضح، ومحدد أن تكون بدايته اليوم التالى لعيد العنصرة وهو تاريخ غير ثابت لارتباطه بعيد القيامة وهو غير ثابت بينما نهايته محددة بتاريخ محدد لذلك تتأرجح مدة هذا الصوم ما بين ١٥ و ٤٩ يومًا.

 

ويتمتع هذا الصوم بمكانة كبيرة لأنه من أقدم بل أول العبادات التي عرفتها الكنيسة الاولى على  يد القديسين بطرس وبولس الذين ساهموا في  نشر تعاليم السيد المسيح في مختلف بقاع الأرض وخاصة في روما. 

مقالات مشابهة

  • عبد المسيح من الديمان: لن نقبل بأن يقرّر أحد مصيرنا أو يجرّنا الى حروب
  • الأنبا بضابا يترأس قسمة صوم الآباء الرسل الأوائل.. شاهد
  • الأنبا رافائيل يفتتج نهضة "الرسل الأوائل" بكنيسة القديسين في الإسكندرية
  • القمص تيموثاؤس يبدأ فعاليات صوم الرسل بكاتدرائية أبي سيفين
  • تكرس كنيسة الأنبا صرابامون.. أحداث من ذاكرة التاريخ القبطي
  • علي هبه : لماذا الهلال ؟
  • أبرز الأنشطة الرعوية للأنبا صليب في ميت غمر.. شاهد
  • تفاصيل اجتماع الأرثوذكس في كنيسة العذراء بالفكرية
  • عبد المسيح: لانتداب قاض أرثوذكسي من ديوان المحاسبة لتسيير مرفق إدارة السير
  • الذكرى الـ 21 على سيامة القس أرميا عبده.. غدا