حين يقضّ الأرق مضجعك ليلًا.. إليك ماذا تفعل
تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT
"أنا واحدة من كل 10 أشخاص يعانون من الأرق المزمن". هذا ما صرّحت به الدكتورة شاليني باروثي، المديرة المساعدة لمركز طب النوم والأبحاث في مستشفى سانت لوك بتشيسترفيلد، في ولاية ميسوري الأمريكية، والمتحدثة الرسمية باسم الأكاديمية الأمريكية لطب النوم.
ما هو الأرق المزمن؟
تعرّف الدكتورة راشيل سالاس، أستاذة علم الأعصاب بكلية الطب في جامعة جونز هوبكنز، ببالتيمور، الأرق المزمن بأنه، عندما يستغرق الشخص أكثر من 30 دقيقة للنوم أو العودة إلى النوم حدّ ثلاث مرات في الأسبوع لأكثر من ثلاثة أشهر، ما يؤثر على يوميات حياته نتيجة أعراض يختبرها، تتمثّل بقلة التركيز، ومشاكل التركيز، أو التغيرات في المزاج.
لكن هذه الإجراءات تستغرق أسابيع كي تأتي مفعولها. لماذا تعاني من الأرق؟ أوضحت باروثي الأستاذة المساعدة أيضًا بكلية الطب في جامعة سانت لويس، أنّ الخطوة الأولى تتمثّل بتحديد مصدر الأرق.
وأضافت أنه في بعض الأحيان قد يكون الأرق مصحوبًا بتغييرات كبيرة في الحياة، مثل الحزن على أحد أفراد الأسرة، أو التعرّض لحدث طبي. في كثير من الأحيان، يمكن أن يصاحب الأرق التوتر، والقلق، والاكتئاب.
وتحتاج هذه الحالة إلى علاج، ولا يعني أنها ستختفي عندما يتلاشى الحزن أو يخف التوتر أو المرض.
وأوضحت باروثي أنّ "الأرق اضطراب حقيقي. وبالتالي عليك أن تعالجه كي يستعيد الشخص صحته العقلية الكاملة".
ولفتت باروثي إلى أنّ هذه الحالة تؤثر على الكثير من الناس، لكن غالبا ما يتم الاستهانة بها كسبب للأرق.
وقالت إنّ الشعور بالأرق والرغبة بالتحرك في ذراعيك أو ساقيك أو جذعك يشي بحالة من فرط الاستيقاظ، ويمكن أن تمنعك من النوم الجيد ليلاً.
وتضيف أن العديد من الأشخاص لا يتم تشخيصهم لأنهم لا يصفون ما يحدث لهم. إذا كان الأمر كذلك، فهي توصي بالنهوض والتجول في المنزل والقيام ببعض تمارين التمدد لتخفيف الشعور بالقلق، قبل محاولة النوم مجدّدًا.
هل تبقى في السرير؟ وقالت سالاس، وهي طبيبة أعصاب النوم في مركز جونز هوبكنز للنوم والعافية: لا تدع السرير يصبح مكانًا مرتبطًا بفترات طويلة من التوتر قبل النوم. وأضافت: "إن أسوأ شيء يمكن أن يفعله شخص يعاني من الأرق البقاء في السرير وعدم النوم".
وتابعت: "إذا كنت تقلق، أو تتفحص هاتفك، أو تشاهد التلفاز في السرير، فإن الدماغ يتلقى رسائل متضاربة حول الغرض من البقاء في السرير".
مارس الروتين المعتاد قبل النوم، ثم توجّه إلى السرير في وقت نومك المحدّد، وامنح نفسك بين 15 إلى 20 دقيقة كي تغفو، لا تنظر إلى الساعة، فقط قم بالتقدير، بحسب سالاس.
وأضافت: إذا لم تكن قد نمت بهذه المدة الزمنية، فاستخدم مصباحًا يدويًا غير هاتفك للذهاب إلى غرفة أخرى وتجربة نشاط آخر حتى تبدأ الشعور بالنعاس، ثم حاول مجددًا. هل هذا يعني أنه إذا لم تكن تشعر بالنعاس في وقت النوم الذي حدّدته لنفسك، فلا ينبغي عليك الذهاب إلى السرير في ذلك الوقت؟ أجابت سالاس: بلى.
أنت تتعامل الآن مع تغيّر في وقتي النوم والاستيقاظ. ونحن نعلم من الدراسات أنه حتى لو حصل الأشخاص على 10 ساعات من النوم، إذا كانوا ينامون في أوقات مختلفة ويستيقظون في أوقات مختلفة، فيؤثر ذلك عليهم بالواقع ويصبحون أشبه بشخص محروم من النوم.
أنشطة صديقة للنوم وقالت باروثي إن كل ما تفعله في تلك الأوقات عندما تنهض من السرير يحتاج إلى الاسترخاء واتباع عادات نوم جيدة. توصي سالاس مرضاها بالاستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية، أو أصوات الطبيعة، لمساعدة أدمغتهم على الارتباط بالنوم.
وأضافت: أو يمكنك قراءة كتاب غير مثير للاهتمام، أو مجلات تحتوي على مقالات قصيرة باستخدام مصباح يدوي.
وقالت سالاس إن هذا ليس الوقت المناسب للغسيل، أو التحقق من رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالعمل. تذكر أن الأمر كله يتعلق بتعليم عقلك أنّ الوقت قد حان للاسترخاء.
وخلصت باروثي إلى أنه إذا كنت تجرب جميع الممارسات الموصى بها لكنك لا تزال تواجه صعوبة، فهناك أدوية فعالة من دون وصفة طبية، أو يمكنك التحدث مع طبيبك بشأنها لتتمكن من اجتياز الليالي الصعبة بشكل خاص. وتابعت سالاس، إذا وجدت نفسك تحصل على سبع إلى تسع ساعات من النوم وما زلت تشعر بالتعب أثناء النهار، فقد يكون هناك اضطراب أساسي في النوم تحتاج إلى علاجه
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
اليونيسف: فظائع حرب السودان.. اغتصاب أطفال لا يتجاوز عمرهم العام الواحد
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) الثلاثاء أنّ مقاتلين سودانيّين اغتصبوا أطفالا، بعضهم لا تتجاوز أعمارهم العام الواحد، خلال الحرب الأهلية المستمرة في البلاد منذ قرابة العامين، في فظائع يمكن أن ترقى إلى "جرائم حرب".
وقالت اليونيسف في تقرير، إنّ البيانات المجمّعة من قبل منظّمات حقوقية ميدانية تحارب العنف الجنسي "لا تقدّم إلا صورة جزئية عن النطاق الحقيقي للعنف الذي يمارس ضدّ الأطفال"، مندّدة باستخدام العنف الجنسي سلاحا في الحرب.
وبحسب اليونيسف فإنّه منذ مطلع 2024، تمّ توثيق 221 حالة اغتصاب أطفال، ثلثاهم فتيات، وبينهم 16 طفلا دون سنّ الخامسة، وأربعة لم يتجاوزوا من العمر العام الواحد.
وغالبا ما يكون الضحايا وأسرهم متردّدين أو عاجزين عن الإفصاح عن هذه الفظائع خوفا من الوصمة المجتمعية، أو الرفض، أو من تعرّضهم للانتقام من قبل جماعات مسلّحة، أو لانتهاك خصوصياتهم أو من اتّهامهم بالتعاون مع جماعة مسلّحة، بحسب اليونيسف.
جرائم حرب
وقالت المديرة العامة لليونيسف كاثرين راسل إنّ "واقع أنّ أطفالا لا تتجاوز أعمارهم العام الواحد قد تعرّضوا للاغتصاب من قبل رجال مسلّحين ينبغي أن يشكّل صدمة للجميع وأن يستدعي اتّخاذ إجراءات فورية".
وأضافت أنّ "ملايين الأطفال في السودان معرّضون لخطر الاغتصاب ولأشكال أخرى من العنف الجنسي"، محذّرة من أنّ هذه الفظائع تنتهك القانون الدولي ويمكن أن ترقى إلى جرائم حرب.
ومنذ نيسان/ أبريل 2023، يشهد السودان حربا ضارية بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وبين نائبه السابق محمد حمدان دقلو الذي يقود قوات الدعم السريع.
وتقول الأمم المتّحدة إنّ السودان يعاني من أكبر كارثة إنسانية في العالم بسبب ما تشهده مئات من مناطق البلاد من معارك وهجمات تطال مدنيين وأخرى تستهدف مستشفيات وعمليات تهجير قسري ومجاعة.
وبحسب تقرير اليونيسف، فإنّه في كثير من الأحيان أجبر رجال مسلّحون عائلات على تسليمهم بناتها لكي يغتصبوهنّ أمام أقاربهنّ.
ولم يذكر التقرير أسماء أيّ من المسؤولين عن هذه الانتهاكات.
ولفت التقرير إلى أنّ ضحايا هذه الجرائم الجنسية يعانون في غالب الأحيان من إصابات جسدية ونفسية بالغة يمكن أن تكون لها عواقب تستمر مدى الحياة وتترك الناجين يواجهون "خيارات مستحيلة" مثل الحمل، أو البوح بسرّهن للعائلة أو للسلطات، أو طلب العلاج.
وأضافت اليونيسف: "لا ينبغي لأحد، لأيّ طفل، أن يتحمّل هذه الأهوال. هذه المعاناة يجب أن تتوقف على الفور".
بكاء وصراخ
ونقل التقرير شهادات مفجعة رواها ناجون تمّ إخفاء هوياتهم لحمايتهم.
وقالت فتاة تبلغ من العمر 16 عاما وقد أوشكت على الولادة: "لقد تعرّضتُ للاغتصاب من قبل ثلاثة أفراد (...) أجبروني على ركوب سيارة كبيرة. أخذوني إلى مكان بجانب سكة حديدية، وقاموا باغتصابي. ضربوني واغتصبوني وألقوا بي بجانب سكة الحديد، وجاءت امرأة وقامت بمساعدتي للذهاب إلى البيت".
وأضافت الفتاة: "حينما وصلتُ، كنت في حالة نفسية سيئة للغاية. جلست في الشارع، إلى أن تمالكت نفسي ودخلت إلى المنزل... كنت على وشك الانتحار. الآن أصبحت بحال أفضل. أنا اليوم حامل في الشهر التاسع".
ونقل التقرير عن امرأة بالغة احتجزها رجال مسلّحون لمدة 19 يوما في غرفة مع نساء وفتيات أخريات ما كانت تتعرّض له الفتيات الصغيرات من فظائع أمام عينيها.
وقالت: "بعد الساعة التاسعة ليلا، يفتح أحدهم الباب، يحمل معه سوطا، يختار إحدى الفتيات ويأخذها إلى غرفة أخرى. كنت أسمع صوت بكاء تلك الفتاة الصغيرة، كنت أسمع صوت صراخها".
وأضافت: "كانوا يقومون باغتصابها. في كل مرة يغتصبونها، كانت تعود هذه الفتاة ملطّخة بالدماء. هي ما زالت طفلة صغيرة للغاية".
وبحسب هذه الشاهدة فإنّ الفتيات كنّ يتعرّضن للاغتصاب طوال الليل ولا يعدن إلى الغرفة إلا مع طلوع الفجر وهنّ في غالب الأحيان شبه فاقدات لوعيهنّ.
وفي تقريرها حضّت اليونيسف الأطراف المتحاربة في السودان على احترام واجباتها المتمثّلة بحماية المدنيّين، وبخاصة الأطفال منهم.
وطالبت المنظمة الأممية الجهات المانحة بأن يكونوا أسخياء لأنّ هذه البرامج "تنقذ حياة أناس".