سيدتي، ممتن أنا لهذا المنبر الذي جعلت لي فيه حيزا حتى أبوح فيه بما يثير شجني، فليس هناك أفضل من ركن قلوب حائرة عبر موقع النهار أونلاين فضاءا أستفيد منه بخبرتك وأفيد به غيري بتجربتي، وانا سعيد لأنني حضيت بهذه السانحة الجميلة.

سيدتي، انا شاب متزوج حديثا من فتاة إخترتها لحسن خلقها ومعشرها رفيقة درب. اهلها أناس طيبون ومحترمون وقد ابانت هي الأخرى عن نيتها في إكمال مشوار عمرها معي على الحلو والمر وعاهدتني بالوفاء.

ليس هناك ما يثير حيرتي أو يحرك نيتي حيال هذه الزوجة سوى سطحيتها وعدم إدراكها للمعنى الحقيقي للأمور. فقد تفاجأت بها عند مطلع الشهر الفضيل تثقل كاهلي ببعض الطلبات والكماليات فوق الضروريات. كونها تريد أن تكون الأفضل والأميز بين أخواتها وصديقاتها من خلال ما تزين به مائدتها الرمضانية.

في البدء تفهمت الأمر وقلت في قرارة نفسي أنه لا يجب أنه أقف حجرة عثرة في وجه زوجتي في رمضانها الأول في بيت الزوجية. إلا أنني وجدتها تطلق العنان لطلبات ما تفتأ أن تبدأ لأجدها لا تنتهي.

ويا ليت الامر توقف عند الحد سيدتي، فأنا وزوجتي بكوننا نقيم في بيت مستقل فإننا لا نستهلك كل الكم الذي تطبخه وتحضره من طعام. وهي لا تعير للأمر أهمية لأنّ الأهم بالنسبة إليها ما ترسله من صور لقريباتها، صديقاتها وأخواتها عبر حساباتها عبر مواقع التواصل الإجتماعي.

لا أريد أن تكون هذه سمة أو عنوانا لحياتي الزوجية خلال الشهر الفضيل. حيث أنني أنتظر من زوجتي أن تعينني على العبادات والذكر والطاعات.

كما أنني لست بالبخيل لكنني لا أريد أن ألتحق بركب المسرفين المبذرين. وعوض أن أرمي بالأكل أو أتخلص منه حري بي أن اتصدّق مثلا أو أن أدعو أهلي لتقاسم مائدة الإفطار معي.

أدرك سيدتي أن مشكلتي ليست بتلك الخطيرة أو المثيرة، لكنني متأكد من أن عديد الأزواج مثلي يحيون مثل هذا الأمر. لذا أريد من منبرك أن يحمل نداءا للزوجات في هذا الشهر حتّى تتحلين بالعقلانية. وتبتعدن عن كل ما من شأنه أن يفسد عليهنّ بركة الشهر الفضيل.

أخوكم س.ناجي من الغرب الجزائري.

الرد:

كثير من الزوجات والنساء تتفننّ في التنويع في المأكولات والمشروبات والتحليات خلال الشهر الفضيل. فرحا بمقدمه من جهة وإظهارا لضلوعهنّ في الطبخ وفنونه.

هناك منهن من ترغب في إدخال الفرحة في قلوب أسرتها، ومنهن من هي مثل زوجتك. أخي لا تبتغي سوى الفوخ والتباهي عبر مواقع التواصل الإجتماعي.

هو حال العديد من النساء ممن تغويهنّ المظاهر، فتتبعنها لتجد نفسها وقد حادت عن الرسالة الحقيقية لشهر الصيام. الذي أكثر ما يجب أن يميزه العبادات والطاعات.

وأظنّ أن الهوس بالمطبخ والتفنن في إعداد أشهى وأبهى المأكولات لهو لصّ من لصوص رمضان. مثله مثل المسلسلات والبرامج التلفزيونية وكذا مواقع التواصل الإجتماعي.

أعيب عليك أخي أنك لم تتكلم مع زوجتك ولم تضع معها النقاط على الحروف. وأظن أن الأمر لا يعدو إلا أن يكون بدافع الخجل أو عدم إستباق الأمور.

إلا أنني أشير لك بضرورة أن تجعل حدّا لهذا الإسراف والتبذير الذي لا يمتّ بأي صلة لشعائر الشهر الفضيل.

وليكن ذلك أخي باللين والهدوء، حتى تعلم زوجتك بفداحة خطئها ولا تتمادى في شيء قد يقودها إلأى غضب الله من إسراف وتبذير. والجميع يعلم أن هناك من الأسر والعائلات من لا يملكون حتى رغيف خبز يسدّون به الرمق.

هي الصراحة التي يجب أن تبني عليها حياتك أخي، فرمضان لم يكن أبدا شهر التباهي والتسابق نحو أحسن طبق. أفضل طاولة، بل الأجدى أن نتسابق فيه إلى كل ما هو خير وعبادات.

أسأل الله أن لا ينقضي هذا الشهر المبارك إلا وقد عادت زوجتك إلى جادة الصواب وإتسمت طباعها بما يرضيك ويرضي الله قبلا. وأسأل لك السداد وصلاح الرأي والأجر الطيب.

ردت: ب.س”

المصدر: النهار أونلاين

كلمات دلالية: الشهر الفضیل

إقرأ أيضاً:

محمد مهنا: الزهد الحقيقي لا يعني ترك العمل أو الانعزال أو الفقر

قال الدكتور محمد مهنا، أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، إن حديث النبي ﷺ: "ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس"، يضع خريطة واضحة للسالك في طريق رضا الله ومحبة الناس.

وأضاف مهنا، في تصريح له، أن هذا الحديث الشريف جاء ردًا على سؤال رجل للنبي ﷺ قال فيه: "يا رسول الله، دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس"، فأجابه النبي ﷺ بتلك الوصية الموجزة الجامعة.

هل ارتداء الخمار واجب شرعاً؟دار الإفتاء تحدد شروطه ومواصفاته الشرعيةبعد فتوى «الهلالي».. هل الحجاب قاصر على الصلاة فقط؟ دار الإفتاء تحسم الجدل

وأوضح أن الزهد لا يعني ترك العمل أو الانعزال أو الفقر، بل هو مفهوم راقٍ يتمثل في "عدم تعلّق القلب بما في أيدي الناس، وأن يرضى الإنسان بما قسمه الله له، والزهد هو خلو القلب مما خلت منه اليد، يعني إذا ما كنتش تملك شيء، ما تتعلقش بيه بقلبك".

وأشار إلى أن السلف الصالح كانوا يُربّون أبناءهم على القناعة، ويقولون لهم: "جمل في السوق بقرش، والقرش مش معايا!" في إشارة إلى ضرورة الرضا بالموجود وعدم التكلف، مستشهدًا بقوله تعالى:  "ولا تمدنّ عينيك إلى ما متعنا به أزواجًا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه، ورزق ربك خير وأبقى".

وأكد على أن الزهد لا يعني ترك الدنيا، بل أن يمتلك الإنسان الدنيا ولا تملكه، وأن يكون قلبه خاليًا من الطمع ومليئًا بالقناعة والرضا، قائلًا: "الزهد مش معناه إنك ما تشتغلش، لكن معناه إنك تشتغل وتكسب، بس ما تتعلّقش، لا بالدنيا ولا بما في إيد الناس".

مقالات مشابهة

  • يد غادة الصغيرة - قصة ألم لا تنتهي جراء الإبادة الإسرائيلية في غزة
  • أجمل ما قيل عن شهر مايو
  • المعنى في الصورة- مشهد ما قبل، وبعد الرصاصة الأولى
  • المعنى في الصورة – أو مشهد ما قبل، وبعد الرصاصة الأولى
  • اشتباكات عنيفة في حمص تنتهي بتحييد عميد بنظام الأسد.. متهم بإلقاء براميل متفجرة
  • “بحب أغيظهم”.. محمد رمضان بعد حفله في «كوتشيلا»: «التاريخ لن ينسى أنني أول مصري غنّى هناك»
  • الآلاف يودّعون الحبر الأعظم.. طوابير لا تنتهي وقلوب تملؤها الإيمان
  • محمد مهنا: الزهد الحقيقي لا يعني ترك العمل أو الانعزال أو الفقر
  • رئيس آينتراخت: زوجتي منعتني عن النادي لحماية حياتي
  • هل تصلح عودة إيلون ماسك إلى تسلا الضرر الذي لحق بها جراء عمله في إدارة ترامب؟