غوتيريش يزور الحدود المصرية مع غزة فيما إسرائيل تتوعد باجتياح رفح
تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT
رفح المصرية - يزور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش السبت 23-3-2024 الجانب المصري للحدود مع قطاع غزة مع ازدياد المخاوف من مجاعة وشيكة، في وقت تؤكد إسرائيل عزمها شن هجوم بري على مدينة رفح المكتظة بالنازحين رغم معارضة واشنطن.
ووصل غوتيريش إلى مدينة العريش المصرية من حيث يتوجه إلى الحدود المغلقة مع رفح، حث يتوقع أن يكرر "دعوته لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية"، بعد خمسة أشهر ونصف من حرب مدمرة بين إسرائيل وحركة حماس تسببت بأزمة إنسانية كارثية، وفق الأمم المتحدة.
ميدانيًا، استمر القصف المدفعي والغارات في حصد مزيد من الأرواح في مختلف أنحاء القطاع المحاصر حيث يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته البرية والجوية، ما يدفع بمزيد من الغزيين للنزوح إلى مدن الجنوب التي لم تسلم من القصف.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس مقتل 67 شخصًا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية حتى صباح السبت، وأفاد الإعلام الحكومي التابع لحماس أن الجيش الإسرائيلي "شن أكثر من 45 غارة جوية دموية ترافقت مع قصف مدفعي مكثف، في مدينة غزة ومخيمات جباليا والشاطئ والنصيرات ورفح وخان يونس".
وقالت الوزارة إن أربعة أطفال وجَدَّتَهم قتلوا وأصيب 14 بجروح بينهم أمهم ناهد عندما استهدف صاروخ منزل عائلة كوارع في حي السلام شمال رفح.
وفي الصباح شوهد عشرات الشباب والرجال يعملون بأيديهم ومعدات يدوية بسيطة لرفع الانقاض.
الأطفال وجدتهم قتلوا
وقال فوزي كوارع (58 عاما) لفرانس برس "قصفوا البيت الثانية فجرًا، كل الدار مدمرة والنار اندلعت فيها. طلعنا نحن وأهل الحي نبحث تحت الركام عن الشهداء والأطفال. أخرجناهم ثم وصلت سيارات الاسعاف ونقلت المصابين للمستشفى الاوروبي"
وقال أحمد كوارع (44 عامًا) الذي يسكن في منزل مجاور "سمعنا صوت انفجار قوي. امتلأ المكان بالدخان والغبار فيما كانت الشظايا تتطاير مع الحجارة... يكذبون، لا يوجد هنا أي مقاومة، الاحتلال يريد تدمير كل شيء للانتقام والتشفي من المدنيين الغلابة".
وأضاف تعليقا على رفض مشروع القرار الأميركي في مجلس الأمن "لو أخذ المجلس قرارًا بوقف الحرب، لن تعيره إسرائيل أي اهتمام. إسرائيل صارت أكبر دولة ارهاب وإبادة وهي فوق القانون لأن أميركا تدعمها".
وفي الشمال، طال القصف كذلك شمال غرب مدينة غزة حيث قالت وزارة الصحة إن عشرة أشخاص قتلوا لدى استهدف منزل عائلة القوقا، وقتل أربعة آخرون لدى استهداف منزل عائلة عياد في مخيم الشاطئ.
من جانبه، أكد الجيش الإسرائيلي السبت مواصلة عملياته لليوم السادس في مجمع الشفاء الطبي والأحياء المحيطة به غرب مدينة غزة، حيث قال إنه "قضى على أكثر من 170" مقاتلًا واستجوب أكثر من "800 مشتبه به" وعثر على أسلحة.
وقال الإعلام الحكومي إن "جيش الاحتلال يواصل محاصرة واقتحام مجمع الشفاء الطبي ويقصف ويحرق عدة مبانٍ فيه، ويحتجز نحو 240 من المرضى ومرافقيهم ويعتقل عشرات من الكوادر الطبية".
واتهم الجيش بنسف عدد كبير من المباني السكنية بالمتفجرات في محيط المستشفى ولا سيما في حي الرمال وبلدة بني سهيلة. ونقل عن شهود عيان أن "اشتباكات عنيفة تدور بين مقاتلين فلسطينيين والقوات الإسرائيلية" حول المستشفى.
لكن الجيش أكد أنه يتجنب "إلحاق الأذى بالمدنيين والمرضى والطواقم الطبية والمعدات الطبية".
وقال شهود لفرانس برس إن "الجيش يقتحم منازل في حي الرمال وحي تل الهوى ويحتجز الشباب فوق 16 عاما ويطلب من النساء والاطفال النزوح الى المواصي بخان يونس".
وتحدث مراسل فرانس برس عن مشاهدة أعداد من النازحين يتجهون إلى وسط مدينة غزة، فيما شوهد العشرات يسيرون على الطريق الساحلي باتجاه الجنوب.
لا توجد منطقة آمنة
لكن شهودًا قالوا لفرانس برس إن عشرات الدبابات توغلت باكرًا في منطقة المواصي شمال غرب خان يونس وفي المنطقة الغربية الجنوبية لمخيم دير البلح وإنها "تطلق النار والقذائف"، متحدثين عن سقوط قتلى وجرحى.
وأضافوا أن "قذائف سقطت بجانب مخيم للنازحين في المواصي" وأن دبابات تمركزت عند مفترق المطاحن بخان يونس وهو ما "اضطُر مئات النازحين للهروب نحو رفح مشيا على الأقدام".
وقال محمود الاسطل (35 عاما) ويسكن في بلدة القرارة غرب خان يونس "سمعت صوت اطلاق نار خرجت من البيت وفوجئت بعدد كبير من الدبابات تتقدم نحو القرارة والمواصي ... كانوا يطلقون النار وقذائف".
وأضاف "كل الناس هربوا إلى المواصي ورفح، لا توجد منطقة آمنة ... هذه مصيدة لقتل الناس وتهجيرهم".
وقال شهود عيان إن "جرافات عسكرية تقوم بتجريف عدد من الخيام والمباني باطراف منطقة المواصي".
خلاف
وإلى الدمار شبه الشامل وانقطاع الماء والكهرباء والوقود، يعاني سكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة، من مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وهي أول مرة يُصنف فيها شعب على هذا النحو، وفق وكالات متخصصة.
وقالت وزارة الصحة في غزة إنها أحصت "إصابة أكثر من مليون فلسطيني بأمراض معدية بسبب الظروف الصحية والمعيشية القاسية التي تسبب بها عدوان الاحتلال على القطاع".
أحكمت إسرائيل بعيد اندلاع الحرب حصارها على قطاع غزة. وهي تتحكم في كل ما يدخل إليه ويخرج منه من أشخاص ومساعدات وبضائع.
ويلتقي غوتيريش السبت عاملين في المجال الإنساني في الجانب المصري من رفح، نقطة العبور الرئيسية للمساعدات الإنسانية، وحيث يتكدس 1,5 مليون فلسطيني وهو ما يثير الخوف من العواقب الكارثية لهجوم بري تعد له إسرائيل.
وكانت هذه المسألة موضع خلاف الجمعة في تل أبيب بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الساعي لإقناعه بالعدول عن خطته.
وقال نتانياهو بعد لقائه بلينكن "لا سبيل أمامنا لهزيمة حماس بدون الدخول إلى رفح والقضاء على كتائبها المتبقية هناك"، مضيفا "أخبرته أنني آمل أن أفعل ذلك بدعم من الولايات المتحدة، لكن إذا لزم الأمر، سنفعل ذلك بمفردنا".
لكن بلينكن قال قبل مغادرته "نشارك إسرائيل هدفها المتمثل في هزيمة حماس وضمان الأمن على المدى الطويل ... لكن عملية عسكرية برية واسعة النطاق في رفح ليست هي الحل الأمثل لتحقيق ذلك. فهي تهدد بقتل مزيد من المدنيين... وتهدد بزيادة عزلة إسرائيل، وتعرض أمنها على المدى البعيد للخطر".
نفاق
خلال جولته الإقليمية السادسة منذ اندلاع الحرب التقى بلينكن أيضًا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الخميس في مصر، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان في السعودية الأربعاء.
في القاهرة، شارك المسؤول الأميركي في اجتماع وزاري مع خمس دول عربية هي الأردن ومصر وقطر والإمارات والسعودية، خُصص إلى حد كبير للفترة التي تلي انتهاء الحرب.
وسعى بلينكن خلال تنقلاته المتعددة إلى بحث دور الدول العربية في إعادة إعمار قطاع غزة وإدارته، حاملا أيضا رؤية للتكامل الإقليمي لإسرائيل من خلال تطبيع علاقاتها مع السعودية وإقامة بنية إقليمية جديدة.
ولم تنجح واشنطن في تمرير مشروع قرار يؤيد الدعوة لوقف إطلاق النار مع الإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة في مجلس الأمن الدولي بعد استخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو).
واتهمت موسكو واشنطن ب"النفاق"، كونها لا تبذل أي جهد لكبح جماح إسرائيل، وسخرت من حديثها عن وقف لإطلاق النار بعدما "مُحيت غزة فعليا من على وجه الأرض".
وسبق للولايات المتحدة أن استخدمت حق النقض ضد عدة مشاريع قرار تدعو لوقف إطلاق النار، قائلة إنها تصب في مصلحة حماس.
اندلعت الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر عقب هجوم شنّته حماس على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل ما لا يقلّ عن 1160 شخصا، معظمهم مدنيّون، حسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس تستند إلى أرقام رسميّة إسرائيليّة.
وتقدّر إسرائيل أنّ نحو 130 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة، بينهم 33 يعتقد أنهم لقوا حتفهم، من بين نحو 250 شخصا اختطفوا في هجوم حماس.
وتوعدت بالقضاء على حماس ونفّذت حملة قصف مركّز أتبعتها بهجوم برّي واسع، ما أسفر عن مقتل نحو 32 ألف شخص وخلف 74188 جريحًا غالبيتهم نساء وأطفال، حسب وزارة الصحة التابعة لحماس.
المصدر: شبكة الأمة برس
كلمات دلالية: وزارة الصحة مدینة غزة أکثر من
إقرأ أيضاً:
غوتيريش يدعو إلى فعل المزيد الآن لمساعدة شعب السودان على الخروج من “هذا الكابوس”
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن الوقت قد حان لكي يظهر المجتمع الدولي للشعب السوداني في محنته، نفس مستوى الدعم الذي أظهره السودانيون لجيرانهم في الماضي. وأضاف: "يجب أن نبذل المزيد - ونبذل المزيد الآن - لمساعدة شعب السودان على الخروج من هذا الكابوس".
جاء ذلك في المؤتمر الإنساني رفيع المستوى لشعب السودان اليوم الذي عقد في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا - مقر الاتحاد الأفريقي. وأشاد السيد غوتيريش بكرم الشعب السوداني في دعم النازحين داخليا إلى جانب اللاجئين من المنطقة، بما في ذلك أولئك من إريتريا وتشاد وجنوب السودان وحتى إثيوبيا في لحظات معينة. وقال للحاضرين إن تعهداتهم اليوم "ستكون تعبيرا عن هذا الدعم".
وأشار الأمين العام إلى أن منظومة الأمم المتحدة ستطلق خطتيها للسودان - للاستجابة الإنسانية ولللاجئين - لعام 2025، واللتين تتطلبان 6 مليارات دولار لدعم نحو 26 مليون شخص داخل وخارج الحدود السودانية. وقال: "إن هذين النداءين اللذين تم تنسيقهما من قبل الأمم المتحدة يتجاوزان بكثير أي نداءات أطلقناها للسودان والمنطقة، ويمثلان الأبعاد غير المسبوقة للاحتياجات التي نواجهها".
وقال السيد غوتيريش إن السودان في قبضة أزمة "مذهلة الحجم والوحشية"، وهي تنتشر بشكل متزايد إلى المنطقة الأوسع، وتتطلب اهتماما مستداما وعاجلا من الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي الأوسع.
وشدد على ضرورة حماية المدنيين، بما في ذلك العاملون في المجال الإنساني، فضلا عن تسهيل الوصول الإنساني السريع والآمن وغير المعاق والمستدام في جميع المناطق المحتاجة. وأضاف أن الدعم الخارجي وتدفق الأسلحة يجب أن يتوقفا، لأن هذا "يمكّن من استمرار الدمار المدني الهائل وسفك الدماء".
وقال الأمين العام إن الشعب السوداني يريد وقف إطلاق النار الفوري وحماية المدنيين، مضيفا أن مبعوثه الشخصي، رمطان لعمامرة، يتواصل مع الأطراف المتحاربة بشأن سبل ملموسة لتعزيز هذين الهدفين، بما في ذلك من خلال التنفيذ الكامل لإعلان جدة.
وقال: "إن شهر رمضان المبارك على الأبواب. وفي هذا الوقت المبارك من أجل السلام والرحمة والعطاء والتضامن، أحثكم جميعا على استخدام نفوذكم الهائل من أجل الخير. ادعموا بسخاء الاستجابة الإنسانية واضغطوا من أجل احترام القانون الدولي، ووقف الأعمال العدائية، والمساعدات المنقذة للحياة، والسلام الدائم الذي يحتاجه شعب السودان بشدة".
وضع مقلق في مخيم زمزم
وفي سياق متصل، أعربت الأمم المتحدة عن انزعاجها الشديد من تصاعد القتال في مخيم زمزم للنازحين وفي محيطه، وسط تزايد الهجمات التي تشنها قوات الدعم السريع.
ووفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، أشارت التقارير - بما في ذلك صور الأقمار الصناعية - إلى استخدام الأسلحة الثقيلة في المعارك، فضلا عن تدمير منطقة السوق الرئيسية. كما أفادت المنظمات غير الحكومية الدولية في المخيم بوقوع خسائر بشرية كبيرة بين المدنيين "مع وجود أفراد من العاملين في المجال الإنساني بين القتلى".
وفي مؤتمر صحفي عقده في نيويورك اليوم الجمعة، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك: "يُقدر أن مخيم زمزم يستضيف مئات الآلاف من النازحين، وهو أيضا من بين المواقع في السودان التي تم تحديد ظروف المجاعة فيها، مما يجعل التقارير عن تدمير منطقة السوق بالمخيم مثيرة للقلق بشكل خاص. في الواقع، إنها واحدة من تلك المناسبات التي يبدو أننا نفقد فيها الكلمات الملائمة لوصف هول الموقف".
وقال السيد دوجاريك إن برنامج الأغذية العالمي وشركاءه يعملون على تقديم المساعدات الغذائية والتغذوية الحيوية لـ 300 ألف نازح في مخيم زمزم – الذي يقع في منطقة الفاشر بشمال دارفور - وما حوله، مضيفا أن هذه الجولة الأخيرة من العنف "تعرض الأسر وعمليات الإغاثة الحيوية لمزيد من المخاطر".
وأضاف: "نطالب أطراف الصراع بالتقيد بالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني. يُحظر شن الهجمات على المدنيين والبنية التحتية المدنية. يجب على جميع الأطراف اتخاذ خطوات لحماية المدنيين من الأذى، ويجب السماح لأولئك الذين يسعون إلى مغادرة المنطقة طواعية بالقيام بذلك بطريقة آمنة وكريمة".