امطيريد: ما يحدث في طرابلس هو الذي جعل من ليبيا دولة هشة وغير مستقرة
تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT
ليببا – اعتبر المحلل السياسي الليبي، محمد امطيريد، أن تصنيف ليبيا كدولة تضم خلايا إرهابية كان في السابق خطير جدا، واليوم أصبح في درجة تأهب، لا يمكن القول إن ليبيا بلد لا تضم خلايا من التنظيمات الإرهابية، لأن هناك مرتزقة سوريين يتواجدون في العاصمة طرابلس، إلى جانب بقايا أنصار الشريعة وقواعدهم وأعلامهم في بعض المناطق.
امطيريد وفي تصريحات لوكالة “سبوتنيك”، قال: “يجب أن يعي الناس أن خطر الإرهاب لا يزال موجود في ليبيا وفي العاصمة تحديدا، لقد انتهى الإرهاب في الشرق والجنوب، ولكن خطر الإرهاب لا يزال يدق في أي لحظة”.
وأضاف أنه “لا يمكن تخمين متى سينتهي هذا الإرهاب، ولكن في حالة وجود دولة واحدة بجيش قوى ربما ستتخلص ليبيا بأكملها من الخلايا الإرهابية”.
وتابع امطيرد حديثه: “بالإضافة إلى إعلان وزير الداخلية الليبي عماد الطرابلسي، عن تطهير زوارة من مهربين الوقود، فإن هذا يعتبر تحديا كبيرا للقضاء على منبع الجريمة المنظمة في هذه البقعة الجغرافية بالتحديد، وأن هذه المشكلة ردودها خطيرة علي الصعيد الجهوي، خاصة وأننا نتحدث هنا عن منطقه حساسة من تكوين الأمازيغ، والتي تعتبر جزءا من مكونات ليبيا”.
واعتبر امطيريد أن هذا الأمر مؤشر خطير على سيادة ليبيا مستقبلا، إذ تشهد البلاد اليوم تغيرات على النسيج الأمني وخاصة في غرب البلاد، وهذا دليل بعد زيارة مندوبية أمريكية جعلت من بعض الشخصيات التي تحكم بقوة السلاح أن تهرول إلى تنظيم صفوفهم أمنيا، حتي لا يكونوا خارج اللعبة السياسية، واعتبار كل شخص يبحث عن ورقه لإثبات أنه الأجدر للتواجد في المعادلة السياسية القادمة.
وأشار إلى أن التحشيد الأهلي الذي حدث في مدينة مصراتة المطالب بالتغيير هو أمر صحي، ربما البلاد بحاجة إلى تغيير سياسي، خاصة بعض الشخصيات القيادية التي بقت في المشهد السياسي بشكل غير شرعي، بسبب الصراعات بين الشخصيات القيادية على المصالح الشخصية.
وأكد بأن الغالبية اليوم تطالب برحيل بعض الشخصيات،مردفا:”ربما سنرى تحركات مناهضة في العاصمة طرابلس، خاصة بعد زيارة المندوب الأمريكي وجلوسه في العاصمة بحجة تدريب بعض الكتائب الأمنية، واجتماعه مع بعض الفصائل هناك، الهدف هو مشاركتهم مع الفيلق الأمريكي في عملياته في المنطقة”.
وأشار إلى أن هناك بوادر وتسريبات تقول إن المرحلة القادمة ستكون عسكرية وليست سياسية،وما نراه اليوم هو مشهد عسكري ربما يتحرك في أي لحظة في الغرب الليبي، متابعا أن “ما يحدث في العاصمة هو الذي جعل من ليبيا دولة هشة أو دولة غير مستقرة سياسية واقتصادية وجعل سيادتها في خطر”.
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: فی العاصمة
إقرأ أيضاً:
مكاسب الجيش في العاصمة… هل تُنهي حرب السودان؟ توقعات بأن تنتقل المعارك منها إلى غرب البلاد
كمبالا: أحمد يونس: الشرق الأوسط: قبل معارك منطقة «جبل موية» بولاية سنار جنوب شرقي السودان خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لم تكن «قوات الدعم السريع» قد خسرت معركة كبيرة منذ بداية الحرب في أبريل (نيسان) 2023.
لكن خسائرها توالت بعد استعادة الجيش تلك المنطقة الاستراتيجية، وتراجعت مناطق سيطرتها تدريجياً في وسط وشرق البلاد، كما أصبح وجودها في العاصمة الخرطوم مهدداً. فهل تعني انتصارات الجيش بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، وتراجعات «الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أن حرب «الجنرالَين» على وشك الانتهاء؟
يؤكد الجيش أنه حقق انتصارات كبيرة وألحق هزائم فادحة بـ«قوات الدعم السريع»، متوعداً باستمرار الحرب حتى القضاء عليها تماماً. من جانبها، تنفي «قوات الدعم السريع» تعرضها لهزائم، وتؤكد أنها انسحبت من المناطق التي دخلها الجيش من دون معارك، وذلك بسبب «تكتيكات قتالية جديدة»، مشيرة إلى عدم استطاعة الجيش توثيق الخسائر الكبيرة في الأرواح والعتاد التي يتحدث عنها.
ولُحظ أن «قوات الدعم السريع» المنسحبة تتوجه إلى إقليمي دارفور وكردفان حيث الحاضنة الاجتماعية لتلك القوات، فيما يقول متحدثون باسمها إن «المناطق التي انسحبنا منها، انتزعناها من الجيش انتزاعاً في الأشهر الأولى من الحرب. احتفظنا بها لأكثر من عام ونصف العام، ثم تركناها برغبتنا، ونستطيع انتزاعها مرة أخرى متى ما أردنا ذلك». لكن مؤيدي الجيش يرون أن المعركة أوشكت على النهاية، بينما يؤكد مراقبون مستقلون أن «نهاية الحرب لا تزال بعيدة».
استراتيجية جديدة
ويقول المحلل السياسي، الجميل الفاضل، إن تقدم الجيش ليس سوى «جولة من جولات الحرب التي لا تبدو لها نهاية قريبة»، موضحاً أنه «من المتوقع أن تتخذ الحرب طابعاً أكثر عنفاً ودموية، لكن ليس في المناطق التي استردها الجيش، بل في مناطق رخوة في خاصرة الحاضنة الشعبية للجيش».
وأشار الفاضل إلى التصريح الأخير من قائد «قوات الدعم السريع»، محمد حمدان دقلو، الذي طالب فيه قواته بعدم التأثر بفقدان بعض المناطق مؤخراً، وأنه ينبغي عليهم التركيز على مناطق جديدة سيسيطرون عليها. وأضاف الفاضل: «يبدو أن (قوات الدعم السريع) ستتبع استراتيجية جديدة، تتخلى فيها عن تكتيك الانتشار الواسع في البلاد. كما أن هجمات المسيّرات خلال الفترة السابقة تشير إلى مناطق المعارك المرتقبة، فبينما تتراجع في الخرطوم، نشهد تقدمها في مناطق أخرى غرب البلاد بالاشتراك مع (قوات عبد العزيز الحلو)».
وتوقع عدد من المحللين أن تنتقل الحرب من العاصمة إلى أقاليم غرب البلاد، وأن «تتخذ شكلاً أعنف إذا تم تشكيل حكومة موازية في تلك المناطق، وإدخال أسلحة نوعية وإضافة إمكانات حربية جديدة، مما سيغير من خريطة الحرب على الأرض».
معارك العاصمة
ميدانياً، تدور معارك «كسر عظم» في مدن العاصمة المثلثة - الخرطوم وأم درمان وبحري - حيث يحقق الجيش تقدماً لافتاً، ففي منطقة شرق النيل بمدينة بحري، يقترب الجيش وحلفاؤه من جسر «المنشية» الرابط بين شرق النيل ووسط مدينة الخرطوم، بعد أن استعاد معظم منطقة «الحاج يوسف»؛ وهي من أهم معاقل «قوات الدعم السريع» منذ بداية الحرب.
غير أن حدة المواجهات انخفضت في الخرطوم وأم درمان مع بداية شهر رمضان المبارك، فقد تراجعت العمليات في معظم خطوط التماس بين الطرفين المتحاربين، وبقيت مناطق السيطرة كما هي دون تغيرات كبيرة. ويقول شهود إن الجيش ما زال يسيطر على أحياء في جنوب غربي الخرطوم حتى جسر «الحرية» والمنطقة الصناعية، بينما لا تزال «قوات الدعم السريع» تسيطر على أحياء أخرى في جنوب الخرطوم؛ بما فيها القصر الرئاسي ومنطقة «جنوب الحزام»، ومقر القيادة الاستراتيجية التابعة للجيش و«مطار الخرطوم»، والجزء الشرقي من مقر القيادة العامة للجيش.
وفي أم درمان، وسع الجيش من مناطق سيطرته لتشمل بعض الأحياء الجنوبية والغربية من المدينة، خصوصاً منطقتَي أم بدة والفتيحاب، لكن المعارك على حدود المنطقتين تحوّلت إلى كر وفر، من دون تقدم لمصلحة أحدهما.
معارك الغرب
أما في شمال إقليم كردفان بوسط غربي البلاد، فقد حقق الجيش انتصارات باستعادة السيطرة على مدينتَي أم روابة والرهد، وتمكن من الوصول إلى أطراف مدينة الأُبيّض؛ كبرى مدن الإقليم، وفتح الطريق البرية الرابطة بينها وبين وسط البلاد. إلا إن الجيش مُني بهزيمة كبيرة حين حاول التقدم شرقاً باتجاه مدينة بارا، وأعلنت «قوات الدعم السريع» أنها «دحرت القوات المهاجمة وألحقت بها هزائم كبيرة في الأرواح والعتاد»، ولم يصدر تعليق من جانب الجيش.
وتأثرت العمليات العسكرية في ولاية النيل الأزرق بالتحالف الذي نشأ بين «قوات الدعم السريع» وقوات «الحركة الشعبية لتحرير السودان - تيار عبد العزيز الحلو»، فقد استطاعت القوتان معاً السيطرة على عدد من مناطق الولاية المتاخمة لجمهورية جنوب السودان، وأصبحت القوات المشتركة بينهما تهدد حاضرة الولاية؛ مدينة الدمازين.
ووقّعت قوى سياسية وحركات مسلحة، على رأسها «حركة عبد العزيز الحلو»، مع «قوات الدعم السريع» في 22 فبراير (شباط) بالعاصمة الكينية نيروبي، ميثاقاً سياسياً يهدف إلى توحيد العمل السياسي والعسكري ضد الجيش وحلفائه من أنصار النظام السابق، بالإضافة إلى تشكيل حكومة في مناطق سيطرة «قوات الدعم السريع»؛ لمنافسة الحكومة التي يقودها الجيش وتتخذ من مدينة بورتسودان مقراً لها.