حظى ملف تطوير المنظومة التعليمية والبحثية باهتمام كبير من جانب القيادة السياسية في مصر، وجاء ذلك على رأس أولويات عمل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي خلال عام 2023، حيث تم إطلاق الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي؛ بهدف تطوير المنظومة التعليمية والبحثية، وتهيئة بيئة مناسبة للاستثمار، وتوفير البنية التحتية اللازمة، ودعم جهود تنوع مؤسسات التعليم الجامعي، وربط الأبحاث العلمية باحتياجات وأولويات خطة الدولة وأهداف التنمية المستدامة.

تقدم كبير للجامعات المصرية في التصنيفات الدولية

وأوضح الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن الوزارة أطلقت الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي خلال شهر مارس 2023، برعاية الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، مشيرًا إلى أن هذه الاستراتيجية ارتكزت على ثلاثة محاور رئيسية، هي «استراتيجية التنمية المستدامة - رؤية مصر 2030، والتحول نحو جامعات الجيل الرابع، والعلاقة بين منظومة التعليم العالي والبحث العلمي وخطة التنمية الشاملة لمصر»، مشيرًا إلى أن المبادئ السبعة التي تم الاستقرار عليها لتُشكل خارطة طريق للاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، هي «التكامل، التخصصات المُتداخلة، التواصل، المشاركة الفعالة، الاستدامة، المرجعية الدولية، الابتكار وريادة الأعمال».

المرجعية الدولية من أبرز مبادئ الاستراتيجية

وتعُد المرجعية الدولية من أهم مبادئ الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، حيث تقدمت الجامعات المصرية في مختلف التصنيفات الدولية المرموقة، فقد ساهم التعاون بين وزارة التعليم العالي وبنك المعرفة المصري في الارتقاء بتصنيف الجامعات والمؤسسات والمراكز البحثية المصرية دوليًا، من خلال توفير الوصول إلى مصادر المعرفة العالمية، حيث يوفر بنك المعرفة المصري الوصول إلى أكثر من 100 مليون مادة معرفية من أكثر من 1000 دار نشر دولية وإقليمية ومحلية، مما يمنح الباحثين والعلماء المصريين فرصة؛ للاطلاع على أحدث الأبحاث والدراسات العلمية في مختلف المجالات.

المجلس التنفيذي لليونسكو يشيد بمبادرة بنك المعرفة

وشهد ترتيب الجامعات المصرية في التصنيفات الدولية تقدمًا كبيرًا، فقد تواجدت 15 جامعة في تصنيف QS العالمي في تصنيف عام 2024 بدلًا من 5 جامعات في تصنيف عام 2017، وزاد عدد الجامعات في تصنيف QS للدول العربية ليُصبح 36 جامعة في تصنيف عام 2024 بدلًا من 15 جامعة في تصنيف عام 2016، وشهد تصنيف التايمز البريطاني لعام 2024 طفرة في عدد الجامعات بعدما وصل إلى 38 جامعة بدلًا من 3 جامعات في تصنيف عام 2016.

ووصل عدد الجامعات في تصنيف US News لعام 2023 إلى 19 جامعة مقارنة بـ14 جامعة في تصنيف عام 2019، بينما وصل عدد الجامعات في تصنيف شنغهاي لعام 2023 إلى 7 جامعات مُقارنة بـ5 جامعات في تصنيف عام 2016، وزاد عدد الجامعات في تصنيف Leiden ليصبح 13 جامعة في تصنيف عام 2023 بدلًا من 5 جامعات في تصنيف عام 2018، كما تم إدراج 69 من الجامعات المصرية والمراكز البحثية، ضمن تصنيف سيماجو العالمي للمؤسسات البحثية والأكاديمية لعام 2024 بدلًا من إدراج 60 مؤسسة بحثية وأكاديمية في تصنيف عام 2023.

594 دورة تدريبية خلال الـ6 أشهر الماضية

كما قدم بنك المعرفة المصري 594 دورة تدريبية خلال الـ6 أشهر الماضية، حيث تم تقديم 120 دورة تدريبية للقطاع الطبي، و118 دورة تدريبية للقطاع الهندسي، و176 دورة تدريبية لقطاع العلوم الإنسانية، واستفاد من هذه الدورات 300 ألف باحث.

واعتمد المجلس التنفيذي لليونسكو بالإجماع مشروع القرار الذي قدمه وفد مصر لدى المنظمة للمجلس، والذي جاء بعنوان «بنك المعرفة المصري»، والذي تضمن تسليط الضوء على مبادرة بنك المعرفة المصري؛ وتهدف إلى خدمة القطاع التعليمي والبحث العلمي بالجامعات المصرية والمراكز البحثية المصرية، ودعا المجلس التنفيذي في قراره إلى دراسة تلك المبادرة المهمة بدقة من أجل استخلاص أهم الدروس المُستفادة، وآليات التشغيل، وكيفية التغلب على التحديات، ونقلها للدول الأعضاء بالمنظمة من أجل الاستفادة منها في إنشاء منصاتها الوطنية للتعلم الرقمي، وإتاحة المعرفة وتبادل الخبرات.

وكان الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، قد عقد اجتماعًا مع الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي والدكتور يانوش تشاك وزير الثقافة والابتكار المجري، والوفد المرافق له الذي ضمّ رؤساء 10 جامعات مجرية، ومسئولين حكوميين؛ لبحث سُبل التعاون المُمكنة بين الجامعات المصرية ونظيرتها المجرية في المجالات التكنولوجية والبحث العلمي المُشترك.

كما افتتح الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور يانوش تشاك وزير الثقافة والابتكار المجري، الجلسة الافتتاحية للمنتدى الأكاديمي والعلمي بين مصر والمجر؛ لمناقشة العديد من الملفات ذات الاهتمام المُشترك بين الجانبين.

الارتقاء بمنظومة التعليم العالي

وكان الدكتور أيمن عاشور قد التقى بالعديد من الوفود وممثلي المؤسسات الأكاديمية والتعليمية والبحثية الدولية المرموقة، حيث تم بحث سُبل تعزيز التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك، بما يُساهم في الارتقاء بمنظومة التعليم العالي والبحث العلمي، ويعمل على زيادة الاستثمار في التعليم الجامعي وتنفيذ أبحاث علمية ذات الاهتمام المُشترك، وتبادل الخبرات في وضع البرامج الدراسية الحديثة لكي تواكب مُتطلبات سوق العمل المُعاصر والمُستقبلي.

وأقيمت فعالية تم تنظيمها بالتعاون بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وهيئة فولبرايت في مصر، تحت عنوان «التميز في البحث العلمي مستقبل الإنتاج المعرفي في مصر»، وتناول المؤتمر عرض خطة الوزارة نحو إنتاج المعرفة والتأكيد على الدور الحيوي للعلماء والباحثين وأهمية زيادة إنتاجهم البحثي والتأكيد على الدخول بالمشروعات البحثية الممولة، وعمل الشراكات البحثية مع العديد من الجامعات بالأقاليم المختلفة، بالإضافة إلى عمل الأبحاث المشتركة مع الباحثين بالجامعات الأجنبية، ووضع خطط لنشر إنتاجهم العلمي لزيادة الاستشهادات.

 

ومن جانبها، أكدت الدكتورة عبير الشاطر مساعد الوزير للشئون الفنية والمُشرف على بنك المعرفة، أهمية دور بنك المعرفة المصري في تعزيز البحث العلمي في مصر، وتمكين المؤسسات البحثية أن تصبح معروفة عالميًا، فضلاً عن المساهمة في الارتقاء بتصنيف الجامعات والمؤسسات والمراكز البحثية دوليًا من خلال المجهود المبذول من فريق لجنة التصنيف بالجامعات المصرية في تتبع المعايير المختلفة بهذا التصنيف، وذلك يأتي تماشيًا مع تحقيق رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030، والتي تستهدف المرجعية الدولية من أجل خلق جيل من خريجي الجامعات المصرية ويكونوا قادرين على إحداث طفرة في كافة المجالات.

وصرح الدكتور عادل عبدالغفار المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي للوزارة، بأن الوزارة تدعم تحويل المؤسسات التعليمية إلى مؤسسات ابتكارية، وتهيئة بيئة جاذبة ومُحفزة للتعاون بين المؤسسات التعليمية والبحثية ومجتمع الصناعة، بهدف الارتقاء بمستوى الخريجين ليكونوا مؤهلين للمنافسة في سوق العمل المحلي والإقليمي والدولي، بجانب الاهتمام بالارتقاء بجودة العملية التعليمية بما يساعد في الحصول على خريجين قادرين على دعم جهود الدولة في الارتقاء بالاقتصاد الوطني وتنمية المجتمع.

وأكد المتحدث الرسمي أهمية الجهود التي يقوم بها بنك المعرفة المصري لخدمة الباحثين المصريين في توفير الكم الهائل من المعرفة التي يُتيحها في كافة المجالات، مشيرًا إلى أن بنك المعرفة ليس مستودعًا للكتب والموارد الإلكترونية فقط، بل هو مؤسسة خدمية تتوافق مع رؤية مصر 2030 ويقدم حلولًا في التعليم، مضيفًا أنه يتعاون مع العديد من الشُركاء لإثراء البحث العلمي، ودفع عجلة التنمية في مصر، ويساهم في تحقيق مبدأ المرجعية الدولية الذي يعُد من أهم مبادئ الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: التعليم العالي الجامعات الجامعات الحكومية البحث العلمي الاستراتیجیة الوطنیة للتعلیم العالی والبحث العلمی التعلیم العالی والبحث العلمی التعلیمیة والبحثیة الدکتور أیمن عاشور بنک المعرفة المصری جامعة فی تصنیف عام الجامعات المصریة والمراکز البحثیة دورة تدریبیة فی الارتقاء المصریة فی البحثیة ا بدل ا من عام 2023 عام 2024 فی مصر

إقرأ أيضاً:

جامعة أسيوط ضمن أفضل الجامعات المصرية في تصنيف QS العالمي لعام 2025

أعلن الدكتور أحمد المنشاوي، رئيس جامعة أسيوط، عن تحقيق الجامعة إنجازًا جديدًا في تصنيف QS العالمي للتخصصات الجامعية لعام 2025، حيث تم إدراجها ضمن أفضل 19 جامعة مصرية، متقدمة في 7 تخصصات علمية عالمية، مما يعكس تفوقها البحثي والأكاديمي.

وفقًا لأحدث إصدار من التصنيف، جاءت جامعة أسيوط من بين 19 جامعة مصرية مدرجة في التصنيف، الذي يشمل 55 تخصصًا علميًا. وتميزت الجامعة في التخصصات التالية: الهندسة والتكنولوجيا (الفئة 501- 550 عالميًا)، والهندسة الميكانيكية (الفئة 451- 500 عالميًا)، والزراعة (الفئة 351- 400 عالميًا)، والعلوم البيولوجية (الفئة 651- 700 عالميًا)، والطب (الفئة 501- 550 عالميًا)، والصيدلة (الفئة 301- 350 عالميًا)، والكيمياء (الفئة 601- 700 عالميًا)

وأعرب الدكتور أحمد المنشاوي عن فخره بهذا الإنجاز، مشيرًا إلى أن هذا التصنيف يعكس جهود الجامعة في تعزيز البحث العلمي والنشر الدولي، فضلًا عن التعاون البحثي مع الجامعات العالمية. وأكد أن جودة الأبحاث المشتركة وزيادة الاستشهادات العلمية أسهمت في تحسين ترتيب الجامعة في التصنيفات العالمية.

كما أشاد رئيس جامعة أسيوط، بدور وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في دعم الجامعات المصرية للارتقاء بمستواها الأكاديمي عالميًا، مما يعزز من مكانة مصر على خريطة البحث العلمي الدولي.

من جانبه، أكد الدكتور جمال بدر، نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، أن تصنيف الجامعة في QS هو نتيجة مباشرة لتطوير منظومة البحث العلمي، وتحقيق جودة عالية في النشر الأكاديمي.

كما أشار الدكتور عمر ممدوح شعبان إلى أن تصنيف QS يعتمد على أربعة مؤشرات رئيسية، هي: السمعة الأكاديمية للتخصص، وسمعة الخريجين في سوق العمل، وحجم الاستشهادات من الأبحاث العلمية، والتعاون البحثي الدولي، مذكدا أن جامعة أسيوط مستمرة في تعزيز مكانتها الأكاديمية والعلمية من خلال دعم الأبحاث التطبيقية، وتطوير البرامج الدراسية بما يتماشى مع أحدث المعايير الدولية.

وتعد جامعة أسيوط واحدة من الجامعات الرائدة في مصر بفضل تميزها البحثي، وتنوع تخصصاتها، وشراكاتها الأكاديمية الدولية، مما يجعلها وجهة متميزة للطلاب والباحثين الطامحين للتميز العلمي.

مقالات مشابهة

  • التعليم العالي: إطلاق سلسلة إنفوجرافات صوموا تصحوا من معهد تيودور بلهارس
  • أحمد البنا: 19 جامعة مصرية تتألق في تصنيف QS العالمي للتخصصات 2025
  • إدراج جامعة المنوفية في نسخة تصنيف QS العالمي للتخصصات الجامعية للعام 2025
  • جامعة أسيوط ضمن أفضل الجامعات المصرية في تصنيف QS العالمي لعام 2025
  • التعليم العالي: إدراج 19 جامعة مصرية في تصنيف QS العالمي للعام 2025
  • التعليم العالي تعلن مفاضلة الدراسات العليا ودبلومات وماجستيرات التأهيل ‏والتخصص في الجامعات الحكومية
  • وزير التعليم العالي يرحب بتوقيع عدد من الجامعات الحكومية مذكرات تفاهم مع جامعة قونيا التركية
  • جامعة المنوفية تحقق المركز الـ 13 في تصنيف AD Scientific Index
  • جامعة المنوفية تحقق المركز الـ13 محليا في تصنيف AD Scientific Index لعام 2025
  • التعليم العالي: البحث العلمي شريك أساسي في تحقيق التنمية الصناعية المستدامة