استمر القصف المدفعي الإسرائيلي في محيط مجمع الشفاء الطبي غربي مدينة غزة في ظل تهديدات بقصف وتدمير مباني المجمع فوق رؤوس الطواقم الطبية ومن فيه، فيما تسببت غارات على مناطق مختلفة بالقطاع في استشهاد عدد من الفلسطينيين.

وأفاد مراسل الجزيرة بوفاة 3 مرضى داخل مجمع الشفاء بسبب الحصار ومنع قوات الاحتلال وصول الأدوية إليه.

وأضاف أن أطباء ومرضى ونازحين من المحاصرين، بينهم أطفال، داخل مستشفى الشفاء وفي محيطه، يطلقون نداء استغاثة لتوفير الغذاء والدواء ويناشدون الصليب الأحمر التدخلَ لإجلائهم.

وأكدت وزارة الصحة في غزة أن الاحتلال يحتجز نحو 240 من المرضى ومرافقيهم و10 من الطواقم الطبية في مركز الأمير نايف بمجمع الشفاء، وأنه قصف مبانيَ عدة، وأحرق قسم الشرايين في المجمع.

وفي اليوم السادس من اقتحامه، قال المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة إن قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت أكثر من 100 شخص داخل مجمع الشفاء الطبي.

وأضاف الثوابتة، في تصريحات للجزيرة في وقت مبكر اليوم السبت أن قوات الاحتلال أعدمت بعض الكوادر الطبية داخل المجمع.

كما أفادت مصادر فلسطينية بتجدد الاشتباكات بين المقاومة والاحتلال في محيط مجمع الشفاء الطبي. وذكر مراسل الجزيرة أن هناك قصفا مدفعيا إسرائيليا متواصلا في محيط المجمع.

وأكد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أن الجيش الإسرائيلي هدد بقصف وتدمير مباني مجمع الشفاء فوق رؤوس الطواقم الطبية ومن فيه.

وذكر المكتب الإعلامي الحكومي في بيان "وصلتنا إفادات من داخل مجمع الشفاء الطبي تشير إلى تهديد جيش الاحتلال الإسرائيلي للطواقم الطبية المتواجدة داخل مباني المستشفى والنازحين بأنه سيقوم بقصف تلك المباني وتدميرها فوق رؤوسهم، أو أن يخرجوا للتعذيب والتحقيق والإعدام".

وأعرب المكتب عن استنكاره وإدانته "البالغة" لتلك "الجريمة المنظمة" التي يواصل الجيش الإسرائيلي ارتكابها "بكل وحشية وانتقام".

شهداء المساعدات

من جانب آخر، قال مراسل الجزيرة إن شهداء ومصابين سقطوا في قصف إسرائيلي استهدف فلسطينيين ينتظرون المساعدات في دوار الكويت بمدينة غزة.

واستشهد 4 فلسطينيين وأصيب العشرات نتيجة التوغل والقصف الإسرائيلي على مدينة دير البلح وسط قطاع غزة منذ فجر اليوم.

وأفاد مراسل الجزيرة بانتشال 5 شهداء بينهم 4 أطفال جراء قصف إسرائيلي استهدف فجر اليوم السبت منزلا في منطقة ميراج شمال رفح بجنوب قطاع غزة. وكان الطيران الإسرائيلي قد استهدف منزلا من طابقين في هذه المنطقة التي تقع بين رفح وخان يونس.

وأفاد مراسل الجزيرة باستشهاد شخص وإصابة آخر بجروح خطيرة في قصف مدفعي إسرائيلي على فلسطينيين شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة.

وقال المراسل إن آليات الاحتلال تطلق قذائف وأعيرة نارية بشكل كثيف في المناطق الشمالية الغربية لمحافظة خان يونس.

وأوضح أن قصفا مدفعيا إسرائيليا عنيفا استهدف منطقة المواصي غرب خان يونس جنوب قطاع غزة تسبب باستشهاد وجرح عدد من الفلسطينيين.

من جهتها، قالت مصادر فلسطينية إن طيران الاحتلال الإسرائيلي شن غارات في محيط المستشفى الأوروبي في خان يونس أيضا.

كما أفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال قصفت بالمدفعية شمال غرب بيت حانون ومحيط مخيم جباليا شمالي القطاع وشمال مخيم النصيرات وسط القطاع.

وقال مراسل الجزيرة إن اشتباكات تدور منذ فجر اليوم السبت بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي قرب عيادة الرمال في شارع الوحدة وسط مدينة غزة.

ويشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، خلّفت عشرات آلاف الشهداء، معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن دمار هائل في البنية التحتية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات الاحتلال الإسرائیلی مجمع الشفاء الطبی مراسل الجزیرة قوات الاحتلال قطاع غزة فی محیط

إقرأ أيضاً:

شاهد.. الجزيرة نت ترافق امرأة غزية في مهمة إعداد وجبة طعام

غزة- إنه صباح الجمعة في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة المنكوب، والأسواق على فقرها مقفلة، ولدى عائلة حفيظة أشكوكاني آخر كيلوين من الطحين، وعليها أن تدبر طعام هذا اليوم بأكمله، وبعد تفكير قررت استغلالهما لإعداد الخبز وبعض الفطائر بالزعتر والجبن.

تقول أشكوكاني فيما بدأت هي وأبناؤها بجمع الخشب إن التفكير والبحث عما يمكنها طبخه لأسرتها يوميا معاناة حقيقية، في ظل نذر مجاعة بدأت تمس حياة الأغلبية من الغزيين في قطاع غزة الخاضع لحصار إسرائيلي حاد للأسبوع السابع على التوالي.

لجأت السيدة -وهي أرملة خمسينية توفي زوجها خلال الحرب وترك لها 5 أبناء- إلى تحطيم خزائنها والقليل من الأثاث المتوفر كي تستعين بخشبها في إشعال النار للخبز والطهي، وتقول وحرارة الفرن البدائي الساخنة بدأت تلفح وجهها إن "توفير الطعام مهمة يومية شاقة ومعقدة".

وينسحب هذا الواقع على أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع الساحلي الصغير منذ أن أوصدت دولة الاحتلال الإسرائيلي المعابر تماما ومنعت إدخال المساعدات الإنسانية والبضائع التجارية في الثاني من مارس/آذار الماضي.

وفي 18 من الشهر ذاته استأنفت قوات الاحتلال حربها الضروس على القطاع، وبات سكان غزة يواجهون الموت قتلا أو جوعا، بحسب بيانات صادرة عن هيئات محلية ودولية.

استهلكت حفيظة أشكوكاني آخر كمية من الطحين لديها وتشعر بالقلق من الأيام المقبلة (الجزيرة) لا لحوم منذ شهور

بعد انتهاء مهمة العجين التي تولتها الأم كاملة تتشارك أشكوكاني مع أبنائها تقطيعه ورقّه إلى دوائر بعضها للخبز وأخرى أصغر قليلا للفطائر.

إعلان

تسكن أشكوناني وأسرتها في منزل متواضع طاله تدمير جزئي إبان الاجتياح الإسرائيلي الواسع لمدينة خان يونس في ديسمبر/كانون الأول 2023 واستمر لـ4 أشهر متواصلة.

وبينما تواصل رق العجين وتدويره تقول للجزيرة نت "لا نعرف النوم ليلا ولا نهارا بسبب شدة الانفجارات والغارات التي لا تتوقف، وفي الوقت نفسه يجب علينا كأمهات توفير الطعام والشراب لأسرنا وأطفالنا".

وحتى مساء الخميس لم تكن تعلم ما الذي يمكنها أن تطبخه، وقد أوشك كل شيء ادخرته من طرود مساعدات سابقة على النفاد.

وتقول "الجمعة هو يوم يعرف عن أهل غزة أنه عائلي، تتجمع فيه الأسر على وجبة الغداء والأكلات التقليدية التي تعدها النساء باستخدام اللحوم أو الدجاج أو الأسماك"، وبكثير من الحسرة تكمل أشكوكاني حديثها "أيامنا في ظل الحرب صارت كلها تشبه بعضها، قتل وجوع، وما يشغل بالنا فقط أن نجد ما نأكله يوميا".

ولم تذق هذه الأسرة طعما للحوم البيضاء والحمراء والأسماك منذ شهور طويلة، وبينما يمنع الاحتلال إدخال اللحوم الطازجة والدواجن للقطاع منذ اندلاع الحرب عقب عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول عام 2023 يمنع كذلك إدخال المجمدات للشهر الثاني على التوالي ويفرض حظرا شاملا على دخول الصيادين للبحر وممارسة مهنة صيد الأسماك.

واستهلكت أشكوكاني آخر "حفنة من الطحين" وهي ترق المخبوزات، وهي آخر ما تبقى لديها من مساعدة حصلت عليها -قبل نحو شهرين- من وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وتقول "كنا نعد الفطائر كمقبلات للتسلية قبل الحرب، لكنها باتت وجبة رئيسية بسبب الحصار".

فقدت حفيظة أشكوكاني زوجها خلال الحرب وتكابد من أجل إعالة أبنائها الخمسة في ظل الحصار وارتفاع الأسعار (الجزيرة) أزمات مركبة

ويحتاج خبز الفطائر إلى أفران تعمل بواسطة الكهرباء أو غاز الطهي غير المتوفرين في القطاع، وقد اضطرت أشكوكاني إلى طريقة بدائية بتحويل فرن منزلي يعمل على الغاز وتشغيله بواسطة الحطب والأخشاب وما يتوفر من أوراق وكرتون.

إعلان

ونتيجة وقوفها يوميا في مواجهة النار والدخان المنبعث من الفرن أصيب هذه الأم الفلسطينية بمضاعفات صحية في جهازها التنفسي.

تشكو أمام الفرن وتقول "هذه ليست حياة، والله تعبنا.. يكفي"، وتتحدث بوجع عن ارتفاع أسعار السلع والبضائع الشحيحة في الأسواق، و"حتى الخشب ارتفع سعره لأكثر من الضعف، من وين نجيب مصاري؟" تتساءل أشكوكاني.

نجل حفيظة أشكوكاني يحطم قطعا من أثاث منزلي لاستخدامها وقودا للنار في ظل أزمة غاز الطهي (الجزيرة)

وتعصف بالغزيين أزمة سيولة حادة جراء منع الاحتلال إدخال النقد من عملة الشيكل للقطاع منذ اندلاع الحرب، وشيوع ظاهرة التجارة بالسيولة من تجار يتقاضون نسب عمولة عالية تتراوح بين 20 و30%، في مقابل صرف رواتب للموظفين أو تلقي تحويلاتهم المالية وصرفها لهم.

وتعتمد أشكوكاني في معيشتها وأسرتها على المساعدات الإنسانية كما الأغلبية من الغزيين ممن فتكت بهم الحرب وأفقدتهم مصادر رزقهم ومدخراتهم.

والأربعاء الماضي، حذّر المكتب الإعلامي الحكومي في بيان من "دخول الوضع الإنساني في القطاع مرحلة الانهيار الإنساني الكامل بفعل سياسة الحصار والتجويع الممنهجة التي تفرضها قوات الاحتلال الإسرائيلي على المدنيين وسكان قطاع غزة منذ أكثر من 6 أشهر، وتحديدا مع انقطاع دخول المساعدات الإنسانية بالكامل منذ أكثر من شهر ونصف بشكل متواصل ومتعمد".

أعدت حفيظة أشكوكاني المعجنات بما يتوفر لديها من طحين ومكونات بسيطة في منزلها بمدينة خان يونس (الجزيرة)

وبعد ساعات كابدت هي وأبناؤها فيها مهمة توفير الخشب وإشعال الفرن وخبز الفطائر التي بدت شهية رغم تناقضها مع ظروف إعدادها تجلس حفيظة أشكوكاني كما كل يوم، لتفكر وتتساءل: من أين ستطعم أطفالها غدا؟

مقالات مشابهة

  • جيش الاحتلال يهدد بتوسيع العمليات داخل غزة في حالة عدم الإفراج عن المحتجزين
  • تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة وارتفاع حصيلة الشهداء إلى 30 منذ فجر اليوم
  • 23 شهيدا بغزة والاحتلال يقصف نقطة شرطة بسوق جباليا وخيمة نازحين
  • 50 شهيدا في غزة والاحتلال يقر بقصف مدرسة تؤوي نازحين
  • كلباء يستعيد التوازن بـ «ثنائية» أمام الجزيرة
  • بالصور: تركيب محطة تحلية متنقلة بمجمع الشفاء الطبي في غزة
  • شاهد.. الجزيرة نت ترافق امرأة غزية في مهمة إعداد وجبة طعام
  • مستوطنون يقتحمون الأقصى والاحتلال يهدم منازل ويعتقل فلسطينيين بالضفة
  • العدوان الإسرائيلي على طولكرم يدخل يومه الـ86: تصعيد مستمر من اقتحامات واعتقالات واستيلاء على منازل
  • يمرون بالقطارة.. أصحاب التحويلات الطبية في غزة تحت رحمة المنفذ الإسرائيلي