كيف أثرت الحرب على المعالم التاريخية الأثرية؟
تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT
بقلم: تاج السر عثمان
١
اشرنا سابقا الي ان الحرب تقترب من نهاية عامها الأول مما يتطلب وقفها ومنع تجددها ، لقد أدت الحرب لدمار ونزوح الملايين داخل وخارج البلاد ومقتل وجرح الآلاف، وإبادة جماعية وتطهير عرقي وعنف جنسي، وتدمير في البني التحتية والمؤسسات الخدمية والتعليمية والصحية والأسواق والبنوك وفي المصانع، وفي المواقع الأثرية والثقافية والتراثية، وعطلت الإنتاج الزراعي مما يهدد حياة ٢٥ مليون سوداني بنقص الغذاء حسب بيانات الأمم المتحدة.
استمرت الحرب رغم كل المبادرات والمناشدات بوقفها واخرها قرار مجلس الأمن بوقف الحرب بمناسبة شهر رمضان الكريم، مما يعني المزيد من الدمار وتدهور الأوضاع المعيشية نتيجة لارتفاع الأسعار والانخفاض الكبير للجنية السوداني حتى وصل إلى حوالي ٧٠٪ - ٨٠ ٪ من قيمته إضافة لتدهور الأوضاع الصحية والإنسانية، مع قطع خدمات المياه والكهرباء والاتصالات والانترنت، وعدم فتح المسارات الآمنة لوصول الأغاثات للمواطنين تحت وابل الرصاص والقنابل.
٢
لقد أدت الحرب الي جريمة تدمير شامل اوجزئي للمعالم التاريخية و الأثرية والثقافية والتراثية، كما حدث على سبيل المثال لا الحصر في الاتي:
القصر الرئاسي.
مبنى الخطوط الجوية السودانية.
مطار الخرطوم الدولي
مبنى شركة النيل الكبرى للبترول.
برج وزارة العدل.
المحاكم وما بداخلها من ارشيف مهم.
تأثر المتحف القومي الذي مازال عرضة للدمار الشامل لموقعه في وسط القصف بين الجيش والدعم السريع.
الدمار الشامل لمركز محمد عمر بشير للدراسات السودانية وفقدان مكتبته القيمة التي تحتوي على وثائق وارشيف نادر.
خسارة متحف السودان للتاريخ الطبيعي جراء سقوط الدانات عليه، مما ادي لموت جميع الحيوانات بالمتحف حرقا.
تأثر مبنى البريد القديم في شارع الجامعة وسط العاصمة.
تأثر ديوان النائب العام وما بداخله من ارشيف مهم.
* كما تقع تحت خط النار معالم أثرية َمهمة مثل:
متحف التراث الشعبي في الخرطوم. وطوابي المهدية في ام درمان، وسجن ام درمان ومتحف الخليفة، وبوابة عبد القيوم في ام درمان.
* وفي الولايات تأثرت بعض المعالم التاريخية الأثرية مثل:
تدمير مبنى" جراب الفول" الاثري في مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان.
َما يتعرض له مبنى السلطان على دينار في الفاشر لخطر التدمير جراء وقوعه تحت خط النار.
إضافة لخطر دمار آثار مروى - كبوشية بعد دخول عناصر من الدعم السريع في مواقعها، ووجد ذلك استنكارا واسعا من" اليونسكو " وكل المنظمات المهتمة بحماية المواقع الأثرية التاريخية العالمية.
٣
وأخيرا، انها حرب لعينة ارتكبت فيها جرائم حرب استهدفت المدنيين والمواقع السيادية والصناعية والخدمية والتعليمية والزراعية، واستهدفت هوية السودان ومعالمه الثقافية الأثرية التاريخية.مما يفرض تقديم مجرمي الحرب للمحاكمات وعدم الافلات من العقاب الذي شجع على ارتكاب المزيد من الجرائم ضد الانسانية والابادة الجماعية.
كما يتطلب اوسع تحالف قاعدي جماهيري من أجل :
- وقف الحرب واسترداد الثورة، وسد الطريق أمام تجددها. - الترتيبات الأمنية لحل الدعم السريع ومليشيات المؤتمر الوطني وجيوش الحركات وقيام الجيش القومي المهني الموحد،.
- تفكيك التمكين وإعادة أموال الشعب المنهوبة.
- عدم إعادة إنتاج الشراكة مع العسكر والدعم السريع كما في مشروع اتفاق "المنامة" لفترة انتقالية لمدة عشر سنوات، الذي يجيز الافلات من العقاب، و تسرب للصحف والمواقع، مما يعيد إنتاج الأزمة والحرب مرة أخرى.
- قيام المؤتمر الدستوري الذي يتم فيه الاتفاق على شكل الحكم ودستور ديمقراطي وقانون انتخابات يفضي لانتخابات حرة نزيهه في نهاية الفترة الانتقالية، وضرورة ترسيخ الحكم المدني الديمقراطي والسيادة الوطنية، وحماية ثروات البلاد من النهب، وقيام علاقات خارجية متوازنة ، ومواصلة الثورة حتى تحقيق مهام الفترة الانتقالية وبقية أهدافها.
alsirbabo@yahoo.co.uk
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
الدراما السورية.. من المسلسلات الإذاعية إلى الجماهيرية العربية.. شعبية للأعمال الاجتماعية ومنافسة في «التاريخية»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
حققت الدراما السورية الكثير من النجاح على مدار السنوات الأخيرة، ليس فقط للمشاهد السوري، وإنما أصبحت تنافس على مستوى العالم العربي، وكان هناك عدد من العوامل التي حققت نجاحات للدراما السورية الإجتماعية، وأيضاً طفرات للدراما التاريخية والتي قدمت أعمالاً لها ثقل فني كبير وحققت رواجاً ونجاحاً كبيراً على مستوى العالم العربي.
نرصد بداية الدراما السورية وتطورها ومحطات الانطلاق والطفرات والازدهار، وما ينتظرها من تحديات خلال المرحلة المقبلة.
البداية من الإذاعةبدأت رحلة الدراما السورية منذ عقود، وكانت انطلاقتها الأولى عبر المسلسلات الإذاعية، حيث شكَّلت الأساس لصناعة الدراما السورية. لاحقًا، جاء برنامج "سهرة دمشق" ليقدم مجموعة من السهرات التليفزيونية التي اعتُبرت أولى أشكال الدراما المرئية. سرعان ما تطورت هذه الصناعة مع إنتاج عدد كبير من الأعمال التي جمعت كبار نجوم الفن السوري. وفي تلك الفترة، تشابهت ظروف الإنتاج في سوريا مع مثيلاتها في مصر، حيث كانت جهة الإنتاج الوحيدة هي التليفزيون الحكومي.
محطات الازدهار
شهدت الدراما السورية محطات مهمة في مسيرتها، وبرزت فترة السبعينيات كبداية لازدهارها، خلال هذه الحقبة، توجه أبطال المسرح السوري نحو الدراما التليفزيونية، والتي حملت آنذاك طابعًا كوميديًا ساهم في ربط الجمهور بها، من أبرز الأسماء التي تركت بصمتها في تلك الفترة: دريد لحام، محمود جبر، ورفيق السبيعي.
التكوين والملامح
مع مرور الوقت، تطورت ملامح الدراما السورية وبدأت تأخذ طابعًا اجتماعيًا قريبًا من واقع الأسرة السورية. ركزت الأعمال على مواقف الحياة اليومية وتفاصيلها، مما جعل الجمهور يشعر بأنها تنقل واقعهم بشكل صادق. هذا التوجه ساهم في تعزيز مكانة الدراما السورية كمرآة تعكس تطلعات ومشاكل المواطن السوري.
ظهور الإنتاج المستقل
في مطلع التسعينيات، ظهرت شركات الإنتاج المستقل، وهو ما شكَّل نقطة تحول كبيرة في مسيرة الدراما السورية. ساهم ذلك في خلق دورة اقتصادية مستقلة، وجلب كفاءات جديدة لصناعة الدراما. أدى هذا التطور إلى زيادة جودة الإنتاج وفتح المجال أمام النجوم السوريين للعمل بين القاهرة ودمشق، مما أضاف بُعدًا جديدًا للأعمال السورية بفضل التداخل مع الخبرات المصرية العريقة.
طفرة الدراما التاريخية
حققت الدراما التاريخية السورية طفرة نوعية أسهمت في نقلها إلى مستوى عربي ودولي. يعود هذا النجاح إلى عدة عوامل:
الإنتاج الجيد: استثمرت شركات الإنتاج مبالغ كبيرة لدعم الأعمال التاريخية، مما انعكس على جودة الصورة والإخراج.
وأشاد الكاتب يسري الفخراني بهذا النهج، مشيرًا إلى أهمية رؤية نتائج الاستثمار على الشاشة.
ثقل النجوم:
شارك في هذه الأعمال نخبة من أبرز نجوم الدراما السورية، مثل تيم حسن، عابد فهد، سلوم حداد، وجمال سليمان.
اختيار الموضوعات الجذابة: ركزت الدراما السورية على أحداث تاريخية مشوقة تُثير اهتمام الجمهور العربي، مما ساعد في تحقيق انتشار واسع.
من أبرز الأعمال التاريخية السورية: "الحجاج"، "هارون الرشيد"، "ربيع قرطبة"، "الزير سالم"، "هولاكو"، و"المرابطون والأندلس".
أسماء لامعة في سماء الدراما
على مدار مسيرتها، أفرزت الدراما السورية عددًا من النجوم الذين تركوا بصمة واضحة سواء داخل سوريا أو في مصر، ومن أبرزهم: جمال سليمان، تيم حسن، عابد فهد، سلوم حداد، قصي خولي، وكاريس بشار.
التحديات المستقبلية
رغم النجاحات التي حققتها الدراما السورية، إلا أنها تواجه تحديات كبيرة في المرحلة المقبلة، أبرزها الحفاظ على جودة الإنتاج، تطوير النصوص، ومواكبة التقنيات الحديثة في صناعة الدراما. ومع ذلك، تظل الدراما السورية قادرة على التأقلم والابتكار، وهو ما يضمن استمرارها كواحدة من ركائز الفن العربي.