مجزرة «الشريف مختار» بالجزيرة.. جريمة مكتملة الأركان
تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT
تسببت مجزرة قرية الشريف مختار بولاية الجزيرة في نزوح غالبية السكان إلى مدينة المناقل غرب الولاية وولاية النيل الأبيض بعد مقتل 14 شخصاً.
التغيير: عبد الله برير
لن ينسى سكان قرية الشريف مختار بولاية الجزيرة- وسط السودان أواخر شهر فبراير 2024م الذي اختتمته قوات الدعم السريع بمجزرة راح ضحيتها 14 من سكان القرية.
وأصيب وقتذاك عدد مقدر من الشباب عند تصديهم لمحاولات الدعم السريع دخول القرية الواقعة جنوب غرب ولاية الجزيرة.
وبحسب شاهد عيان فإن القوات المهاجمة استخدمت صواريخ من طراز كاتيوشا في مواجهة المدنيين العزل.
واستشهد في الحال 14 شخصاً منهم مدير مدرسة القرية وهو الأستاذ حمزة عبد الرحمن، والمحامي محمد علي عبد الله، والطبيب عبد الله عباس سليمان، و محمد علي أبو نمرة، عبد الرحمن موسى التهامي، محمود محمد عبد الفضيل، عبد القادر الكليس، محمد عثمان آدم، صابر علي أبو حجل و بلال علي فضل السيد.
وتسبب الهجوم في نزوح غالبية سكان الشريف إلى مدينة المناقل غرب ولاية الجزيرة وولاية النيل الأبيض المتاخمة لها.
قتل وسلب ونهبوكانت قوات الدعم السريع سيطرت على مدينة ود مدني عاصمة الجزيرة في 18 ديسمبر الماضي وسرعان ما غزت قرى ومحليات الولاية، وصاحبت هجماتها عمليات سلب ونهب وتقتيل وترويع كثيرة للسكان.
واستسلمت بعض القرى فيما رفضت قرى أخرى الرضوخ وأخرجت شبابها لمواجهه المليشيا وأغلقت الطرق المؤدية مما جعل هذه المناطق تجابَه بعنف كبير من القوات المهاجمة وبالتالي مقتل وجرح ونزوح وسرقة ممتلكات السكان.
وبحسب المرصد المركزي لحقوق الانسان في السودان، فإن قوات الدعم السريع هاجمت 39 قرية بالجزيرة خلال ثلاثة أسابيع.
واستغلت القوات انقطاع خدمات الاتصالات والانترنت بالولاية وقتذاك وارتكبت جرائم أسفرت عن مقتل 46 مدنياً وإصابة أكثر من 90 بحسب الإحصاءات الأولية.
هجوم عسكريوسبق أن تعرضت قرية الشريف مختار للهجوم ديسمبر الماضي لتتكرر الحادثة بصورة أبشع ويصاحبها سقوط القتلى والجرحى مع نهب واسع للآليات الزراعية والهواتف والذهب والمقتنيات والسيارات.
ورفض المحامي أسامة خضر حميدة- وهو من سكان القرية- محاولة نسب الأحداث التي وقعت بالشريف مختار إلى متفلتين، ووصف ما تم بأنه هجوم عسكري بعربات قتالية استخدمت فيها صواريخ كاتيوشا لمهاجمة القرية.
وقال في حديثه لـ(التغيير): الهجوم السافر نتج عنه إصابة ومقتل العشرات ونزوح وتهجير البقية ورعب للأهالي وهروب إلى القرى والمدن المجاورة وتشتت شمل الأسر في ظل انقطاع الاتصالات.
وتساءل: لماذا يهاجموننا نحن في قرية نائية ليس بها مسؤول حكومي ولا وزير ولا خفير ولم تحكم في دولة 56 المزعومة؟.
واضاف: لا يتذكروننا إلا في وقت الانتخابات ونحن لا نملك مستشفى ولا مركز صحي حتى، هذه القوات هاجمتنا بـ100 مقاتل، وندعو عبركم الجهات المسؤولة والمجتمع الدولي لوقف هذه الانتهاكات ووقف الهجوم على القرى الآمنة التي ليس لها علاقة بالحرب.
الوسومالجيش الدعم السريع السودان المناقل النيل الأبيض قرية الشريف مختار ود مدني ولاية الجزيرةالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الجيش الدعم السريع السودان المناقل النيل الأبيض ود مدني ولاية الجزيرة الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
الدعم السريع توسع هجماتها في ولاية الجزيرة.. ومستشفيات الخرطوم تكتظ بالجثث
ارتفعت حصيلة ضحايا هجمات قوات الدعم السريع المستمرة منذ الثلاثاء على قرية ود عشيب في ولاية الجزيرة إلى 70 قتيلا.
ونددت منصة نداء الوسط الحقوقية، باستمرار حصار “الدعم السريع” لقرية ودعشيب شرقي ولاية الجزيرة، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى الجرحى وسط المدنيين.
وخلال اليومين الماضيين، هاجمت القوات التي يتزعمها محمد حمدان دقلو “حميدتي ” قرية ودعشيب، ما أسفر عن مقتل 42 شخصا رميا بالرصاص، ليرتفع عدد القتلى الخميس إلى 70، بالإضافة إلى نهب وترويع السكان وفرض حصار محكم عليهم.
كما أن القوات المهاجمة، أجبرت النساء والأطفال وكبار السن على الخروج من منازلهم، ما اضطرهم للتجمع على شاطئ نهر النيل الأزرق في ظل ظروف صحية وبيئية سيئة، وفق منظمات سودانية، التي أمدت أن هجوم الدعم السريع وصل إلى قرى “التكلة رفاعة، بيضاء والقريقريت” في الجزيرة، حيث هجرت قسريا كافة المواطنين عقب نهب ممتلكاتهم الخاصة.
ولفتت المنصة إلى أن أهالي وحدة الشبارقة الإدارية شرق مدينة ود مدني يعيشون أوضاعا مأساوية للغاية بعد تخريب الدعم السريع أنظمة الطاقة الشمسية الخاصة بآبار المياه، فضلا عن منع المواطنين من الخروج من المنطقة التي باتت تعاني شحا في المواد الغذائية وانعدام للأدوية المنقذة للحياة.
وحذرت من انتشار الأمراض في الشبارقة وتعمد “الدعم السريع” تجفيف المنطقة من جميع الغذاء والدواء ومحاصرة أهلها مما خلق كارثة إنسانية لا تقل عن تلك التي حلت بمدينة الهلالية والقرى المحاصرة الأخرى في الجزيرة.
وتجددت الاشتباكات بين "الدعم السريع" والجيش السوداني بولاية الجزيرة في 20 تشرين الأول / أكتوبر الماضي، على خلفية انشقاق القيادي بقوات الدعم أبو عاقلة كيكل، وهو من أبناء الولاية، وإعلان انضمامه إلى الجيش.
وفي كانون الأول / ديسمبر 2023، سيطرت "الدعم السريع" بقيادة كيكل، على عدة مدن بالجزيرة بينها "ود مدني" مركز الولاية.
وتسيطر "الدعم السريع" حاليا على أجزاء واسعة من الولاية عدا مدينة المناقل والمناطق المحيطة بها حتى حدود ولاية سنار جنوبها، وغربا حتى حدود ولاية النيل الأبيض.
وفي الخرطوم، حذرت غرفة طوارئ جنوب الخرطوم، من اكتظاظ مشرحة مستشفى بشائر بالجثث، مشيرة إلى مقتل 200 شخص على الأقل في المنطقة خلال الشهرين الماضيين.
وكشفت “الغرفة” عن اكتظاظ مشرحة مستشفى بشائر في المنطقة بعدد من الجثامين في انتظار ذويها لاستلامها، مشيرة إلى أن أحياء جنوب الحزام تشهد ترديا مريعا في الخدمات الصحية وانعدام لأدوية الأمراض المزمنة والمنقذة للحياة.