ارتفاع قتلى هجوم موسكو والكرملين يعلن اعتقال 11 ويتوعد المتنفذين
تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT
أعلن الكرملين اعتقال 11 شخصا بينهم المنفذون الأربعة المتورطون بشكل مباشر في الهجوم الذي استهدف أمس الجمعة قاعة للحفلات في موسكو وأسفر عن مقتل 93 شخصا، وبينما تبنى تنظيم الدولة الإسلامية الهجوم توالت الإدانات الدولية والعربية له، فيما أكدت أوكرانيا أنه لا علاقة لها به.
وقال الكرملين إن جهاز الأمن الفيدرالي يعمل على تحديد الجهة المتواطئة مع الذين ارتكبوا الهجوم.
وقالت لجنة التحقيقات الروسية اليوم السبت نقلا عن بيانات أولية إن ما لا يقل عن 93 قتلوا في الهجوم، ونبهت إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع. وأشارت اللجنة إلى أن المشتبه بهم اعتقلوا في منطقة بريانسك الروسية قرب الحدود الأوكرانية.
وقال جهاز الأمن الروسي إن المشتبه بهم في الهجوم خططوا لعبور الحدود وكانوا على تواصل مع أشخاص على الجانب الأوكراني.
وقال محققون إن منفّذي الهجوم أشعلوا المبنى بواسطة "سائل قابل للاشتعال.
ونقلت وكالة تاس للأنباء عن نيكولاي باتروشيف أمين مجلس الأمن الروسي، الحليف البارز للرئيس فلاديمير بوتين، قوله اليوم السبت إن المسؤولين عن الهجوم على الحفل الموسيقي بالقرب من موسكو سيعاقبون. وأضاف باتروشيف أن "الهجوم أظهر مدى التهديد الذي يشكله الإرهاب على روسيا".
تنظيم الدولة يتبنى المسؤولية
وكان تنظيم الدولة أعلن مسؤوليته عن الهجوم، وقال في بيان نشره على تليغرام إن مقاتليه "هاجموا تجمعا كبيرا في ضواحي العاصمة الروسية موسكو"، وأضاف أن المقاتلين "انسحبوا إلى قواعدهم بسلام".
وقالت السلطات الروسية إن مسلحين أطلقوا النار خلال حفل لموسيقى الروك في قاعة "كروكس سيتي" للحفلات الموسيقية قرب موسكو وأشعلوا حريقا في القاعة.
وأفادت وزارة الطوارئ الروسية بأنه تم إجلاء نحو 100 شخص من قاعة الحفلات، في حين قالت وكالة تاس إن سقف المسرح انهار بسبب اندلاع النيران ولا يزال مدنيون داخله.
وأعلن الحرس الوطني الروسي أنه موجود في مكان الحادث ويبحث عن الجناة، في حين قالت وسائل إعلام روسية إن الأجهزة الأمنية اعتقلت شخصين مشتبها بهما في تنفيذ الهجوم.
بدوره، قال متحدث باسم لجنة التحقيق إنه من السابق لأوانه قول أي شيء عن مصير المهاجمين، بحسب ما نقلت وكالة الإعلام الروسية عنه.
ودخل المهاجمون المبنى وهم يرتدون زيا مموها، وفتحوا النار وألقوا قنبلة يدوية أو قنبلة حارقة، وفق ما أفاد صحفي في وكالة ريا نوفوستي للأنباء في مكان الواقعة.
وذكرت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء أن الحريق -الذي اندلع في قاعة الحفلات- امتد إلى مساحة 12 ألفا و900 متر مربع، مشيرة إلى أنه لم تتم السيطرة عليه حتى الآن.
وفتحت السلطات "تحقيقا جنائيا في عمل إرهابي"، فيما يتلقى الرئيس فلاديمير بوتين تحديثات "مستمرة"، وفق ما أفاد المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف لوكالات الأنباء الروسية.
إ
إدانات دولية
وعلى الصعيد الدولي، أعربت الأمم المتحدة عن حزنها إزاء الهجوم، وقال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أمس الجمعة إنه سيتم إصدار بيان بشأن الحادثة، كما أدان مجلس الأمن الدولي أمس ما وصفه بأنه "هجوم إرهابي شنيع وجبان".
ووصفت إيطاليا هذا الهجوم بـ"العمل الإرهابي الشنيع"، في حين أعربت إسبانيا عن "صدمتها" وأكدت تضامنها مع الضحايا، كما أدانت تركيا الهجوم وقدمت تعازيها إلى روسيا شعبا وحكومة.
من جهتها، استنكرت الولايات المتحدة الحادثة، واعتبرت أنها "هجوم مسلح مروع"، أما فرنسا فأعلنت تعاطفها مع ضحايا الحادث "المروع"، وقالت إنه "ينبغي تسليط الضوء على هذه الأعمال الشنيعة".
كما قدم الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم السبت "تعازيه" إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين بعد الهجوم، وأكد أن "الصين تعارض الإرهاب بكل أشكاله وتندد بشدة بالهجوم الإرهابي وتدعم بحزم جهود الحكومة الروسية للحفاظ على الأمن والاستقرار" في البلاد، وفق ما نقلت وكالة الصين الجديدة للأنباء.
وعلى الصعيد العربي، أدانت كل من مصر والسعودية والأردن وقطر والإمارات والبحرين وفلسطين الهجوم، وأعربت عن تعازيها لحكومة وشعب روسيا، مع تأكيد رفضها التام واستنكارها كافة أشكال العنف والإرهاب.
كما أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان عبر منصة تليغرام فجر اليوم السبت الهجوم، وأعربت عن تضامنها الكامل مع روسيا وشعبها وعائلات الضحايا.
عدد ضحايا الهجوم ارتفع إلى 93 قتيلا وأكثر من 105 جرحى (الفرنسية)أوكرانيا تنفي تورطها
وفور إعلان الهجوم بدأت الشكوك تحوم حول علاقة أوكرانيا به، وبهذا الصدد أكد ديمتري ميدفيديف الرئيس الروسي السابق ونائب رئيس مجلس الأمن القومي أمس الجمعة أن بلاده "ستقضي على" القادة الأوكرانيين إذا تبين أنهم مسؤولون عن الهجوم الدامي على قاعة للحفلات الموسيقية في ضواحي موسكو.
وقال ميدفيديف عبر تليغرام "إذا ثبت أنهم إرهابيون تابعون لنظام كييف يجب العثور عليهم جميعا والقضاء عليهم بلا رحمة باعتبارهم إرهابيين، بمن في ذلك قادة الدولة التي ارتكبت هذا العمل الفظيع".
من جهتها، سارعت أوكرانيا إلى إعلان أنه لا علاقة لها بالهجوم، وقال مستشار مكتب الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك في بيان عبر تطبيق تليغرام إن أوكرانيا "ليس لها أي علاقة" بالهجوم.
وأضاف بودولياك أن "هذه الأحداث تحمل علامات الإرهاب الذي تمارسه قيادة الدولة العدوانية (روسيا) ضد شعبها"، مؤكدا أن "أوكرانيا -عكس الاتحاد الروسي- لم تستخدم أبدا أساليب الحرب الإرهابية أو الإرهاب في حد ذاته".
في المقابل، اتهمت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية أمس الجمعة الأجهزة الخاصة الروسية بالتخطيط للهجوم على قاعة الحفلات بموسكو.
وقال الجهاز عبر تليغرام إن "الهجوم الإرهابي في موسكو كان استفزازا مخططا ومتعمدا من الأجهزة الخاصة الروسية بناء على أوامر بوتين"، معتبرا أن الهجوم "يجب أن يُفهم على أنه تهديد من بوتين لإثارة التصعيد وتوسيع الحرب".
كما نفى مستشار اتصالات الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي وجود أي "مؤشرات على تورط أوكرانيا" في الهجوم.
وقال كيربي في تصريحات أدلى بها أمس الجمعة إنه من السابق لأوانه إجراء أي تقييم، لكن "لا يوجد حاليا أي مؤشر على تورط أوكرانيا أو الأوكرانيين في هذا الهجوم، حيث إن الأخبار لا تزال جديدة للغاية".
قوات الأمن الروسية لا تزال تبحث عن منفذي الهجوم على قاعة الحفلات بموسكو (رويترز)عِلم أميركي بريطاني مسبق
وعلى صعيد آخر، قال الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش إن الولايات المتحدة وبريطانيا كانتا على علم مسبق بالهجوم المسلح على قاعة الحفلات بموسكو.
وأضاف فوتشيتش خلال مشاركته في برنامج تلفزيوني محلي أمس الجمعة "هذا شيء قلناه مرات عديدة، لكن قلة قليلة من الناس تريد سماعه، وقليل جدا من الناس يريدون تصديقه، وقليل جدا من الناس يفكرون في النظر إلى الحقائق".
وتابع أن "السفارة الأميركية بموسكو دعت مواطنيها في 7 مارس/آذار (الجاري) إلى عدم الذهاب لمراكز التسوق، وفعل البريطانيون وغيرهم الشيء نفسه".
وأضاف أن "هذا يعني أن أجهزتهم الاستخبارية الخاصة كانت تستمع إلى بعض المحادثات وتحصل على معلومات وكانت تعلم أن هذا سيحدث".
لكن مسؤولا أميركيا قال أمس إن الولايات المتحدة حذرت روسيا في الأسابيع القليلة الماضية من احتمال وقوع هجوم على أراضيها.
وأضاف أن الولايات المتحدة لديها معلومات تؤكد ما أعلنه تنظيم الدولة عن مسؤوليته عن الهجوم على حفل موسيقي قرب موسكو.
دعوة لانعقاد مجلس الأمنوفي إطار متصل، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس الجمعة أن موسكو ستدعو مجلس الأمن الدولي إلى عقد اجتماع بشأن هذا الهجوم.
وقال سفير المهام الخاصة في الوزارة روديون ميروشنيك في تصريحات لقناة "روسيا-24" إن الدبلوماسيين الروس سيطرحون قضية الهجوم خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي.
وأوضح أن الدبلوماسيين الروس سيطلبون من مجلس الأمن الدولي أن يجتمع قريبا بشأن هذه القضية "حتى تتمكن الأغلبية العالمية في أكبر منظمة دولية من إدانة هذه الأعمال".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات مجلس الأمن الدولی الولایات المتحدة قاعة الحفلات تنظیم الدولة الیوم السبت أمس الجمعة عن الهجوم فی الهجوم على قاعة هجوم على
إقرأ أيضاً:
بعد إطلاق سراحهن.. 4 جنديات إسرائيليات ينتقد بشدة جيش الاحتلال
القدس المحتلة- الوكالات
وجهت 4 جنديات إسرائيليات انتقادات حادة للجيش الإسرائيلي، وذلك بعد أسابيع من تحريرهم من غزة، حيث قضين في القطاع أكثر من 15 شهرا أسرى بيد حركة حماس.
ووقعت العسكريات، وهن جنديات مراقبة، في أسر حماس يوم 7 أكتوبر 2023، عندما شنت الحركة هجوما مباغتا على إسرائيل، قبل أن يطلق سراحهن في يناير الماضي بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وعقد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هاليفي اجتماعا مع الجنديات المحررات، الجمعة، حسبما أفادت القناة 12 الإسرائيلية.
وتقول القناة 12 إن "الاجتماع كان متوترا للغاية في بعض الأحيان"، حيث "انتقدت الجنديات مرارا وتكرارا سلوك الجيش الإسرائيلي في الفترة التي سبقت هجوم 7 أكتوبر".
وقالت إحداهن لرئيس الأركان: "كيف يمكنك أن تقول إنك لم تعرف شيئا (عن هجوم حماس)؟ كيف لم تستعد لهذا الهجوم؟ كيف حدث هذا؟ لقد حذرناكم جميعا. رأينا ذلك بأعيننا. قمنا بعملنا كما هو مطلوب منا وحذرنا، لكنك طردتنا".
وكانت الجندية تشير إلى تنبيهات متكررة أصدرها جنود المراقبة بشأن تكثيف حماس نشاطها على طول حدود غزة قبيل الهجوم، لكن قادتهم لم يبدوا الاهتمام الكافي، وفق القناة 12.
ورد هاليفي بأنه "من غير المقبول" طرد الجنود بهذه الطريقة.
وقال: "نحن نعلم جميع قادتنا أن يعاملوا كل جندي وكل شكوى بجدية بالغة. لقد أديتم بشكل جدير بالثناء".
وفي المقابل، قالت إحدى المجندات: "لقد تخليتم عنا. قاتل زملاؤنا في القاعدة بمفردهم ولم يأت أحد لإنقاذنا".
كما انتقدت مجندة أخرى طريقة سلوك الجيش الإسرائيلي في حرب غزة، الذي كاد أن يفتك بهن حسب تعبيرها.
وقالت: "أثناء احتجازنا في غزة، كانت هناك أوقات نجونا فيها في اللحظة الأخيرة. كدنا أن نموت نتيجة لقصف الجيش الإسرائيلي".