ما الذي يسبب موت النباتات الجديدة النامية في "دوائر الجن"؟
تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT
حيرت الدوائر السريالية المسماة "دوائر الجن" في دولة ناميبيا العلماء لعقود من الزمن، وألهمت العديد من النظريات حول تكوينها، إلا أنها ما تزال محاطة بالكثير من الغموض.
وتتعمق دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة غوتنغن في ألمانيا وجامعة بن غوريون في إسرائيل في هذا اللغز، وتقدم رؤى جديدة حوله.
ومن خلال العمل الميداني المكثف، حرص الباحثون على دراسة كيفية موت العشب النابت حديثا داخل الدوائر الغامضة.
Namibias berühmte Feenkreise entstehen dadurch, dass frisch gekeimte Gräser durch Wassermangel im Feenkreis verkümmern. Das haben Forschende unserer Uni und der @bengurionu herausgefunden. https://t.co/lYVg7h2W67 und https://t.co/6JKmHa36V9pic.twitter.com/CMsqS4yyRf
— Uni Göttingen (@uniGoettingen) March 20, 2024وتعرف "دوائر الجن" بأنها دوائر غريبة من الرمال خالية من العشب في أماكن يكثر العشب فيها من حولها في المراعي الصحراويه الرملية في ناميبيا.
وأظهرت نتائج الدراسة الحديثة أن العشب يذبل بسبب نقص الماء داخل الدائرة الغامضة. وأن التربة السطحية التي تكون أعلى بـ 10 إلى 12 سم من التربة، والتي توصف بأنها "منطقة الموت"، غير ملائمة للعشب الصغير الذي يموت بعد 10 إلى 20 يوما فقط من هطول الأمطار.
وعلى عكس نظرية النمل الأبيض الشائعة القائلة بأن النمل الأبيض يقصر جذور العشب الجديد في الدائرة عن طريق التغذية عليه، ما يتسبب في موت العشب النامي، تكشف الدراسة أن العشب يذبل بسبب النقص الحاد في المياه.
إقرأ المزيد دوامة سريالية تظهر من العدم في منتصف الشفق القطبي تحيّر مراقبي السماءوأجرى الباحثون خلال هذه الدراسة تحليلا لـ500 نبات عشبي فردي في أربع مناطق في ناميبيا عن طريق أخذ قياسات لأطوال الجذور والأوراق، وإجراء تحليلات إحصائية، بالإضافة إلى جمع ومقارنة الأدلة الفوتوغرافية. كما أجروا عدة مئات من قياسات رطوبة التربة أثناء أو بعد موسمي الأمطار 2023 و2024.
وأظهر هذا أن التربة السطحية معرضة للجفاف بشكل أسرع. وأثناء وبعد موسم الأمطار، تكون رطوبة التربة السطحية أقل بثلاث إلى أربع مرات من التربة على عمق نحو 20 سم.
وبالإضافة إلى ذلك، تكون التربة السطحية أكثر جفافا بشكل ملحوظ داخل "دائرة الجن" مقارنة بالخارج خلال فترة نمو العشب بعد هطول أمطار غزيرة.
وفي ظل هذه الظروف، لا يمكن للأعشاب النابتة حديثا البقاء على قيد الحياة في الدائرة، فهي تجف لأنها لا تستطيع الوصول إلى الطبقات العميقة والأكثر رطوبة من التربة بجذورها، والتي يبلغ طولها في المتوسط 10 سنتيمترات.
في المقابل، تستفيد كتل العشب الكبيرة المعمرة التي تنمو على حافة الدائرة من قدرتها على الوصول إلى مياه التربة إلى عمق 20 إلى 30 سم وأكثر. وتتحول كتل العشب هذه بسرعة إلى اللون الأخضر بعد المطر.
إقرأ المزيد دراسة: "حلقة النار" تحت مضيق جبل طارق قد تبتلع المحيط الأطلسيويوضح المؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور ستيفان غيتزين، من قسم نمذجة النظام البيئي بجامعة غوتنغن: "بفضل نظام جذورها المتطور، تمتص كتل العشب هذه الماء بشكل جيد. وبعد هطول المطر، تتمتع بميزة تنافسية كبيرة على الأعشاب المنبتة حديثا في دائرة الجن. ولا يفقد العشب الجديد سوى كمية صغيرة من الماء عن طريق النتح (خروج الماء على شكل بخار من أجزاء النبات المعرضة للهواء) من أوراقها الصغيرة، ما يؤدي إلى عدم كفاية "قوة الشفط" لسحب المياه الجديدة من طبقات التربة العميقة".
وتظهر بيانات القياس أيضا أن الموصلية الفيزيائية للمياه تكون عالية في العشرين يوما الأولى بعد هطول الأمطار، خاصة في التربة العليا، وتتناقص مع العمق. ونتيجة لذلك، فإن كتل العشب تسحب الماء في المقام الأول من أعلى 10 إلى 20 سم من التربة.
ويقول غيتزين إن سبب موت العشب الجديد في دائرة الجن يرجع إلى أن مياه التربة في الدائرة تتناقص بسرعة ملحوظة مع تقوية وإعادة نمو العشب المحيط بعد المطر.
ووفقا للباحثين، فإن هذا يشهد على الوظيفة الأساسية للدوائر كمصدر للمياه لأعشاب ناميبيا المجهدة بالجفاف.
ويشكل العشب نفسه الشكل الدائري لـ"دوائر الجن"، حيث يؤدي ذلك إلى توفير أقصى قدر من مياه التربة لنفسه.
المصدر: earth.com
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: النباتات دراسات علمية معلومات عامة معلومات علمية من التربة
إقرأ أيضاً:
يصطاد فرائسه.. علماء يكشفون سر نبات غريب يتغذى على اللحوم
في عالم مليء بالعجائب، اعتدنا سماع قصص عن الحيوانات المفترسة والطيور الجارحة، وحتى القبائل آكلة لحوم البشر، لكن هل سبق أن سمعت عن نباتات آكلة للحوم؟.. قد يبدو الأمر وكأنه مشهد من أفلام الخيال العلمي، لكنه حقيقة علمية تفوق الخيال.
من بين أبرز هذه النباتات التي يطلق عليها «نباتات مفترسة» هي نبات الجرة، واسمها العلمي «Nepenthes»، هذا النبات الفريد يُعد واحدًا من أغرب الكائنات الحية على وجه الأرض، إذ يجمع بين الشكل الجذاب بأوراقه التي تشبه الأباريق التي تتحول إلى فخ طبيعي للحشرات التي تنجذب إليه، لتصبح طعامًا تساعده على البقاء، وبين الذكاء الفطري ليصبح صيادا ماهرا لا يعتمد فقط على جذوره.
«نبات الجرة».. كوب معلق على شكل فخينتمي نبات «الجرة» إلى فئة فريدة من النباتات المعروفة باسم النباتات آكلة اللحوم، والتي تجمع النيتروجين في أكواب معلقة على شكل فخ، غالبا ما تكون مدببة، رائحتها مسكرة ولونها زاهٍ ورحيقها حلو، تجذب الحشرات الطائرة والزاحفة والتي تسمح لها بالصيد، وتنمو في المناطق التي تكون فيها التربة منخفضة العناصر الغذائية، خاصة المستنقعات في جنوب شرق آسيا وأستراليا والغابات الرطبة والدافئة في مدغشقر.
كيف يلتهم نبات الجرة فرائسه؟تنتج نباتات الجرة في داخلها سائلاً سكريًا يجذب الحشرات، وبمجرد دخولها تصبح الفريسة محاصرة، حيث يؤدي السطح الداخلي الزلق إلى سقوطها في السائل الهاضم أسفل الجرة، ويحتوي السائل على أنزيمات قوية تذيب الفريسة وتحوّلها إلى مغذيات يستفيد منها النبات لتعويض نقص العناصر في التربة الفقيرة.
العلماء يحددون التغيرات الجينية التي تحفِّز نبات الجرة على تناول اللحومفحص الباحثون الحمض النووي لثلاثة أنواع من نبات الجرة، واكتشفوا بشكل مذهل أن كل الأنواع تطوَّرت بشكل مستقل تمامًا عن بعضها البعض، وباستخدام نفس الحيلة الجينية قام الباحثون بدراسة نباتات إبريقية من أستراليا وآسيا والولايات المتحدة لفهم كيفية تطورها، وذلك بحسبما ذكره موقع «ديلي ميل».
وقال الدكتور فيكتور ألبرت، أحد الباحثين من جامعة ولاية نيويورك في بوفالو: «هذه النباتات لديها أدوات وراثية، ويحاول الباحثون التوصل إلى إجابة لكيفية تحولها إلى ما يشبه الحيوانات آكلة اللحوم».
وقال أحد المشاركين في الدراسة، الدكتور كينجي فوكوشيما: «غالبًا ما تعيش النباتات آكلة اللحوم في بيئات فقيرة بالمغذيات، وبالتالي فإن القدرة على اصطياد الحيوانات وهضمها قد تكون ضرورية نظرًا لندرة مصادر التغذية الأخرى».