حاسبة الموت.. خوارزمية دانماركية تتنبأ بمراحل الحياة والوفاة
تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT
طوّر باحثون في الدانمارك أداة ذكاء اصطناعي أطلقوا عليها اسم "حاسبة الموت"، واستعانوا فيها ببيانات ملايين الأشخاص للمساعدة في توقع مراحل حياة الفرد حتى الموت، في خطوة يأملون من خلالها زيادة الوعي بقوة هذه التكنولوجيا ومخاطرها، حسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وشرح سوني ليمان -الأستاذ في "جامعة داناميرك التقنية"، وأحد معدي الدراسة التي نشرتها مجلة "ناشونال كمبيوتايشونال ساينس"- لوكالة الأنباء الفرنسية أن الأداة عبارة عن "إطار عام جدا للتنبؤ بحياة الإنسان، ويمكنها التنبؤ بأي شيء إذا توافرت لها بيانات تدريبية".
وأشار إلى أن الاحتمالات مفتوحة ولا حصر لها، إذ إن الأداة "قادرة على التنبؤ بالنتائج الصحية. وتستطيع توقع الخصوبة أو السمنة، أو ربما من سيصاب بالسرطان أم لا. وفي وسعها التنبؤ إذا ما كان الشخص سيجني الكثير من المال".
عمليا، تستخدم "لايف2فِك" (life2vec) نموذج تشغيل مشابها لنموذج "شات جي بي تي"، ولكن بدلا من معالجة بيانات نصية، تتولى تحليل مراحل الحياة كالولادة أو الدراسة أو حتى ساعات العمل.
ولاحظت الدراسة أن "الحياة -بمعنى ما- مجرد سلسلة من الأحداث: يولد الناس، ويقصدون طبيب الأطفال، ويرتادون المدرسة، وينتقلون من منزل إلى آخر، ويتزوجون، وما إلى ذلك".
وأضافت "نحن هنا نستفيد من هذا التشابه لتكييف الابتكارات في المعالجة الآلية للغة الطبيعية مع مستلزمات درس تطور الحياة البشرية وإمكان التنبؤ بها بناء على تسلسل مفصّل للأحداث".
"حاسبة الموت" تحلل ببيانات ملايين الأشخاص بواسطة الذكاء الاصطناعي للمساعدة في توقع مراحل حياة الفرد حتى الموت (شترستوك) بيانات 6 ملايين دانماركيتستند الأداة إلى بيانات غير اسمية من نحو 6 ملايين دانماركي جمعها معهد الإحصاء الوطني.
ويتيح تحليل التسلسل التنبؤ بالمراحل الباقية حتى نهاية الحياة. في ما يتعلق بالوفاة، تصيب الخوارزمية بنسبة 78% من الحالات، وفي حالات الهجرة بنسبة 73%.
وقال ليمان "من خلال مجموعة صغيرة جدا من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 35 و65 عاما، نحاول التنبؤ، استنادا إلى فترة 8 سنوات من 2008 إلى 2016، بما إذا كان الشخص سيموت في السنوات الأربع التالية، حتى عام 2020. ويقوم النموذج بهذه المهمة بشكل جيد جدا، أفضل من أي خوارزمية أخرى".
وتتيح هذه الفئة العمرية، التي تكون فيها الوفيات عادة قليلة، التحقق من مدى موثوقية البرنامج، بحسب الباحثين.
لكن الأداة غير جاهزة بعد للاستخدام من قبل عامة الناس، لأنها لا تزال تنطوي على ثغرة، فهي "في الوقت الراهن مجرد مشروع بحثي يستكشف مجال الاحتمالات ، ولا نعرف إذا ما كان يعامل الجميع على قدم المساواة".
ثقل علمي موازييمثل المشروع في نظر الأستاذ الجامعي بديلا علميا موازيا للخوارزميات التي ابتكرتها شركات التكنولوجيا الكبرى المعروفة بـ"غافام" (Gafam)، أي "غوغل" و"آبل" و"فيسبوك" و"أمازون" و"مايكروسوفت".
وقال "في استطاعة هذه الشركات أيضا بناء نماذج كهذه الأداة، لكنها لا تعلن عنها، ولا تتحدث عنها". ولاحظ الباحث أن هذه الشركات تكتفي باستخدام هذه الخوارزميات لجعل العامة "يشترون المزيد من المنتجات".
وشدد على أهمية "توافر بديل موازي متاح ومفتوح يوضح ما يمكن فعله ببيانات من هذا النوع".
وأشارت الخبيرة في أخلاقيات البيانات بيرنيل ترانبرغ إلى أن الخوارزميات من هذا النوع تستخدم أصلا في مجال التأمين.
وأضافت "لقد تم وضعنا بالتأكيد في مجموعات، ويمكن استخدام ذلك ضدنا، إلى حد دفعنا مثلا إلى شراء بوليصة تأمين بسعر أعلى، والحؤول دون حصولنا على قرض في البنك أو على الرعاية الحكومية، لأننا سنموت في أي حال".
لكن هذا لا ينطبق على المشروع البحثي، إذ إنه غير مخصص للاستخدام الفردي، نظرا إلى أن هوية مصادره تبقى طي الكتمان.
وطمأنت إلى أن "أي أمثلة على تسرب البيانات الشخصية" لم يسبق أن سجلت مع معهد الإحصاء الوطني، و"البيانات ليست بأسماء أفراد"، لكنها نبّهت إلى أن "كل شيء يتسارع" بفعل تطور الذكاء الاصطناعي.
وتعليقا على محاولة البعض استغلال الفكرة لأغراض تجارية، قالت ترانبرغ "على شبكة الإنترنت، نرى بالفعل ساعات تنبؤ، تشير إلى العمر الذي سيصل إليه الشخص، وبعضها لا يتمتع بأي مصداقية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات إلى أن
إقرأ أيضاً:
العامري:لن يحل الحشد ما دام الإمام خامئني وأبنه مجتبى في الحياة!!
آخر تحديث: 26 دجنبر 2024 - 11:32 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- أكد تحالف الفتح بزعامة الضمير الإيراني هادي العامري،الخميس، أن رغبة الكيان الصهيوني وبعض الدول الأوروبية بنزع سلاح المقاومة وحل الحشد الشعبي لا يمكن تحققها على الإطلاق ما دام الإمام خامئني وابنه مجتبى في الحياة.وقال التحالف في بيان ،إن “المطالب بحل الحشد الشعبي ونزع سلاح المقاومة ليست مطالب جديدة أو وليدة الحاضر بل تعود لسنوات ماضية ولم تتحقق آنذاك ما دام الامام خامئني وابنه مجتبى في الحياة “، مبيناً أن “الكتل السياسية ومحمد رضا السيستاني اليوم كلمتهم واحدة تجاه هذه القضية، والحكومة كذلك ورفض هذا المطلب مهما كانت الجهة التي تطالب به”.وأضاف “لا يمكن للإنسان الذي يمتلك يدا قوية أن يقطعها كما تحدث سابقاً قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، وليتكلم من يشاء سواء الدول الأوروبية أو الكيان الصهيوني والأمريكان وغيرهم فالحشد الشعبي باق”، مشدداً على أنه “لا يمتلك أي شخص أن يحل الحشد الشعبي وجذوره ممتدة داخل إيران وشيعة العراق .