أحيت وزارة الثقافة يوم الأبجدية، برعاية الوزير محمد وسام المرتضى ورئيس لجنة إحياء عيد الأبجدية النائب السابق نعمة الله أبي نصر وحضورهما، في مقر المكتبة الوطنية،  في حضور حشد من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين وفاعليات سياسية وروحية وثقافية واجتماعية وعدد من شعراء الزجل.

وكانت للمرتضى كلمة قال فيها: "نحن اللبنانيون، إذا لم نجتمع، بقينا حروفا متنافرة لا معنى لها.

كل عيد لا نجدد روحه فينا يغدو صنما أحق بأن يهجر.هذه القاعدة تنطبق على أعيادنا جمعاء، بلا أي استثناء، ما كان منها دينيا أو وطنيا أو حتى شخصيا، فاليوم كأخيه من سابق وتال إلا إذا تميز ببث الوعي في تضاعيف استحقاقه، عبر عيشه حقيقة كما ينبغي للحقيقة أن تكون."

أضاف: "ولا يشذ عيد الأبجدية عن هذه القاعدة، فهو يوم كسائر الأيام، ما لم نتذكر فيه معنى الأبجدية ودورها في بناء الحضارة، وانعكاس ذلك كله على واقعنا اليومي وأحوالنا المعاصرة. وكي لا أبتعد في التجريد أكثر، أذكر بما أؤمن به وتثبته الحياة، أن الحروف فرادى ليست سوى رسم بالحبر على الورق، وأما معناها فيدركها عندما تجتمع، فتغدو كلمة مفيدة أو جملة أو صفحة أو كتابا. هكذا نحن اللبنانيين، إذا لم نجتمع بقينا حروفا متنافرة لا معنى لها، واستعصى على وطننا أن يكون رسالة، كما نردد كثيرا في أدبياتنا السياسية والاجتماعية. فقدموس، كما تحكي الأسطورة لم يذهب بالحروف إلى العالم، بل بالكتابة، وهذا أشار إليه سعيد عقل حين قال: جاء قدموس بالكتابة، بالعلم       إليهم، إلى الأواتي العصور

                      وغدا يعرفون أنا على السفن       حملنا الهدى إلى المعمور      

وأردف: "فالسؤال الذي يطرح نفسه علينا كلبنانيين في هذا العيد هو: كيف نخرج وطنيا من الألفباء المتفرقة إلى هدى الكتابة المجتمعة؟ لا جواب إلا باكتناه نعمة العيش الواحد الذي يحفظ التنوع كما تحفظ الكلمة تعدد حروفها، وتبثه رونقا في العبارات. هكذا تتكون اللغة ويتشكل الوطن. أما لغتنا كلبنانيين وكما سبق لي أن أكدت في مناسبة سالفة، فإنها " لغة الأديرة والخلوات والمساجد والحسينيات والحديث الشريف والترتيل والتجويد، والصلوات الخمس والأبانا وصلاة المسبحة الوردية ونهج البلاغة ودعاء مكارم الأخلاق وميامر الحبساء، لغة الناقوس الذي يفرح الروح والأذان الذي يطمئن النفس...لغة بهاء الدين العاملي واليازجي والمعلم البستاني، وجبران خليل جبران وإيليا أبي ماضي .....لغة جوزبف حرب وطلال حيدر وجرمانوس جرمانوس وشوقي بزيع ونزار فرنسيس....لغة جورج جرداق وموسى الصدر وكمال جنبلاط وصبحي الصالح ومحمد حسين فضل الله، وجورج خضر وسامي ابي المنى ومحمد امام ورامز سلامة ومارون العمار وشربل بو عبود وعبد الحليم كركلا وسليم وجودت حيدر ... لغة موسى زغيب وزين شعيب وخليل شحرور  وطليع حمدان وزغلول الدامور وانطوان سعادة وشربل كاملة... لغة الرحابنة وفيروز ونصري شمس الدين ووديع الصافي... لغة روني الفا(الذي افحم بالأمس في طهران الأمم التي اجتمعت وهو يتحدث عن دور القرآن في حفظ الهوية الإسلامية) ونزيه الأحدب ورشيد درباس وشوقي ساسين المبدع الرصين(الذي لا تعرفه في كلامه وفي أفعاله أمن عائلة ساسين هو أم من عائلة ياسين)...لغة الكلمة الطيبة والرصانة والأدب والثقافة والأنفة والرقي والتهذيب."

وقال المرتضى: "أما ضد العدو الإسرائيلي - وهنا بيت القصيد - فهي لغة "الموقف سلاح والمصافحة اعتراف" ولغة "العين التي تقاوم المخرز وتلويه"، ولغة "لا راحة مع احتلال". أو بعبارة أخرى هي لغة "الروح" التي تذل الترسانة، والوعي الذي يفرض علينا التمسك بقيمنا وبمبدأ العيش معا الضامن لوجودنا، ولبقاء وطننا الرسالة، المناقض لواقع الكيان المغتصب عدو الإنسانية ووصمة العار على جبين البشرية".

وختم: "وعيد الأبجدية الذي نقيمه اليوم، لم يوضع بمسعى واقتراح الصديق العزيز النائب نعمة الله أبي نصر، من أجل استرجاع ذكرى فضل لبناني قديم على الحضارة الإنسانية فقط، بل للتعمق في معناه راهنا، حماية لحاضرنا ومستقبلنا. فنحن والأستاذ نعمة الله ننظر الى هذا العيد على أنه محطة تأمل تفرض على اللبنانيين جميعا أن يراجعوا فيها  أنفسهم ويتخذوا فيها خياراتهم بين أن يصيروا لغة أو يكونوا حروفا؛ بين أن يجعلوا وطنهم رسالة عز وبطولة، وحب وسلام للعالم أجمع، أو يرتضوا البقاء فعلا ماضيا ناقصا في كتاب الأمم، عشتم وعاش لبنان".

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

وزارة الثقافة تضيف عنصرين جديدين للحصول على الدعم المسرحي

أكدت وزارة الشباب والثقافة والتواصل-قطاع الثقافة أن صيغة دفتر التحملات لسنة 2024 هي نفس الصيغة التي تم العمل بها سنة 2023 مع إضافة عنصرين جديدين فقط يهمان ملف طلب الدعم وصرفه.

وذكرت الوزارة، في بلاغ توضيحي اليوم الأربعاء، أن بلاغها الصادر في 14 يونيو الجاري بشأن دعم المشاريع الثقافية والفنية في قطاعات المسرح والموسيقى والفنون التشكيلية لسنة 2024، والذي تضمن دفاتر التحملات التي تحدد المجالات المستهدفة والإطار القانوني للدعم والأهداف والمستفيدين وأنواع المشاريع وشروط الترشح وملف طلب الدعم ومبلغ الدعم وصرفه، “خلف ردود فعل متباينة من قبل الهيئات والنقابات والاتحادات والجمعيات المهنية العاملة في قطاع المسرح إلى جانب بعض الفاعلين والمهنيين والمتتبعين، الذين اعتبر أغلبهم أن الوزارة وضعت دفتر تحملات جديد تضمن مجموعة من التعديلات التي يمكن أن تعرقل مسار الدعم”.

وأضاف المصدر ذاته أنه تبعا لما تم تداوله بخصوص دفتر التحملات الخاص بدعم المسرح، فإن قطاع الثقافة بوزارة الشباب والثقافة والتواصل يوضح أن صيغة دفتر التحملات لسنة 2024 تتضمن عنصرين جديدين فقط.

ويهم الأول، بحسب البلاغ، ملف طلب الدعم، وجاء فيه أن “إدلاء جميع العاملين بالمشروع بشهادة انتظام أداء واجبات الاشتراك المستحقة للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بالنسبة للمؤمنين الذين يشتغلون لحسابهم الخاص (وفقا لمقتضيات المادة 30 من القانون رقم 98.15 كما تم تغييره وتتميميه بالقانون رقم64.23) أو شهادة الإنخراط في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي محينة بالنسبة للمؤمنين من الأجراء، أو نسخة من بطاقة الانخراط في الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي بالنسبة للموظفين، أو شهادة الإنخراط في التعاضدية الوطنية للفنانين بصفة استثنائية لهذه السنة لمن يتوفر عليها”.

أما العنصر الثاني فيهم صرف الدعم، وجاء فيه “موافاة الوزارة بتقرير مالي مسلم من قبل محاسب يبين نسبة الضريبة على الدخل ونسبة الضريبة على القيمة المضافة”.

وسجل البلاغ أن “دفتر التحملات الذي جرى العمل به سنة 2023 هو ثمرة النقاش الذي تم خلال اليوم الدراسي الذي نظمته وزارة الشباب والثقافة والتواصل في 13 مارس 2023 بسلا، بمشاركة كل الفاعلين، والذي كان مناسبة لاستعادة المكتسبات التي ضاعت في فترات سابقة كدعم التوطين ودعم الإقامات والورشات ودعم تنظيم والمشاركة في المهرجانات”.

وأبرز أنه في إطار السعي إلى تجويد وتحسين منظومة دعم المشاريع الثقافية والفنية في قطاع المسرح، انطلاقا من مخرجات اليوم الدراسي المذكور، عملت الوزارة على استشارة الهيئات والنقابات والاتحادات والجمعيات المهنية من أجل تعديل القرار المشترك بتحديد كيفية دعم المسرح.

ولفت إلى أن هذا القرار يوجد قيد التفاوض مع مختلف الجهات المعنية، مشيرا إلى أنه “كان بود الوزارة العمل بهذا القرار الجديد خلال هذه السنة، مع العمل على إدخال التعديلات الممكنة لملاءمة دفتر التحملات، وهذا هو العامل الذي ساهم في تأخير الإعلان عن الدعم هذا الموسم”.

وبناء على كل ما سبق ومن أجل تيسير سبل الاستفادة من دعم المشاريع الثقافية والفنية في قطاع المسرح بالنسبة لهذه السنة، يضيف المصدر، فإن قطاع الثقافة بوزارة الشباب والثقافة والتواصل يوضح أنه بالنسبة لشهادة التوفر على التغطية الصحية من الجهات المعتمدة في مجال الحماية الاجتماعية (CNOPS – CNSS – التعاضدية الوطنية للفنانين أو منظمات أخرى) لجميع العاملين في المشروع سيتم إرجاء تقديمها إلى غاية الحصول على الدعم، ويتحمل كل طرف مسؤولية تسوية وضعيته مع تلك الجهات، موردا أنه بالنسبة للتقرير المالي، فإنه ينجز من قبل حامل المشروع مع مصادقة محاسب مالي معتمد.

وأشارت الوزارة إلى أنها ستعمل على دراسة دفتر التحملات الجديد لسنة 2025 فور صدور القرار المشترك المعدل بإشراك كل الفاعلين من أجل إنضاج التجربة وتطوير منظومة الدعم المسرحي.

وأكدت أنها تقدر باهتمام كبير انشغالات المهنيين والعاملين بقطاع المسرح وظروف أغلبهم، الاجتماعية والمادية، مضيفة أنها في الوقت نفسه “تجعل من ورش الحماية الاجتماعية الذي يرعاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس شخصيا أولوية الأولويات وخاصة بالنسبة للفنان”.

كما تراعي الوزارة، يضيف البلاغ التوضيحي، توجهات الحكومة لتعميم التغطية الصحية وفق التعليمات الملكية السامية، وتولي كذلك أهمية كبيرة للمؤاخذات التي تضمنتها تقارير المجلس الأعلى للحسابات بخصوص تنزيل برامج الدعم الثقافي والفني، إلى جانب المذكرات والمنشورات المتعلقة بالضرائب.

مقالات مشابهة

  • تحارب التنمر بالموسيقى.. «ناهد» تقدم فيديوهات غنائية لتوعية الأطفال
  • منشور لافت من وزير الثقافة.. ماذا قال؟
  • وزارة الثقافة توضح دفتر تحملات دعم المسرح لهذا العام بعد جدل
  • وزارة الثقافة تضيف عنصرين جديدين للحصول على الدعم المسرحي
  • ماذا يطلب المثقفون من وزير الثقافة الجديد؟
  • هبة القواس زارت وزير الثقافة.. وتوضيح بشأن ملف يخصّ المعهد العالي للموسيقى
  • نائب البرهان يضع رسالة في بريد وزير الثقافة والإعلام
  • ما الذي أبلغه وزير الدفاع الإسرائيليّ لوزير الخارجيّة الأميركيّة عن حلّ التوتّر مع حزب الله؟
  • المعجزة!!
  • الجنوب العالمي وحرب غزة: استعادة معنى التحرر الوطني