في يوم الأبجدية.. وزير الثقافة: إذا لم نجتمع بقينا حروفا متنافرة لا معنى لها
تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT
أحيت وزارة الثقافة يوم الأبجدية، برعاية الوزير محمد وسام المرتضى ورئيس لجنة إحياء عيد الأبجدية النائب السابق نعمة الله أبي نصر وحضورهما، في مقر المكتبة الوطنية، في حضور حشد من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين وفاعليات سياسية وروحية وثقافية واجتماعية وعدد من شعراء الزجل.
وكانت للمرتضى كلمة قال فيها: "نحن اللبنانيون، إذا لم نجتمع، بقينا حروفا متنافرة لا معنى لها.
أضاف: "ولا يشذ عيد الأبجدية عن هذه القاعدة، فهو يوم كسائر الأيام، ما لم نتذكر فيه معنى الأبجدية ودورها في بناء الحضارة، وانعكاس ذلك كله على واقعنا اليومي وأحوالنا المعاصرة. وكي لا أبتعد في التجريد أكثر، أذكر بما أؤمن به وتثبته الحياة، أن الحروف فرادى ليست سوى رسم بالحبر على الورق، وأما معناها فيدركها عندما تجتمع، فتغدو كلمة مفيدة أو جملة أو صفحة أو كتابا. هكذا نحن اللبنانيين، إذا لم نجتمع بقينا حروفا متنافرة لا معنى لها، واستعصى على وطننا أن يكون رسالة، كما نردد كثيرا في أدبياتنا السياسية والاجتماعية. فقدموس، كما تحكي الأسطورة لم يذهب بالحروف إلى العالم، بل بالكتابة، وهذا أشار إليه سعيد عقل حين قال: جاء قدموس بالكتابة، بالعلم إليهم، إلى الأواتي العصور
وغدا يعرفون أنا على السفن حملنا الهدى إلى المعمور
وأردف: "فالسؤال الذي يطرح نفسه علينا كلبنانيين في هذا العيد هو: كيف نخرج وطنيا من الألفباء المتفرقة إلى هدى الكتابة المجتمعة؟ لا جواب إلا باكتناه نعمة العيش الواحد الذي يحفظ التنوع كما تحفظ الكلمة تعدد حروفها، وتبثه رونقا في العبارات. هكذا تتكون اللغة ويتشكل الوطن. أما لغتنا كلبنانيين وكما سبق لي أن أكدت في مناسبة سالفة، فإنها " لغة الأديرة والخلوات والمساجد والحسينيات والحديث الشريف والترتيل والتجويد، والصلوات الخمس والأبانا وصلاة المسبحة الوردية ونهج البلاغة ودعاء مكارم الأخلاق وميامر الحبساء، لغة الناقوس الذي يفرح الروح والأذان الذي يطمئن النفس...لغة بهاء الدين العاملي واليازجي والمعلم البستاني، وجبران خليل جبران وإيليا أبي ماضي .....لغة جوزبف حرب وطلال حيدر وجرمانوس جرمانوس وشوقي بزيع ونزار فرنسيس....لغة جورج جرداق وموسى الصدر وكمال جنبلاط وصبحي الصالح ومحمد حسين فضل الله، وجورج خضر وسامي ابي المنى ومحمد امام ورامز سلامة ومارون العمار وشربل بو عبود وعبد الحليم كركلا وسليم وجودت حيدر ... لغة موسى زغيب وزين شعيب وخليل شحرور وطليع حمدان وزغلول الدامور وانطوان سعادة وشربل كاملة... لغة الرحابنة وفيروز ونصري شمس الدين ووديع الصافي... لغة روني الفا(الذي افحم بالأمس في طهران الأمم التي اجتمعت وهو يتحدث عن دور القرآن في حفظ الهوية الإسلامية) ونزيه الأحدب ورشيد درباس وشوقي ساسين المبدع الرصين(الذي لا تعرفه في كلامه وفي أفعاله أمن عائلة ساسين هو أم من عائلة ياسين)...لغة الكلمة الطيبة والرصانة والأدب والثقافة والأنفة والرقي والتهذيب."
وقال المرتضى: "أما ضد العدو الإسرائيلي - وهنا بيت القصيد - فهي لغة "الموقف سلاح والمصافحة اعتراف" ولغة "العين التي تقاوم المخرز وتلويه"، ولغة "لا راحة مع احتلال". أو بعبارة أخرى هي لغة "الروح" التي تذل الترسانة، والوعي الذي يفرض علينا التمسك بقيمنا وبمبدأ العيش معا الضامن لوجودنا، ولبقاء وطننا الرسالة، المناقض لواقع الكيان المغتصب عدو الإنسانية ووصمة العار على جبين البشرية".
وختم: "وعيد الأبجدية الذي نقيمه اليوم، لم يوضع بمسعى واقتراح الصديق العزيز النائب نعمة الله أبي نصر، من أجل استرجاع ذكرى فضل لبناني قديم على الحضارة الإنسانية فقط، بل للتعمق في معناه راهنا، حماية لحاضرنا ومستقبلنا. فنحن والأستاذ نعمة الله ننظر الى هذا العيد على أنه محطة تأمل تفرض على اللبنانيين جميعا أن يراجعوا فيها أنفسهم ويتخذوا فيها خياراتهم بين أن يصيروا لغة أو يكونوا حروفا؛ بين أن يجعلوا وطنهم رسالة عز وبطولة، وحب وسلام للعالم أجمع، أو يرتضوا البقاء فعلا ماضيا ناقصا في كتاب الأمم، عشتم وعاش لبنان".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
وزير الثقافة يُصدر قرارًا بتكليف سامي عياد مستشارًا للهوية البصرية والتصميمات الإبداعية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أصدر الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة، قرارًا بتكليف سامي عياد سمور للعمل مستشارًا لوزير الثقافة للهوية البصرية والتصميمات الإبداعية.
وأكد وزير الثقافة أن تكليف سامي عياد يُعد خطوة استراتيجية تهدف إلى تحديث وتعزيز الهوية البصرية للوزارة، وتوفير حلول إبداعية متطورة تتماشى مع التطورات العالمية في مجالات الفنون، مشيراً إلى حرص الوزارة الدائم على توظيف الكفاءات في مناصب قيادية تسهم في تطوير المشهد الثقافي والفني على الصعيدين المحلي والدولي.
أوضح وزير الثقافة، أن مهام مستشار الوزير للهوية البصرية، تندرج في إطار إعداد وتنفيذ خطة استراتيجية شاملة لتعزيز الهوية البصرية للوزارة، من خلال تطوير الشعارات والرموز والمواد الإعلامية والتسويقية بما يتماشى مع القيم الثقافية الوطنية، وكذلك الإشراف على المشاريع الإبداعية في مجالات التصميم والفنون البصرية، والتعاون مع فرق متعددة التخصصات لتطوير مبادرات ثقافية مرئية، وتقديم الدعم الفني والإبداعي للمشروعات الثقافية الكبرى، مثل المهرجانات والمعارض، بالإضافة إلى ذلك، المشاركة في تنظيم ورش عمل وبرامج تدريبية لتطوير مهارات المصممين الشباب، والعمل على بناء شراكات مع المؤسسات الثقافية المحلية والدولية لتبادل الخبرات، إلى جانب إدارة الحملات الإعلامية باستخدام أحدث تقنيات التسويق الرقمي والابتكار، مثل الواقع المُعزز، والواقع الافتراضي، لعرض الإرث الثقافي والفني للوزارة.
ومن جانبه، عبّر سامي عياد عن شكره وامتنانه لهذه الثقة التي منحها له وزير الثقافة، مؤكدًا أنه سيسعى جاهدًا لتحقيق أهداف الوزارة في تطوير الهوية البصرية بما يساهم في تعزيز الصورة الحضارية لمصر في مختلف المحافل.
حصل سامي عياد على بكالوريوس الفنون الجميلة، قسم الجرافيك – بتقدير عام جيد جدًا مع مرتبة الشرف، كما درس الإخراج سينمائي في أكاديمية تكنولوجيا السينما، وحصد العديد من الجوائز المتميزة في مجالات تخصصه.
شغل مناصب عدة في قطاع الدعاية والتسويق، وعمل كمدير ابداعي و تنفيذي لشركة strategies- BBDO إحدى وكالات الإعلانات العالمية المتميزة، ورئيس قسم الإبداع بشركة JWT العالميه و المستشار الفني لشركه نايل برودكشن ومدير إبداعي لحملات إعلانية متعددة، وله مسيرة مهنية حافلة بالنجاحات والخبرات التي امتدت على مدار 27 عامًا، إضافة إلى خبراته في مجالات الإخراج، والتحرير، وتصميم الصوت وغيرها.