موقع النيلين:
2025-01-30@12:14:14 GMT

دراسة علمية حديثة: الكلاب تفهم معاني الكلمات

تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT


كشفت دراسة علمية حديثة عن جانب مهم من نشاط الدماغ لدى الكلاب، مؤكدةً أن الكلاب لديها القدرة على فهم معاني الكلمات التي تسمعها من البشر.
وأوضحت الدراسة، التي أجريت بجامعة إيوتفوس لوراند في المجر، أن الكلاب تفهم ما تعنيه بعض الكلمات، مشيرةً إلى أن النتيجة العلمية تم التوصل إليها من خلال مراقبة نشاط الدماغ للكلاب أثناء عرض الكرات والأحذية والمقاود وغيرها من المعالم البارزة في عالم الكلاب المنزلية، وذلك حسبما أفاد موقع صحيفة «ذا غارديان» البريطانية.


وأكد الباحثون أن دماغ الكلاب يمكن أن يصل إلى ما هو أبعد من الأوامر، مثل الجلوس والجلب، وأجهزة الاتصال اللاسلكية المسببة للجنون، لفهم جوهر الأسماء، أو على الأقل تلك التي تشير إلى العناصر التي تهتم بها الحيوانات.
وقالت ماريانا بوروس، التي ساعدت في ترتيب التجارب في جامعة إيوتفوس لوراند في المجر: «أعتقد أن هذه القدرة موجودة لدى جميع الكلاب»، موضحةً أن هذا الاكتشاف يغيِّر فهم تطور اللغة والإحساس بما هو إنساني فريد.
يُذكر أن دراسة استقصائية، أجريت عام 2022، وجدت أن أصحاب الكلاب يعتقدون أن رفاقهم ذوي الفراء يستجيبون لما يتراوح بين 15 و215 كلمة. وظهرت المزيد من الأدلة المباشرة على البراعة المعرفية لدى الكلاب عام 2011، عندما أفاد علماء النفس في ولاية كارولينا الجنوبية أنه بعد ثلاث سنوات من التدريب المكثف، تعلم كلب يُدعى «تشيسر» أسماء أكثر من 1000 شيء، بما في ذلك 800 لعبة من القماش، و116 كرة، و26 طبقاً طائراً. ومع ذلك، لم تذكر الدراسات سوى القليل عما يحدث في دماغ الكلاب عندما يعالج الكلمات.
ودعت بوروس وزملاؤها 18 من أصحاب الكلاب إلى إحضار حيواناتهم الأليفة إلى المختبر مع خمسة أشياء تعرفها الحيوانات جيداً، وشملت الكرات والحذاء والصحن والألعاب المطاطية والخيوط وأشياء أخرى.
وفي المختبر، طُلب من المالكين أن يقولوا كلمات للأشياء قبل أن يُظهروا لكلبهم العنصر الصحيح أو عنصراً مختلفاً. وعلى سبيل المثال، قد يقول المالك: «انظر، هذه هي الكرة»، لكنه يرفع طبقاً طائراً بدلاً من ذلك، وتم تكرار التجارب عدة مرات مع كائنات متطابقة وغير متطابقة.
وخلال الاختبارات، راقب الباحثون نشاط دماغ الكلاب من خلال تخطيط كهربية الدماغ غير الجراحي، وكشفت النتائج عن أنماط مختلفة من النشاط عندما تطابقت الأشياء أو تعارضت مع الكلمات التي قالها صاحبها.
كان الاختلاف في الآثار أكثر وضوحاً بالنسبة إلى الكلمات التي يعتقد أصحابها أن كلابهم تعرفها بشكل أفضل، وشوهدت ومضات مماثلة في تسجيلات مخطط كهربية الدماغ (EEG) عندما أجرى البشر الاختبارات وتم تفسيرها على أنها أشخاص يفهمون كلمة ما بشكل جيد بما يكفي لتشكيل تمثيل عقلي تم تأكيده أو إرباكه من خلال الشيء الذي تم عرضه عليهم لاحقاً.

وكتب العلماء في مجلة Current Biology أن النتائج «توفر أول دليل عصبي لمعرفة الكلمات الموضوعية في حيوان غير بشري». وأكدت بوروس أنها لا تدعي أن الكلاب تفهم الكلمات مثل البشر، لكنها لفتت إلى أنه سوف يتطلب الأمر المزيد من العمل لفهم ما إذا كانت الكلاب قادرة على التعميم بالطريقة التي يتعلم بها البشر عندما كانوا أطفالاً، وإدراك أن كلمة «كرة» لا تحتاج إلى الإشارة إلى كرة إسفنجية محددة وممضوغة بشدة.
ووصفت الدكتورة هولي روت جوتريدج، باحثة ما بعد الدكتوراه في جامعة لينكولن، التي لم تشارك في الدراسة، العمل بأنه «رائع»، مضيفةً: «إنه أمر مثير للاهتمام بشكل خاص؛ لأنني أعتقد أنه من غير المرجَّح أن يبدأ هذا أثناء التدجين، لذلك قد يكون منتشراً على نطاق واسع في جميع الثدييات».
وأوضحت أن هذا أمر مثير للغاية في حد ذاته؛ لأنه يسلط ضوءاً جديداً على تطور اللغة، متابعةً: «ربما لا تهتم الكلاب بما يكفي بلعبة إحضار هذا الشيء المحدد لتتوافق مع الطريقة التي ندربها ونختبرها بها حتى الآن. قد يفهم كلبك ما تقوله ولكنه يختار عدم التصرف».

البيان

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

نجار الكلمات وحقيبة عسكر.. اتكّاء على الانقطاع الزمني والتقليل من ديكور الوصف

"العُمانية": الراصد لأعمال الكاتب العُماني يوسف الكندي يجد ما تم العمل عليه لبناء السرد في نتاجه القصصي بصورة عالية، مستخدمًا تقنيات تتمثل في الانقطاع الزمني، والاشتغال على المقاطع المقتضبة، والمفارقة الفجة، والتقليل من ديكور الوصف.

وبحسب تعبير "الكندي" فإن تلك التقنيات لم تأتِ لتفسح الطريق لذهن القارئ وتجعله يتوجّه إلى الحدث، بل على العكس تمامًا، إنها تضيّق التفاعل مع نتاج الكتاب فيضطر إلى محاولة إعادة التموضع في نطاق المحاولة مرارًا وتكرارًا. ويقول: إنها خارطة نصية شائكة لا تكتمل بياناتها ولا تحافظ على مظهرها سوى أن تكون عدة القارئ مكتملة أو هكذا يراد منه، لأنه في النهاية سيعود إلى "حافة النسيان مرارًا وتكرارًا"، هذا لأن "القصص لا تفهم عاداتنا في النسيان" كما في النص الختامي للمجموعة.

في إصداره القصصي (نجّار الكلمات) الذي يضم أكثر من 50 نصًّا قصيرًا، يأتي الكاتب "الكندي" من خلال تلك النصوص ليفتح شبّاك القول ليتحدث عن الإنسان ومكابداته في المكان والتاريخ والزمن، فهي تكشف ومن خلال صياغتها الخاطفة والمكثّفة عن أعماق الذات الإنسانية، وتحتشد بالتساؤلات عن أفق الحياة والوجود.

يستخدم الكاتب لغة رمزية توظف المفارقة والسخرية والغرائبية والألم أحيانًا، وتتوجه تلك النصوص القصص إلى سبر أغوار التجربة الإنسانية المحتدمة مع هشاشة الزمان والمكان، ويتداخل في هذا السرد الواقع مع الخيال والأحلام في محاولة لدمج المكونات المعرفية وإنتاجها في قالب سردي لافت يزعزع القناعة الداخلية الراسخة لدى القارئ، حيث تفتح له نهاية النص مشهدًا آخر لا يقوده إلى المعنى بل إلى أسئلة أخرى.

تشارك في هذه النصوص شخصيات متناقضة ومتهكمة، تظهر من جريان الواقع أو تخرج من غابة الخيال، لكنها في النهاية تقدم جانبًا من تحدي الوجود في العمق الإنساني المتواري خلف الوعي الجمعي، فنرى -مثلا - "كيف استقال الضبع" من وظيفته وهي التسبب بآلام الأذن لأنه بكل بساطة لا يستطيع أن يجاري ما تنتجه الآلة الدوائية العالمية من أدوية ليس هدفها سوى التربح المالي، وكيف تورط ذلك الرجل بعد أن خرج من عزلته فوقع في مأزق الكينونة الرسمية التي لا يفلت أحد من قبضتها، وكيف تم تحميل ذلك الميت الذي خرج من قبره ذنب الكارثة التي حلّت بمساجين القلعة حين خرجوا بالموت أو مصابين بالعجز والعاهات، وغيرها من المقاربات الوجودية المتنوعة التي تخترق الزمن والمكان.

لا تبتعد تفاصيل تلك النصوص عن واقعية المكان بما يحمله من تجارب وما يقدمه من قيم وسلوك حتى إن تم استدعاء شخصيات رمزية، بل إن ذلك يساعد على تحفيز ذهن المتلقي وقطع السبيل عليه حتى لا تتكون لديه فكرة سابقة عن الشخصية وسلوكها. ولا يكتفي الكاتب هنا بتناول قضايا محلية فحسب إذ إن النصوص تنطلق أحيانًا لتسبر قضايا إنسانية تجتاح هذا العالم ولها تأثيرها المباشر فيما يعانيه الإنسان وهو يمضي في رحلته المضنية.

وفي إصداره السردي "الروائي" الآخر (حقيبة عسكر) يتحدث عن "عابد عسكر" الشخصية المحورية في الحكاية، ومحاولته البائسة في كسر الحلقة التي تلتف حول كينونته الهامشية والتي تلقيه في جبٍّ سحيق من التهميش الوجودي الصلب.

يحاول عابد عسكر أن يثبت للمكان والزمان أنه ما يزال موجودًا، رغم السنوات الطويلة التي مرّت عليه وهو يشبه جدارًا منسيًّا لا يكترث به أحد، وهذا ما يقوده في ذلك اليوم العجيب إلى أن يرتكب فعلته الحمقاء، لتمضي الأحداث بعد ذلك بكل تناقضات شخصيته الهامشية وتاريخه المهمل ليكتشف في النهاية أنه غير مؤهل حقًّا سوى للنسيان أو الموت، لكنه يرضخ لهذه القناعة الوجودية المشروعة في نظره لأن العالم في حقيقته العميقة مجموعة من المتواليات الرصينة.

يرصد الراوي في هذا العمل تلك المسافة التي تقيمها الشخصية الرئيسية بينها وبين بنية الواقع المحيط، وكيف تحاول هي الأخرى أن تحدث ذلك الاختراق من أجل أن يخرج من نمطه الخانق والثقيل، يقرر "عابد عسكر" وهو يقترب من الستين حثيثًا أن يتعامل ويتفاعل جديًّا مع عالمه الوجودي، حتى لو اضطر ذلك إلى فتح بوابة الجحيم وفق حدود معرفته وطاقته الصغيرة، لا يفوِّت "عابد" وهو يمضي في خطته المجنونة أن يشحذ نفسه بما يظنه ميزات إضافية، إنه يستعين بما يظنه ميزات ظلت مخبأة لسنوات طويلة وحان الآن استخدامها، وهذا ما جعله يتصالح مع لقبه "عسكر" بعد أن عاش حانقًا منه سنوات طويلة، وها هو الآن يستعيد كل طاقته المخبأة من أجل أن ينجز كارثته الصغيرة.

قد يعتقد قارئ هذه الرواية أنها تسير في اتجاه واحد، إلا أن مسار الحكاية يتشجر وفق منطقية وظيفية توجد عالم الشخصية وعلاقتها المتشعبة مع المكان، هذه المتتاليات يتم نسجها في بنية النص لترسم الصورة الوجودية للشخصية، "كان عابد يمقت ثلاثة أشياء في هذا العالم وهو في عمر الثامنة والخمسين: البحر، والصخرة التي فشل في دحرجتها، والذين يطيلون المكوث".

مقالات مشابهة

  • حرائق كاليفورنيا تهدد الدماغ والقلب.. دراسة حديثة: تلوث الهواء يزيد من خطر الخرف
  • دراسة حديثة: استخلاص مركبات من الورد البري الروسي لعلاج السرطان
  • دراسة تحذر: أحلامك قد تكون علامة مبكرة على الإصابة بمرض الزهايمر
  • دراسة حديثة تعيد تقييم الفرضيات السابقة حول قمر أوروبا
  • الراقصون مع الكلاب..!
  • «نجار الكلمات» و«حقيبة عسكر».. اتّكاء على الانقطاع الزمني
  • 4 معاني عميقة في الإسراء والمعراج ستغير نظرتك للحياة
  • للحيوانات فقط.. سينما تستضيف عشرات الكلاب لمشاهدة فيلم كارتون بباريس
  • جينيفر لوبيز تحتفل باللحظة التي كانت تنتظرها طوال حياتها
  • نجار الكلمات وحقيبة عسكر.. اتكّاء على الانقطاع الزمني والتقليل من ديكور الوصف