الاهتمام بالجنوب من بنود التسوية.. وغضب التيار في بازار المزايدات المسيحية
تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT
يحاول"حزب الله" الإبقاء على شعرة معاوية مع "التيار الوطني الحر"، بيد أن قلوب "التيار" المليانة غضبا خرجت إلى العلن في الأيام الماضية عبر تصريحات بعض الشخصيات العونية في موقع المسؤولية إلى جانب النائب جبران باسيل. فشن نائب رئيس التيار الوطني الحر للشؤون السياسية ناجي حايك هجوماً عنيفاً طال الحكومة والحزب وأهالي الجنوب معاً على خلفية ما نقل عن ان الحكومة ستصرف تعويضات للمتضررين من الاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب.
مجدداً سطت عنصرية بعض قيادات "التيار الوطني الحر" في سوق المزايدات المسيحية، فقال حايك في حديث تلفزيوني " نريد تعويضات للجميع مش تعويضات بسمنة وتعويضات بزيت"، متناسياً أن الرئاسة اللبنانية استكملت دفع قيمة التعويضات التي خصصتها للمتضررين من انفجار المرفأ، والبالغ قيمتها 150 مليار ليرة فالرئيس السابق ميشال عون وقع "مرسوماً يقضي بفتح اعتماد استثنائي في الموازنة العامة للعام 2020 بقيمة 100 مليار ليرة لبنانية يخصص لدفع تعويضات المتضررين"، وأن هذه التعويضات وزّعت استناداً إلى آلية تضعها قيادة الجيش ومحافظة بيروت. كما وافقت الرئاسة اللبنانية، على تقديم سلفة للهيئة العليا للإغاثة، قيمتها نحو 33 مليون دولار، لاستكمال تعويض المتضررين من انفجار مرفأ العاصمة بيروت.
جرح أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت لن يندمل، والتعويضات كلها لا تعوض خساراتهم على المستوى الانساني، ولن ينجح الطائفيون والعنصريون في المزايدة بهذا الملف، في وقت ذهب التيار العوني بعيداً في الضغط السياسي على القاضي طارق البيطار من خلال محاولات تعيين قاض رديف مكان الأخير لإطلاق سراح الموقوفين وبدري ضاهر ،علما أن باسيل طيلة الفترة السابقة التي انشغل الجميع فيها بقرارات القاضي البيطار والدعم الشعبي له، كان يلعب على حبلي حزب الله والأخير، خاصة أن الحزب كان يسعى للإطاحة بالبيطار لأسباب تخصه تحدث عنها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، فحاول باسيل الاصطياد بالماء العكر لتحقيق المكاسب في مواقع وملفات.
ويقول مصدر مقرب من حزب الله لـ"لبنان24" إن الأحقاد التي تتحكم بطريقة تعاطي البعض في السياسة تجعل مقاربة الوقائع وتشخيصها غير حقيقية، علما أن بعض شركات التأمين المسؤولة عن دفع كامل التعويضات تقاعس عن أداء دوره وتهرب من التزاماته، ولم يأت مسؤولو "التيار"على ذكر ذلك وهذا الامر يطرح تساؤلات عدة. وليس بعيداً لا تخفي أوساط سياسية الفتور الذي خيم على لقاء الرئيس السابق ميشال عون مع وفد "كتلة الوفاء للمقاومة"، رغم اشاعة المقربين من الحزب ان اجواء ايجابية طغت على الجلسة في الرابية. وبحسب الاوساط لم يسمع الوفد من الرئيس عون موقفاً مسانداً للحزب في حال اندلعت حرب موسعة على غرار ما فعله إبان عدوان تموز 2006، وكان صريحاً أنه لا يؤيد طرح وحدة الساحات وأن لبنان ليس مرتبطاُ مع غزة بمعاهدة دفاع.
وبحسب مصادر حكومية فإن الرئيس ميقاتي يشكل ركيزة أساسية في الاتصالات الدولية والعربية الجارية من أجل عودة الاستقرار إلى جنوب لبنان، وخلال لقائه مع الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين على هامش مشاركته في مؤتمر ميونيخ، أكد أن احتضاناً دولياً وعربياً سوف يتظهر للمنطقة الحدودية الجنوبية، كذلك شدد هوكشتاين في مقابلة تلفزيونية على أنه "يتعين علينا القيام بالكثير لدعم الجيش اللبناني وبناء الاقتصاد في جنوب لبنان، وهذا يتطلب دعما دولياً من الأوروبيين والخليجيين، وآمل أن نرى منهم الدعم في المرحلة المقبلة".
يؤكد ما تقدم أن كل الاتصالات الجارية لانضاج تسوية دبلوماسية سياسية يجري العمل عليها، سيكون بند إعادة إعمار المنازل التي هدمت جراء الاعتداءات الإسرائيلية من أبرز بنودها، مع الإشارة في هذا السياق إلى أن حزب الله وعلى غرار ما فعل في تموز العام 2006 سيساهم في إعادة إعمار الوحدات السكنية المتضررة والمدمرة.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
ترامب يعتبر الرسوم الجمركية دواء ويرفض التفاوض مع أوروبا قبل دفع تعويضات ضخمة
صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن فرض الرسوم الجمركية على واردات بلاده قد دفع قادة أوروبا إلى الرغبة في التفاوض.
وأكد ترامب أنه لن يبدأ أي مفاوضات مع الدول الأوروبية إلا بعد أن تدفع مبالغ ضخمة تعويضًا عن استغلال الولايات المتحدة لعقود.
كما أشار إلى أن الرسوم الجمركية هي "دواء" لمعالجة مشكلات الاقتصاد الأمريكي.
وأضاف ترامب: "من الجنون أن تنفق الولايات المتحدة أموالاً ضخمة لحماية أوروبا من خلال حلف الناتو في وقت تقوم فيه أوروبا باستغلالنا"، مشدداً على أنه تم انتخابه بهدف استعادة الأموال التي تُنفق على أوروبا.
وخلال عودته إلى واشنطن مساء أمس بعد عطلة نهاية الأسبوع التي قضاها في منتجعه في مارالاغو بفلوريدا، تم سؤاله عن التراجع الذي شهدته الأسواق المالية عقب إعلانه فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على الأقل على جميع الواردات الأميركية.
ورد ترامب قائلاً إن الولايات المتحدة أصبحت "أقوى بكثير" بعد اتخاذ هذه الإجراءات، مشيراً إلى أن الانخفاض في الأسواق لم يكن قراراً متعمداً منه، بل يسعى لإيجاد حل "للعجز لدينا مع الصين والاتحاد الأوروبي ودول أخرى".
وأشار إلى أنه لا يرغب في حدوث أي تراجع في الأسواق، لكن أحياناً "يجب تناول الدواء للشفاء"، مؤكداً أن "الطريقة الوحيدة لحل هذه المشكلة هي الرسوم الجمركية".
وأكد ترامب أنه تحدث خلال عطلة نهاية الأسبوع مع العديد من الأوروبيين والآسيويين، بالإضافة إلى دول أخرى، مشيراً إلى أنهم جميعاً يرغبون بشدة في التوصل إلى اتفاق.
ورداً على سؤال حول إمكانية التفاوض بشأن منطقة خالية من الرسوم الجمركية مع أوروبا، كما اقترح مستشاره إيلون ماسك، كرر ترامب قوله: "أوروبا حققت ثروة على حسابنا وعاملتنا بشكل سيئ للغاية". وأضاف: "هم يريدون التفاوض، لكن لن يكون هناك أي نقاش حتى يدفعوا لنا الكثير من المال سنوياً... لا أريد أن ينخفض شيء، ولكن أحياناً يتطلب الأمر تناول الدواء لإصلاح الأمر".
الاضطرابات المالية
أثارت تصريحات ترامب مزيداً من الاضطرابات في الأسواق المالية العالمية، حيث سجلت الأسهم الآسيوية خسائر كبيرة في التعاملات المبكرة، وانخفضت العقود الآجلة للأسواق الأميركية بشكل حاد. وأبدى المستثمرون مخاوفهم من أن تؤدي الرسوم الجمركية إلى زيادة الأسعار، وضعف الطلب، وانخفاض الثقة، وربما ركود اقتصادي عالمي.
كان إعلان ترامب عن الرسوم الجمركية قد أربك اقتصادات العالم، ما دفع الصين إلى فرض رسوم مضادة وأثار مخاوف من نشوب حرب تجارية عالمية وركود اقتصادي.
وما زال المستثمرون والقادة السياسيون في حالة من الترقب لمعرفة ما إذا كانت الرسوم الجمركية ستظل قائمة أو إذا كانت جزءاً من نظام تجاري جديد دائم أو مجرد تكتيك تفاوضي للحصول على تنازلات من دول أخرى.
من جهته، قال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت إن أكثر من 50 دولة بدأت مفاوضات مع الولايات المتحدة منذ إعلان الرسوم الجمركية. في حين صرح وزير التجارة هوارد لوتنيك بأن الرسوم ستظل سارية "لبضعة أيام وأسابيع".
كما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه سيطلب إعفاء من الرسوم الجمركية بنسبة 17% على السلع الإسرائيلية خلال اجتماع مرتقب مع ترامب اليوم الاثنين.
وفي إيطاليا، تعهدت رئيسة الوزراء جورجا ميلوني بحماية الشركات المتضررة من الرسوم الجمركية بنسبة 20% المفروضة على السلع القادمة من الاتحاد الأوروبي.