العواصف والأمطار الطوفانية... نعمة أم نقمة على المزارع ؟
تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT
بعد العواصف والمنخفضات الجوية والامطار الطوفانية المتلاحقة التي تساقطت على لبنان، يبدو حال المزارع اللبناني منهكًا ومحبطًا فما أن ترحل أزمة حتى تقبل أخرى.
ان القطاع الزراعي في تراجع مستمر في الآونة الأخيرة، وعدا ما ادى اليه غضب الطبيعة من ضرر ، فصعوبة او استحالة وصول المزارعين في الجنوب الى أراضيهم لجني محاصيلهم بسبب العدوان الاسرائيلي وتوقفهم عن القيام بالاعمال الزراعية أديا الى خسائر فادحة في القطاع.
وعلى الرغم من ارتفاع منسوب المتساقطات المبشر بالخير لهذا العام، فكيف حلّ غضب الطبيعة على الزراعة اللبنانية؟
يجيب على هذا السؤال رئيس تجمع المزارعين ابراهيم ترشيشي لـ"لبنان 24" قائلا : "الامطار هطلت في وقتها ولم تكن فجائية بل متوقعة، أما عن الاضرار المرافقة للعواصف والامطار فاحتمال وقوعها يبقى محصورا ضمن الاراضي المخالفة والمتعدية على مجاري الانهر ".
ويضيف: "المطر هو نعمة وليس نقمة، وله افادة في القضاء على الحشرات والقوارض التي تضر بالمحاصيل، ويغذي الابار الارتوازية بالمياه، ويحد من ملوحة الأرض ويغسل تربتها، ويساعد أيضا على التخلص من الامراض الفطرية، ويعتبر بارقة أمل للمزارع".
وفي ما خصّ تأثير الطقس على أسعار المنتجات الزراعية، يوضح ترشيشي أن "اسعار الفواكه والخضار في شهر رمضان لم ترتفع بشكل كبير وكلفة الانتاج الزراعي ثابتة لانها كلها مستوردة من الخارج وسعرها بالدولار، لكن مدخول المواطن اللبناني هو الذي انخفض، وفي حال تراجع المحصول وارتفعت الاسعار، فان فصل الصيف سيكون كفيلاً بالتعويض".
وأشار ترشيشي الى أن "أصناف الفاكهة التي تزهر باكرا كاللوز والخوخ، لن تعرف نسبة الاضرار اللاحقة بها الا بعد أن تعقد ثمارها".
خسائر القطاع الزراعي جنوبًا
ألحقت الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الجنوب دمارًا كبيرا في الكثير من المؤسسات والأراضي الزراعية، حتى بات من المؤكَّد القول بأنه لم يبقَ قطاعٌ اقتصادي واحد في الجنوب إلاّ وتأثَّرَ سلباً بتلك الاعتداءات.
و أعلن وزير الزراعة عباس الحاج حسن أن الاعتداءات الإسرائيلية تسبَّبَت بأضرار كبيرة يتم متابعة أرقامها "عن بُعد، وبأساليب مختلفة". وأشار في حديث تلفزيوني إلى أن "هذه الاحصاءات تعتبر دقيقة بما نسبته 80 إلى 85 بالمئة بسبب الخطورة التي تواجه فرق الوزارة في الأماكن المستهدفة".
ورأى أن القطاع الزراعي مستهدف بشكل عام، وعبر قطاع الزيتون بشكل خاص "لأننا منافس قوي للعدو الاسرائيلي في كل دول العالم ". ويقول: "تأثّر القطاع الزراعي بما لا يقل عن 30 بالمئة من نسبة الانتاج المحلي، منذ السابع من تشرين الأول إلى يومنا هذا، والقدرة الانتاجية تراجعت لأن جنوب لبنان يساهم في الاقتصاد الوطني بقيمة تتراوح بين 25 و30 بالمئة. وتؤكّد التقديرات أن نسب أسعار المنتج الزراعي في الداخل اللبناني وفي الخارج ارتفعت اليوم لأن المحاصيل لم تكن كافية كما كانت في الأعوام السابقة قبل العدوان". المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: القطاع الزراعی
إقرأ أيضاً:
الاحتلال الإسرائيلي يشن أول غارة جوية على البقاع اللبناني منذ وقف إطلاق النار
شن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، أول غارة جوية على محافظة البقاع شرق لبنان، ضمن خروقاته اليومية لوقف إطلاق النار.
ومنذ فجر 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، يسود اتفاق هش لوقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله اللبناني، أنهى قصفاً متبادلاً بدأ في 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ثم تحول إلى حرب واسعة بداية من 23 أيلول/سبتمبر الماضي.
وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية أن الطيران الحربي الإسرائيلي شن غارة على المنطقة بين بلدتي طليا وحزين في البقاع، وذلك للمرة الأولى منذ إعلان اتفاق وقف إطلاق النار.
ولم تتحدث الوكالة الرسمية عن تداعيات الغارة على الأراضي اللبنانية.
296 خرقاً لوقف إطلاق النار
بزعم التصدي لـ "تهديدات من حزب الله"، ارتكب الاحتلال الإسرائيلي 296 خرقاً لوقف إطلاق النار حتى صباح الأربعاء، ما أسفر عن 32 قتيلاً و38 جريحاً، وفقاً لبيانات وزارة الصحة اللبنانية.
جدد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، أمس الثلاثاء، دعوته لجنة مراقبة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار إلى الضغط على الاحتلال لوقف خروقاتها للاتفاق والانسحاب من المناطق التي توغلت فيها.
تم تشكيل هذه اللجنة بموجب الاتفاق، وتضم كلاً من لبنان والاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة وفرنسا وقوة الأمم المتحدة في جنوب لبنان (اليونيفيل).
ومن أبرز بنود الاتفاق، انسحاب الاحتلال تدريجياً إلى جنوب الخط الأزرق الفاصل مع لبنان خلال 60 يوماً، وانتشار قوات الجيش والأمن اللبنانية على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية.
كما ينص الاتفاق على أن يكون الجيش اللبناني الجهة الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح في جنوب البلاد، مع تفكيك البنى التحتية والمواقع العسكرية، ومصادرة الأسلحة غير المصرح بها.
أسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان عن استشهاد 4 آلاف و63 شخصاً وإصابة 16 ألف و663 شخصاً آخرين، بينهم أعداد كبيرة من النساء والأطفال، بالإضافة إلى نزوح نحو 1.4 مليون شخص، وفق الإحصائيات التي رُصدت بعد تصعيد العمليات الإسرائيلية في 23 أيلول/ سبتمبر الماضي.
وفي رده على العدوان، أعلن حزب الله تنفيذ ألف و666 عملية عسكرية بين 17 أيلول/ سبتمبر الماضي و27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، ما أسفر عن مقتل أكثر من 130 إسرائيلياً وإصابة ما يزيد على ألف 250 آخرين، إضافة إلى تدمير 76 آلية عسكرية.
يُذكر أن الاحتلال الإسرائيلي يحتل منذ عقود أراضي في لبنان وسوريا وفلسطين، ويرفض الاعتراف بحق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس.