عربي21 تلتقي ناشطة أمريكية مناهضة لحرب غزة دأبت على تأنيب أعضاء الكونغرس
تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT
تقتحم أروقة الكونغرس وتتحرك فيها بهمة ونشاط شابة في العشرين من عمرها، غير مكترثة بكبر سنها، ولا بالأمن الذي يحمي المُشرعين الأمريكيين، الذين تواجههم بصلابة وتصرخ في وجههم معارضة صمتهم على حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.
إنها الناشطة الأمريكية ميدي بنجامين البالغة من العمر 71 عاما، أو كما يُطلق عليها ذات الرداء الوردي، نسبة إلى لون اللباس الرسمي للحركة النسوية المنضوية تحتها "كود بينك"، والتي شاركت في تأسيسها في خريف عام 2002.
ولمعرفة من أين تستمد هذه القوة وموقفها من دعم إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للحرب على غزة، حاورتها "عربي21" في حوار خاص، قالت فيه، إنها "تشعر بالرعب من الموقف الذي يتبناه العديد من المسؤولين المنتخبين لدينا تجاه الحرب على غزة، ولكنني لست متفاجئة".
وأوضحت بنجامين أنها تستمد قوتها من النشطاء العديدين الذين يشاركونها نفس الموقف المناهض للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وأنهم يواجهون سوية المسؤولين الأمريكيين، ومن خلال النشطاء تستمد هذه القوة النابضة.
كما أكدت أنها ترفض التصويت للرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، وأيضا ترفض التصويت للرئيس السابق دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية المُقبلة، وستختار التصويت لمرشح مستقل أو مرشحة حزب الخضر.
NO BIBI IN DC - SEND HIM TO THE ICC! Yesterday, Speaker Johnson announced he would invite Israeli PM Bibi Netanyahu to address a joint session of Congress. Today, we let him know the only place for Bibi is in The Hague! Stay tuned for more updates on actions against Bibi’s visit. pic.twitter.com/9ITJJgzLIs
— Medea Benjamin (@medeabenjamin) March 22, 2024وتاليا نص الحوار:
ما رأيك بالموقف الأمريكي الرسمي من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة؟
أشعر بالرعب من الموقف الذي يتبناه العديد من المسؤولين المُنتخبين لدينا ولكنني لست متفاجئة، حيث تتمتع جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل بقبضة مالية على العديد من السياسيين لدينا. لدرجة أنهم حتى لو وافقوا على حدوث إبادة جماعية، فإنهم لن يقولوا ذلك علنًا أو لا يستطيعون قول ذلك علنًا، لأنهم معرضون لخطر فقدان الدعم المالي من لجنة الشؤون العامة الإسرائيلية (إيباك) أو مواجهة منافس تدعمه هذه اللجنة في الانتخابات المقبلة، ومن المحتمل أن يفقدوا مقعدهم.
إنه أمر مخزِ، فليست هذه هي الطريقة التي من المفترض أن تعمل بها الديمقراطية، ولكنني مع ذلك أشعر بالإلهام لأن غالبية الجمهور الأمريكي يرون بالضبط ما يحدث. حيث تشير استطلاعات الرأي المتعاقبة إلى أنهم يريدون وقف إطلاق النار في غزة ولا يريدون أن يستمر المسؤولون المُنتخبون في إرسال الأموال والأسلحة إلى إسرائيل.
نراكِ تلاحقين المسؤولين والمشرعين الأمريكيين لمعارضة موقفهم من الحرب على غزة بهمة ونشاط، ما سر هذه القوة التي لديكِ، ومن أين تستمدينها؟
إن أي قوة أملكها هي مستمدة من العديد من النشطاء الذين يظهرون معي كل يوم للسير في قاعات الكونغرس للدفاع عن الشعب الفلسطيني في غزة.
إنها قوة الناس، وأنا لست الوحيدة التي تواجه هؤلاء المسؤولين الفظيعين – هناك أيضا الطلاب والممرضين والممرضات والمعلمين والأطباء والشيوخ المتقاعدين - إنها مجموعة كبيرة من الأشخاص الذين يستمر عددهم في التزايد.
It’s disrespectful for the lead democrat on the House Foreign Affairs Committee to completely ignore the suffering of the Palestinian people in Gaza living under Israeli bombardment & siege. Shame on you, Rep. Meeks! pic.twitter.com/RJcNlvysvl
— Medea Benjamin (@medeabenjamin) March 21, 2024ما المطلوب من النشطاء الأمريكيين للتأثير على المشرع الأمريكي لتغير موقفه من الحرب على غزة؟
تعلمنا من خلال التحدث مع العديد من المسؤولين المُنتخبين وموظفيهم أن آلاف المكالمات الهاتفية والزيارات المكتبية ورسائل البريد الإلكتروني التي يتلقونها لها تأثير، وأن الضغط الشعبي يعمل.
إنهم يرون الاحتجاجات والمسيرات شبه اليومية التي تحدث وقد يكون لها بعض التأثير، ولكن ما يتأثرون به حقًا هو ناخبيهم الذين يدعونهم إلى الأماكن العامة مثل اجتماعات مجلس المدينة، أو يدعونهم للظهور في الحملات الانتخابية، حتى أن لدينا أشخاصًا يحتجون في منازلهم، لهذا يجب أن نواصل الضغط بكل الوسائل والأشكال.
قرر بعض الناخبين الأمريكيين عدم التصويت لبايدن بسبب موقفه من الحرب على غزة، وفي ذات الوقت هم ضد عودة ترامب للبيت الأبيض، أنتِ ما هو موقفك؟
بالتأكيد نظراً لقوة الولايات المتحدة لا يمكننا أن نتوقع محاسبة الرئيس بايدن أمام المحكمة الجنائية الدولية، لذا يجب أن نحاسبه في صناديق الاقتراع، وبالنسبة لي لن أصوت أبدًا لشخص سمح بارتكاب إبادة جماعية تحت إشرافه.
كما أنني لن أصوت أبدًا لصالح دونالد ترامب، وأشعر بالقشعريرة من فكرة أن يصبح رئيسًا للمرة الثانية، لكنني ملتزمة بالتصويت إما للمرشح المستقل، كورنيل ويست، أو مرشحة حزب الخضر جيل ستاين.
وإذا خسر بايدن، فسيكون ذلك خطأه هو، وليس خطأ الناخبين الذين، بضميرهم الحي، لم يتمكنوا من التصويت لصالحه.
Rep. Andi Harris and his colleagues called one of our members a terrorist for asking about humanitarian aid delivery to Gaza.
These members of Congress think any attempt to keep Palestinians alive is terrorism. pic.twitter.com/beuunsI2G1
يّذكر أن منظمة "كود بينك" والتي شاركت الناشطة ميدي بنجامين في تأسيسها، هي حركة نسوية أمريكية انطلقت في خريف عام 2002، وذلك للتعبير عن رفض قرار إدارة الرئيس السابق جورج بوش الابن باجتياح العراق.
وقد وُلدت هذه الحركة في 17 تشرين الأول/ نوفمبر من عام 2002، بعد إطلاق الناشطتان السياسيتان ميديا بينجامين وجودي إيفانز اعتصاما بمشاركة أكثر من مئة امرأة أخرى ضد عزم الإدارة الأمريكية اجتياح العراق.
واستمرت حركتهن الاحتجاجية أكثر من 4 أشهر، شاركت فيها آلاف النساء والعشرات من الشخصيات العامة وما يزيد على 25 مبادرة وحركة نسوية أخرى.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مقابلات الكونغرس غزة امريكا غزة كونغرس المزيد في سياسة مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحرب على غزة العدید من من الحرب
إقرأ أيضاً:
السودان يضم نصف سكان العالم الذين يواجهون جوعا كارثيا
كشف برنامج الغذاء العالمي، أمس الأحد، أن السودان يضم نصف سكان العالم الذين يواجهون جوعا كارثيا، فيما بين المجلس النرويجي للاجئين إن الأزمة في هذا البلد، أسوأ من أزمات أوكرانيا وغزة والصومال مجتمعين، وأكد البرنامج الأممي، زيادة عملياته في جميع أنحاء السودان، كجزء من جهود توسيع النطاق للوصول إلى ملايين الأشخاص في المناطق الأكثر احتياجا وعزلة في السودان.
وقال إن أكثر من 700 شاحنة تحمل مساعدات غذائية للبرنامج في طريقها إلى المجتمعات المحلية في أنحاء السودان، وتستهدف إطعام 1.5 مليون شخص لمدة شهر واحد.
وأوضح أن السودان يضم نصف سكان العالم الذين يواجهون جوعا كارثيا (المستوى الخامس للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي).
وزاد، يعاني ما يقدر بنحو 4.7 مليون طفل دون سن الخامسة، والنساء الحوامل والمرضعات، من سوء التغذية الحاد، مما يؤكد الحاجة إلى تقديم المساعدات دون انقطاع والدعم الدولي المستمر.
في السياق، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إن ما يقرب من واحد من كل ثلاثة في السودان يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد جرّاء النزاع الدائر منذ أبريل /نيسان 2023.
وأضاف أن السودان يواجه أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم، لافتا إلى أن “أكثر من 3 ملايين طفل نزحوا إلى الداخل والخارج منذ بداية الصراع”.
إلى ذلك، قال إيان إيجلاند الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، إن الأزمة الإنسانية في السودان أسوأ من الأزمات في أوكرانيا وغزة والصومال مجتمعين.
وأوضح في حوار مع وكالة الأنباء الألمانية بعد زيارته لمنطقة دارفور غرب السودان ومناطق أخرى “حياة 24 مليون شخص على المحك في السودان”.
كما أضاف: “نحن ننظر لعد تنازلي قوي نحو المجاعة واليأس وانهيار حضارة بأكملها”.
وأكد أن الصراعات مثل الدائرة في أوكرانيا والشرق الأوسط لا يجب أن تصرف الانتباه عن معاناة المواطنين في السودان.
وأضاف: “إذا اتفقنا أن حياة الإنسان ذات قيمة متساوية في أي مكان في العالم، إذن ستكون السودان على قمة قائمة الأمور المهمة الآن”. وأوضح أنه شهد تداعيات الصراع، المستمر منذ 600 يوم.
وقال إنه رأى في الكثير من المناطق، ومن بينها مناطق كان يعمل فيها المجلس سابقا ” دلالات واضحة للغاية على وقوع حرب مروعة. منزل بعد منزل ومنطقة بعد منطقة، تعرضت للحرق والدمار والنهب”.
وحذر من أن الوضع “على وشك الانفجار” مثلما حدث عام 2015، عندما عبر الملايين من اللاجئين من مناطق مزقتها الحرب، بما فيها سوريا، البحر المتوسط، ووصلوا إلى عتبات الدول الأوروبية.
وقال “لا أعتقد أن ألمانيا والاتحاد الأوروبي والدول الاسكندنافية وفرنسا يرغبون في ذلك”.
وأضاف أن الاستثمار في السودان لن يساعد فقط في إثناء المواطنين عن السعي نحو فرص أفضل في أماكن أخرى، ولكن أيضا هو ” الأمر الوحيد” الذي يتوافق مع القيم والمصالح الأوروبية.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان العام الماضي، دخل السودان دوامة حرب مستعرة خلفت آلاف القتلى وملايين النازحين، إلى جانب عمليات تخريب واسعة طالت المشاريع الزراعية والبنية التحتية مما أدى إلى واقع اقتصادي ومعيشي في غاية التردي والسوء.
الخرطوم – «القدس العربي»: