في محاولة فهم سر متانة العلاقة بين إسرائيل وأمريكا.. كتاب جديد
تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT
الكتاب: حقيقة العلاقة بين إسرائيل وأمريكا
الكاتب: توفيق المديني
الناشر: داركنعان للدراسات والنشر والخدمات الإعلامية، دمشق، الطبعة الأولى فبراير2024،
(269 صفحة من الحجم الوسط)
تهدف هذه الدراسة النقدية إلى تسليط الضوء على حقيقة العلاقة بين إسرائيل أمريكا، وعلى حجم اللوبي الصهيوني AIPAC (اللجنة الأمريكية الإسرائيلية للعلاقات العامة) في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك من أجل دحض الأطروحات الخاطئة والصورة المضخمة الرائجة في العالم العربي حول تأثير اليهود الأمريكيين المطلق في السياسة العامة الخارجية الأمريكية، وذلك من خلال دوراللوبي اليهودي في الجهازين التنفيذي والتشريعي، للولايات المتحدة الأمريكية، من جهة، ومن خلال الزعم بتحكمه بمفردات الحوار السياسي المتعلق بإسرائيل، عبر وسائل الإعلام والسينما ودور النشر، التي تؤهله لتعبئة الرأي العام نحو طروحاته السياسية من جهة أخرى.
وهل فعلا أنَّ هذا اللوبي الذي يعد امتدادا موضوعيا لليهود ونوعيا لإديولوجيتهم الصهيونية، وأنه بفضل إمكانياته المعلوماتية والعلائقية والمالية، يمتلك القدرة على توجيه القرار العام الخارجي الأمريكي لما يخدم مصلحة إسرائيل، وليس أمريكا؟ وهل من الصحيح إلى أن هناك سلطة أحادية الجانب في السياسة الخارجية الأمريكية، هي سلطة اللوبي الصهيوني، و لاسيما في الشق المتعلق بالشرق الأوسط تمارس ضغطا مباشرا على الرؤساء الأمريكيين، حيث أن نجاح أو إخفاق أي رئيس أمريكي يبقى مرهونا بأموال وأصوات اللوبي الصهيوني، كما تروج له الفكرة السائدة في العقل السياسي العربي؟
في سياق المحاولات لفهم طبيعة العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، كثيرا ما يجري تناولها من زاوية محددة، أو بنظرة أحادية الجانب، إذ تحرص إسرائيل والحركة الصهيونية العالمية على تقديم صورة مضخمة لنفوذ اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة الأمريكية وهي تهدف من وراء ذلك تخويف أعداء إسرائيل وإظهار هذه الأخيرة بمظهر القوي المتحكم في القرار السياسي الأمريكي ليبدو وكأنه يتقمّص سمات الموقف الإسرائيلي بصورة لا يستطيع أحّد أن يفرّق بين صوت رئيس الوزراء الإسرائيلي من صوت الرّئيس الأمريكي في كل الأوساط الدّوليّة داخل وخارج الأمم المتّحدة.
وفيما درج الفكر السياسي العربي على إظهار الولايات المتحدة أمة تستحق الإشفاق، إذ إن قرارات هذه الدولة العظمى وتوجهاتها وسياساتها تصنع على يد الطباخين اليهود، حيث تستثمر إسرائيل هذه الصورة المضخمة لتيئيس العرب والمسلمين من إمكانية التأثير في الرأي العام الأمريكي والسياسة الخارجية الأمريكية المنحازة إلى جانب الكيان الصهيوني، فإنه يهمنا من جانبنا أن نؤكد على أن إسرائيل ليست إلا مجرد أداة أمريكية تقوم بدور وظيفي لحماية المصالح الاستراتيجية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، ولاسيما بعد أن شيعت الولايات المتحدة مبدأ مونرو لتخرج من عزلتها التقليدية إلى معترك الصراع الدولي، وتعاظم دور الأداة لتتحول إلى عصا غليظة لإخضاع شعوب المنطقة وتنفيذ المخطط الأمريكى في الهيمنة.
وتدحض الحرب العدوانية الإسرائيلية على لبنان بما لا يقبله الشك نظرية اللوبي الصهيوني، لأننا وجدنا بأن أمريكا كانت أكثر حماسا لخوض إسرائيل هذه الحرب، وكانت متمسكة بإطالة أمدها العدواني، وذلك من أجل تقديم مساعدة لما يسمى بحرب أمريكا على الإرهاب. فإسرائيل في تلك الحرب كانت تقوم بوظيفة حربية في خدمة استراتيجية الإمبريالية الأمريكية...
وتسعى الدراسة إلى تعرية مواقف الأنظمة العربية المتخاذلة والمستسلمة التي تقوم بتضخيم دور اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية، إذ أن المبالغة في حجم اللوبي الصهيوني يهدف فيما يهدف إلى عملية تبرئة ذمة الولايات المتحدة وكأن الرئيس الأمريكي كائنا مَن كان ديمقراطيا كان أم جمهوريا، قد أُرغم رغم أنفه على انتهاج سياسة خارجية معادية للمصالح الأمريكية وذلك بتزاوجها مع إسرائيل، في حين أن حقيقة السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط تنسجم تمام الانسجام مع سياسة الإمبراطورية الأميركية في كل أصقاع الأرض، وهي سياسة تعتمد على الجور والظلم والطغيان وعلى صيانة المصالح الاقتصادية، وبالتالي فإن الأمريكيين وليس الصهاينة هم المسؤولون عن هذه السياسة.
كما أن هذه الأنظمة العربية المستسلمة التي لا تريد أن تتصادم مع السياسة الأمريكية المنحازة بطبيعتها للكيان الصهيوني، والمعادية لتطلعات وطموحات الأمة العربية ومصالح الشعب الفلسطيني في تحرير أرضه السليبة، تريد أن تقنع الشعوب العربية بعدم جدوى خوض الصراع مع الإمبريالية الأمريكية مادام هناك لوبي صهيوني مسيطر، ولكي تبريء ذمة الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها أمة تنتهج سياسة خارجية مسالمة حول العالم، وأنه مثلاً لولا إليوت برامز ولولا جون بولتن في الأمم المتحدة فإن كل شيء يكون على ما يرام.
هل يحتل اليهود مركزا اقتصاديا في الولايات المتحدة؟
ساد الفكر السياسي العربي اعتقاد قطعي أن اليهود هم الذين يسيطرون على الحياة الاقتصادية في الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا ما جعلهم متنفذين ومؤثرين في القرارات السياسية الأمريكية ولا سيما في مجال في السياسة الخارجية.
في الواقع لا نستطيع أن نتكلم عن اليهود ككتلة متجانسة، فهناك قسم من اليهود أبناء الطبقة الوسطى يحتل مراكز مرموقة في مجال الطب الاختصاصي، وفي سلك المحاماة، وفي التدريس بالجامعات الأمريكية.
وهناك قسم ثانٍ من اليهود يحتل المرتبة الأولى في حرف صناعة الخياطة الجاهزة وفي حرف البناء (ولكن بنسبة أقل من الخياطة) وما زال لهم تواجد في مجال التجارة. وفي بعض المدن الأمريكية يشكل الحرفيون اليهود نسبة من 11% ـ 25% من مجموع الحرفيين ولهم نفوذ في ميدان وسطاء البورصة.
تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، شهد عملية صعود متواصلة لظاهرة الأصولية المسيحية، بحيث لم تعد تقتصر على كونها، مكونا من مكونات الثقافة الأمريكية، والفكر الأمريكي فقط، بل كان لها تأثيراتها على الحقل السياسي، حتى ارتقت لتصبح الإيديولوجية الحاكمة والموجهة للسلوك السياسي الأمريكيوهناك قسم ثالث من اليهود يحتل مواقع هامة في صناعة الإعلام والسينما والمسرح (نشر ـ معاهد موسيقية ـ مراكز ثقافية) إلا أنهم لا يحتلون ذات المواقع التي احتلوها في هذا المجال في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.
كما أن 30% من اليهود يشغلون مواقع هامة في ملكية الاستثمارات ويرتفع عددهم كثيراً في بعض المدن الصغيرة التي يقفون فيها على رأس حركة التجارة والمقاولات. وبالنسبة إلى المجموع العام فإنهم يشكلون 10.7% من الملاكين عموماً. في حين إن عددهم بالنسبة لمجموع السكان قد انخفض من 3.7% في نهاية الحرب العالمية الأولى إلى 2.5% في عام 1978.
وبخلاف أبناء الطبقات الاجتماعية الأميركية الأخرى، يذهب أكثر من 80% من أبناء اليهود إلى الجامعات، وقد برز من بينهم علماء مختصون في مختلف الصناعات وخصوصاً في الالكترونيات. وينسبون إلى العلماء اليهود من ألمانيا تطوير علوم الذرة في الولايات المتحدة واكتشاف القنبلة الذرية.
وإذا كان الموظفون والمستخدمون اليهود يشكلون 13.9% من المجموع العام للطبقة العاملة اليهودية فإنهم لا يشكلون في الوقت الراهن أكثر من 1.5% من مجموع الطبقة العاملة الأمريكية.
ويعيش 20% من أبناء الجالية اليهودية تحت خط الفقر كما تحدده وزارة العمل الأمريكية.. والحقيقة أن اليهود في الولايات المتحدة لا يمكن أن يشكلوا كتلة واحدة و"صحيح أن هناك يهوداً أغنياء ولهم نفوذ وتأثير اقتصادي وسياسي" إلا أنه في كل الاقتصاد الأمريكي الذي بلغ ذروة التطور الرأسمالي، لا يمكن الحديث عن اقتصاد خاص بالأقلية اليهودية يعمل لحسابها الخاص. فالرأسماليون اليهود سواء في علاقاتهم الاقتصادية ضمن الولايات المتحدة، أو في علاقاتهم بالاقتصاد الإسرائيلي بصورة مباشرة أو غير مباشرة، ينحصر ولاؤهم للرأسمال الاحتكاري الأميركي بصرف النظر عن الانتماء الديني أو القومي .
وتقول الكاتبة اليهودية نعومي كوهين: "إن اليهود الأمريكيين لم يتمتعوا بقوة سياسة خاصة، وقد بالغوا كثيراً في قوتهم الاقتصادية. صحيح أنهم أصبحوا مجموعة ميسورة ولكن ذلك عائد إلى تمركزهم في المدن وانتمائهم إلى فئة أصحاب الياقات البيض".
العلاقة بين الأصولية المسيحية والمشروع الصهيوني
هناك اعتقاد سائد في الفكر السياسي العربي يقوم على أن العلاقة بين الحركة الصهيونية العالمية والولايات المتحدة الأمريكية توطدت بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، حين أصبحت أمريكا قائدة بلا منازع للمعسكر الإمبريالي الغربي، في ضوء أفول نجم الإمبراطورية البريطانية.
بيد أن تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، شهد عملية صعود متواصلة لظاهرة الأصولية المسيحية، بحيث لم تعد تقتصر على كونها، مكونا من مكونات الثقافة الأمريكية، والفكر الأمريكي فقط، بل كان لها تأثيراتها على الحقل السياسي، حتى ارتقت لتصبح الإيديولوجية الحاكمة والموجهة للسلوك السياسي الأمريكي، منذ إدارة رونالد ريغان. لكن مع وصول جورج بوش الإبن، وبروز "مشروع قرن أمريكي جديد" على يد المحافظين الجدد، وضرورة ترجمته واقعاً استعمارياً، وما يستدعيه من ضرورة توفير الغطاء الإيديولوجي، أضحت" الصهيونية المسيحية" إيديولوجية هذا المشروع الامبراطوري وصنوه الإقليمي "إسرائيل الكبرى".
فكيف تشكلت هذه العلاقة بين "الصهيونية المسيحية " و"الصهيونية اليهودية"؟
تعود هذه العلاقة إلى بدايات الهجرة اليهودية للولايات المتحدة الأمريكية، إذ حمل أبناء المهاجرين الأوائل أسماء عبرية، وكذلك مستوطناتهم الأولى. ومن اللافت أن أول دكتوراه منحتها جامعة هارفارد في العام 1642م، كانت بعنوان "العبرية هي اللغة الأم"، وأول كتاب صدر في أمريكا كان "سفر المزامير" وأول مجلة كانت مجلة "اليهودي".
و كان البيوريتانيون شديدي المحافظة على التقاليد العبرانية. وكان مذهبهم بمنزلة بعث للروح اليهودية القديمة، وقد تميزوا بإعتمادهم الشديد على كتاب "العهد القديم"، فاعتبروه وحياً سماوياً يغذي الفكر ويرشد نحو الصلاح.. وأدى غلوهم في إجلال "العهد القديم" من الكتاب المقدس إلى التماثل في المشاعر و الطموحات بينهم وبين اليهود (شعب الله المختار).
وفي النصف الأول من القرن التاسع عشر أسفر الواقع السياسي في انجلترا عن ظهور جيل جديد من المسيحيين المتصهينين ، اقترنت في ايديولوجيتهم الحوافز الدينية بالحوافز الإمبريالية. أو قل بدأ العمل على توظيف الدافع الديني لتحقيق مكاسب سياسية ذات أبعاد استراتيجية استعمارية . فقد أثارت كتابات المسيحيين المتهودين الموالية للصهيونية موجة من التعاطف في أوساط الرأي العام.وتوضحت تماما المزايا الإستراتيجية التي يمكن جنيها من خلال وجود منطقة نفوذ بريطانية في الشرق المتوسطي. وهكذا راحت فكرة ضم فلسطين لبريطانيا عن طريق زرع كيان يهودي فيها بحماية بريطانية, تروق لكثيرين ممن كانوا لا يكترثون بها قبل ذلك. و احتلت مكانة بارزة في أذهانهم مسألة الترابط بين العمل البشري من أجل تحقيق إرادة الله بعودة اليهود إلى أرض فلسطين ، و بين المصالح الاستراتيجية البريطانية.
وهكذا أضحت فلسطين في نظر إيديولوجية الأصولية المسيحية البروتستانتية الوطن الذي أعطاه الله لبني "إسرائيل". وتؤمن الأصولية المسيحية في الولايات المتحدة الأمريكية بعقيدة "هرمجدون". يقول القس بيلي غراهام الذي ظل منذ العام 1970 يحذر من أن العالم يسير بسرعة كبيرة نحو هرمجدون، إن الجيل الحالي من الشباب قد يكون آخر جيل في التاريخ. وظل يردد في اجتماعاته الكنسية وبرامجه التلفزيونية مقولته الشهيرة: "يتساءل الكثيرون: أين تقع هرمجدون؟ وما مدى قربنا منها؟".
وفي محاولته الإجابة يقول "حسناً أنها تقع إلى الغرب من نهر الأردن بين الجليل و السامرة في سهل يزرعيل. عندما وقف نابليون في هذا الموقع العظيم، و قال:" إن هذا المكان سيكون مسرحاً لأعظم معركة في العالم". ويضيف غراهام" إن الكتاب المقدس يعلمنا بأن آخر حرب عظيمة في التاريخ, سوف تخاض في ذلك الجزء من العالم: الشرق الأوسط"(4).
ولعل أهم مكونات العقيدة القيامية "للصهيونية المسيحية" هي "هرمجدون"، و"هرمجدون" هي مدينة فلسطينية تقع في سهل مرج ابن عامر، وتقع بالقرب منها عدة جبال ذات أهمية استراتيجية، جعلت من المدينة حلبة لكثير من المعارك العسكرية في التاريخ. و"هرمجدون" في معتقدات "الصهيونية المسيحية" هي الموضع الذي ستجري فيه المعركة الفاصلة و النهائية بين ملوك الأرض تحت قيادة الشيطان (قوى الشر) ضد القوى التابعة للإله (قوى الخير) في نهاية التاريخ، وقد ورد ذكرها في رؤيا يوحنا(6:16): " فجمعهم إلى الموضع الذي يدعى بالعبرانية هرمجدون".(وحسب سفر الرؤيا يمتد سهل مجيدو من القدس إلى البحر المتوسط) يرتبط كل هذا بعودة اليهود إلى أرض الميعاد مرة أخرى، لأنه شرط الخلاص"(5).
وفي الحقيقة التاريخية برز في البداية تناقض عابر بين الحركة الصهيونية التي ارتبطت بحركة الاستعمار الأوروبي بزعامة بريطانيا، و المدافعة عن مشروع سياسي لإقامة الوطن القومي، وبين الجماعات الدينية اليهودية الرافضة للصهيونية ودعوتها "القومية". فقد اعتبرت تلك الجماعات أن "اليهود أمة دينية، وليست أمة قومية"، وأنه لا يمكنها أن تتحول إلى أمة بالمعنى الكامل إلا "بمقدم الماشيح الذي يعود بالمنفيين"، كما اعتبرت تلك الجماعات أيضا أن الصهيونية تهدف إلى اقتلاع أسس الديانة اليهودية، وأنها حركة مسيانية كاذبة، تحاول تعجيل النهاية بوسائل دنيوية.
دور "الأصولية المسيحية" في قيام إسرائيل
من المعروف أن بريطانيا تبنت المشروع الصهيوني اليهودي بشكل كامل، بهدف الدفاع عن مصالحها الاستعمارية في المنطقة العربية، ولاسيما منذ تأسيس صندوق استكشاف فلسطين، وتاليا بعد اتفاقيات سايكس بيكو ( 1916) ووعد بلفور (1917) .
وتدين إسرائيل بولادتها بدرجة كبيرة للامبراطورية البريطانية، إلا أنها ربطت مصيرها بالولايات المتحدة. حاييم فايتسمان غضب عندما قام ديفيد بن غوريون بنقل مركز ثقل النشاط الصهيوني من لندن الى واشنطن، وشمعون بيرس الذي كان يركز على فرنسا تشاجر حول ذلك مع اسحاق رابين الذي اعتقد أن أميركا هي المركز. في الخمسينيات حاول اليسار الاشتراكي في إسرائيل منع تحولها إلى قاعدة أميركية متقدمة ضد الشيوعية في إطار الحرب الباردة. ذلك انطوى على عنصر من الاحتجاج الثقافي: نوع من التصادم على المبادئ.
أما في الولايات المتحدة الأمريكية، "فللصهيونية المسيحية" محطات بارزة، وذات أثر كبير على نشأة ومسيرة الحركة الصهيونية في الفترة السابقة على قيام إسرائيل.
فقد أعلن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية "ودروويلسون"في عام 1918 من خلال رسالة بعثها إلى الزعيم الصهيوني الحاخام ستيفن وايز عن تأييده وعد بلفور، الذي التزم ويلسون رسميا بتنفيذه في العام عينه. وفي العام 1922، صدر قرار عن مجلس النواب الأمريكي بضرورة منح اليهود الفرصة التي حرموا منها لإعادة إقامة حياة يهودية وثقافة خاصة في الأراضي اليهودية القديمة..
إن الصهيونيين المسيحيين يعملون في الخط الاستراتيجي العام للسياسة الإمبريالية الأمريكية التي كانت تستهدف خوض الصراع التنافسي مع الإمبراطورية البريطانية، مع اكتشاف النفط في الشرق الأوسط في بداية القرن العشرين لكي يكون لها موطىء قدم في العالم العربي، الذي كان خاضعا أنذاك للاستعمار البريطاني والفرنسي. فتبنت الإمبريالية الأمريكية مشروع الحركة الصهيونية العالمية لإقامة "وطن قومي لليهود" كما انتصرت صراحة لوعد بلفور، وشجعت تكوين المنظمات والهيئات الشعبية والدينية لتوفير الدعم المعنوي والمادي من أجل تحقيق النبوءات التوراتية. ففي عام 1930، تم تأسيس منظمة "الاتحاد الأمريكي من اجل فلسطين" للدفاع عن تأسيس الوطن القومي اليهودي.
وبعد عامين أسس السناتور روبرت واجنر اللجنة الأمريكية ـ الفلسطينية "بهدف إعداد الرأي العام الأمريكي من غير اليهود، للعمل من أجل إعادة اليهود إلى فلسطين. وقد ضمت اللجنة 68 عضواً من مجلس الشيوخ، و200 عضو من مجلس النواب وعدداً من رجال الدين الإنجيليين ورجال الأعمال وأساتذة جامعات وصحافيين وأدباء مشهورين".
ليس صحيحا أن اليهود هم الذين يسيطرون على الاقتصاد الأميركي و يديرون دفته وفق مصالحهم الخاصة، بل إن الاقتصاد الأمريكي هو الذي يسخر إمكانيات اليهود في مختلف المواقع لصالحه وليس العكس، وبالتالي فإنه يوظف إسرائيل كمشروع امبريالي لخدمة أهداف الإمبريالية الأمريكية في المنطقة.وفي عام 1936 أصدر المؤتمر المسيحي ـ الأمريكي إعلانا بدعوة المجتمعات المتحضرة إلى مساندة الفارين من ألمانيا وأوروبا الشرقية، للعودة إلى فلسطين ملاذهم الطبيعي". وقد رفعت هذه المنظمات شعار "الأرض الموعودة"، وشعار "شعب الله المختار" وربطت بين الشعارين، وعلمت الناس أن أفضل عمل يقوم به المسيحي تقرباً إلى الله، هو المساهمة المادية والمعنوية في تحقيق إرادة الله بإعادة اليهود إلى فلسطين تمهيدا لعودة المسيح.
وتفرد ترومان عمن سبقه من الرؤساء الأمريكيين بإصداره أول وثيقة ديبلوماسية لدولة أجنبية تقرر فيها الولايات المتحدة التزاماتها التاريخية تجاه "الوطن اليهودي" وكان ذلك في رسالته إلى الملك عبد العزيز آل سعود في 28/10/1947، حيث كتب إليه مبررا طلبه للسماح لأعداد كبيرة من اليهود المرحلين من أوروبا إلى فلسطين لا لكي يجدوا مأوى لهم هناك وحسب، بل ليساهموا بمواهبهم وطاقاتهم في إقامة الوطن القومي اليهودي".
وشكل اعتراف ترومان بالكيان الصهيوني 14/5/1948 لحظة انتصار الصهيونية غير اليهودية في أميركا، لذا عندما قدم إيدي جاكسون ترومان إلى عدد من الحاضرين في معهد لاهوتي واصفاً إياه بأنه: "الرجل الذي ساعد على خلق دولة إسرائيل ،رد عليه ترومان مستشهدا بفكرة الصهيونية الدائمة عن النفي و البعث": "ماذا تعني بقولك ساعد على خلق؟ إنني قورش إنني قورش".
وقد بذلت الإدارة الأمريكية جهوداً ضخمة لتمرير قرار تقسيم فلسطين في الأمم المتحدة عام 1947. واعترفت واشنطن بالدولة اليهودية فور قيامها في مساء 14/5/ 1948. ومع قيام تلك الدولة اتخذ نشاط الصهيونية المسيحية شكلاً جديداً. لقد نظر إلى ما حدث بوصفه بدء تحقيق النبوءة، ومن الضروري العمل على تشكيلها.
ليس صحيحا أن اليهود هم الذين يسيطرون على الاقتصاد الأميركي و يديرون دفته وفق مصالحهم الخاصة، بل إن الاقتصاد الأمريكي هو الذي يسخر إمكانيات اليهود في مختلف المواقع لصالحه وليس العكس، وبالتالي فإنه يوظف إسرائيل كمشروع امبريالي لخدمة أهداف الإمبريالية الأمريكية في المنطقة.
وعندما يتواجد اليهود في قطاع معين فإنهم لا يشكلون أكثر من نقطة في بحر بالقياس للقطاعات الأساسية التي تشكل العصب الأساسي للاقتصاد الأمريكي والتي تشكل أيضاً مصدر النفوذ السياسي الحقيقي.ثم إن وجود اليهود في الصناعات الخفيفة والخدمات الاستهلاكية يقابله غياب عن الصناعة الثقيلة. يقول (هوارد مورلي ساخر) في كتابه "مجرى التاريخ اليهودي المعاصر" إن اليهود في أمريكا لم يكونوا ذوي علاقات قوية بالصناعات الرأسمالية الأساسية أي الفحم والفولاذ والمصارف والنفط والسيارات والسفن ووسائل المواصلات، وهي الصناعات التي انتجت ثروة أمريكا المذهلة، ولم يكن معظم اليهود موجودين بين الأغنياء جداً أو بين الفقراء جداً بل في داخل الطبقة الوسطى".
ونصل إلى نتيجة مفادها أن يهود أمريكا من الأغنياء لا يحتلون مواقع القمة إلا أن لا شيء يمنع أحدهم من اعتلاء هذه القمة. وإذا حدث ذلك فإنه يمثل مصالح الاحتكارات ويخضع مصالح الأمريكيين من يهود وغير يهود لمصالح هذه الاحتكارات. وكما ذكر الكاتب اليهودي (ساخر) فإنهم غير متواجدين في الأوساط الأشد فقراً من أبناء الشعب الأمريكي. ولا يعني ذلك انعدام وجودهم المطلق في هذا الوسط.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير كتب الكتاب إسرائيل علاقات إسرائيل امريكا علاقات كتاب كتب كتب كتب كتب كتب كتب أفكار أفكار أفكار سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الولایات المتحدة الأمریکیة الإمبریالیة الأمریکیة العلاقة بین إسرائیل الحرکة الصهیونیة اللوبی الصهیونی السیاسی العربی الأمریکیة فی الشرق الأوسط الرأی العام الیهود إلى إلى فلسطین الیهود فی من الیهود أن الیهود من خلال إلا أن فی عام من أجل
إقرأ أيضاً:
كيف تبدو خريطة إسرائيل لـاليوم التالي في غزة؟
تعمل الإستراتيجية الإسرائيلية تجاه قطاع غزة ضمن ثلاثة أَسقُفٍ أو مستويات: أعلى، ووسط، وأدنى بحسب إمكانية التحقيق. وفي كل الأحوال، فإن المشترك، على ما يبدو، في الأسقف الثلاثة، أي الحد الأدنى المستهدف، هو أن تكون غزة بلا سلاح، وبلا حماس!!
أما السقف الأعلى فهو مرتبط بمشاريع احتلال قطاع غزة، وتهجير سكانه، وضمه أو ضمّ أجزاء منه، وإعادة تفعيل برامج الاستيطان، وحكمه بشكل مباشر أو غير مباشر.
وهو ما يعني ضمنًا القضاء على حماس، ونزع أسلحتها وأسلحة المقاومة. وثمة الكثير من الحديث حول هذا السقف في أوساط اليمين المتطرف والصهيونية الدينية، وهو مدعوم بغطاء أميركي حيث كرر ترامب الدعوة لتهجير سكان القطاع.
أما السقف الوسط، فيتضمن الإبقاء على نقاط سيطرة في القطاع، والتحكم الظاهر أو غير الظاهر في المعابر، واستباحة أجواء القطاع وإمكانية عمل اقتحامات وضربات محددة، كما يحدث في الضفة الغربية، وحكم غزة بوجود قوات عربية ودولية أو سلطة رام الله، ولكن بمعايير إسرائيلية. مع سحب فكرة التهجير والضم والاستيطان، وتسهيل دخول الاحتياجات الأساسية للقطاع، وبعض من مستلزمات إعادة الإعمار، وبوجود برنامج حثيث لنزع أسلحة المقاومة، وتحييد حماس عن المشهد السياسي ومشهد إدارة القطاع.
إعلانسيسعى الطرف الإسرائيلي لتحقيق ما يمكن تحقيقه في السقفين؛ الأعلى والوسط، وفق ما يوفره الواقع الميداني والمعطيات على الأرض، غير أنه سيستخدم هذين السقفين كأدوات تفاوضية ضاغطة، إذا ما استمرت المقاومة في أدائها، سعيًا للوصول إلى الحد المستهدف، مع إيجاد بيئات ضاغطة دولية وعربية وحتى فلسطينية داخلية (وتحديدًا من سلطة رام الله ومؤيديها)، وربما محاولة المراهنة على اصطناع دائرة احتجاج ضد المقاومة في القطاع نفسه والسعي لتوسيعها؛ بحيث تتضافر حملات سياسية وإعلامية عربية ودولية لإظهار حماس وكأنها هي الطرف المتعنِّت والمُعطِّل للاتفاق، والمتسبِّب بمعاناة القطاع.
كما سيتمُّ تقديم وقف الحرب والانسحاب الإسرائيلي من القطاع، ووقف مشروع التهجير، والفك الجزئي للحصار والسماح لإدارة فلسطينية (بمواصفات سلطة رام الله) باعتبارها "تنازلات" إسرائيلية كبيرة، وبالتالي محاولة "تبليع السكِّين" لحماس، وربط إنهاء الحرب والانسحاب الكامل من القطاع بموافقة حماس والمقاومة على نزع أسلحتها، والخروج من المشهد السياسي والمؤسسي الفلسطيني.
تكمن خطورة هكذا إستراتيجية في السعي لتحقيق الهدف الأساس من الحرب، مع محاولة إظهاره في الوقت نفسه كمطلب عربي ودولي، وإظهاره وكأنه "إنجاز" وطني وقومي للدول العربية المطبّعة الرافضة للتهجير، التي تتقاطع في الوقت نفسه، مع الإسرائيليين والأميركان، في العداء لخط المقاومة ولتيار "الإسلام السياسي". كما تُظهر سلطة رام الله وكأنها بديلٌ يُنهي معاناة الفلسطينيين.
أبرز عناصر الإستراتيجية الإسرائيليةمن خلال القراءة الموضوعية والتحليلية لما صدر عن الجانب الإسرائيلي من تصريحات ومواقف، ومن خلال استقراء سلوك نتنياهو وحكومته وجيشه على الأرض، يمكن استخلاص النقاط التالية، كأبرز عناصر الإستراتيجية الإسرائيلية في التعامل مع قطاع غزة ومستقبله:
إعلان محاولة استعادة الصورة التي فقدها الاحتلال الإسرائيلي، نتيجة الضربة القاسية التي تعرضت لها نظرية الأمن الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وفقدان قوة الردع، وتزعزُع ثقة التجمع الاستيطاني الصهيوني بها. محاولة إعادة تسويق الدور الوظيفي للاحتلال، كقلعة متقدمة وعصا غليظة للنفوذ الغربي في المنطقة؛ وكقوة جديرة بالثقة والاعتماد عليها لدى دول التطبيع العربي، خصوصًا في إدارة صراعها مع منافسيها في البيئة الإقليميّة. محاولة إحداث أقسى حالة "كي وعي" لدى الحاضنة الشعبية في قطاع غزة ولدى المقاومة، عبر استخدام القوة الساحقة الباطشة والمجازر البشعة للمدنيين، والتدمير الشامل للبيوت والبنى التحتية والمؤسسات الرسمية والمدارس والمستشفيات والمساجد والكنائس والمزروعات وآبار المياه.. وغيرها؛ بعيدًا عن أي معايير قانونية أو أخلاقية أو سياسية، لمحاولة ترسيخ "عقدة" عدم تكرار هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول. استغلال بيئة الحرب لفرض تصورات "اليوم التالي" لحكم القطاع، وفق المعايير والضوابط الإسرائيلية. السعي للاستفادة من بيئة الحرب، لتمرير وتسريع مشاريع التهويد والتهجير في الضفة الغربية وقطاع غزة. السعي لتوسيع النظرية الأمنية الإسرائيلية، لتشمل في إطارها الرادع الفعَّال المحيط الإستراتيجي للكيان الصهيوني، لضمان استقرار الكيان وديمومته، حتى بعد إغلاق الملف الفلسطيني، حيث سبق أن كرر نتنياهو هذه الرؤية أكثر من مرة. رفع السقف التفاوضي مع المقاومة إلى مديات عالية جدًا، وإن لم يكن من الممكن تحقيقها، بهدف استخدامها كأدوات ضغط، وتوظيفها في العملية التفاوضية. محاولة تخفيف تأثير قضية الأسرى الصهاينة على الأثمان المدفوعة للمقاومة قدر الإمكان، سواء بمحاولة تحريرهم، أم بإطالة أمد التفاوض عليهم، أم بالتركيز على المنجزات المحتملة من استمرار الحرب، ولو تسبب ذلك بخسارة المزيد من الأسرى. الاستفادة من النفوذ والغطاء الأميركي قدر الإمكان، في البيئة الدولية ومجلس الأمن، وفي البيئة العربية، وفي الدور كوسيط، وفي مجالات الدعم السياسي والعسكري والاقتصادي والإعلامي. الاستفادة قدر الإمكان من الضعف والخذلان العربي، وتقاطع عدد من الدول العربية مع التوجهات ضد المقاومة وضد "الإسلام السياسي"، وكذلك الاستفادة من عدم فاعلية البيئة الدولية ومؤسساتها وفشلها، لتمرير الأجندة الإسرائيلية. إطالة أمد الحرب ما أمكن، سعيًا لتحقيق أكبر منجز ممكن ضد المقاومة، وكذلك للإبقاء على تماسك الائتلاف المتطرف الحاكم لكيان الاحتلال، وتمرير أجنداته الداخلية، والتّهرب من السقوط وإمكانية المحاسبة. تعمد إخفاء الخسائر الحقيقية للجيش الإسرائيلي، واصطناع أكاذيب عن منجزاته، ومحاولة التعمية عن حالات التهرب الواسعة من الخدمة لدى قوات الاحتياط، والأزمات المرتبطة بالتجنيد وغيرها؛ سعيًا للإبقاء على بيئة داخلية داعمة للحرب. تعمُّد نقض العهود والاتفاقات مع المقاومة، واستخدام ذلك في الابتزاز العسكري والسياسي والاقتصادي، والاستفادة من حالة الإنهاك والمعاناة في القطاع؛ لتشديد الحصار لتحقيق مكاسب إستراتيجية وتفاوضية، خصوصًا على حساب المقاومة. إعلان نزح سلاح المقاومةكثر الحديث في الأيام الماضية عن ربط ترتيبات "اليوم التالي" في القطاع بنزع أسلحة حماس وإخراجها من المشهد السياسي، وتحدث عن ذلك قادة أوروبيون مثل الرئيس الفرنسي ماكرون بالرغم من إظهار حماسته لحل الدولتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية.
كما حاول بعض المحسوبين على سلطة رام الله استغلال حالة المعاناة الهائلة للحاضنة الشعبية في القطاع، ومحاولة تنفيس الغضب باتجاه حماس وقوى المقاومة وتحميلها المسؤولية، بدلًا من الاستمرار في تحميل الاحتلال مسؤولية عدوانه وجرائمه.
التصعيد الإسرائيلي بخرق الهدنة، وإحكام الحصار على القطاع، ومنع دخول أي من الاحتياجات الضرورية، تبعها عدوان دموي ومجازر وحشية كان معظم ضحاياها من النساء والأطفال، وأعاد احتلال أجزاء من القطاع، مع إعادة تهجير أعداد كبيرة من أبناء القطاع المنهكين أصلًا والمستنزفين في دمائهم وأموالهم ومساكنهم، ليرفع وتيرة الضغط إلى مديات لا تكاد يحتملها إنسان؛ مع إعادة الحديث عن أجنداته بسقوفها العليا.
غير أن المقاومة عادت لتفاجئ العدو بتفعيل أدائها العسكري المؤثر، ولتقوم بحملة سياسية موازية تؤكد صلابتها في الثوابت، كما تؤكد مرونتها القصوى في ملفات تبادل الأسرى وغيرها، بما يحقن دماء الشعب الفلسطيني، وينهي الحرب، ويضمن الانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع.
سلاح المقاومة خط أحمرأمام هذه الإستراتيجية "الصفرية" لنتنياهو وحكومته المتطرفة، لا تبدو ثمة بوادر حقيقية لإنهاء الحرب والانسحاب الكامل من القطاع وفك الحصار (على الأقل إعادة الوضع على ما كان عليه قبل 7 أكتوبر/ تشرين الأول)، وفتح المجال لإعادة الإعمار، إلا إذا صمدت المقاومة وواصلت استنزاف الجيش والاقتصاد والأمن الإسرائيلي، والدفع لإيجاد بيئات داخلية إسرائيلية أكثر قوة وضغطًا، ورفع الأثمان التي يدفعها الاحتلال إلى مديات لا يستطيع احتمالها.
إعلانوقد قطعت المقاومة شوطًا كبيرًا في ذلك، مع تزايد المأزق الإسرائيلي، خصوصًا بعد استئناف المقاومة عملياتها النوعية، واعتراف رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير بأن الحرب في غزة قد تأخذ شهورًا أو سنوات.
كما أن طبيعة ترامب النَّزقة والمتقلبة والمستعجلة للإنجاز لا توفر لنتنياهو وقتًا مفتوحًا لاستمرار الحرب، يترافق معها حاجة ترامب لتحقيق اختراقات في ملفات التطبيع في المنطقة، وفي الملف النووي مع إيران. كما يترافق ذلك مع بيئة عربية قلقة تحمل بذور التغيير والانفجار، وبيئة دولية تآكل فيها الدعم للكيان إلى حده الأقصى، حتى في محيط حلفائه الأوروبيين.
وليس ثمة ترف خيارات أمام المقاومة في خوض هذه المعركة "الصفرية" التي تستهدف اجتثاث الشعب الفلسطيني وقضيته، وبالتالي تظل المراهنة على المقاومة وسلاحها شرطًا أساسيًا وخطًا أحمر في مواجهة الاحتلال وإفشال مشاريعه.
والتجربة التاريخية طوال أكثر من مائة عام تشهد أن الشعب الفلسطيني تمكن من إفشال عشرات المشاريع التي تستهدفه، وقادر أيضًا، بعون الله، على إسقاط هذه الإستراتيجية وعلى إفشال هذا العدوان.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline