موقع النيلين:
2024-07-07@02:45:37 GMT

رشان أوشي: السودانيون يقفون على محطتين!

تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT


ذهبت أزمة السودان في ثوبها الجديد والمزركش بانتصارات القوات المسلحة في الميدان، إلى عيادة الولايات المتحدة الأمريكية وعادت بخيبة أخرى أطلق عليها مسمى (وثيقة الحل السياسي) ،والتي طرحتها مجموعة “تقدم”، بنودها تؤكد أن أمريكا لم تعد طبيبا فاعلاً رغماً من تأثيرها الكبير على القرار في المحيط الإقليمي.

كما بات معروفاً جيداً، أن السودانيين اليوم يقفون على محطتين تندرجان تحت العنوان (معركة الكرامة)، المحطة الأولى، وهي أمنية مباشرة، عنوانها إنتهاء الحرب والعودة إلى الديار، أما وسيلة إنهاء الحرب فقد أعلنها الجيش بشكل مباشر، أن القضاء على فلول المرتزقة وتدمير مشروع استعمار السودان هو السبيل الأوحد؛ ومضت القوات المسلحة في مسيرتها بالعمل على تطهير المدن المحتلة.

أما المحطة الثانية، وهي سياسية، عنوانها الصراع الدامي أو الوفاق السوداني؛ وفاق ما لا تزال طبيعته شديدة الغموض، تصير معها الجهات التي يفترض أن تتفق على انهاء الأزمة السودانية ومعالجة جذورها، ومن ثم وضع لبنات الدولة السودانية الحديثة، اي الأحزاب والكيانات هي المشكلة التي ينبغي حلها.

وربما جاز لنا أن نلخص الطريق إلى هذه المحطة الثانية بمعادلتين، كل منهما تتأثر بالأخرى وتؤثر فيها.

– أولهما: أن تعمل الأحزاب السياسية السودانية على الحؤول دون تكرار مذبحة الخرطوم في بقعة أخرى من بقاع البلاد، ومن ثم إطلاق وجهة تفضي إلى سقوط شعار (ما عدا)، والقناعة بأن مشروع الدولة السودانية الحديثة ما بعد حرب ١٥/ ابريل ينبغي أن يشارك في وضعه جميع السودانيين، بمن فيهم الإسلاميين أنفسهم.

الجيش نفسه تغشاه الهواجس تجاه ظهور عناصر الإسلاميين في ميادين القتال، هواجس ربما ترتقي إلى درجة الرفض، وهي ذات الأسباب التي دفعت قيادة الجيش إلى عدم التعاون مع نشاط المقاومة الشعبية بالحماس المتوقع ، يرغب العسكريون في حسم المعركة عبر مؤسسات الدولة، ويقدرون حماس الشباب السوداني ورغبته النبيلة في الدفاع عن أرضه.
– ثانيهما: أن تتمكن القوى السياسية الموصوفة ب( وكلاء المشروع الأجنبي في السودان )، من منع خروج القوات المسلحة منتصرة من هذه الحرب، ومن ثم محاولة سيطرتها على القرار والتمثيل السوداني، أو على جزء معتبر منهما، وهذه الفرضية تعني أن تدخل هذه الأحزاب وحلفاءها الدوليين في مواجهة مباشرة مع السواد الأعظم من الشعب السوداني الذي ينحاز إلى صف القوات المسلحة وحلفاءها.

وهنا اذكر عندما تم إعتقالي فبراير/ ٢٠١٩ م إبان ثورة ديسمبر، بعد التحقيق تم احضاري إلى مكتب ضابط بجهاز الأمن وقتها، هيئته وعمره يشيران إلى أنه برتبة عميد، سألني مباشرة: (رشان انتوا طالعين ثورة ليه؟) جاءت اجابتي مفعمة بالروعنة والصبينة: (عشان نسقطكم) ابتسم الضابط وقال: (خليك عارفة يا رشان بعمايلكم دي حتفرتقوا السودان طوبة طوبة، وخليك عارفة أنه ده شغل دولي وانتوا مستخدمين ساي)، ما زلت اعض نواجذ الندم، ليتني صدقته وقتها وتوقفت عن المشاركة في وزر ما انتهى بنا إلى هذا المآل.

بالعودة إلى قضيتنا الأساسية، هاتان المعادلتان وضعتا السودان على فوهة بركان.
اذا لا خيار غير احتواء هذه النكبة، القضية أكبر بكثير من بقاء أشخاص في المشهد أو ذهابهم. وأكبر من مصير أحزاب بعينها. القضية تتعلق بمستقبل شعب ومستقبل الاستقرار في المنطقة برمتها.

مجرد التفكير في العودة إلى ما قبل ١٥/ ابريل تظهر أن النكبة التي كانت السبب الرئيسي في زعزعة الاستقرار في السودان مستمرة.

ويجب ألا يسقط عن وعينا ان كثيراً ما رفع شعار التحول الديمقراطي لتغطية طموحات أو تبرير سياسات. هذا من دون أن ننسى أن مذابح الخرطوم، الجزيرة، دارفور كانت أكبر حجماً بكثير من مذابح النكبة السابقة، وان كل المشاريع التي هزت السودان توكأت على على شعار الديمقراطية الزائف.

وثيقة الحل السياسي التي طرحتها مجموعة “تقدم” المدعومة دولياً، والتي تتحدث عن فترة انتقالية مدتها عشر سنوات، ما هي إلا محاولة أخرى للقفز إلى الامام لإيجاد سبيل يضمن عودة الأوضاع إلى ما قبل ٢٥/ اكتوبر.

وثيقة “تقدم” والتي تحمل شعارات التحول الديمقراطي الزائفة، تعبر عن رؤية جديدة لحلفاؤهم الدوليين واعني تحديداً الولايات المتحدة الأمريكية التي تشعر بالقلق ناحية التقارب السوداني الشرقي.
محبتي واحترامي

رشان أوشي

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: القوات المسلحة

إقرأ أيضاً:

بدء جلسات مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية بالقاهرة

اعتبر مراقبون أن الحدث “خطوة لكسر الحاجز النفسي وبناء الثقة بين فرقاء سيجلسون تحت سقف واحد لأول مرة منذ اندلاع الحرب في بلادهم قبل نحو 15 شهرا”.

التغيير: وكالات

بدأت بالعاصمة المصرية صباح اليوم السبت، جلسات مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية، وذلك في إطار جهود القاهرة لبحث سبل إنهاء الصراع السوداني، ووقف الأعمال القتالية التى تسببت في مقتل وإصابات الآلاف.

وتستضيف في العاصمة الإدارية الجديدة، يومي السبت والأحد، المؤتمر الذي يجمع فرقاء السودان لمناقشة وقف الحرب ومعالجة الأزمة الإنسانية والتحضير للمسار السياسي، في حدث اعتبره مراقبون “خطوة لكسر الحاجز النفسي وبناء الثقة بين فرقاء سيجلسون تحت سقف واحد لأول مرة منذ اندلاع الحرب في بلادهم قبل نحو 15 شهرا”.

تأثير الأزمة

وبحسب وسائل إعلام مصرية قال وزير الخارجية والهجرة بدر عبد العاطي، خلال كلمته في الافتتاح إن المؤتمر ينعقد في لحظة فارقة من تاريخ السودان، وإن دول الجوار الأشد تأثرا بالأزمة في السودان.

التي أكد أن لها تداعيات صحية خطيرة في السودان، كما أشار إلى ضرورة التحرك سريعا من المجتمع الدولي لمعالجة جذور الأزمة في السودان عبر حل سياسي شامل.

وأضاف وزير الخارجية والهجرة، أن الصراع في السودان أدى إلى أزمة نزوح كبيرة وخسائر بشرية ومادية كبيرة، وأن بلاده تكثف اتصالاتها مع كافة المنظمات الدولية من أجل دعم الدول الأكثر تضرراً من الأزمة ومساعدة الفارين من السودان.

ووجهت الخارجية المصرية الدعوة لأكثر من 50 من قيادات القوى السياسية والمدنية والمجتمعية وشخصيات قومية ورجال دين وإدارات أهلية، وتجاوزت الدعوة – المقدمة للتنظيمات وليس الكتل السياسية “الحركة الإسلامية”.

جلسات متوازية

ووفقا لخطاب الدعوة، فإن المؤتمر سيستمع خلال جلسات متوازية إلى رؤى القوى المدنية والسياسية بشأن التداعيات السلبية للصراع الراهن في السودان، وسبل معالجته، وطبيعة الاحتياجات المطلوبة للمتضررين، وكذلك إلقاء الضوء على محددات الحوار السياسي السوداني – السوداني.

ومن أبرز المشاركين رئيس هيئة القوى المدنية الديمقراطية  (تقدم) رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، ورئيس حزب الأمة القومي فضل الله برمة ناصر، ورئيس المكتب التنفيذي لحزب التجمع الاتحادي بابكر فيصل، ورئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير، ورئيس حزب البعث العربي الإشتراكي كمال بولاد، وقائد حركة تحرير السودان (المجلس الانتقالي) الهادي إدريس، وزعيم تجمع قوى تحرير السودان الطاهر حجر، بجانب ممثلي المهنيين والنقابات والمجتمع المدني ولجان المقاومة.

الوسومالأزمة السودانية انهاء حرب السودان مؤتمر القوى السياسية والمدنية

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تؤكد دعم جميع مبادرات إنهاء الاقتتال في السودان
  • البرهان يكشف تفاصيل خطيرة عن حرب السودان “فيديو”
  • القاهرة تستضيف مؤتمرا دوليا لبحث سبل وقف الحرب المستمرة في السودان
  • وزير الخارجية: مصر استقبلت آلاف السودانيين ويعيشون في بلدهم الثاني
  • بدء جلسات مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية بالقاهرة
  • رشان اوشي: المأزق السوداني متعدد الأوجه
  • عاجل | رئيس مجلس السيادة في السودان عبد الفتاح البرهان للجزيرة: الشعب السوداني لن ينهزم والقوات المسلحة ستنتصر
  • القوى السياسية السودانية: نشكر مصر لمبادرتها جمع الفرقاء السودانيين (بيان)
  • شاهد بالفيديو.. القوات المسلحة والقوة المشتركة تحرر مدينة الدندر ومناوي يكتب محتفلاً
  • مؤتمر القاهرة.. تحرك حثيث لرأب الصدع في السودان