العلاقة بين الحزب والتيّار : قابليّة التطوير رغم ما اعتراها
تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT
كتب ابراهيم بيرم في" النهار": يبرز رأي موضوعي لعضو تكتل "لبنان القوي" النائب آلان عون يتركز على مستقبل العلاقة مع حزب الله وسبل تطويرها ودفعها قدماً.
ويقول عون في تصريح لـ"النهار": "لا شكّ في أن لبنان يرتبط بمرحلة اضطرابات كبيرة وهو اليوم يفقد جزئياً استقراره الأمني في الجنوب مع خطر فقدانه بالكامل في حال توسّع الحرب، وهو سبق أن فقد استقراره المالي مع الانهيار الكبير الذي حصل في تشرين الأول ٢٠١٩ وما زالت مفاعيله مستمرّة في غياب المعالجات، وهو فقد استقراره السياسي منذ الفراغ الرئاسي.
وهذه التحديات جميعها تنعكس على مختلف العلاقات السياسية بقدر توقّعات كل فريق للمرحلة المقبلة".
أضاف "إن كان بعض الأفرقاء يضعون سقفاً عالياً جدّاً لتوقّعاتهم بحيث يرتجون نهاية للحرب تقلب موازين القوى بالكامل في الداخل اللبناني، فإن أفرقاء آخرين ونحن كتيار وطني حرّ منهم يحافظون على حدّ أدنى من الواقعية والموضوعية حول اليوم التالي لهذه الحرب في لبنان.
وهذا يقود طبعاً إلى مقاربة أكثر حكمة للعلاقات السياسية مع الآخرين مهما اشتدّ الخلاف السياسي معهم.
وأعتقد أن علاقة التيار و"حزب الله" تخضع تحديداً لهذه المعادلة، فبقدر ما يجدر الاعتراف بأن طبيعتها اللصيقة والمفرطة جداً أصبحت من الماضي، فإن هذا لا يعني الذهاب إلى موقع الخصومة أو القطيعة، بل بالعكس هناك حاجة لإعادة تنظيم هذه العلاقة بطريقة جديدة متناسبة مع حالتها المستجدّة، أي علاقة منفتحة على التلاقي حول أي مسألة أو ملف من دون تردّد، وعلاقة متقبّلة في الوقت نفسه للتمايز والافتراق حيال ملفات ومسائل أخرى".
ورداً على سؤال أجاب عون: "إن الكثير من العلاقات السياسية ومنها علاقة التيار بالحزب ستتأثر بما ستؤول إليه التسوية المقبلة في لبنان ومدى انخراط كل فريق فيها وموقعه فيها، بما فيه أيضاً برنامج المرحلة التي ستليها وعناوينها.
والتيار ما زال يمرّ في مرحلة مخاض بعد تجربة قاسية في السلطة ستحدّد الكثير من خياراته ودينامياته الداخلية والخارجية في المرحلة المقبلة وستتطوّر علاقته مع الآخرين ولا سيّما "حزب الله" حسب تطوّر الأحداث والظروف مع الاعتراف بأنه رغم التباينات الكبيرة الأخيرة، تبقى العلاقة بينهما قابلة للتطوير إيجاباً بحكم عدم وجود حواجز جوهرية تمنع هذا التلاقي كما هي الحال بين "حزب الله" وقوى سياسية أخرى في البلد.
أما من ناحية "حزب الله"، فلا شكّ في أن تدهور العلاقة مع التيار يستدعي مراجعة عميقة للأسباب التي أدّت إلى ذلك وتتطلّب مقاربات جديدة تعيد وصل ما انقطع بينه وبين المكوّن المسيحي عموماً، وقواه السياسية خصوصاً. وهذا يتطلّب إعادة نسج علاقات ترتكز أكثر على معالجات هواجس المسيحيين الأساسية على مختلف أنواعها أكثر منها مقاربات تقتصر على اعتبارات بحت سلطوية تبقى مرحلية بينما المكاسب البنيوية والإصلاحية والوطنية هي مستدامة وتحصّن العلاقة بينه وبين المجتمع المسيحي ككلّ بمعزل عن تنوّع الانتماءات السياسية فيه".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
المفتي قبلان للقوى السياسية والروحية والكتل: حفظ لبنان يمر بالتوافق والتفاهم
وجه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، رسالة الى القيادات السياسية والروحية والكتل النيابية، فيها:
"لأن يوم غد يوم نيابي مفصلي ببنية وأرضية هذا البلد الذي يتعرض لزلزال خارجي وانقسام سياسي عامودي يكاد يبتلع البلد، ولأن هذا البلد بهيكله الوطني لا يستمر إلا بالتوافق والميثاقية، ولأن الإختلاف على بعض الإستحقاقات وفقا للظروف والمعطيات يؤخذ به أثره على الواقع اللبناني المهدد بشدة، ولأن المنطقة تتزلزل، ولأن القطيعة السياسية لها صلة باللعبة الخارجية المندفعة نحو خراب المنطقة وتمزيق الممزق، ولأن واقع البلد مهدد للغاية، ولأن نظامنا السياسي يلزمنا بتقطيع الإلتزامات الميثاقية بطريقة توافقية ضامنة للبنان الوحدة الوطنية والعائلة التاريخية، لذلك أقول: الرئاسة اللبنانية مركز ميزان وحدة لبنان، ومنطق السيادة الوطنية يفترض أن الرئيس شأن لبناني لا شأنا خارجيا، واللعب بنار التوازنات يضع البلد بطريق الكوارث الوجودية، والمطلوب أن ينتخب النواب لا السفراء".
أضاف: " وبكل صراحة، الخارج يدفع نحو رئيس انتقامي وعينه على اللعبة الدولية الثملة بالفتن والكوارث والخراب، والبلد بظروفه وظروف المنطقة لا يستطيع تحمل أي مغامرة، كما لا يستطيع تقطيع مشروع انتداب، ولا يقوم بفتنة، ولا يقدر على ابتلاع لعبة تغليب فريق على فريق آخر وسط ارتباطات خارجية تضع البلد فوق صفيح متزلزل".
وتابع المفتي قبلان: وللتاريخ أقول: حفظ لبنان يمر بالتوافق والتفاهم وعدم الدفع نحو متاريس نيابية أو تدشين حرب دستورية أو إشعال فتنة سياسية وسط آلة إعلام تعتاش على ضخ الفتن والدفع نحو الخراب والإنتقام، واللحظة تاريخية، وخطابي لكل القوى النيابية والسياسية والروحية.
وبكل صدق أقول: نريد أن نعيش معا بعيدا عن مشاريع العالم الملتهبة بالفتن ومواقد الأمم، وما يريده الخارج للبنان الفوضى والإنقسام والإقتتال والتمزيق والدفع نحو كارثة تطال صميم لبنان ووحدته الوطنية، وبصراحة أكثر اللعبة الخارجية تضعنا أمام معادلة: "الخراب أو الخراب"، وبعض القوى الكبرى تبتلع الإعلام وبعض الكتل النيابية وعينها على ابتلاع لبنان، والبلد على حافة المجهول، وهدف القوى الخارجية ملاقاة إسرائيل وتفريغ القرار الوطني من قيمته الوطنية وعائلته اللبنانية، والعين على الأجهزة الأمنية والفتن الطائفية والمناطقية، وتاريخ لبنان القريب البعيد عبارة عن لعبة أمم مكررة بين الأمن والسياسة والطوائف والخراب، والوقت للتلاقي لا القطيعة، واللحظة لانتشال لبنان من مشروع كارثة وجودية، والتحدي ينتهي بالخراب، والمقامرة بمصير لبنان أسوأ من قنبلة نووية، وتصحيح العلاقة مع الخارج يكون بحفظ السيادة الوطنية والتوازنات اللبنانية، وقد بلغت، حمى الله لبنان من لعبة الأمم".