التعويضات للجنوبيين: لا قدرة على إنفاق مبالغ باهظة
تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT
كتب مجد بو مجاهد في" النهار": خلال التحقق من تفاصيل الانطباعات المتداولة في بعض الإعلام اللبنانيّ حول تحضيرات حكومية بغية تقديم مبالغ مالية للجنوبيين قيمتها 20 ألف دولار لذوي كلّ شهيد و40 ألف دولار كتعويض عن كلّ وحدة سكنية مهدّمة كلّياً في ظلّ المناوشات الحربية، تبيّن أنّ انطباعات كهذه ليست دقيقة لأنّ المعطيات المستقاة تؤكّد عدم قدرة الدولة اللبنانية على إنفاق مبالغ باهظة حالياً نتيجة انعدام قدراتها المالية حدّ الاضمحلال والبحث عن سبل ممكنة لدفع رواتب وأجور موظّفي القطاع العام وكيفية ترتيب مساعدات إضافية زهيدة على المعاشات.
وتسرد مصادر اللجنة الوزارية الموكلة بالملف أن نقاشاً كان حصل بين وزيري البيئة والزراعة في الجلسة الوزارية الماضية حول كيفية توزيع المساعدات الإغاثية والحاجة للبدء في وضع نماذج مسح الأبنية المتضررة وتحديد آليات التعويض رغم أن الأعمال الحربية لا تزال ناشبة. وكان طلب مجلس الجنوب تعديل القيم المالية التي على أساسها يحصل تقديم المساعدات للجرحى والشهداء، فتعدّلت بغية ملاءمة أسعار الصرف. لكنّ الحكومة لن تباشر دفع تعويضات بمبالغ مالية حالياً ولا استطاعة لها أن تدفع للمتضررين. وهي لم تضع حتى اللحظة جداول خاصة بالتعويضات على الأبنية المتضررة وكيفية تقديمها، بل تحصر المساعدات المقدّمة في الأعمال الإغاثية وتحديداً المساعدات الغذائية أو النقدية الضئيلة التي تساعد في تأمين الحدّ الأدنى من الغذاء أو مساعدات الإيواء والصحة والتعليم والتي توزّع بالتعاون مع المنظمات الدولية الشريكة في التدابير التي وضعت. وبحسب المعطيات، إنّ التركيز خلال هذه المرحلة سيكون على البحث عن السبل المالية لاستكمال الإنفاق على الأعمال الإغاثية الحالية بما يشمل الغذاء والخدمات الأساسية التي يتولاها مجلس الوزراء، والتي تقدّر قيمتها في 75 مليون دولار في الحدّ الأدنى حتى شهر حزيران المقبل. وتعمل اللجنة الوزارية على هذه التفاصيل مع منسقة الشؤون الإنسانية بهدف وضع ورقة مفاهيم للتشاور فيها مع السفراء في لبنان، إضافة إلى ضرورة مساندة المواطنين الذين لم يتركوا منازلهم خصوصاً في القطاع الشرقي والبحث عن مساعدات للمجتمعات المضيفة التي تفاقمت الضغوط عليها. لكن، لا تزال مسألة دفع التعويضات لذوي الشهداء أو للأبنية المتضررة خارج نطاق البحث حالياً، لكن لا بدّ وفق ملاحظات اللجنة الوزارية من المباشرة في وضع نماذج دراسة كلّ الأضرار، ما يحتاج استقراراً في الجنوب بالحدّ الأدنى حتى تكون ثمّة استطاعة للتجوّل في القرى.
بحسب المعطيات من مواكبين في الهيئة العليا للإغاثة حول نوعية المساعدات التي تقدّم للمهجّرين الجنوبيين من القرى الحدودية أو الماكثين في منازلهم حالياً، فإنّ "مجلس الجنوب" أضحى يهتمّ في تقديم المساندة العينيّة للمواطنين الذين لم يغادروا مناطقهم في خضمّ الاحتدام الناريّ بينما تعمل الهيئة العليا للإغاثة على تقديم مساعدات غذائية أو بطانيات للنازحين اللبنانيين من القرى الجنوبية الذين يتوزّعون بشكلٍ خاصّ حالياً في مدينتي صيدا وبيروت وبعض مناطق كسروان. وبدأت الجهات الرسمية الإغاثية تضع أفكاراً ومقترحات تحضيريّة بهدف مساعدة المتضرّرين في المرحلة المقبلة، لكن يبقى لا بدّ من قرار يتّخذه مجلس الوزراء وتنظيم جداول واضحة من البلديات وتوزيعها على اللجنة المختصّة بغية معرفة التقديرات المتعلّقة بالأضرار اللاحقة في الممتلكات والأراضي الزراعية. وبعدما استطاعت الهيئة العليا للإغاثة الإبقاء على تقديم المساعدات العينية والغذائية، لكن ليست ثمّة قدرة لديها على تأمين حصص غذائية إضافية عن تلك التي توزّعها بوتيرة محدّدة.
وانطلاقاً من المواكبين على نطاق الهيئة العليا للإغاثة، "ليس هناك أيّ قرارٍ واضح من مجلس الوزراء في اعتمادات محدّدة ولم يستكمل الكشف الدقيق للأضرار الذي لا بدّ أن يستند في مرحلته النهائية لتقديرات الهيئة ولجنة الجيش معاً من مهندسين وعسكريين بعد استكشاف حصيلة المناوشات الحربيّة في القرى الجنوبية". ويحصل التنسيق بين الهيئة ومجلس الجنوب خلال تقديم المساعدات، حيث "وفّرت الهيئة المستلزمات الخاصّة في سبل الإيواء لجميع المهجّرين وتقدّم بعض المواد الغذائية، بينما يهتمّ مجلس الجنوب في تقديم مساعدات خاصّة في حالات صحية طارئة. ومن جهتهم، يقدّم بعض رجال الاعمال مساعدات خاصّة للمواطنين الجنوبيين". وفي استنتاج المواكبين في الهيئة العليا للإغاثة، "لا بدّ من الإبقاء على معنويات المواطنين الجنوبيين لكن ميزانية الدولة اللبنانية مضمحلّة ولا بدّ للمساعدات الجذرية أن تبدأ، إذا توفّرت حلول خارجية إضافة للمحاولات الخاصة في الداخل اللبناني".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: مجلس الجنوب
إقرأ أيضاً:
وصول طائرة المساعدات الإماراتية الـ 21 إلى لبنان
وصلت إلى مطار بيروت طائرة المساعدات الإماراتية الحادية والعشرون في إطار حملة (الإمارات معك يا لبنان) التي انطلقت مطلع شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي لدعم الأشقاء اللبنانيين، بتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، ومتابعة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، وإشراف الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء رئيس مجلس الشؤون الإنسانية الدولية.
وتأتي هذه الطائرة ضمن سلسلة من طائرات المساعدات الإغاثية الإماراتية المتنوعة كجسر جوي إنساني مستمر لمساندة الشعب اللبناني، في ظل الظروف الصعبة والأوقات الحرجة والأوضاع المُلحة التي تشهدها المنطقة، وذلك لضمان التعافي المبكر وتلبية الاحتياجات المعيشية الضرورية وتحقيق الأمن والاستقرار.وأكد سلطان محمد الشامسي مساعد وزير الخارجية لشؤون التنمية والمنظمات الدولية عضو مجلس الشؤون الإنسانية الدولية، على مواصلة دولة الإمارات التزامها الدولي نحو الاستجابة العاجلة للمتضررين بسبب مثل هذه الحروب والصراعات، انطلاقاً من الإرث الإنساني الخالد للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، ونهجه الراسخ لمد يد العون للمتأثرين ومساعدة المحتاجين والوقوف مع المنكوبين في مختلف أنحاء العالم.
وأوضح أن دولة الإمارات قيادة وحكومة وشعباً ستستمر في تقديم كافة الدعم الإغاثي اللازم إلى الشعب اللبناني الشقيق، بما يُجسد قيم التآزر والتضامن والتعاضد والتعاون التي يتصف بها المجتمع الإماراتي الأصيل؛ في كل الأوقات والظروف مع مختلف المجتمعات والشعوب المتأثرة التي تواجه الكوارث والأزمات أو تعاني من الحروب والصراعات، مشيراً إلى احتواء الطائرة الـ 21 من المساعدات الإماراتية الإغاثية على العديد من المواد الطبية المتنوعة كاحتياجات أساسية للكثير من الأطفال والنساء وكبار السن من الأشقاء اللبنانيين.