واشنطن:الدمار المحتمل للبنان قابل للتجنب.. ميقاتي نتائج الاتصالات حتى اللحظة ايجابية
تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT
لا يزال الوضع المتفجر في الجنوب يحتل صدارة الاهتمامات والأولويات ولو ان التحركات المتصلة بالملفات السياسية الداخلية تقدمت نسبيا في الآونة الأخيرة وحجبت الأضواء بعض الشيء عن تطورات الميدان الجنوبي.
وفي ظل الربط القسري للوضع في الجنوب بتطورات الحرب في غزة تراجعت موجة تفاؤل ساورت الكثير من الجهات الرسمية والسياسية اللبنانية حيال التوصل الى اتفاق هدنة في غزة بعدما تظهرت الصعوبات المتعاقبة التي تعترض هذه الهدنة كما في ظل سقوط المشروع الأميركي لوقف النار في مجلس الأمن في حين رسمت الجولة السادسة التي يقوم بها وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن في المنطقة منذ عملية "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول الماضي معطيات مشدودة للغاية بدا لبنان معنيا بها ولو ان الديبلوماسية الساخنة التي تشهدها عواصم عدة في المنطقة تتمحور حول محاولات وقف الحرب في غزة ولا يطرح فيها الملف اللبناني مباشرة.
وجدد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي التأكيد "أن الحكومة مستمرة في اتصالاتها الديبلوماسية دوليا وعربيا لوقف العدوان الاسرائيلي على لبنان"، مشيرا الى"أن نتائج هذه الاتصالات تبدو حتى اللحظة ايجابية، من دون اغفال مسألة اساسية، وهي أنه لا يمكن الرهان على اي موقف ايجابي او ضمانة يقدمها العدو الاسرائيلي".
وكتبت" النهار":تلفت أوساط ديبلوماسية معنية في هذا السياق الى انه بات من المستبعد حصول أي اختراق إيجابي في الجهود الكثيفة المتواصلة للتوصل الى هدنة في غزة اقله قبل عيد الفطر الامر الذي ينسحب بتوقعات سلبية حيال تواصل او تصاعد المواجهات عند الحدود اللبنانية الإسرائيلية اذ ان أي تحريك للجهود الديبلوماسية حيال الوضع في الجنوب لا يبدو مجديا قبل عودة الموفد الأميركي اموس هوكشتاين الى مهمته المكوكية بين بيروت وتل ابيب، ولا تشير المعطيات الى امكان هذه العودة قريبا بما يعكس عدم امتلاك هوكشتاين الوقائع والضمانات الكافية بعد للتحرك نحو تحقيق نتائج ملموسة في تهدئة الوضع الميداني جنوبا وتبريده تمهيدا لاطلاق المفاوضات حول الملف الحدودي بين لبنان وإسرائيل كلا .
ومع ذلك فان واشنطن ما انفكت تشدد على موقفها المحذر من اتساع الحرب الى لبنان. وفي هذا السياق اكد المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية سامويل ويربيرغ امس لـ"النهار"، ان بلاده لا تدعم الحرب في لبنان وقال "موقفنا واضح: نحن لا ندعم الحرب في لبنان ونركز على استكشاف جميع الخيارات الديبلوماسية مع شركائنا الإسرائيليين واللبنانيين لاستعادة الهدوء وتجنب التصعيد".
وأضاف "مواطنو لبنان وإسرائيل يجب أن يعيشوا في سلام وأمان، وهذا يعد في أقصى الأهمية بالنسبة للولايات المتحدة وينبغي أن يكون أولوية قصوى لكل من إسرائيل ولبنان".
وأضاف "نحن قلقون من أن التبادلات النارية على طول الخط الأزرق تزيد من خطر التصعيد. لبنان يجب ألا يكون منصة لشن هجمات ضد إسرائيل أو ملاذاً للإرهابيين. القيام بذلك يؤدي فقط إلى زيادة احتمال وقوع العنف المدمر الذي يضر بالشعب اللبناني، الذي بغالبيته العظمى لا يرغب في الانجرار إلى الصراع. نحن وشركاؤنا كنا واضحين: يجب على "حزب الله " والفاعلين الآخرين عدم محاولة استغلال الصراع الجاري. الدمار المحتمل للبنان وشعبه قابل للتجنب".
ولفتت أوساط رسمية لـ»البناء» إلى أن لبنان لن يقبل أيّ مقترح لا يراعي الحقوق اللبنانية وانسحاب «إسرائيل» من كامل الأراضي اللبنانية ولا يمكن الاتفاق على أي ترتيبات تشكل ضمانات أمنية لـ»إسرائيل» قبل ضمان المطالب اللبنانية ووقف الحرب على غزة.
يشار الى انه بناء على إقتراح وزارة الاشغال العامة والنقل، وطلب مجلس الوزراء، أوعزت وزارة الخارجية والمغتربين امس الى بعثة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة في نيويورك، تقديم شكوى عاجلة الى مجلس الامن الدولي حول اعتداءات إسرائيل على السيادة اللبنانية عبر التشويش على انظمة الملاحة وسلامة الطيران المدني في أجواء مطار رفيق الحريري الدولي- بيروت؛ منذ بدء الحرب على غزة. وقد جاءت هذه الشكوى إستكمالا لحملة توثيق الخروقات والانتهاكات الاسرائيلية، وتكملة لسلسلة الشكاوى المرفوعة سابقا.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
عودة الحرب على غزة: هل تفتح شهيّة إسرائيل نحو لبنان؟
كتبت وفاء بيضون في" اللواء":ثمة إشارة يمكن استخلاصها من عودة العدوان الإسرائيلي على غزة، وثمة سؤال يطرح حول التوقيت المرتبط بتطورات المنطقة على المستويين السياسي والعسكري، خاصة في سوريا، مروراً بترتيبات التسوية الأمنية بين روسيا وأوكرانيا المدفوعة إكراها من الجانب الأميركي على فولوديمير زيلينسكي، بعد واقعة التوبيخ الشهيرة التي حصلت مؤخرا لدى استقبال الرئيس الأميركي دونالد ترامب له في البيت الأبيض.
تقول المصادر المطّلعة: «ما الذي يمنع إسقاط سيناريو غزة وفتح شهية نتنياهو نحو لبنان، علماً أنه يكرر باستمرار أن الاتفاق الذي أبرم كان على وقف إطلاق النار، وليس على إنهاء الحرب بين لبنان والكيان المحتل؛ وهذا ما تظهره الممارسات العدوانية المتكررة ضد لبنان والخرق اليومي لسيادته وبالتأكيد لم يكن آخرها موجة الغارات الجوية التي
حصلت قبل أيام على الجنوب والبقاع حاصدة عشرات الضحايا بين شهيد وجريح».
وفي هذا الإطار، يرى المتابعون أن التخبط الذي يصيب عملية تطبيق القرار 1701 وآلية تنفيذه، يتناقض بين الرؤية اللبنانية والفخ الإسرائيلي الذي يحاول أن يجعل منه مقدمة لتطبيع لبنان وجرّه بقوة السلاح وتحت النار إلى مفاوضات تفضي الى تطبيع العلاقات، يكون الجانب الإسرائيلي الرابح فيها على حساب كل منجزات الدولة اللبنانية بعد عودة انتظام مؤسساتها من بوابة انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة. فهل من مخطط إسرائيلي لاستئناف الحرب على لبنان، وما يجري يأتي في إطار تحضير الأرضية واستجلاب الذرائع لذلك؟
من هنا تستبعد بعض المصادر المواكبة من «فتح الجبهة مجدداً بين لبنان والكيان الإسرائيلي»، مستندة إلى الوقائع المرتبطة بوضع «حزب الله» حيث لا يسمح له الآن بفتح جبهة إسناد، كما فعل في الثامن من تشرين الأول عام 2023.
كما أنه أي الحزب قد لا يكون قادراً على ضبط إيقاع المواجهة هذه المرة. ومن هنا قد يكون الاحتلال يوظف اعتداءاته على وقائع النتائج للحرب الأولى ويبني على نقاط الضعف دون الالتفات إلى ما يمكن أن يكون لدى «حزب الله» من معطيات، قد تأتي حسابات غلّتها، على عكس ما يرى الإسرائيلي، على «بيدر المواجهة من عناصر قوة مخفية».
مواضيع ذات صلة هل ستعود الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة؟ Lebanon 24 هل ستعود الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة؟