لماذا اضطر كابرانات الجزائر بشكل فجائي إلى تعجيل موعد إجراء الانتخابات الرئاسية؟
تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT
أخبارنا المغربية - عبدالاله بوسحابة
أثار القرار الفجائي للرئاسة الجزائرية، المتعلق بإجراء انتخابات سابقة لأوانها -أثار- جدلا واسعا في الأوساط الإقليمية، خاصة في الجارة الشرقية، التي يرى جل المتابعين للشأن السياسي بها، أن هذه الخطوة تمهد الطريق نحو ولاية ثانية للرئيس عبد المجيد تبون.
وارتباطا بما جرى ذكره، يرى ذات المهتمين أن تقديم الانتخابات الرئاسية بثلاثة أشهر عن موعدها المحدد في شهر دجنبر المقبل، جاء بقرار من نظام العسكر الحاكم الفعلي في الجارة الشرقية، بهدف امتصاص غضب الشارع الجزائري، سيما بعد انتشار أخبار تحدثت عن مشاكل عدة، قسمت أراء قادة الجيش بين مؤيد لولاية ثانية لـ"تبون" وبين رافض لها، الأمر عجل باتخاذ هذه القرار مخافة أن يتسبب هذا الخلاف في انبعاث الحراك الشعبي من الجديد، سيما في ظل تفاقم الوضع الاجتماعي والمعيشي لشريحة عريضة من الجزائريين.
في سياق متصل، يرى البعض الأخر من المهتمين أن نظام العسكر يراهن بقوة على انتزاع اعتذار رسمي من فرنسا على جرائم الابادة التي ارتكبتها إبان حربها على الجزائر، وعليه لا يمكنه أن يبعث رئيسا ولايته منتهية، في إشارة إلى زيارة "تبون" المرتقبة إلى فرنسا، والتي حددها قصر الإيليزي بين نهاية شهر شتنبر وبداية أكتوبر.
كما يرى بعض المحللين أن عسكر الجزائر لن يجد رئيسا بوفاء "تبون"، سيما بعد أن انخراطه في كل مخططات كابرانات الجارة الشرقية دون إبداء أي اعتراض أو احتجاج، وهو الطرح الذي ذهب إليه المعارض السياسي الجزائري "وليد كبير"، الذي أكد أن الطريق سالك أمام "تبون" نحو عهدة هي الثانية له على التوالي.
في ذات السياق، أكد "كبير" عبر تدوينة نشرها عبر صفحته الفيسبوكية قائلا: "أطمئن جماعة (يحيا عمي تبون) الي راهم مصدومين، وكل من يتمنى بقاءه، أن العهدة الثانية أصبحت الآن في حكم المؤكد"، مشيرا إلى أن: "قرار إجراء المهزلة.. عفوا الانتخابات الرئاسية بشكل مسبق لا يعني أنه سينسحب".
وتابع المعارض الجزائري حديثه قائلا: "قرار أمس الذي لم تقوى عصابة العسكر على تبريره، مرتبط فقط بمعاركها الدونكيشوتية مع وسائل التواصل الاجتماعي، فهي تتابع باهتمام مبالغ ما يثار عبر المنصات"، في إشارة منه كما قلنا إلى الغليان الذي يعيش على وقعه الشارع الجزائري بسبب سلسلة من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية..
كما شدد "وليد كبير" على أن "تبون"، لن يجد العسكر أفضل منه في الوقت الحالي ولن يغامروا بتزكية شخصية اخرى، وفق تعبيره، ما يعني ولاية جديدة لهذا الرئيس الذي تكبدت الجزائر في عهده سلسلة من الانكسارات والهزائم الدبلوماسية.
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
خبير سياسي: استمرار الحرب يمنع إجراء الانتخابات وزيلينسكي لا يتمسك بالسلطة
قال سعيد سلام، مدير مركز فيجين للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لا يزال رئيسًا لأوكرانيا رغم انتهاء ولايته الدستورية العام الماضي، مرجعًا ذلك إلى حالة الحرب والطوارئ التي تمر بها البلاد، والتي بموجبها يمنع الدستور الأوكراني إجراء أي انتخابات رئاسية أو برلمانية.
وأضاف سلام، خلال مداخلة عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن زيلينسكي وصل إلى الحكم بانتخابات ديمقراطية حصل فيها على 73% من أصوات الأوكرانيين، وكان من أبرز وعوده إنهاء الحرب مع روسيا التي بدأت منذ عام 2014 عقب احتلال موسكو شبه جزيرة القرم ودعمها للانفصاليين في منطقة دونباس.
وأوضح سلام أن زيلينسكي لم يكن سببًا في اندلاع الحرب الشاملة الحالية، بل إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو من بدأ الغزو الواسع لأوكرانيا عام 2022، مؤكدًا أن زيلينسكي رفض مغادرة بلاده حين عرضت عليه الولايات المتحدة ذلك، وفضّل البقاء للدفاع عن شعبه ووطنه.
وفيما يتعلق بانتقادات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي اعتبر استمرار الحرب يخدم بقاء زيلينسكي في الحكم، قال سلام إن "ترامب يثير الجدل دومًا كجزء من أسلوبه السياسي، وهو أمر يمكن فهمه من خلال كتابه (فن الصفقة)، حيث يعتمد إثارة الفوضى لإعادة ترتيب الأوضاع لصالحه الشخصي".
وحول إمكانية تخلي زيلينسكي عن الحكم، أكد سلام أن الرئيس الأوكراني صرح سابقًا بأنه مستعد لمغادرة السلطة فور تحقيق أهداف بلاده بالحصول على ضمانات أمنية دولية أو الانضمام إلى حلف الناتو لضمان عدم تعرض أوكرانيا لأي غزو روسي جديد.
واختتم سلام بالإشارة إلى أن هناك بالفعل أسماء مطروحة في الأوساط السياسية والدبلوماسية كبدائل محتملة لخلافة زيلينسكي، لكن الظروف الحالية تجعل من الصعب التفكير في أي انتقال للسلطة قبل نهاية الحرب وتوقيع اتفاق سلام دائم.