الثورة نت:
2024-11-14@03:48:22 GMT

فلسطين.. وأنظمة الارتهان العربي..!!

تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT

لم يعرف التاريخ العربي- منذ عهود موغلة- مرحلة انحطاط وارتهان وتبعية كما هو الحال اليوم الذي تواجه المقاومة وللشهر السادس عدواناً عالمياً، عدوان تجرد أصحابه من كل القيم والأخلاقيات الحضارية والإنسانية والعسكرية، فيما النظام الدولي تعرى وفقد كل علاقته بالقيم والأخلاقيات، وفي ظل فقدان النظام العربي الرسمي لهويته فقدت أيضا الجماهير العربية إنسانيتها وتجردت من مشاعرها وتبعت دين حكامها.

.
ستة أشهر من عدوان أممي يشن ضد قطاع غزة وضد الشعب العربي في فلسطين فيما المقاومة تقف وحيدة في المواجهة معتمدة على سواعد الأبطال وقدراتهم الذاتية دون غطاء من أي جهة عربية كانت أو إسلامية، إلا من اليمن التي بدورها تواجه العدوان والحصار وتعاني من شغف العيش ومن ظروف اقتصادية سيئة، ومع ذلك سجلت وتسجل اليمن موقفا لم يجرؤ أي نظام عربي على القيام وإن ببعض ما قامت به اليمن ومع ذلك يقابل موقف اليمن بإدانة من هذا الطرف العربي أو ذاك بل ومن بعض المرتهنين من أبناء اليمن الذين فقدوا البصر والبصيرة وغرتهم الدنيا وأنستهم قيمهم وهويتهم وأخلاقياتهم..
في غزة عدوان صهيوني عالمي لم يقف في نطاق الكيان المحتل بل اصطفت إلى جانب الصهيوني كل دول العالم الغربي بقيادة أمريكا، اصطفاف غربي أمريكي إلى جانب الصهاينة يقابله للأسف اصطفاف عربي سلبي اكتفت أطرافه بالتمنيات وتسول وقف العدوان فيما العدوان يتواصل ليلا ونهارا منذ ستة أشهر في حرب إبادة متفق عليها عالميا وبالتواطؤ مع الأنظمة العربية التي تتفرج على المجازر التي يتعرض لها الشعب العربي في فلسطين وهي عاجزة عن تقديم الدعم الإنساني العابر والعادي والذي يقدم لكل الشعوب المنكوبة في زمن الكوارث وهو الغذاء والدواء والمتطلبات الحياتية الأساسية التي كثيرا ما تسابقت الأنظمة العربية لتقديمها لحيوانات أوروبا وأمريكا، ولكن هذه الأنظمة عجزت عن إدخالها لقطاع غزة.
والحقيقة أن موقف الأنظمة العربية ليس عجزا بل خشية وخوف من أمريكا وحرصا على مصالحها وعلى بقائها في السلطة التي وصلت إليها بفضل أمريكا والصهاينة.. نعم كل الأنظمة العربية الصامتة والمتفرجة على ما يجري في فلسطين هي أنظمة مرتهنة صنعتها أمريكا وبريطانيا والغرب وهم من نصبوها كأنظمة حاكمة على بعض الأقطار العربية.. يحدث هذا في مرحلة تاريخية وحضارية تم فيها تدجين الشعوب العربية وإلهاءها بقضايا حياتية عبثية عابرة وتجذير ثقافة اللا انتماء لا للدين ولا للعروبة، حتى غدت الشعوب العربية تعيش حياة الاستلاب واللا مبالة ومنهمكة في حياة اللهو والعبث وكأنها أعجاز نخل خاوية لم يعد لديها شعور ولا مشاعر ولا أحاسيس، فبدت الشعوب الغربية والأمريكية أكثر إنسانية من الشعوب العربية والإسلامية، وينطبق على الشعوب العربية والإسلامية المقولة المأثورة (الناس على دين ملوكها)..؟!
سيدون التاريخ أن هذه المرحلة التي يواجه فيها أبطال غزة عدواناً عالمياً وحصاراً وحرب إبادة جماعية، هي أكثر مراحل التاريخ العربي والإسلامي انحطاطا وخيانة وعمالة وارتهاناً..!
سيلعن التاريخ في صفحاته زعامات المرحلة الحضارية المنحطة التي جعلت أبطال غزة والشعب العربي في فلسطين يواجهون عدواناً عالمياً وحشياً وهمجياً دون أن يتحركوا ودون أن يتمكنوا حتى من أن يخجلوا على أنفسهم وهم يتسولون قرارات وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية.
اليمن رغم كل ما يقال عن موقفها تظل الطرف الوحيد الذي لا يزال يختزل في مواقفه قيم وأخلاقيات العروبة والإسلام ويعمل بعقيدة دينية أمر بها الله سبحانه وتعالى وتخلى عنها عرب ومسلمون كثر، وبمعزل عن تفسيرات الأغبياء للموقف القومي والإسلامي الذي وقفته اليمن بقيادة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي _حفظه الله _رغم الظروف الداخلية المزرية التي تعيشها اليمن، إلا أن هذا الموقف جاء تعبيرا عن أصالة هوية اليمن وانتماءها العربي الإسلامي الذي يفسره البعض في سياق رؤى انتهازية ضيقة ويربطه بقضايا داخلية، وهو ليس كذلك بل موقف صنعاء جاء تعبيرا عن قناعة شعب وإرادته بكامل أطيافه وقناعته وشرائحه وطبقاته الاجتماعية من صعدة إلى المهرة ومن سقطرى حتى كمران، ولا يوجد مواطن يمني حر لديه تحفظ على الإجراءات التي أقدمت عليها صنعاء إلا طابور المرجفين المرتهنين.
أتذكر في بداية العدوان على غزة أن الرئيس الأمريكي قارن في إحدى تصريحاته حركة المقاومة الإسلامية في غزة (حماس) بدولة روسيا الاتحادية، واعتبرهما ( أعداء الديمقراطية)؟!
هذه المقارنة رغم عدم منطقيتها إلا أنها تعكس وحشية العقيدة الصهيونية الإمبريالية ورغبتهم في سحق كل من يعارض ثقافتهم الاستعمارية أو يتحدى مخططاتهم الاستعمارية، فجاءت مواقف اليمن لتعطي بعدا آخر للصراع وتصبح صنعاء بالتالي وفق المفهوم الأمريكي عقدة الصراع، وان كانت روسيا في أوكرانيا والصين تقف خلفها وفق المفهوم الأمريكي فإن المقاومة في فلسطين تقف خلفها صنعاء التي حلت هنا وفق المفهوم الأمريكي محل الصين في حرب أوكرانيا.. وهذا شرف لليمن وقائدها وقيادتها وشعبها وإهانة لكل أنظمة الارتهان العربي التي ترتقي بأدوارها إلى مصاف الشريك المتآمر والمتواطئ مع العدوان الصهيوني الإمبريالي على الشعب العربي المسلم في فلسطين الذي ضرب أروع الأمثلة في البطولة والصمود والتحدي والثبات إلى درجة أن هذا الصمود الأسطوري للمقاومة في فلسطين يرتقي إلى مستوى بطولات العرب والمسلمين في معركة (عين جالوت) التي لم يصنعها الأمراء العرب بل صنعها أبطال تشبعوا بقيم العروبة والإسلام أمثال (نور الدين قطز، والظاهر بيبرس) المنحدرين من شريحة (المماليك)..؟!

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: الأنظمة العربیة الشعوب العربیة فی فلسطین

إقرأ أيضاً:

شرطة أبوظبي تشارك في مهرجان “بينك بولو “

شاركت شرطة أبوظبي في فعاليات النسخة الـ 15 لمهرجان “بينك بولو” التوعوي الخيري، PINK POLO CUP الذي نظمه نادي غنتوت و تضمن العديد من الفقرات الاحتفالية الجماهيرية بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين.

وعززت مديرية المرور والدوريات الأمنية الوعي بأهمية القيادة الآمنة على الطرق والالتزام بقوانين وأنظمة المرور مؤكدة الحرص على المشاركة في مختلف الفعاليات بالتعاون مع الشركاء الرئيسيين وذلك تطبيقاً لأولويتها الاستراتيجية وهي أمن الطرق إلى جانب الاستباقية في تقديم الخدمات بأساليب مبتكرة وإسعاد المجتمع.

واطلع الجمهور على أهداف دورية السعادة في تعزيز الإيجابية والحث على الالتزام بقوانين وأنظمة المرور ، وشاركت الأسر مع أطفالها في مرسم الأطفال للتوعية المرورية ونظمت المديرية ورش ومسابقات توعية مرورية على مسرح الفعالية تضمنت توزيع الهدايا على الجمهور .

وتجولت فرقة موسيقى شرطة أبوظبي بإدارة المراسم والعلاقات العامة وسط الأسر والأطفال في المهرجان مع عزف باقة من أجمل مقطوعاتها الموسيقية المعبرة وقدمت إدارة التفتيش الامني K9 أدائها المتميز بعروض مبهرة من الكلاب البوليسية .

وشاركت أمان بالتعريف بخدماتها ‎وجهودها على مدار الساعة في تعزيز الوقاية من الجريمة واكتشافها عبر تمرير المعلومات بسرية تامة، عن طريق قنوات التواصل المتاحة، كالرقم المجاني 8002626 (AMAN2626)، أو بواسطة الرسائل النصية (2828)، أو عبر البريد الإلكتروني (aman@adpolice.gov.ae)، أو من خلال التطبيق الذكي للقيادة العامة لشرطة أبوظبي.


مقالات مشابهة

  • فلسطين ترحب بالإجماع العربي الإسلامي وقرارات قمة الرياض
  • علماء يكشفون عن الجينات التي فاقمت كارثة الكوليرا في اليمن
  • عطوان: استهداف اليمن لحاملة الطائرات الأمريكية “أبراهام” إنجاز يرفع الرأس ويُخلّد في التاريخ
  • شرطة أبوظبي تشارك في مهرجان “بينك بولو “
  • هل من جديد في القمم العربية الإسلامية داخل ابراجهم العاجية ؟! اسالوا الشعوب عربا ومسلمين ياتوك بالخبر اليقين !!..
  • الحوثي ينتقد قمة الرياض ويطالب الأنظمة العربية بإجراءات حاسمة ضد الكيان الصهيوني
  • الرئيس السيسي يدعو للسلام والعدالة أمام القمة العربية الإسلامية في الرياض: “فرصة لإنقاذ المنطقة وبناء مستقبل مشرق”
  • قمة الشعوب العربية تدعو قادة الأمة إلى الضغط لوقف حرب غزة
  • إعلام العدو: صاروخ باليستي أطلق من اليمن نحو وسط فلسطين
  • العراق يدعو تركيا لاعادة اعمار الموصل