الثورة نت:
2024-12-27@10:25:03 GMT

فلسطين.. وأنظمة الارتهان العربي..!!

تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT

لم يعرف التاريخ العربي- منذ عهود موغلة- مرحلة انحطاط وارتهان وتبعية كما هو الحال اليوم الذي تواجه المقاومة وللشهر السادس عدواناً عالمياً، عدوان تجرد أصحابه من كل القيم والأخلاقيات الحضارية والإنسانية والعسكرية، فيما النظام الدولي تعرى وفقد كل علاقته بالقيم والأخلاقيات، وفي ظل فقدان النظام العربي الرسمي لهويته فقدت أيضا الجماهير العربية إنسانيتها وتجردت من مشاعرها وتبعت دين حكامها.

.
ستة أشهر من عدوان أممي يشن ضد قطاع غزة وضد الشعب العربي في فلسطين فيما المقاومة تقف وحيدة في المواجهة معتمدة على سواعد الأبطال وقدراتهم الذاتية دون غطاء من أي جهة عربية كانت أو إسلامية، إلا من اليمن التي بدورها تواجه العدوان والحصار وتعاني من شغف العيش ومن ظروف اقتصادية سيئة، ومع ذلك سجلت وتسجل اليمن موقفا لم يجرؤ أي نظام عربي على القيام وإن ببعض ما قامت به اليمن ومع ذلك يقابل موقف اليمن بإدانة من هذا الطرف العربي أو ذاك بل ومن بعض المرتهنين من أبناء اليمن الذين فقدوا البصر والبصيرة وغرتهم الدنيا وأنستهم قيمهم وهويتهم وأخلاقياتهم..
في غزة عدوان صهيوني عالمي لم يقف في نطاق الكيان المحتل بل اصطفت إلى جانب الصهيوني كل دول العالم الغربي بقيادة أمريكا، اصطفاف غربي أمريكي إلى جانب الصهاينة يقابله للأسف اصطفاف عربي سلبي اكتفت أطرافه بالتمنيات وتسول وقف العدوان فيما العدوان يتواصل ليلا ونهارا منذ ستة أشهر في حرب إبادة متفق عليها عالميا وبالتواطؤ مع الأنظمة العربية التي تتفرج على المجازر التي يتعرض لها الشعب العربي في فلسطين وهي عاجزة عن تقديم الدعم الإنساني العابر والعادي والذي يقدم لكل الشعوب المنكوبة في زمن الكوارث وهو الغذاء والدواء والمتطلبات الحياتية الأساسية التي كثيرا ما تسابقت الأنظمة العربية لتقديمها لحيوانات أوروبا وأمريكا، ولكن هذه الأنظمة عجزت عن إدخالها لقطاع غزة.
والحقيقة أن موقف الأنظمة العربية ليس عجزا بل خشية وخوف من أمريكا وحرصا على مصالحها وعلى بقائها في السلطة التي وصلت إليها بفضل أمريكا والصهاينة.. نعم كل الأنظمة العربية الصامتة والمتفرجة على ما يجري في فلسطين هي أنظمة مرتهنة صنعتها أمريكا وبريطانيا والغرب وهم من نصبوها كأنظمة حاكمة على بعض الأقطار العربية.. يحدث هذا في مرحلة تاريخية وحضارية تم فيها تدجين الشعوب العربية وإلهاءها بقضايا حياتية عبثية عابرة وتجذير ثقافة اللا انتماء لا للدين ولا للعروبة، حتى غدت الشعوب العربية تعيش حياة الاستلاب واللا مبالة ومنهمكة في حياة اللهو والعبث وكأنها أعجاز نخل خاوية لم يعد لديها شعور ولا مشاعر ولا أحاسيس، فبدت الشعوب الغربية والأمريكية أكثر إنسانية من الشعوب العربية والإسلامية، وينطبق على الشعوب العربية والإسلامية المقولة المأثورة (الناس على دين ملوكها)..؟!
سيدون التاريخ أن هذه المرحلة التي يواجه فيها أبطال غزة عدواناً عالمياً وحصاراً وحرب إبادة جماعية، هي أكثر مراحل التاريخ العربي والإسلامي انحطاطا وخيانة وعمالة وارتهاناً..!
سيلعن التاريخ في صفحاته زعامات المرحلة الحضارية المنحطة التي جعلت أبطال غزة والشعب العربي في فلسطين يواجهون عدواناً عالمياً وحشياً وهمجياً دون أن يتحركوا ودون أن يتمكنوا حتى من أن يخجلوا على أنفسهم وهم يتسولون قرارات وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية.
اليمن رغم كل ما يقال عن موقفها تظل الطرف الوحيد الذي لا يزال يختزل في مواقفه قيم وأخلاقيات العروبة والإسلام ويعمل بعقيدة دينية أمر بها الله سبحانه وتعالى وتخلى عنها عرب ومسلمون كثر، وبمعزل عن تفسيرات الأغبياء للموقف القومي والإسلامي الذي وقفته اليمن بقيادة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي _حفظه الله _رغم الظروف الداخلية المزرية التي تعيشها اليمن، إلا أن هذا الموقف جاء تعبيرا عن أصالة هوية اليمن وانتماءها العربي الإسلامي الذي يفسره البعض في سياق رؤى انتهازية ضيقة ويربطه بقضايا داخلية، وهو ليس كذلك بل موقف صنعاء جاء تعبيرا عن قناعة شعب وإرادته بكامل أطيافه وقناعته وشرائحه وطبقاته الاجتماعية من صعدة إلى المهرة ومن سقطرى حتى كمران، ولا يوجد مواطن يمني حر لديه تحفظ على الإجراءات التي أقدمت عليها صنعاء إلا طابور المرجفين المرتهنين.
أتذكر في بداية العدوان على غزة أن الرئيس الأمريكي قارن في إحدى تصريحاته حركة المقاومة الإسلامية في غزة (حماس) بدولة روسيا الاتحادية، واعتبرهما ( أعداء الديمقراطية)؟!
هذه المقارنة رغم عدم منطقيتها إلا أنها تعكس وحشية العقيدة الصهيونية الإمبريالية ورغبتهم في سحق كل من يعارض ثقافتهم الاستعمارية أو يتحدى مخططاتهم الاستعمارية، فجاءت مواقف اليمن لتعطي بعدا آخر للصراع وتصبح صنعاء بالتالي وفق المفهوم الأمريكي عقدة الصراع، وان كانت روسيا في أوكرانيا والصين تقف خلفها وفق المفهوم الأمريكي فإن المقاومة في فلسطين تقف خلفها صنعاء التي حلت هنا وفق المفهوم الأمريكي محل الصين في حرب أوكرانيا.. وهذا شرف لليمن وقائدها وقيادتها وشعبها وإهانة لكل أنظمة الارتهان العربي التي ترتقي بأدوارها إلى مصاف الشريك المتآمر والمتواطئ مع العدوان الصهيوني الإمبريالي على الشعب العربي المسلم في فلسطين الذي ضرب أروع الأمثلة في البطولة والصمود والتحدي والثبات إلى درجة أن هذا الصمود الأسطوري للمقاومة في فلسطين يرتقي إلى مستوى بطولات العرب والمسلمين في معركة (عين جالوت) التي لم يصنعها الأمراء العرب بل صنعها أبطال تشبعوا بقيم العروبة والإسلام أمثال (نور الدين قطز، والظاهر بيبرس) المنحدرين من شريحة (المماليك)..؟!

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: الأنظمة العربیة الشعوب العربیة فی فلسطین

إقرأ أيضاً:

تحليل عبري: هل تحارب إسرائيل الحوثيين أم دولة اليمن.. وما الصعوبات التي تواجه السعودية والإمارات؟ (ترجمة خاصة)

قالت صحيفة عبرية إنه مع تراجع الصراعات مع حماس وحزب الله تدريجيا، تتجه إسرائيل الآن إلى التعامل مع الهجمات المستمرة من الحوثيين في اليمن.

 

وذكرت صحيفة "جيرزواليم بوست" في تحليل لها ترجمه للعربية "الموقع بوست" إنه مع تدهور حزب الله بشكل كبير، وإضعاف حماس إلى حد كبير، وقطع رأس سوريا، يتصارع القادة الإسرائيليون الآن مع الحوثيين، الذين يواصلون إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار على إسرائيل.

 

وأورد التحليل الإسرائيلي عدة مسارات لردع الحوثيين في اليمن.

 

وقال "قد تكون إحدى الطرق هي تكثيف الهجمات على أصولهم، كما فعلت إسرائيل بالفعل في عدة مناسبات، وقد يكون المسار الآخر هو ضرب إيران، الراعية لهذا الكيان الإرهابي الشيعي المتعصب. والمسار الثالث هو بناء تحالف عالمي - بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة - لمواجهتهم، لأن الحوثيين الذين يستهدفون الشحن في البحر الأحمر منذ السابع من أكتوبر لا يشكل تهديدًا لإسرائيل فحسب، بل للعالم أيضًا.

 

وأضاف "لا توجد رصاصة فضية واحدة يمكنها أن تنهي تهديد الحوثيين، الذين أظهروا قدرة عالية على تحمل الألم وأثبتوا قدرتهم على الصمود منذ ظهورهم على الساحة كلاعب رئيسي في منتصف العقد الماضي ومنذ استيلائهم على جزء كبير من اليمن".

 

وأكد التحليل أن ردع الحوثيين يتطلب نهجًا متعدد الجوانب.

 

وأوضح وزير الخارجية جدعون ساعر يوم الثلاثاء أن أحد الجوانب هو جعل المزيد من الدول في العالم تعترف بالحوثيين كمنظمة إرهابية دولية.

 

دولة، وليس قطاعاً غير حكومي

 

وحسب التحليل فإن خطوة ساعر مثيرة للاهتمام، بالنظر إلى وجود مدرسة فكرية أخرى فيما يتعلق بكيفية التعامل مع الحوثيين، وهي مدرسة يدعو إليها رئيس مجلس الأمن القومي السابق جيورا إيلاند: التعامل معهم كدولة، وليس كجهة فاعلة غير حكومية.

 

وقال إيلاند في مقابلة على كان بيت إن إسرائيل يجب أن تقول إنها في حالة حرب مع دولة اليمن، وليس "مجرد" منظمة إرهابية. ووفقاً لإيلاند، على الرغم من أن الحوثيين لا يسيطرون على كل اليمن، إلا أنهم يسيطرون على جزء كبير منه، بما في ذلك العاصمة صنعاء والميناء الرئيسي للبلاد، لاعتباره دولة اليمن.

 

"ولكن لماذا تهم الدلالات هنا؟ لأن شن الحرب ضد منظمة إرهابية أو جهات فاعلة غير حكومية يعني أن الدولة محدودة في أهدافها. ولكن شن الحرب ضد دولة من شأنه أن يسمح لإسرائيل باستدعاء قوانين الحرب التقليدية، الأمر الذي قد يضفي الشرعية على الإجراءات العسكرية الأوسع نطاقا مثل الحصار أو الضربات على البنية الأساسية للدولة، بدلا من تدابير مكافحة الإرهاب المحدودة"، وفق التحليل.

 

وتابع "ومن شأن هذا الإطار أن يؤثر على الاستراتيجية العسكرية للبلاد من خلال التحول من عمليات مكافحة الإرهاب إلى حرب أوسع نطاقا على مستوى الدولة، بما في ذلك مهاجمة سلاسل الإمداد في اليمن".

 

ويرى التحليل أن هذه الإجراءات تهدف إلى تدهور قدرات اليمن على مستوى الدولة بدلاً من التركيز فقط على قيادة الحوثيين - وهو ما لم تفعله إسرائيل بعد - أو أنظمة الأسلحة الخاصة بها. ومع ذلك، هناك خطر متضمن: تصعيد الصراع وجذب لاعبين آخرين - مثل إيران. وهذا ما يجعل اختيار صياغة القرار مهمًا.

 

وأشار إلى أن هناك أيضًا آثار إقليمية عميقة. إن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية من شأنه أن يناسب مصالح دول الخليج مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، التي تنظر إلى الحوثيين باعتبارهم تهديدًا مباشرًا والتي قاتلتهم بنفسها.

 

إعلان الحرب على اليمن يعقد الأمور

 

أكد أن إعلان الحرب على اليمن من شأنه أن يعقد الأمور، حيث من المرجح أن تجد الإمارات العربية المتحدة والسعوديون صعوبة أكبر في دعم حرب صريحة ضد دولة عربية مجاورة.

 

وقال إن الحرب ضد منظمة إرهابية تغذيها أيديولوجية شيعية متطرفة ومدعومة من إيران شيء واحد، ولكن محاربة دولة عربية ذات سيادة سيكون شيئًا مختلفًا تمامًا.

 

وطبقا للتحليل فإن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية يتماشى مع الرواية الإسرائيلية الأوسع لمكافحة وكلاء إيران، ومن المرجح أن يتردد صداها لدى الجماهير الدولية الأكثر انسجاما مع التهديد العالمي الذي يشكله الإرهاب. ومع ذلك، فإن تصنيفهم كدولة يخاطر بتنفير الحلفاء الذين يترددون في الانجرار إلى حرب مع اليمن.

 

بالإضافة إلى ذلك حسب التحليل فإن القول بأن هذه حرب ضد منظمة إرهابية من الممكن أن يعزز موقف الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا في حربها ضد الحوثيين، في حين أن القول بأنها حرب ضد اليمن من الممكن أن يضفي الشرعية عن غير قصد على سيطرة الحوثيين على أجزاء أكبر من اليمن.

 

وأكد أن ترقية الحوثيين من جماعة إرهابية إلى دولة اليمن من الممكن أن يمنحهم المزيد من السلطة في مفاوضات السلام والمنتديات الدولية. كما يمكن أن يؤدي ذلك إلى إقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع دول أخرى، وتغيير طبيعة التعامل الدولي مع اليمن.

 

يضيف "قد يؤدي هذا الاعتراف إلى تقويض سلطة الحكومة المعترف بها دوليا في العاصمة المؤقتة عدن ومنح الحوثيين المزيد من النفوذ في مفاوضات السلام لإنهاء الحرب الأهلية في اليمن بشكل دائم".

 

ولفت إلى أن هناك إيجابيات وسلبيات في تأطير معركة إسرائيل على أنها ضد الحوثيين على وجه التحديد أو ضد دولة الأمر الواقع في اليمن.

 

وتشير توجيهات ساعر للدبلوماسيين الإسرائيليين في أوروبا بالضغط على الدول المضيفة لتصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية إلى أن القدس اتخذت قرارها.

 

وخلص التحليل إلى القول إن هذا القرار هو أكثر من مجرد مسألة دلالية؛ فهو حساب استراتيجي له آثار عسكرية ودبلوماسية وإقليمية كبيرة.

 


مقالات مشابهة

  • اليمن يحصد المركز الأول في جائزة الشارقة للإبداع العربي
  • اليمن يعتدي على إسرائيل
  • زعيم الحوثيين: أمريكا وإسرائيل تسعيان لتوريط الأوروبيين وأنظمة عربية للعدوان على اليمن
  • تحليل عبري: هل تحارب إسرائيل الحوثيين أم دولة اليمن.. وما الصعوبات التي تواجه السعودية والإمارات؟ (ترجمة خاصة)
  • منتخب السعودية يقتنص فوز مثير أمام اليمن في كأس الخليج العربي 26
  • الجبهة الشعبية: اليمن أصبح ركيزة أساسية في إسناد فلسطين
  • مجلس النواب يناشد البرلمانات العربية والإسلامية سرعة التحرك لإنقاذ شعب فلسطين
  • تشكيل السعودية الرسمي أمام اليمن في كأس الخليج العربي 26
  • مجلس الشباب العربي للتغير المناخي يطلق تقرير “تمكين أصوات الشباب في سياسة المناخ العربية”
  • وزير الصحة يبحث مع البرنامج السعودي المشاريع التي يمولها وينفذها في اليمن