تنظيم الدولة يتبنى هجوم موسكو وسط إدانات دولية ونفي أوكراني بالضلوع فيه
تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT
أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجوم الذي استهدف الجمعة قاعة للحفلات في موسكو وأسفر عن مقتل 62 شخصا، في حين توالت الإدانات الدولية والعربية لهذا الهجوم، بينما أكدت أوكرانيا أنه لا علاقة لها به.
وقال تنظيم الدولة في بيان نشره على تليغرام إن مقاتليه "هاجموا تجمعا كبيرا في ضواحي العاصمة الروسية موسكو"، وأضاف أن المقاتلين "انسحبوا إلى قواعدهم بسلام".
وقالت السلطات الروسية إن مسلحين فتحوا النار خلال حفل لموسيقى الروك في قاعة "كروكس سيتي" للحفلات الموسيقية قرب موسكو، فقتلوا ما لا يقل عن 62 شخصا وأصابوا 105 آخرين وأشعلوا حريقا في القاعة.
وأعلن الحرس الوطني الروسي أنه موجود في مكان الحادث ويبحث عن الجناة.
ودخل المهاجمون المبنى وهم يرتدون زيا مموها، وفتحوا النار وألقوا قنبلة يدوية أو قنبلة حارقة، وفق ما أفاد صحفي في وكالة ريا نوفوستي للأنباء في مكان الواقعة.
وذكرت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء أن الحريق الذي اندلع في قاعة الحفلات يمتد لمساحة 12 ألفا و900 متر مربع، مشيرة إلى أنه لم تتم السيطرة عليه حتى الآن.
وفتحت السلطات "تحقيقا جنائيا في عمل إرهابي"، فيما يتلقى الرئيس فلاديمير بوتين تحديثات "مستمرة" وفق ما أفاد المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف لوكالات الأنباء الروسية.
على الصعيد الدولي، أعربت الأمم المتحدة عن حزنها إزاء هذا الهجوم، وقال نائب متحدث الأمم المتحدة فرحان حق، أمس الجمعة، إنه سيتم إصدار بيان بشأن الحادثة.
ووصفت إيطاليا هذا الهجوم بــ"العمل الإرهابي الشنيع"، في حين أعربت إسبانيا عن "صدمتها" وأكدت تضامنها مع الضحايا، كما دانت تركيا الهجوم وقدمت تعازيها لروسيا شعبا وحكومة، ومن جهتها استنكرت الولايات المتحدة الحادثة واعتبرت أنها "هجوم مسلح مروع"، أما فرنسا فأعلنت تعاطفها مع ضحايا الحادث "المروع" وقالت إنه "ينبغي تسليط الضوء على هذه الأعمال الشنيعة".
على الصعيد العربي، دانت كل من مصر والسعودية والأردن وقطر والإمارات والبحرين وفلسطين هذا الهجوم وأعربت عن تعازيها لحكومة وشعب روسيا، مع تأكيد رفضها التام واستنكارها لكافة أشكال العنف والإرهاب.
وفور إعلان الهجوم بدأت الشكوك تحوم حول علاقة أوكرانيا به، وبهذا الصدد أكد الرئيس الروسي السابق ونائب رئيس مجلس الأمن القومي ديمتري ميدفيديف الجمعة أن بلاده "ستقضي على" القادة الأوكرانيين إذا تبين أنهم مسؤولون عن الهجوم الدامي على قاعة للحفلات الموسيقية في ضواحي موسكو أمس الجمعة.
وقال ميدفيديف عبر تليغرام "إذا ثبت أنهم إرهابيون تابعون لنظام كييف.. فيجب العثور عليهم جميعا والقضاء عليهم بلا رحمة باعتبارهم إرهابيين، بما في ذلك قادة الدولة التي ارتكبت هذا العمل الفظيع".
لكن أوكرانيا من جهتها سارعت إلى إعلان أنه لا علاقة لها بالهجوم، وقال مستشار مكتب الرئاسة الأوكرانية ميخائيل بودولياك، في بيان عبر تطبيق تليغرام، إن أوكرانيا "ليس لها أي علاقة" بالهجوم.
وأضاف أن "هذه الأحداث تحمل علامات الإرهاب الذي تمارسه قيادة الدولة العدوانية (روسيا) ضد شعبها"، مؤكدا أن "أوكرانيا، عكس الاتحاد الروسي، لم تستخدم أبدا أساليب الحرب الإرهابية، أو الإرهاب في حد ذاته".
في المقابل، اتهمت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية الجمعة الأجهزة الخاصة الروسية بالتخطيط للهجوم على قاعة الحفلات بموسكو.
وقال الجهاز عبر تليغرام إن "الهجوم الإرهابي في موسكو كان استفزازا مخططا ومتعمدا من الأجهزة الخاصة الروسية بناء على أوامر بوتين"، معتبرا أن الهجوم "يجب أن يُفهم على أنه تهديد من بوتين لإثارة التصعيد وتوسيع الحرب".
كما نفى مستشار اتصالات الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي وجود أي "مؤشرات على تورط أوكرانيا" بالهجوم، وقال في تصريحات أدلى بها الجمعة إنه من السابق لأوانه إجراء أي تقييم، لكن "لا يوجد حاليا أي مؤشر على تورط أوكرانيا أو الأوكرانيين في هذا الهجوم، حيث الأخبار لا تزال جديدة للغاية".
على صعيد آخر، قال الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، إن الولايات المتحدة وبريطانيا كانتا على علم مسبق بالهجوم المسلح على قاعة الحفلات بموسكو.
وأضاف خلال مشاركته في برنامج تلفزيوني محلي أمس الجمعة "هذا شيء قلناه مرات عديدة، لكن قلة قليلة من الناس يريدون سماعه، وقليل جدا من الناس يريدون تصديقه، وقليل جدا من الناس يفكرون في النظر إلى الحقائق".
وتابع أن "السفارة الأميركية بموسكو دعت مواطنيها في 7 مارس/ آذار (الجاري) إلى عدم الذهاب لمراكز التسوق، وفعل البريطانيون وغيرهم الشيء نفسه".
وأردف أن "هذا يعني أن أجهزتهم الاستخبارية الخاصة كانت تستمع إلى بعض المحادثات، وتحصل على معلومات، وكانوا يعلمون أن هذا سيحدث".
لكن مسؤولا أميركيا قال أمس الجمعة إن الولايات المتحدة حذرت روسيا في الأسابيع القليلة الماضية من احتمال وقوع هجوم على أراضيها.
وأضاف أن الولايات المتحدة لديها معلومات تؤكد ما أعلنه تنظيم الدولة عن مسؤوليته عن الهجوم على حفل موسيقي قرب موسكو.
دعوة لانعقاد مجلس الأمنوفي إطار متصل، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أمس الجمعة، أن موسكو ستدعو مجلس الأمن الدولي لعقد اجتماع بشأن هذا الهجوم. وقال سفير المهام الخاصة بالوزارة روديون ميروشنيك، في تصريحات لقناة "روسيا-24″، إن الدبلوماسيين الروس سيطرحون قضية الهجوم في اجتماع مجلس الأمن الدولي.
وأوضح أن الدبلوماسيين الروس سيطلبون من مجلس الأمن الدولي أن يجتمع قريبا بشأن هذه القضية "حتى تتمكن الأغلبية العالمية في أكبر منظمة دولية من إدانة هذه الأعمال".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات الولایات المتحدة تنظیم الدولة قاعة الحفلات هذا الهجوم أمس الجمعة مجلس الأمن على قاعة
إقرأ أيضاً:
مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي يعترف: تلقينا تحذير من هجوم حماس ليلة 7 أكتوبر لكن نتنياهو ظل نائما
#سواليف
أقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن أمانته العسكرية تلقت ليلة 7 أكتوبر معلومات حول استعداد حماس تنفيذ هجوم، وهو ما يناقض مزاعم سابقة بأن مكتبه لم يتلق أي تحذيرات مسبقة.
ويعد هذا البيان اعتراف هو الأول من نوعه، وجاء في بيان صادر عن مكتب نتنياهو مساء السبت، أن “ضابط الاستخبارات في السكرتارية العسكرية لرئيس الوزراء تلقى في تلك الليلة رسالة تحتوي على عدة إشارات دالة، إلى جانب تأكيد بأن حماس تتصرف كالمعتاد، وأن قائد المنطقة الجنوبية سيعقد مناقشة حول الأمر في صباح اليوم التالي فقط”.
وأوضح البيان أن الرسالة نقلت حرفيا إلى السكرتير العسكري، لكن “نظرا لعدم اعتبار الأمر عاجلا، اختار الضابط عدم إيقاظ رئيس الوزراء”.
مقالات ذات صلةيتناقض هذا الاعتراف مع الموقف الرسمي السابق لمكتب رئيس الوزراء، حيث زعم لفترة طويلة أن أي معلومات استخباراتية متعلقة بهجوم محتمل لم تصل إلى المكتب بأي شكل خلال الساعات الأربع والعشرين التي سبقت الهجوم.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، كشف الصحفي رونين بيرجمان في تقارير أن العقيد (س)، وهو ضابط استخبارات بارز في مكتب نتنياهو، تلقى تحذيرات عبر اتصالات مشفرة ومكالمات هاتفية من مركز عمليات مديرية الاستخبارات، لكنه لم ينقلها إلى رئيس الوزراء. ولم ينف مكتب نتنياهو صحة هذه التقارير آنذاك.
وكشف تحقيق أجراه جيش الدفاع الإسرائيلي أن تقييما للوضع أعده قائد المنطقة الجنوبية اللواء يارون فينكلمان، بالتنسيق مع رئيس الأركان هرتسي هاليفي ورئيس قسم العمليات عوديد بيوك، قد تم إرساله إلى الهواتف العملياتية للأمناء العسكريين لرئيس الوزراء ووزير الدفاع آنذاك، يواف غالانت.
لكن وفقا للتحقيق، لم يستيقظ نتنياهو أو غالانت من النوم، ولم يتأكد أحد في الجيش من وصول تقييم الوضع إليهما أو قراءته. وعند الاستفسار من الجيش حول البروتوكول المتبع في مثل هذه الحالات، لم يقدم أي رد بشأن ما إذا كان يتوجب التأكد من أن السكرتيرين العسكريين قد تلقوا المعلومات واطلعوا عليها.
كما كشف التحقيق أن الاستخبارات العسكرية والقيادة الجنوبية تلقت خلال تلك الليلة خمس إشارات واضحة على هجوم وشيك، شملت تفعيل عشرات بطاقات الهواتف المحمولة في غزة، ورصد تحركات مشبوهة في منظومة الصواريخ التابعة لحماس، وعلامات أخرى غير واضحة.
في سياق متصل، شن يائير نتنياهو، نجل رئيس الوزراء، هجومًا حادًا على قيادات المؤسسة الأمنية، متهمًا إياهم بعدم إيقاظ والده ليلة الهجوم.
وكتب على منصة “إكس”: “كان بإمكانهم الوصول إلى رئيس الوزراء مباشرة في أي وقت عبر هاتفه المحمول، والهاتف الأحمر بجانب سريره، والخط الأرضي في منزله. لو فعلوا ذلك، لما تعرض أي مدني أو جندي للقتل أو الاختطاف”.
ونشر الجيش الإسرائيلي تحقيقا حول هجوم “طوفان الأقصى”، الذي نفذته كتائب القسام وفصائل فلسطينية في 7 أكتوبر، كاشفا عن إخفاقات أمنية واستخباراتية سبقت الهجوم وفي أثنائه.