الجديد برس:

صرح المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، الجمعة، بأن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا تحولت إلى حرب بعدما أصبح الغرب طرفاً في الصراع.

وفي حوار مع موقع “أرغومينتي إي فاكتي” الروسي، أوضح بيسكوف أنه “عندما أصبح الغرب الجماعي مشاركاً في الصراع إلى جانب أوكرانيا، فإن الأمر تحول إلى حرب بالفعل بالنسبة إلينا”، مؤكداً أن “روسيا في حالة حرب، وعلى الجميع فهم ذلك من أجل التعبئة الذاتية الداخلية”.

وبيّن، في هذا الإطار، أن “الوضع القانوني للعملية العسكرية الخاصة لم يتغير، حيث إنها بحكم القانون عملية خاصة، ولكن بحكم الأمر الواقع، وبعد دخول الغرب الجماعي فيها، وزاد من مستوى انخراطه بها بشكل مباشر، فإنها أصبحت حرباً بالنسبة لروسيا”.

إلى ذلك، شدّد بيسكوف على أن روسيا “ستواصل العمل بالطريقة التي تمنع الإمكانات العسكرية لأوكرانيا من تهديد أمن مواطنيها وأراضيها”.

كما شدّد على أن روسيا “لا يمكن أن تسمح بوجود دولة على حدودها، لديها النية في استخدام شتى الطرق للاستيلاء على شبه جزيرة القرم، وعلى أراضي الأقاليم الجديدة المنضمة إليها”.

وأوضح، في هذا السياق، أن “الشيء الرئيسي بالنسبة إلى روسيا هو حماية المواطنين على الأراضي التي يحتلها نظام كييف بحكم الأمر الواقع، وتحريرها أيضاً”.

وكان وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي قد كشف أن مجموعة من دول “الناتو” أرسلت بالفعل قواتها العسكرية إلى أوكرانيا، وأن جنود “الناتو” موجودون فيها، قائلاً إنه “لن يكشف الدول التي أرسلت قواتها العسكرية إلى هناك”.

وأيضاً، كشف رئيس أركان القوات المسلحة الفرنسية، الجنرال تييري بوركهارد، الخميس، أن “الدعم الغربي لأوكرانيا قد يتجاوز مجرد تسليم الأسلحة”.

وجاء موقف الجنرال بوركهارد بعد تصريحات مثيرة للجدل للرئيس إيمانويل ماكرون في 27 فبراير الماضي، قال فيها إن القادة الأوروبيين ناقشوا إمكان إرسال قوات عسكرية برية إلى أوكرانيا.

وفي السياق ذاته، كشفت رئيسة تحرير شبكة “RT” الروسية، مارغريتا سيمونيان، في وقتٍ سابق، عن تسجيل صوتي يتضمن محادثة جرت في 19 فبراير الماضي بين ضباط ألمان لبحث كيفية ضرب جسر القرم في روسيا عبر مضيق كيرتش في البحر الأسود، فيما رفضت وزارة الدفاع الألمانية التعليق على تسجيل.

وتعليقاً على ذلك، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إنه “لم يعد في إمكان الغربيين إخفاء أمر وجود عسكريين من الناتو في أوكرانيا بعد الآن”.

المصدر: الجديد برس

إقرأ أيضاً:

«تايم»: التصعيد الروسي ضد الغرب.. هل نحن على حافة حرب نووية؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يشعر العالم بالقلق المتزايد من احتمالية اندلاع حرب نووية مع تصاعد التوتر بين روسيا والغرب، وهنا يسلط الكاتب جورج بيب، مدير سابق لتحليل الشئون الروسية فى وكالة الاستخبارات المركزية، الضوء على المخاطر المتزايدة فى مقال له فى مجلة "تايم".

ويشير الكاتب إلى أن الولايات المتحدة، على الرغم من التحذيرات والتهديدات الروسية، قدمت لأوكرانيا أسلحة متطورة دون مواجهة رد فعل كبير من موسكو، إلا أن هذا الوضع قد يتغير قريبًا.

حيث يرى بعض الخبراء فى واشنطن أن فوائد تقديم مزيد من المساعدة لأوكرانيا تفوق المخاطر المحتملة، ويشمل ذلك القرار الأخير بإعطاء الضوء الأخضر لأوكرانيا لاستخدام الأسلحة الأمريكية لشن هجمات على الأراضى الروسية.

ويعتمد تحديد الخطوط الحمراء التى لا يجب تجاوزها على الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، الذى يختلف حكمه بشأن ما يمكن لروسيا تحمله اعتمادًا على تقييمه لوضع ساحة المعركة، والنوايا الغربية، والمشاعر داخل روسيا، وردود الفعل الدولية.

ويخشى الكاتب من أن تركيز الغرب على رد فعل موسكو على كل فعل فردى من أفعالهم قد يقلل من تقدير تأثير المساعدات المتزايدة على حسابات بوتين.

تشهد العلاقة بين روسيا والغرب توترًا متصاعدًا، يزداد معه توظيف التهديد النووى كأداة ضغط فى خضم الصراع الدائر فى أوكرانيا.

وتشير المؤشرات إلى أن روسيا مستعدة لتغيير عقيدتها العسكرية بما يتيح لها تخفيف القيود على استخدام الأسلحة النووية. وقد برز ذلك من خلال تصريحات رسمية روسية متكررة تُلوّح باحتمال استخدامها، فضلًا عن إجراء تدريبات تحاكى استخدام أسلحة نووية تكتيكية، ورفع جاهزية ترسانتها النووية.

يُثير هذا التصعيد النووى قلقًا بالغًا فى مختلف أنحاء العالم، خاصةً مع تزايد احتمالية استخدام الأسلحة النووية فى الصراع الدائر فى أوكرانيا.

النووى الروسي
ويشير الكاتب إلى أن هناك نقاشًا داخل روسيا حول كيفية استعادة خوف الولايات المتحدة من التصعيد النووي، بينما يدعو بعض المتشددين إلى استخدام أسلحة نووية تكتيكية ضد أهداف عسكرية، يفضل خبراء آخرون أكثر اعتدالًا اختبار قنبلة نووية أو مهاجمة أصول أمريكية.

وتلعب المخاوف من التدخل الغربى المتزايد فى أوكرانيا دورًا مهمًا فى قرار بوتين بزيارة كوريا الشمالية وإحياء معاهدة الدفاع المشترك بين البلدين، والتى كانت سارية المفعول قبل انهيار الاتحاد السوفيتي.

فيما أكدت روسيا، بعد ضربة أوكرانية على ميناء سيفاستوبول باستخدام قنابل عنقودية أمريكية، أن الولايات المتحدة متورطة مباشرة فى الهجوم، مما أدى إلى مقتل مدنيين روس، وهددت بعواقب وخيمة.

وتطرح مقالة بيب سؤالًا مهمًا: هل يناور الروس، أم أنهم على وشك التهور فى مواجهة عسكرية مباشرة؟

وتحذر المجلة من تجاهل المخاطر الحقيقية التى تواجهنا فى إدارة أزمة ثنائية، وتؤكد أن القرارات المتسرعة، مثل نشر عسكريين أمريكيين أو مدربين فرنسيين فى أوكرانيا، قد تدفع روسيا إلى التصعيد.

وتختتم المجلة بتذكيرنا بأن نقاط التحول التاريخية تظهر بعد فوات الأوان، مما يجعل من الصعب تحديدها فى الوقت الحالي.

ويؤكد الكاتب أننا لا نزال قادرين على التأثير على مسار الأحداث، لكنّنا قد نتعثر فى مثل هذه اللحظة الآن.

وتُعد المقالة تحذيرا قويًا من مخاطر التصعيد، وتحث على توخى الحذر والتفكير بعناية فى خطواتنا قبل أن ندفع العالم إلى حافة الهاوية.
 

مقالات مشابهة

  • «تايم»: التصعيد الروسي ضد الغرب.. هل نحن على حافة حرب نووية؟
  • بيسكوف يستبعد تغير السياسة البريطانية تجاه العلاقات مع روسيا
  • نيبينزيا: العملية العسكرية الروسية تحدد موقف الغرب من التسوية في أوكرانيا
  • موسكو: موقف الغرب من التسوية في أوكرانيا سيتغير استنادا لسير العملية العسكرية الروسية
  • اعرف الأسباب.. بوتين يعارض وقف إطلاق النار في أوكرانيا
  • جون كيري: أوكرانيا لن تنتصر في الصراع مع روسيا
  • بيسكوف: تصريحات كييف والدول الغربية الرافضة لخطة السلام الروسية تتسم بقصر النظر
  • بيسكوف: العقلاء في الغرب سيفكرون في خطة بوتين للسلام في أوكرانيا
  • بوتين: روسيا تواصل جهودها لحل الصراع بين فلسطين وإسرائيل
  • تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /04.07.2024/