بوابة الفجر:
2024-12-31@23:31:26 GMT

الاعتكاف: التقوى والتأمل في الدين الإسلامي

تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT

 الاعتكاف: التقوى والتأمل في الدين الإسلامي، الاعتكاف هو عمل ديني مهم في الإسلام، يتمثل في انعزال المسلم عن الحياة اليومية والانغماس في العبادة والتأمل لفترة محددة في مسجد أو في بيته. يعتبر الاعتكاف فرصة للتقرب إلى الله وللتأمل في فوائد الاعتكاف:

الاعتكاف: التقوى والتأمل في الدين الإسلامي

1. **تقوية العلاقة مع الله:** يوفر الاعتكاف فرصة للمسلم للتقرب إلى الله من خلال الصلاة والقرآن والتضرع.


2. **تطهير النفس والقلب:** يتيح الاعتكاف للمسلم فرصة لتنظيف نفسه من الذنوب وتطهير قلبه من الشوائب.
3. **التأمل والتفكير:** يوفر الاعتكاف بيئة هادئة ومريحة تمكن المسلم من التأمل في حياته وتوجيه نظرته نحو الأهداف الروحية.
4. **تقوية الإرادة والتحكم الذاتي:** يتطلب الاعتكاف التحكم الذاتي والقدرة على تحمل الصيام والابتعاد عن الشهوات.

الاعتكاف: التقوى والتأمل في الدين الإسلامي.. شروط الاعتكاف:

1. **النية الصافية:** يجب أن يكون الاعتكاف مبنيًا على نية صافية للتقرب إلى الله وللتطهير الروحي.
2. **المكان المناسب:** يجب أن يكون المكان المختار للإعتكاف خاليًا من المزاحمة والضوضاء لضمان التركيز والتأمل.
3. **الوقت المناسب:** يفضل الاعتكاف في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، ولكن يمكن أداؤه في أي وقت من السنة.
4. **التزام الصلاة والقراءة:** يجب على المعتكف أداء الصلوات الخمس وقراءة القرآن الكريم بانتظام خلال فترة الاعتكاف.

باختصار، الاعتكاف يعتبر فرصة قيمة للمسلم للابتعاد عن الحياة اليومية والتركيز على التقوى والتأمل، مما يساعده على تقوية علاقته بالله وتطوير نفسه روحيًا ومعنويًا.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الدين الإسلامى الاعتكاف شروط الاعتكاف شهر رمضان 1445

إقرأ أيضاً:

الدين والعلوم العصبية

أ.د.حيدر أحمد اللواتي **

شهدت العلوم العصبية تطورًا مذهلًا في العقود الخيرة، إثر التطورات العلمية في مجال تصوير دماغ الإنسان الحي؛ إذ استطعنا أن نقوم بتطوير كم من التقنيات التي تسمح لنا بمتابعة النشاط الدماغي عند القيام بمختلف الأنشطة، وقد لاحظ العلماء أن الدماغ البشري لا يتوقف أبدًا، ما دام الإنسان حيًّا؛ فهو في نشاط دائم حتى عندما يكون الإنسان فاقدًا لوعيه، فإنَّ النشاط الدماغي لا يتوقف كليًا، وكذلك الحال عندما ينام الإنسان.
أما الملاحظة الأخرى والجديرة بالاهتمام هي أن جميع الأنشطة البشرية التي يقوم بها الإنسان ينعكس أثرها على الدماغ؛ إذ إن الشبكة العصبية في الدماغ تتشكل بناءً على هذه الأنشطة، فحتى عندما يجلس الإنسان دون أن يقوم بأي شيء، فإن ذلك يمكن متابعته من خلال متابعة النشاط الدماغي. ومن هنا يرى العلماء أن العلاقة بين النشاط البشري والدماغ علاقة تبادلية؛ فالدوافع نحو العمل يكون مصدرها الدماغ، وبالمقابل فإن الدماغ يتأثر أيضًا بالنشاط الذي تقوم به، فمثلًا عندما تذهب للعمل صباحًا فان الدافع نحو الذهاب للعمل مصدره الدماغ، وعندما تُلبِّي دعوة الدماغ وتذهب للعمل فإن ذلك ينعكس على دماغك أيضًا، وربما تشعر بنوع من الارتياح النفسي نتيجة لإفراز كيمياويات معينة في دماغك وَلَّدَت عندك ذلك الشعور بالراحة والرضا.
ومن هنا، فإنَّ بعض المختصين في مجال العلوم العصبية طرحوا فكرة مفادها إذا كان كل نشاط يقوم به المرء ويلعب الدماغ دورًا مُهمًا في الدافعية التي تدفع الإنسان للقيام بذلك العمل، وإذا كان مردود العمل ينعكس على الدماغ أيضًا، فإن ذلك سيشمل الأنشطة الدينية، والتي نُعبِّر عنها بالشعائر والطقوس في مصطلحاتنا الإسلامية؛ فالأنشطة المختلفة التي يقوم بها الإنسان تُوَلِّد لديه مشاعر وأحاسيس قد تكون تلك المشاعر والأحاسيس إيجابية أو سلبية. واليوم يمكننا عبر مختلف الأجهزة قياس هذه الأحاسيس والمشاعر؛ إذ إنها ترتبط ارتباطًا وثيقًا بتراكيز مواد مُعينة يُفرزها الجسم كما يُمكن قياسها من خلال ملاحظة الأجزاء النشطة من الدماغ أو تلك التي يقل نشاطها عن المعتاد، ومن هنا يُمكننا قياس أثر الطقوس والشعائر على الدماغ البشري.
والواقع أن هناك تحديات بالغة تواجه هذه الحقل العلمي أولى تلك التحديات أن هناك صدود من أطراف عديدة؛ فالمتدينون يعدون ذلك نوعًا من محاولة إفراغ الدين من قيمته الروحية من خلال محاولة زجِّه في دراسات علمية قائمة على التجربة والملاحظة، وبالمقابل فإن المَلاحِدة يعتبرون أن إدخال الدين ضمن الدراسات العلمية هو اعتراف علمي بالدين وآثاره التي يُمكن قياسها بالتجربة.
ويُمكن تتبع تاريخ هذا الحقل العلمي بصورته الجديدة في بداية القرن العشرين، إلّا أن الحقل توسَّع في منتصف القرن العشرين، وأصبح يُعرف اليوم بـ"Neurotheology". ويحاول هذا العلم أن يستفيد من الدين، وخاصة في بُعده الروحي لمعالجة آثار بعض الأمراض النفسية والعقلية المختلفة والتخفيف منها.
ولذا فإن عددًا من علماء الأعصاب يرون أن الدين والممارسات الدينية لا يجب التخلي عنها؛ بل يجب تجذيرها في مختلف المجتمعات، وبغض النظر عن صحة تلك الأفكار الدينية أو خطأها؛ لأن الدين يشكل حصانة مُهمة للإنسان تحميه من القلق والتوتر وغيرها من أمراض العصر.
ولا تقتصر الدراسات في هذا الحقل على الاستفادة من الدين في معالجة بعض الأمراض النفسية والعقلية؛ بل يقوم البعض بمحاولة دراسة بعض التجارب الصوفية والعرفانية باستخدام المنهج المذكور، وقد تناولنا ذلك في مقالة مُستقلة نشرت في المُلحق العلمي لجريدة عُمان.
هذا التوجُّه عند هؤلاء العلماء، وضع بعض المَلاحِدة في زاوية ضيقة وإحراجات كبيرة، فكيف لهم أن يقفوا بوجه هذه الدراسات التي توضح كل هذه الفوائد للدين والتدين؟
من هؤلاء المَلاحِدة سام هاريسون، وهو من علماء الأعصاب، ومؤلف كتاب "نهاية الايمان" الذي صدر عام 2004، ويُعد من أكثر المَلاحِدة انتقادًا للأديان. ومن أجل محاولة إيجاد بديل للدين والفوائد المترتبة عليه، أصدر سام هاريسون كتابًا آخرَ له عام 2014 بعنوان "الصحوة.. دليل للروحانية بلا أديان". وفي هذا الكتاب يحاول هاريسون طرح بديل للأديان قائم على أنشطة دينية هندوسية والتي قضى سنتين في تعلُّمِها، لكنه يطرحها بطريقة تُفرِغُها تمامًا من أبعادها الأيديولوجية، فهو كمن يدعو للصوم للفوائد المترتبة عليه دون أن ينوى التقرب إلى الله من صومه.
وإثر هذه الدراسات والمحاولات، انتشرت الكثير من الحركات الروحية في الغرب، مثل: اليوجا والتأمل بمظاهرها المختلفة. ويتعين علينا أن نحذر بعض الشيء من هذه الحركات والمظاهر وانتشارها في مجتمعاتنا الإسلامية؛ فالبعض ربما يهدف لإضعاف ظاهرة التديُّن والتقليل من أهميتها عبر إيجاد هذه الطرق البديلة!
ومن الطرق الأخرى التي يتم استغلالها ومحاولة بثها في مجتمعاتنا الإسلامية، إطلاق عدد كبير من المفاهيم المرتبطة بالطاقة الإيجابية وأخرى مرتبطة بالتنمية البشرية، ومما يدعو للأسف بحق أن بعض تلك الممارسات تُصبغ بطابعٍ إسلاميٍّ وتُربط بموروثنا الإسلامي، مع أن تلك المفاهيم لا تمُت الى المفاهيم العلمية الصحيحة بصلةٍ؛ فهناك من يدّعي مثلًا بأن الارتباط بالأرض مثلًا يُفرِغ الشحنات السالبة من جسم الإنسان، ولذا فالسجود لله مثلًا على التراب له أثر إيجابي.
إننا لا ندّعي أن السجود لله ليس له أثر إيجابي على النفس الإنسانية، لكننا نتحفظ بشدة على التفسير المطروح، فإذا كانت هذه الشحنات السالبة أمورًا مادية يمكن إخضاعها للرصد والقياس، فإننا نؤكد أن هذا الصِنف من الشحنات لم يتم رصدها؛ فالشحنات الموجبة منها والسالبة ما هي إلّا وصف رياضي للشحنة، ولا علاقة لها بالأثر الإيجابي أو السلبي على النفس البشرية. أما إذا كانت أمور غير مادية، فلا يَصح استخدام مفاهيم علمية لتفسير تلك الظواهر؛ فالتفسير العلمي مُختصٌ فقط بالظواهر المادية القابلة للقياس والتجريب.
وانتشار الحركات الروحية في الغرب والعودة لها، يراها البعض رجوعًا إلى الدين، لكن في واقعها هي محاولة للاستفادة من الدين مع إفراغه من مُحتواه الفكري والعقائدي؛ فالدين الذي يدعو له الغرب قائمٌ على الطقوس والشعائر الخالية من أية مضمون.
إنَّ هذه الدعوة المتمثلة في إحياء الطقوس والشعائر مع إفراغها من مُحتواها الفكري والعقدي، شبيهة بدعوات مماثلة في بعض مجتمعاتنا الإسلامية؛ حيث تُغرس مظاهر الاهتمام بتلك الطقوس والشعائر دون أدنى اهتمام بمحتواها الفكري والعقدي، وبذلك فهي تلتقي تمامًا مع التوجُّه الغربي، وكلاهما يُفرغ الدين من قِيَمِه ومبادئه، ربما أحدها بقصدٍ والآخر دون قصدٍ.
** كلية العلوم، جامعة السلطان قابوس
 

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • لماذا سمي شهر رجب بالأصب؟.. لـ3 أسباب فرصة عظيمة لنيل عطايا الجواد
  • محافظ كفر الشيخ في احتفالات عيد الميلاد المجيد: مصر تظل آمنة ليوم الدين | صور
  • كريم خالد عبد العزيز يكتب: عام جديد.. فرصة للتغيير والأمل والتجديد
  • الدين والعلوم العصبية
  • عطاف:عام 2024 كان عنوانه تقوية إنتشارالدبلوماسية الجزائرية وتعزيز مكانتها إقليميا ودوليا
  • إرسلان: لمنع استغلال الدين لغايات فتنوية تهدد أمن المنطقة واستقرارها
  • برج الثور| حظك اليوم الإثنين 30 ديسمبر 2024.. تشعر بالتعب والتأمل
  • مسعود بارزاني يهنئ بهاء الدين بإعادة انتخابه على رأس الاتحاد الإسلامي
  • حكم سب الدين وكفارته وهل يخرج من الملة؟ دار الإفتاء تجيب
  • حكم المسح على الخفين وشروطه للمسلم؟.. تعرف عليها