موقع النيلين:
2024-10-05@05:01:29 GMT

من مأزق إلى مأزق! كيف تتصرف واشنطن؟

تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT


في عالمنا العربي المشحون مصائب وأزمات وانفجارات ننسى أننا نعيش في عالم لا نتحكم في مساراته ولا ندرك القوى التي تحركه وترسم ملامح مصيره فنرتد على أعقابنا وننكفئ داخل حدودنا لنعاني ما كتب لنا القدر (أو خططته لنا القوى العظمى) من خرائط الانكسار والتقسيم والهزيمة. إن العالم من حولنا يموج كالبحر المتلاطم الأمواج ويهيج كالرمال المتحركة لا تستقر كثبانه على قرار وبالطبع لا يعير اهتماما للشعوب المهزومة المغلوبة على أمرها ولا لحكوماتها ولا لنخبها لأن السياسة يديرها بدهاء من هو أقوى وأشد مناعة ويذهب ضحيتها من هو أهش عظما وأهزل عودا.

ونحن أيها الإخوة العرب مع الأسف من هذه الفئة الثانية، لا حول لنا ولا قوة، نعيش في الدرجة السفلى من لعبة الأمم، بينما الدرجة العليا أي في مستوى القرار والتأثير هي التي يلعب فيها العمالقة بمصير العالم وبمصيرنا، يحركون خيوط الدمى المتقاتلة فيما بينها. تقول لنا النشرة الجيوستراتيجية الأمريكية (استراتيجيك ألرت) في عددها الأخير بأن مستقبل السلام الدولي رهين التحالف بين الولايات المتحدة وروسيا والصين والبداية من إدارة ثلاثية لملف الحرب الأوكرانية وملف الحرب المبيدة على غزة في فلسطين! ترى النشرة المتخصصة في أسرار السياسات أن لواشنطن وجهين: الوجه الأول المعلن يتعلق بالتنسيق بين واشنطن وموسكو منذ كان الانسجام كاملا بين جون كيري وزير خارجية أوباما وسيرجي لافروف (أبو الهول الدبلوماسية الروسية إلى اليوم) حول الملف النووي الإيراني (حتى ولو تم خرقها مرات عديدة لأن الخرق ذاته محل اتفاق دقيق بين الرجلين كما وقع حين فاز ترامب بالبيت الأبيض وألغى دور واشنطن في المعاهدة المعروفة)، وكذلك حول تحديد المستهدفين بالقصف من قبل الأمريكان والروس: داعش وجبهة النصرة في كل من سوريا و العراق.

ونتذكر ان التنسيق بين العملاقين توقف وتعثر واختلف الاثنان حول تحديد مصير الحكم السوري الأسدي ما بعد الحرب، أي في الواقع مصير الأسد، فإن الحليفين يصطدمان بجدار الاختلاف الكامل، وبالطبع فليس الخلاف هنا حول مصير رجل واحد أو طبيعة نظام، لأن هذه الأمور ثانوية وتافهة بالنسبة لهما، بل هو خلاف حول تحديد المصالح الحيوية لكل من العملاقين.

بوتين أثبت أنه زعيم قيصري (وريث قياصرة روسيا) أعيد انتخابه لدورة خامسة الأسبوع الماضي! وليس مجرد رئيس ذكي مثل أسلافه جورباتشوف ويلتسين فهو يحمل فكرة ثابتة هي عودة الإمبراطورية الروسية بقوة وطمس كل آثار الاتحاد السوفييتي المقبور بشيوعيته وإلحاده، فهو يشرك معه في المشهد بابا الكنيسة الأرثوذكسية مثلما كان يفعل قياصرة روسيا (المقدسة) وهو اليوم من هذا المنطلق يطالب باشتراك موسكو في إدارة كل الملفات الحارقة، كان أولها الملف النووي الإيراني وحل النزاع الأوكراني الروسي بما لا يتنافى مع مصالح موسكو لأنه يمسك بخيوط اللعبة باحتلال جزيرة القرم التي تبتر ساق أوكرانيا وتمنعها من الحركة.

ففي المؤتمر الدولي حول الأمن العالمي الذي انعقد في موسكو الشهر الماضي اتفق القادة العسكريون الروس على ألا يكون التصادم الروسي الأمريكي مؤديا لحرب نووية! وأن حجر الزاوية لضمان الأمن في العالم يكمن في السعي لإيجاد حلول دبلوماسية للأزمات الكبرى وبخاصة من خلال التنسيق بين الدبلوماسيتين في محادثات (جنيف) حول أوكرانيا. لكن الروس لاحظوا بمرارة أن الدبلوماسية الأمريكية لا تحترم بنود هذا المسار السلمي بعد أن ارتكب الرئيس الفرنسي ماكرون خطأ تمثل في القول بأن فرنسا مستعدة للمشاركة بجيوشها في الحرب الأوكرانية ضد روسيا! مع العلم أن هذا التصريح المفاجئ أحدث ردود فعل مزلزلة من اليسار واليمين الفرنسيين معا ومن القيادة الألمانية خاصة مما هدد الاتحاد الأوروبي بالانفجار القريب.

واليوم تجد الولايات المتحدة نفسها في مأزقين اثنين خطيرين خاصة في سنة انتخابات حاسمة: مأزق مع أوروبا حول الحرب في أوكرانيا ومأزق مع كل حلفائها التقليديين في الشرق الأوسط بسبب حرب الإبادة في غزة! وبالتوازي مع هذين المأزقين تتحرك الدبلوماسية الصينية للتذكير بأن الصين دولة عظمى موحدة أي لن تفرط في تايوان ومن جهة ثانية حركت حليفتها كوريا الشمالية لإجراء إطلاق صاروخ بالستي من الجيل الخامس حينما كان مسؤول أمريكي يزور سيول! كما سجل الروس بواسطة بيان صادر عن وزارة خارجيتها موقفا مشككا في نوايا واشنطن و”سعيها لجر الدول الأوروبية الى الحرب الأمريكية ضد روسا بأيدٍ أوكرانية” كما لم يفت البيان الإشارة الى زيارات مسؤولي البنتاغون الى العواصم الأوروبية خلال الأسابيع الماضية وهي الدول الأعضاء في حلف الناتو لحثها على تسريع قبول أوكرانيا في الحلف ولم لا في الاتحاد الأوروبي. وطبعا لم يعد سرا أن دول الحلف الأطلسي تسعى الى تقوية الدفاع المشترك بنشر المنصات الصاروخية بعيدة المدى في بولونيا ودول البلطيق المتاخمة لروسيا مع تركيز قوة تتشكل من 4000 جندي وضابط! وهذا القرار عززته زيارة وزير الدفاع الأمريكي ذاته مصحوبا بقائد أركان الجيوش الأمريكية وذلك تحت ستار تنصيب القائد الجديد لقوات حلف الناتو وإلى جانب تقوية الجبهة الأوروبية فإن واشنطن أكدت عزمها على تكثيف حضورها على أراضي كوريا الجنوبية ونصبت منظومة صواريخ مضادة للصواريخ من نوع (تهاد) تحسبا لأي خطر قادم من الصين أو من كوريا الشمالية. هو تعاقب المأزق تلو المأزق فكيف ستخرج منها واشنطن سالمة في سنة انتخاب رئيسها القادم؟

د. أحمد القديدي – الشرق القطرية

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

خبير: إيران وحزب الله كبدا إسرائيل خسائر هائلة وجيش الاحتلال في مأزق

قال الدكتور محمد سيد أحمد، أستاذ علم الاجتماع السياسي، إن القانون الدولي يتيح لـ إيران الدفاع عن نفسها حال تعرضها للهجوم من إسرائيل، وأي اعتداء من الكيان الصهيوني على الأراضي الإيرانية سيواجه برد عنيف وقوى.

 

روسيا تحذر إسرائيل من تداعيات ضربة انتقامية ضد إيران بايدن: لا اعتقد أي ضربات إسرائيلية ضد إيران ستحدث اليوم

 

وأضاف الدكتور محمد سيد أحمد،  في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، إيران ستشعل كل مصافي النفط في المنطقة حال تعرض مصافيها النفطية للهجوم، لافتا إلى أن إعلام العدو الصهيوني يخفي الخسائر التي تعرض لها جراء الهجوم الإيراني عليه.

أكثر من 100 جريح وقتيل صهويني خلال إحصائية الأمس فقط

وتابع أستاذ علم الاجتماع السياسي، أن إيران وحزب الله كبدا العدو الصهيوني خسائر هائلة، وهناك أكثر من 100 جريح وقتيل صهويني خلال إحصائية الأمس فقط، وحاليا حزب الله طوق اللواء الجولاني، مما يشير إلى أن جيش الاحتلال في مأزق شديد، وهناك مئات المستوطنين يتكدسون الآن في مطار تل أبيب استعدادا للهجرة. 

 

 

وحذر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف "إسرائيل" من تداعيات ضربة انتقامية محتملة ضد إيران تشمل المنشآت النووية، والأمين العام لوزارة الخارجية والمغتربين في لبنان يدعو طوكيو لموقف حاسم للجم الاندفاعة الإسرائيلية.

وأعرب نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، اليوم الخميس، عن قلق روسيا إزاء إشارات التصعيد الإسرائيلية فيما يتعلق بضربة انتقامية محتملة ضد إيران، والتي يمكن أن تشمل المنشآت النووية الإيرانية.

عيد حالي بشأن العواقب الوخيمة


وقال ريابكوف لوكالة "سبوتنيك" الروسية إنني قلق بشدة من أي تصعيد حالي بشأن العواقب الوخيمة التي ستجري فيما لو قامت "إسرائيل" بضرب المنشآت النووية الإيرانية، ينبغي أن تبقى المنشآت النووية خارج إطار أي صراع.

وأضاف ريابكوف أنّه في السابق "عبّرنا عن قلقنا من ضرب محطات الطاقة في روسيا ومنها زاباروجيا، وكورسك من قبل الدول الغربية".

وتابع أنّ "المجتمع الدولي يجب أن يرفع صوته ويؤكد عدم جواز التفكير في مثل هذه السيناريوهات، أي ضرب محطات الطاقة النووية".

ويوم الثلاثاء الماضي، أطلقت إيران وابلاً من الصواريخ البالستية في اتجاه أهداف إسرائيلية، في قصف صاروخي ضخم أطلقت عليه طهران اسم  عملية "الوعد الصادق 2"، رداً على اغتيال، الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، ومسؤول ملف لبنان في قوة القدس في حرس الثورة، اللواء عباس نيلفوروشان، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية.

يُذكر أنّ حرس الثورة الإسلامية في إيران أكد تحقيق الصواريخ التي أطلقها 90% من أهدافها، بينما أكدت مصادر في المقاومة الإسلامية في لبنان للميادين خروج قواعد "حتساريم" و"نيفاتيم" و"رامون" الإسرائيلية من الخدمة، بعد إصابتها بأضرار بالغة.

مقالات مشابهة

  • رسائل تكشف مخاوف أميركية مبكرة بشأن جرائم الحرب الإسرائيلية بغزة
  • بايدن يستبعد الحرب الشاملة وأنباء عن هجوم إسرائيلي وشيك على إيران
  • مساعد وزير الخارجية للشئون الامريكية يستقبل رؤساء المكاتب الاقتصادية والتجارية والزراعية بالسفارة الأمريكية في القاهرة
  • الخارجية الأمريكية: واشنطن لا تدعم استهداف إسرائيل لمنشآت نووية إيرانية
  • خبير: إيران وحزب الله كبدا إسرائيل خسائر هائلة وجيش الاحتلال في مأزق
  • لافروف: على الأمم المتحدة أن تكون بعيدة عن التأثيرات السياسية وأن تتصرف بحيادية تامة
  • أستاذة قانون دولي: أمريكا والغرب يهاجمان روسيا بسبب أوكرانيا.. ويغضان الطرف عن جرائم إسرائيل
  • الأمم المتحدة: شهر يوليو كان الأكثر دموية للمدنيين في أوكرانيا منذ عام 2022
  • النائب حسن عمار: إسرائيل في مأزق كبير بعد الرد الإيراني
  • ايران تستعيد المبادرة.. هل تفرمل واشنطن الاندفاعة الاسرائيلية؟