أوقاف الفيوم تعقد ندوة بعنوان "الصدق في القول والعمل"
تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT
عقدت أوقاف الفيوم برئاسة الدكتور محمود الشيمي وكيل الوزارة، فعاليات اليوم الثاني عشر لملتقى الفكر للأئمة بمسجد ناصر الكبير بالفيوم، بعنوان "الصدق في القول والعمل"، يأتي هذا في إطار دور وزارة الأوقاف ومديرية أوقاف الفيوم العلمي والدعوي والتثقيفي، وضمن جهودها في نشر الفكر الوسطي المستنير وتصحيح المفاهيم الخاطئة وتوعية الشباب.
جاء ذلك تنفيذا لتوجيهات الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، وتحت إشراف الدكتور محمود الشيمي وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم، وبحضور الدكتور محمود الفزاري الأستاذ بكلية أصول الدين بالقاهرة محاضرا، وفضيلة الشيخ جمعة عبد الفتاح إمام المسجد محاضرا، وعدد من العلماء وأئمة الأوقاف، وذلك في إطار فعاليات ملتقى الفكر للأئمة بأوقاف الفيوم، والذي يتم تنفيذه طوال شهر رمضان المبارك.
وخلال اللقاء أكد العلماء أن الصدق قيمة إنسانية نبيلة، وخلق إسلامي أصيل ينبئ عن طيب المعدن وكمال المروءة، وقد وصف الله (عز وجل) نفسه بالصدق: دلالة على شرفه وعلو قدره، حيث يقول الحق سبحانه: "وَمَنْ أَصْدَقُ مِن الله قيلا"، وأن الصدق والإيمان متلازمان، والصدق دليل الإيمان وشاهده، لذلك أمر الله تعالى المؤمنين بالصدق، والمؤمنون حقًا هم الصادقون يقول الحق سبحانه: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِين"، كما أن الصدق دأب الأنبياء والمرسلين، حيث يقول الحق سبحانه: "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نبيا".
العلماء: المسلم الحق يدرك أن الكلمة أمانة ويتحرى الصدق في جميع أقواله ..وأشار العلماء إلى أن المسلم الحق يدرك أن الكلمة أمانة، فيتحرى الصدق في جميع أقواله، سواء أكانت مسموعة، أم مرئية، أم مكتوبة يبتغي بذلك وجه الله وبركته في الدنيا، والجنة في الآخرة، وأن نور الصدق إذا سطع في القلب صدق الإنسان في عمله كما صدق في قوله، والعمل الصادق هو الذي لا خداع فيه، ولا غش ولا رياء، ويكون ذلك بتحري الحلال، والبعد عن الحرام والوفاء بالعهود وتأدية الأمانات، وأن الصدق في العمل يتطلب بلا شك إتقانه على الدرجة الأكمل كما أمر نبينا (صلى الله عليه وسلم) في قوله: "إِنَّ الله تَعَالَى يُحِبُّ إِذا عَمِلَ أحدكم عملا أن يُتقِنَهُ"، والإنسان الصادق قولا وعملاً سليم النفس، نقي الفطرة، قريب من الناس، يألف ويؤلف، لا يغش في تجارة، ولا يخادع في معاملة، فيورثه الصدق الأمان النفسي، والطمأنينة القلبية، والسعادة المجتمعية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أوقاف الصدق الفيوم الأوقاف بوابة الوفد جريدة الوفد الصدق فی
إقرأ أيضاً:
غزة معها المولى سبحانه
د. خالد بن علي الخوالدي
تتجلى مأساة غزة في قلب كل غيور ومن لديه ذرة من الإنسانية، ولا عزاء لكل المُنظمات الإنسانية والحقوقية وحتى تلك التي تهتم بالحيوان، فهي لم تُحرك ساكنًا، كذلك الدول العظمى التي تدعي أنَّها مُتحضِّرة وتُعلي من حياة الإنسان وتهتم بحقوق الحيوان، حتى ظننا بأنهم رحماء، ولا عزاء لنا أمام تخاذل العرب والمسلمين أمام قوة البطش والصهيونية العالمية، ونقول بأعلى صوت إنَّ من معه الله يكفيه ويحميه وينصره ولو بعد حين.
ما يحدث من تكالب للأمم، التي تُظهر حرصها على حقوق الحيوان والبيئة، يتناقض تمامًا مع صمتها المُطبق تجاه الجرائم التي ترتكب في حق الفلسطينيين؛ فغزة- كما يبدو- أصبحت هدفًا لتلك الخطط التي تسعى لإزالة وجودها من الخارطة، وللأسف لم يكن العالم العربي والإسلامي بعيدًا عن هذه المأساة، فقد ظهر تخاذل البعض بشكل واضح؛ حيث اكتفى العديد من الدول بالمشاهدة؛ بل إن بعض الأنظمة العربية للأسف تتعاون بشكل مباشر أو غير مباشر مع الكيان الصهيوني، وهذا التغافل عن نصرة أهل غزة يعكس واقعًا مُؤلمًا يعيشه الشعب الفلسطيني.
الأرقام والإحصائيات التي تتعلق بالشهداء في غزة تُعبِّر عن واقع مرير؛ فهي في تزايد يومي، ولا يكاد يمر يوم أو ساعات إلّا وتحدث مجازر مروعة وأحداث مأساوية يكون ضحيتها في الأغلب الأطفال والنساء وكبار السن. وهناك من القصص الإنسانية ما يشيب له رأس الطفل فما بالك بالكبار، قصص إنسانية تحكي عن فقدان أسر كاملة، وتمزق عائلات، وآلام لا يُمكن وصفها.
لكن في خضم هذه المعاناة، يظل الإيمان في قلوب الفلسطينيين وفي قلوب المؤمنين شعلة تضيء دروبهم، فقد وعد الله سبحانه وتعالى عباده بالنصر والتمكين، وهو ما نجد له شواهد في كتابه الكريم حيث يقول الله تعالى في سورة الحج: "وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ"، وفي موضع آخر يقول: "إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا". وهذه الآيات تُعزز الإيمان بأنَّ النصر آتٍ، وأن الله لا يترك عباده في محنتهم، وأن الله سبحانه وتعالى يقف إلى جانب المظلومين، وأن النصر يأتي لمن يتوكل عليه ويصبر في وجه التحديات.
وحقيقةً وبدون مجاملة ولا تحيُّز، نُشيد بالجهود التي يبذلها بلدنا الحبيب سلطنة عُمان، التي وقفت بصدق وتضامن مع أهلنا في غزة؛ إذ عبَّرت عُمان عن مواقفها الإنسانية من خلال تقديم الدعم والمساعدة؛ سواء بشكل علني أو بطريقة غير مباشرة ومُعلنة، مما يعكس قيم الأُخوة والتضامن العربي، ومثل هذه الوقفات تُعد بارقة أمل في زمن تلاشت فيه المبادئ الإنسانية.
وفي النهاية.. يجب أن نتذكر أنَّ من كان الله معه فلن يخيب أمله، ولن يُقهر، وأن صمود أهل غزة دليل على قوة الإيمان والتصميم على الحياة، وأنه رغم كل التحديات، يبقى الأمل مُشعًّا في قلوبهم، ويستمرون في النضال من أجل حقوقهم ووجودهم.
إنَّ غزة ستظل واقفة، وستظل مع الله حتى يأتي الفرج؛ فالله غالب على أمره، وعلينا وعلى كل فرد في العالم أن يتحمَّل مسؤوليته في نصرة غزة، وأن يُساند الحق في وجه الباطل؛ لأنَّ التاريخ سيُسجِّل المواقف، وستظل غزة رمزًا للصمود والعِزة.
ودُمتم ودامت عُمان بخيرٍ.
رابط مختصر