ماذا لو اختفت OpenAI.. رئيس مايكروسوفت يجيب
تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT
تضع مايكروسوفت كل رهاناتها على الذكاء الاصطناعي، خاصة بعد ضخ استثمار بمليارات الدولارات في OpenAI. ويبدو أنها تؤتي ثمارها. تمكنت شركة مايكروسوفت مؤخرًا من إخضاع شركة آبل باعتبارها الشركة الأكثر قيمة في العالم بعد أن وصلت قيمتها السوقية إلى 3 تريليون دولار، حيث يعزو محللو السوق هذا النجاح إلى استثمارها المبكر واعتماد الذكاء الاصطناعي التوليدي عبر منتجاتها وخدماتها.
في حين أن كل شيء قد يبدو رائعًا على الورق، إلا أن المطلعين على مايكروسوفت اشتكوا مؤخرًا من العلاقة المعقدة التي تتقاسمها شركة التكنولوجيا العملاقة مع OpenAI. أشار البعض إلى أنه تم بين عشية وضحاها "قسم تكنولوجيا المعلومات المجيد لبدء التشغيل الساخن". يأتي ذلك على رأس فشل OpenAI في العام الماضي والذي أدى إلى إقالة الرئيس التنفيذي سام ألتمان وإعادة تعيينه من قبل مجلس الإدارة في غضون أسبوعين.
وأضاف المطلعون أن الشراكة التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات أثرت سلبًا على قسم الذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت، والذي يتخصص في تقدم الذكاء الاصطناعي وتطويره. يقال إن Microsoft تركز أكثر على مشاريعها مع OpenAI، والتي، وفقًا لأحد كبار المسؤولين التنفيذيين الذي ترك الشركة بسبب نفس المشكلة، ساهمت في إضافة المزيد من شواهد القبور إلى "Microsoft Graveyard"، بما في ذلك Azure Cognitive Search وAzure AI. خدمة الروبوتات وKinect DK.
منذ الأحداث الغريبة التي أدت إلى إقالة ألتمان وإعادة تعيينه، يبدو الأمر كما لو أن OpenAI فتحت صندوق باندورا ولا يبدو أنها تبتعد عن المشاكل التي أربكتها في الماضي القريب. خلال الفشل الذريع بأكمله، كانت مايكروسوفت هادئة نسبيًا، لكن الشائعات التي كانت تلوح في الأفق في ذلك الوقت تشير إلى أن عملاق التكنولوجيا كان مستعدًا لاستيعاب أي من موظفي OpenAI الذين يغادرون الشركة الناشئة بسبب المشكلة.
في رسالة تمت صياغتها إلى مجلس الإدارة، أعطى الموظفون إنذارًا نهائيًا يطلبون فيه إعادة ألتمان فورًا إلى منصبه كرئيس تنفيذي، مشيرين أيضًا إلى أن "OpenAI لا شيء بدون موظفيها". كان من الممكن أن يؤدي عدم الالتزام بهذا الطلب إلى خروج مئات الموظفين من أبواب OpenAI.
في ذلك الوقت، كانت مايكروسوفت قد أنشأت بالفعل قسمًا للذكاء الاصطناعي في مكتبها على LinkedIn في سان فرانسيسكو لاستيعاب موظفي OpenAI. كان على سام ألتمان وجريج بروكمان الجلوس على رأس القيادة وإدارة العمليات للوحدة بأكملها. لكن مايكروسوفت أعلنت مؤخرًا عن إعادة تنظيم داخلي لوضع منتجات مثل Microsoft Edge وBing وMicrosoft Copilot وقسم جديد للذكاء الاصطناعي في Microsoft والذي سيديره المؤسس المشارك لشركة Deep Mind، مصطفى سليمان.
عندما تم تأسيس OpenAI، كانت مهمتها ورؤيتها هي ضمان سهولة الوصول إلى التطورات والتطورات التوليدية في مجال الذكاء الاصطناعي للجميع مجانًا. في عام 2015، تواصلت شركة OpenAI مع إيلون ماسك بنفس الفكرة، ولكن يبدو أن الشركة الناشئة في مجال التكنولوجيا انحرفت عن هذه المهمة. أدى هذا بالتالي إلى قيام Musk برفع دعوى قضائية ضد OpenAI والرئيس التنفيذي Sam Altman بتهمة "الخيانة الصارخة لاتفاقية التأسيس" واختيار السير في الطريق الربحي.
احصل على الراعية الموثوق
من خلال تقديم معلوماتك فإنك توافق على الشروط والأحكام وسياسة الخصوصية وأن عمرك 16 عامًا أو أكثر.
كما انتقد العلاقة بين Microsoft وOpenAI، مشيرًا إلى:
"ومع ذلك، في الواقع، لقد تحولت شركة OpenAI, Inc. إلى شركة فرعية مغلقة المصدر بحكم الأمر الواقع لأكبر شركة تكنولوجيا في العالم: Microsoft. وفي ظل مجلس إدارتها الجديد، فإنها لا تقوم بتطوير الذكاء الاصطناعي العام فحسب، بل تعمل في الواقع على تحسين الذكاء الاصطناعي العام لتعظيمه". أرباح لمايكروسوفت، وليس لصالح البشرية".
ويأمل ماسك أن تحكم المحكمة لصالحه وأن تجبر OpenAI على العودة إلى مهمتها ورؤيتها الأصلية. ولكن أين قد يترك هذا مايكروسوفت، التي تمتلك حصة قدرها 49% في أرباح ذراع شركة OpenAI الربحية؟
كنا واثقين جدًا من قدرتنا. لدينا كافة حقوق الملكية الفكرية وجميع القدرة. أعني، انظر، إذا اختفت OpenAI غدًا، فلا أريد أن يشعر أي عميل لدينا بالقلق بشأن ذلك، بصراحة بصراحة، لأننا نملك كل الحقوق لمواصلة الابتكار، وليس فقط لخدمة المنتجات. لكن يمكننا أن نذهب ونفعل ما كنا نفعله بالشراكة، بأنفسنا، وبالتالي لدينا الأشخاص، ولدينا الحوسبة، ولدينا البيانات، ولدينا كل شيء.
شارك ساتيا ناديلا، الرئيس التنفيذي لشركة Microsoft، المشاعر التي تم تسليط الضوء عليها أعلاه في العام الماضي بعد أن صدمته إقالة سام التمان. يمثل هذا شكلاً من أشكال الضمان والهيمنة في مشهد الذكاء الاصطناعي. ومن المحتمل أيضًا أن يؤكد استمرار استثمار Microsoft في التكنولوجيا حتى لو اضطرت إلى قطع العلاقات مع OpenAI.
من المسلم به أن Microsoft Copilot وChatGPT قد واجها العديد من المشكلات بشكل متساوٍ خلال الأشهر القليلة الماضية، بما في ذلك عدم الدقة، حيث يشير بعض المستخدمين بشكل صارخ إلى أن روبوتات الدردشة أصبحت أكثر غباءً، والبعض الآخر لا يجد هذه الأدوات مفيدة حتى. وفي حين أن هذه المخاوف كبيرة، إلا أن إيلون ماسك يقول إننا على وشك تحقيق أكبر ثورة تكنولوجية في مجال الذكاء الاصطناعي، ولكن لن تكون هناك قوة كافية بحلول عام 2025.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی فی ذلک إلى أن
إقرأ أيضاً:
موظفو البنوك.. أين أنتم من الذكاء الاصطناعي؟
مؤيد الزعبي
رغم أنَّ قطاع البنوك واحدٌ من أكثر القطاعات حساسية في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لما يترتب على ذلك من مخاطر عديدة، إلّا أنه في الوقت نفسه، يُعد قطاع البنوك واحدًا من أكثر القطاعات استثمارًا في التكنولوجيا واستخداماتها لتطوير بيئة العمل داخل القطاع نفسه أو حتى فيما يتعلق بتحسين تجربة المستخدمين وتعاملاتهم وخدمتهم بشكل أفضل وأسرع.
ووفقًا لدراسة أجرتها شركة "ماكينزي" بعنوان "لماذا تفشل أغلب عمليات التحول إلى الخدمات المصرفية الرقمية، وكيفية قلب الاحتمالات"، فإنَّ إنتاجية البنوك الكبيرة كانت أقل بنسبة 40% من البنوك الرقمية. وهنا نتحدث عن البنوك الرقمية، ولك أن تتخيل عزيزي القارئ كيف يكون الحال مع البنوك الذكية أو بنوك الذكاء الاصطناعي. وفي المقابل كيف سيؤثر هذا الأمر على موظفي قطاع البنوك؛ سواء من حيث طريقة عملهم أو حتى فرصهم المستقبلية والمخاطر التي تهدد وظائفهم، هذا هو ما سوف أتناوله معك ها هنا من خلال هذا الطرح.
تُشير الدراسات إلى أنه منذ عام 2013 وحتى عام 2022، زادت البنوك إنفاقها على التكنولوجيا بنسبة 38% لدعم الاحتياجات الرقمية المتطورة للعملاء، وفي بيئة حياة دخلها الذكاء الاصطناعي بشكل لافت خلال السنوات القليلة الماضية فكان لا بُد للبنوك من إدخال هذه التقنيات في صلب عملياتها التشغيلية وأيضًا إدراجها في عمليات تحسين تجربة العملاء. وقد حدث بالفعل في أن شهدنا تطورًا كبيرًا في التطبيقات الرقمية الخاصة بالبنوك، من خلال تحسينات ملحوظة في واجهة المستخدم، وأيضًا من خلال الخدمات التي يمكن للعمل الوصول إليها من خلال هذه التطبيقات مباشرة دون تدخل موظفي البنوك إلا في بعض الحالات.
الذكاء الاصطناعي قادم لا محال في قطاع البنوك، أولًا: لأن البنوك تستهدف الربحية في المقام الأول؛ إذ يُشير تقرير منشور في موقع "Financial News London" إلى أن تبنِّي الذكاء الاصطناعي يُمكن أن يضيف 170 مليار دولار إلى أرباح البنوك في السنوات الخمس المقبلة، مع توقعات بزيادة الأرباح إلى ما يقرب من 1.992 مليار دولار بحلول عام 2028، وعين البنوك جميعها على هذه الأرباح. وثانيًا: لأن البنوك لن تدخر أي فرصة من شأنها تحسين وتسريع تجربة العملاء. وثالثًا: لأن المخاطر التي سيخلقها دخول الذكاء الاصطناعي لحياتنا تحتاج لذكاء اصطناعي قادر على مواجهتها. ونتحدث هنا عن الأمن الإلكتروني والاحتيال وما شابه ذلك من مخاطر رقمية. ففي الوقت الذي تعمل فيه أنظمة الذكاء الاصطناعي من محاكاة الأصوات وتقليدها وما سيُسببه ذلك من إرباك لمقدمي الخدمات المصرفية عبر الهاتف، إلّا أنه في الوقت نفسه، سيُقدِّم الذكاء الاصطناعي حلًا لمثل هذه المشاكل، كما إن أنظمة الذكاء الاصطناعي ستُقلِّل من عمليات جرائم غسيل الأموال أو انتحال الهوية أو التحويلات المزيفة أو السرقة الإلكترونية.
ربما لاحظنا جميعًا السرعة الكبيرة التي حدثت في عمليات التحويلات المالية والتي باتت مؤتمتة بالكامل من خلال أنظمة تكنولوجية لا يمكننا القول إنها تعمل بالذكاء الاصطناعي؛ لأن هذه العمليات يمكن إدراجها ضمن الأتمتة الإلكترونية المتطورة، وليس لها علاقة بالذكاء الاصطناعي. لكن سنجد أن الذكاء الاصطناعي سيقوم بتسريع بعض العمليات المُعقَّدة في هذا الجانب، مثل التحويلات المالية بين الشركات أو حتى التحويلات الدولية، والتي كانت تحتاج لبعض الأيام لمعالجتها والتأكد منها إلى حين إتمامها. والذكاء الاصطناعي سيؤدي دورًا كبيرًا في تسريع هذه العملية لما له من قدرات فائقة في تحليل البيانات والتأكد من صحتها.
وتُعد خدمة العملاء أو الرد على استفسارات أو تنفيذ متطلباتهم المالية من أكثر المهام التي سيدخلها الذكاء الاصطناعي، وسيسطر عليها في السنوات المقبلة. فعلى سبيل المثال: رُوبوت الدردشة "Watsonx Assistant" الذي طورته شركة "IBM، وهو عبارة عن روبوت محادثة يقدم المساعدة للخدمات المصرفية مدعوم بالذكاء الاصطناعي، سنجده يلبي احتياجات المؤسسات المالية بشكل فعّال في الرد على استفسارات العملاء، وتسجيل شكاويهم وتنفيذ طلباتهم وتقديم المساعدة في الوصول لبياناتهم المصرفية. وكل هذا دون تدخل بشري، إلّا أن الشركة المُطوِّرة تقول إن نظامها يُشبه البشر في طريقة الرد والتحدث، ونحن ما زلنا في بداية الأمر؛ إذ ستشهد هذه الخدمات تطورًا كبيرًا قد يتسبب في إلغاء أي وظيفة متعلقة بخدمة العملاء في قطاع البنوك في السنواتر المقبلة.
وأحد أكبر فوائد استخدام الذكاء الاصطناعي في القطاع المالي، هو تحسين عملية اتخاذ القرار المتعلقة بتقييم الائتمان والإقراض والاستثمار، والذكاء الاصطناعي وقدراته في الاستفادة من الكم الهائل من البيانات التي تولدها المؤسسات المالية سيُعزز عمليات اتخاذ القرار؛ سواءً بالنسبة للموظفين العاملين في البنوك من عمليات الموافقة على القروض والائتمان، أو حتى تحسين اتخاذ القرار بالنسبة للخدمات المؤتمتة والرقمية؛ حيث سيُوفِّر الذكاء الاصطناعي القدرة على تقييم المخاطر الائتمانية وبنفس الوقت سيكون قادرًا بنفسه على اتخاذ القرار للموافقة أو الرفض لأي عملية ائتمانية دون الرجوع للبشر.
أيضًا الذكاء الاصطناعي قادرٌ على فتح وإغلاق الحسابات، وقد لاحظنا إدراج العديد من البنوك لمثل هذه الخدمات ضمن خدماتها المصرفية الرقمية. كما يُمكن للذكاء الاصطناعي أن يتنبأ ما إذا كان العملاء الأفراد أو الشركات على وشك إلغاء حساباتهم بناء على سجلاتهم البنكية، مثل عدد مرات تسجيل الدخول أو إيداع الأموال، وبالتالي يُمكن للبنوك تفادي هذا الأمر من خلال تقديم بعض العروض للعملاء، أو حتى تقديم بعض التحسينات في تجربتهم الشخصية. ومن هنا تأتي أهمية الذكاء الاصطناعي في أن يقدم للعملاء تجربة شخصية بناءً على متطلباته ومتغيراته الشخصية، ولهذا سنجد في قادم الوقت خدمات أكثر شخصية تقدمها البنوك لعملائها، مثل بطاقة ائتمانية تناسب العميل نفسه وحده، أو نوع حساب مناسب له بشكل أكبر، أو تسهيلات في عمليات الدفع تناسب ظروفه المالية أو حتى تناسب طبيعة عمله.
الخلاصة.. أن قطاع البنوك سيشهد طفرة كبيرة في عملية التحوُّل التشغيلي والخدمي مع دخول الذكاء الاصطناعي، وسنجد وظائفَ تنتهي مثل وظائف خدمة العملاء، ووظائف متعلقة بالتحليل الائتماني ومكافحة الاحتيال، أو حتى بعض وظائف المبيعات والتسويق، إلّا أن الذكاء الاصطناعي سيخلق وظائف جديدة في قطاع البنوك، مثل مُبرمِج ذكاء اصطناعي أو مُتخصص أمن سيبراني أو مدير أنظمة الذكاء الاصطناعي. وعلى جانب آخر، ستُوفِّر البنوك خدمات "أكثر ملاءمة شخصية" لعملائها، تتناسب معهم ومع طبيعة أعمالهم الشخصية أو التجارية، ولكن ينبغي الانتباه إلى أنَّ الخطأ في برمجة الذكاء الاصطناعي قد يُسبب كارثة في المستقبل، ولهذا ما نُبرمِجه اليوم وما نُدخله في بيئة أعمالنا هو ما سيُحدد شكل تواجدنا المستقبلي كمؤسسات بنكية، وما نتعلمه اليوم ونُطوِّرُه من مهارات، سيُحدد ما إذا كُنا سنخسر وظائفنا أم سنُطوِّرُها كأفراد وعاملين في قطاع البنوك.
رابط مختصر