قلل محللان سياسيان، تحدثا لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟"، من مسألة الخلافات بين واشنطن وتل أبيب، ويعتبران أنها تتعلق بالتفاصيل فقط، بدليل أن الولايات المتحدة لم تضغط على حليفتها من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وقرارها في مجلس الأمن الدولي بشأن غزة لم ينص على معاقبة إسرائيل على قتلها أكثر من 30 ألف فلسطيني في قطاع غزة.

وقال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، الدكتور خليل العناني، إنه رغم الخلافات الظاهرية بين الطرفين، فإن الدعم الأميركي غير المحدود لإسرائيل لا يزال مستمرا سياسيا وعسكريا.

وأوضح أن واشنطن وتل أبيب تتفقان على عدم تكرار هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول، وعدم خروج حركة المقاومة الإسلامية (حماس) منتصرة من الحرب، ونزع سلاح المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة. أما الخلاف بينهما فهو حول كيفية تطبيق هذه الأهداف، فالولايات المتحدة مثلا -يقول أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية- لم تكن ترغب بحرب برية واسعة في قطاع غزة، لكن إسرائيل لم تستمع إليها، كما أنها لا ترغب بإعادة احتلال إسرائيل للقطاع مرة أخرى.

وفي المقابل ترى إسرائيل أن هناك حاجة لأن تعيد احتلال قطاع غزة لتأمين مستوطنات غلاف القطاع، كما أنها ترغب في القيام بهجوم عسكري شامل على رفح جنوبي القطاع، بحجة التخلص من حماس وأيضا في محاولة لتهجير الفلسطينيين ودفعهم للنزوح باتجاه مصر، وهو ما ترفضه واشنطن.

كما يختلف الأميركيون والإسرائيليون -يضيف العناني في حديثه لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟"- حول تصورات ما بعد الحرب، حيث ترى تل أبيب أن كل ما في غزة يجب أن يكون تحت سيطرتها بشكل كامل، في حين تطرح واشنطن أمرين: إما إعادة تأهيل السلطة الفلسطينية مرة أخرى لتتحكم هي في القطاع، أو إنشاء سلطة محلية من خلال عشائر وقبائل.

وخلص العناني إلى أن الموقف العام الأميركي يقضي بتقديم الدعم الكامل لإسرائيل وعدم الخلط بينها وبين رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، مؤكدا أن الرئيس جو بايدن يراهن على الدعم اليهودي المالي خلال الانتخابات القادمة.

وفي هذا السياق، ذكر أن كلام تشاك شومر، السيناتور الأميركي وزعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الذي انتقد فيه الموقف الإسرائيلي، لم يكن حبا في الفلسطينيين وإنما خوفا على مصلحة إسرائيل، حيث يخشى عليها من نتنياهو. والدليل أن شومر نفسه لم يرفض دعوة نتنياهو للحديث أمام الكونغرس الأميركي.

مشروع القرار الأميركي الأخير في مجلس الأمن يربط وقف إطلاق النار بمسار التفاوض لإطلاق الأسرى (الجزيرة)

وما يؤكد الدعم الأميركي لإسرائيل هو أن مشروع القرار الأميركي الأخير في مجلس الأمن الدولي يدعو لوقف مؤقت لإطلاق النار في غزة، ويربط وقف إطلاق النار بمسار التفاوض، ولا يطالب بشكل واضح بانسحاب إسرائيل من قطاع غزة، ولا ينص على معاقبة إسرائيل على قتل ما لا يقل عن 30 ألف فلسطيني.

وفي تقدير الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور مهند مصطفى، فإن أولوية إسرائيل هي أن تستمر الحرب في قطاع غزة، مؤكدا أن رئيس وزراء إسرائيل يعلم أن التحالف الإستراتيجي بين تل أبيب وواشنطن يدور حول التفاصيل.

وقال إن نتنياهو يرى أنه يمكن تحقيق أهداف الحرب والقضاء على حركة حماس من خلال العمليات العسكرية فقط، بينما تعتقد واشنطن أن العمليات العسكرية هي أداة، وأنه لا بد من اتخاذ خطوات سياسية ودبلوماسية في هذا السياق.

وبشأن تصريحات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من أن الهجوم على رفح لن يحقق الهدف الذي تسعى إليه إسرائيل ويهدد بعزلها عن العالم، أوضح مصطفى أن هذا التصريح سيؤدي إلى حراك سياسي داخل إسرائيل، وهو جزء من الضغط الأميركي على إسرائيل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات فی قطاع غزة فی مجلس

إقرأ أيضاً:

محللان: هذه خيارات حماس في التعاطي مع العدوان الإسرائيلي وتداعياته

يرى محللان سياسيان أن هناك عدة اعتبارات تأخذها فصائل المقاومة الفلسطينية في الحسبان في تعاطيها مع المتغيرات التي يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى فرضها عبر استئناف عدوانه على قطاع غزة والتهديد بمفاوضات تحت النار.

وحسب الكاتب الصحفي والمحلل السياسي وسام عفيفة، فإن الفصائل الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) تأخذ في الاعتبار أن الضامنين والوسطاء يفترض أن يتحملوا مسؤولية كبيرة الآن، لأن هناك اتفاقا تم التوقيع عليه ووافقت عليه حماس، ويفترض أنه تم الانتهاء من المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وبالتالي الذهاب إلى المرحلة الثانية.

وما تأخذه حماس في الحسبان أيضا هو أن الضامن الأساس في الاتفاق هو الإدارة الأميركية ومبعوثها للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف، الذي يقول عفيفة إنه تراجع عن موقفه السابق وتماهى مع الرواية الإسرائيلية، رغم أنه قدم مقترحا وتعاملت معه حماس بإيجابية وطالبت بوضعه في الإطار التنفيذي بين المرحلة الأولى والثانية من الاتفاق.

ووفق عفيفة، فإن حركة حماس تملك ورقة الأسرى، وتدرك أنه لا يمكن للاحتلال أن يسترجع هؤلاء الأسرى عبر العمليات العسكرية، بل إن هناك مخاطر حقيقية على حياتهم، وهذا يعني أن الوسطاء والجمهور الإسرائيلي سيدركون أن من يفجر الاتفاق هو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

إعلان

وعن خيارات حماس والمقاومة على ضوء التطورات الراهنة، يرى عفيفة أن أمامها خيارين: إما الاستمرار في المفاوضات خلال المرحلة القادمة إذا كان هدف الاحتلال من استئناف العدوان هو الضغط، لكن في حال اتسع نطاق العدوان والإبادة الإسرائيلية، فإن حماس لن تقبل بالاستمرار في التفاوض وستنسحب لتبين للإسرائيليين بأن نتنياهو قرر أن يحكم بالإعدام على الفلسطينيين وعلى الأسرى الإسرائيليين.

وقال إن العودة إلى المربع الأول من الحرب لن يحقق للاحتلال الإسرائيلي أهدافه، خاصة أنه على مدار أكثر من سنة فشل نتنياهو في تحقيق وعوده للإسرائيليين.

وخلص الكاتب الصحفي والمحلل السياسي إلى أن الأيام القليلة القادمة سوف تكون حاسمة في طريق تعاطي حماس مع العدوان الإسرائيلي، فإما تستمر في الإطار التفاوضي أو تتجه نحو الرد والاشتباك مع الاحتلال الإسرائيلي في غزة.

وكان طاهر النونو، المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس قال للجزيرة في وقت سابق إن الحركة تتواصل مع الوسطاء وأطراف دولية فاعلة لوقف العدوان الإسرائيلي، مؤكدا أنه لا حاجة لبحث اتفاقات جديدة في ظل وجود اتفاق وقعت عليه كل الأطراف برعاية دولية.

موقف تصعيدي

وحسب الكاتب المختص في الشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي يسعى إلى الاستمرار في موقفه التصعيدي حتى يظهر نفسه كبطل استطاع أن يطيح بحماس، لأن غير ذلك ستكون ضربة قاضية تنهي حياته السياسية خاصة في ظل الاحتجاجات الداخلية المتصاعدة.

ويقول جبارين إن نتنياهو ذهب إلى الحرب على غزة لأهداف سياسية انتخابية ائتلافية في المقام الأول، رغم تذرعه بأهداف إستراتيجية لإسرائيل، ولكن مسألة الإطاحة بحماس يوجد عليها إجماع داخل إسرائيل، حسب جبارين.

ويذكر أن إسرائيل استأنفت الثلاثاء عدوانها على قطاع غزة، من خلال تصعيد عسكري كبير شمل معظم مناطق القطاع واستهدف المدنيين وقت السحور، في أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة في يناير/كانون الثاني الماضي.

إعلان

يشار إلى أن إسرائيل عطلت الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، ورفضت الالتزام ببنود أساسية بينها بدء الانسحاب من محور فيلادلفيا على الحدود الفلسطينية المصرية، كما أنها أوقفت المساعدات وقطعت الكهرباء عن القطاع.

مقالات مشابهة

  • اجتماع عربي يدعو واشنطن للضغط على إسرائيل لوقف انتهاك اتفاق غزة
  • قادة عسكريون سابقون: استئناف نتنياهو الحرب خيانة للجنود والأسرى
  • نتنياهو ينقل النيران إلى تل أبيب.. وبن غفير يعود رسميًا
  • تل أبيب لم تغلق باب التفاوض..تطورات جديدة في قطاع غزة | ماذا يحدث؟
  • محللان: هذه خيارات حماس في التعاطي مع العدوان الإسرائيلي وتداعياته
  • محللون: الدعم الأميركي شجع نتنياهو ولا يمكن إنهاء حماس لا بالحرب ولا بالصفقات
  • نتنياهو يتعهد باستمرار الحرب حتى تحقيق الأهداف.. ما حدث ليس إلا البداية
  • احتجاجات في تل أبيب بعد إعلان استئناف الحرب على غزة
  • “لن نوقف الحرب في غزة”.. تل أبيب تشترط إطلاق كافة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس مقابل وقف النار
  • عودة الحرب على غزة.. إسرائيل تتوعد "بالجحيم" وأول تعليق من واشنطن