محللان: واشنطن وتل أبيب تتفقان في الأهداف وتختلفان بالتفاصيل
تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT
قلل محللان سياسيان، تحدثا لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟"، من مسألة الخلافات بين واشنطن وتل أبيب، ويعتبران أنها تتعلق بالتفاصيل فقط، بدليل أن الولايات المتحدة لم تضغط على حليفتها من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وقرارها في مجلس الأمن الدولي بشأن غزة لم ينص على معاقبة إسرائيل على قتلها أكثر من 30 ألف فلسطيني في قطاع غزة.
وقال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، الدكتور خليل العناني، إنه رغم الخلافات الظاهرية بين الطرفين، فإن الدعم الأميركي غير المحدود لإسرائيل لا يزال مستمرا سياسيا وعسكريا.
وأوضح أن واشنطن وتل أبيب تتفقان على عدم تكرار هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول، وعدم خروج حركة المقاومة الإسلامية (حماس) منتصرة من الحرب، ونزع سلاح المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة. أما الخلاف بينهما فهو حول كيفية تطبيق هذه الأهداف، فالولايات المتحدة مثلا -يقول أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية- لم تكن ترغب بحرب برية واسعة في قطاع غزة، لكن إسرائيل لم تستمع إليها، كما أنها لا ترغب بإعادة احتلال إسرائيل للقطاع مرة أخرى.
وفي المقابل ترى إسرائيل أن هناك حاجة لأن تعيد احتلال قطاع غزة لتأمين مستوطنات غلاف القطاع، كما أنها ترغب في القيام بهجوم عسكري شامل على رفح جنوبي القطاع، بحجة التخلص من حماس وأيضا في محاولة لتهجير الفلسطينيين ودفعهم للنزوح باتجاه مصر، وهو ما ترفضه واشنطن.
كما يختلف الأميركيون والإسرائيليون -يضيف العناني في حديثه لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟"- حول تصورات ما بعد الحرب، حيث ترى تل أبيب أن كل ما في غزة يجب أن يكون تحت سيطرتها بشكل كامل، في حين تطرح واشنطن أمرين: إما إعادة تأهيل السلطة الفلسطينية مرة أخرى لتتحكم هي في القطاع، أو إنشاء سلطة محلية من خلال عشائر وقبائل.
وخلص العناني إلى أن الموقف العام الأميركي يقضي بتقديم الدعم الكامل لإسرائيل وعدم الخلط بينها وبين رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، مؤكدا أن الرئيس جو بايدن يراهن على الدعم اليهودي المالي خلال الانتخابات القادمة.
وفي هذا السياق، ذكر أن كلام تشاك شومر، السيناتور الأميركي وزعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الذي انتقد فيه الموقف الإسرائيلي، لم يكن حبا في الفلسطينيين وإنما خوفا على مصلحة إسرائيل، حيث يخشى عليها من نتنياهو. والدليل أن شومر نفسه لم يرفض دعوة نتنياهو للحديث أمام الكونغرس الأميركي.
مشروع القرار الأميركي الأخير في مجلس الأمن يربط وقف إطلاق النار بمسار التفاوض لإطلاق الأسرى (الجزيرة)وما يؤكد الدعم الأميركي لإسرائيل هو أن مشروع القرار الأميركي الأخير في مجلس الأمن الدولي يدعو لوقف مؤقت لإطلاق النار في غزة، ويربط وقف إطلاق النار بمسار التفاوض، ولا يطالب بشكل واضح بانسحاب إسرائيل من قطاع غزة، ولا ينص على معاقبة إسرائيل على قتل ما لا يقل عن 30 ألف فلسطيني.
وفي تقدير الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور مهند مصطفى، فإن أولوية إسرائيل هي أن تستمر الحرب في قطاع غزة، مؤكدا أن رئيس وزراء إسرائيل يعلم أن التحالف الإستراتيجي بين تل أبيب وواشنطن يدور حول التفاصيل.
وقال إن نتنياهو يرى أنه يمكن تحقيق أهداف الحرب والقضاء على حركة حماس من خلال العمليات العسكرية فقط، بينما تعتقد واشنطن أن العمليات العسكرية هي أداة، وأنه لا بد من اتخاذ خطوات سياسية ودبلوماسية في هذا السياق.
وبشأن تصريحات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من أن الهجوم على رفح لن يحقق الهدف الذي تسعى إليه إسرائيل ويهدد بعزلها عن العالم، أوضح مصطفى أن هذا التصريح سيؤدي إلى حراك سياسي داخل إسرائيل، وهو جزء من الضغط الأميركي على إسرائيل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات فی قطاع غزة فی مجلس
إقرأ أيضاً:
سفير مصر السابق في تل أبيب: إسرائيل توقعت عزل محمد مرسي
كشف السفير عاطف سالم، سفير مصر السابق في تل أبيب، طبيعة العلاقات بين مصر وإسرائيل إبان حكم المعزول محمد مرسي، قائلا: "محمد مرسي لم يكن له أي حيثية أو قيمة"، لافتا إلى أن الجانب الإسرائيلي عند تعيين محمد مرسي درسوا شخصيته، وكانوا متوقعين أن مرسي لن يستمر طويلا وأن الشعب المصري سيرفضه.
وأشار سالم، خلال لقائه مع الإعلامي محمد الغزيري، ببرنامج "الصالون" المذاع عبر فضائية "الشمس"، إلى أن الجماعات المتطرفة أمثال داعش وغيرها لم يقتربوا من إسرائيل وما يقولونه مجرد شعارات زائفة، لافتا إلى أن إسرائيل تبحث أن يكون لها وضعية مركزية في الشرق الأوسط لتنفيذ سياساتها، وتستخدم لتحقيق هدفها الدعم الغربي.
اليهود الحريديم يتظاهرون في شوارع تل أبيب رفضا للتجنيد حماس تستفز إسرائيل بفيديو جديد للأسرى.. وغضب عائلاتهم يشعل تل أبيبوأكد أن ما يمس المصالح المصرية هو ما يؤثر على قرارات الرئيس المصري بشكل عام، وبناءا عليها يتحركون، معلقا: "الرئيس مبارك وقف تماما أمام عملية تبادل الأراضي، وقال وقتها ما يقولوه كلام فارغ".
ولفت إلى أن المجتمع الإسرائيلي مجتمع مُركب من مجموعة من العرقيات والأجناس المختلفة، وكذلك التركيبات الدينية المتعددة.
وأشار إلى أن هناك 20 هوية يهودية داخل إسرائيل، وأبرزها السفردين ويُطلق عليهم يهود الشرق وكانوا يعيشون في إسبانيا، وليس في الشرق العربي، وانتشروا في عدد من الدول مثل هولندا.
وأوضح السفير عاطف سالم، سفير مصر الأسبق في تل أبيب، أن الفروق بين الهويات اليهودية كثيرة، منوها بأن هناك فئات ضد الصهيونية من اليهود، حيث أنهم يعتقدون أن الحركة الصهيونية تسرعت وأنشأت الدولة قبل الميعاد.
ونوه إلى أن هناك 20% من الطوائف اليهودية متشددة، منوها بأن الستة أحزاب الموجودة حاليا داخل إسرائيل متطرفة، وبعضهم كانت أحزاب غير صهيونية في البداية.
وأشار إلى أن إسرائيل مر عليها نحو 120 حزب، والأحزاب لديها متداخلة مع بعضها، حيث يمكن أن ينبثق حزب عن حزب آخر، أو قد يتحد حزبين معا ويكونوا حزب جديدة.
ولفت إلى أنه مر على إسرائيل منذ عام 1948 حتى الآن نحو 37 حكومة، والحكومة الإسرائيلية الحالية هى الأكثر تشددا وتطرفا في تاريخ إسرائيل، حيث أنها تتكون من 6 أحزاب متطرفة.