"يبحث عن نبات السحر ويفتح باب الجنة".. تعرف على خطة حسن الصباح في "الحشاشين"
تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT
يواصل حسن الصباح أبحاثه على نبات السحر الذي أحضره له زيد ابن سيحون ضمن أحداث الحلقة الثانية عشر من “الحشاشين” ويسأل رجاله برزك آميد وزيد بن سيحون عن أحلام الناس ليخبراه أن المكان الوحيد الممكن لتحقيق تلك الأحلام هي الجنة، ويخطط لإيهام أحد الشباب بدخول الجنة التي يحلم بها ويوعده بها في الآخرة، ويأتي سعد ويشم نبات الحشائش ويدخل الجنة في الحلم ويرى حوريات الجنة، وبعدها يلتقي حسن الصباح ويوعده بدخوله الجنة بعد الموت.
ويقول حسن الصباح لـ زين بن سيحون: “إيه اللي نقدر نقدمه لأحبابنا عشان حلم الجنة حلم يوعدهم أن الجنة ممكنة، واللي يقدم حلم الجنة قادر على تحقيق دخولهم الجنة.. مين يقدر على الحلم ده؟ صاحب مفتاح الجنة، واللي هيشوف الحلم هيكون دايمًا مشتاق للحقيقة".
تفاصيل مسلسل "الحشاشين"
مسلسل "الحشاشين" تدور أحداث حول أحداث حقيقية تاريخية حيث يحكي قصة حسن الصباح مؤسس جماعة الحشاشين، وهي واحدة من الجماعات التي تبنت الفكر المتطرف منذ عدة قرون، حيث يتناول العمل بداية المجموعات المتطرفة والإرهاب في العالم، وتلك الجماعة اشتهرت في ذلك العصر والقيام باغتيالات دموية لشخصيات مهمة، وكان اسمها يثير في نفوس المسلمين والمسيحيين على السواء الرعب والفزع.
أبطال مسلسل "الحشاشين"
مسلسل "الحشاشين" يضم نخبة من ألمع نجوم الفن فهو من بطولة النجم كريم عبد العزيز، ويشاركه كلًا من فتحي عبد الوهاب، أحمد عيد، إسلام جمال، نيقولا معوض، سامي الشيخ، ياسر علي ماهر، وغيرهم من النجوم، والعمل من تأليف الكاتب عبدالرحيم كمال، ومن إخراج بيتر ميمي.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: النجم كريم عبد العزيز تفاصيل مسلسل الحشاشين مسلسل الحشاشين نيقولا معوض الحلقة الثانية عشر فتحي عبد الوهاب حسن الصباح
إقرأ أيضاً:
أن ترى ما لا يُرى .. السحر كتجربة معرفية
لم يكن غوتساف كوهن يتجاوز الثالثة عشرة من عمره حين أخرج صديقه بيضة من أذنه. كان المشهد مذهلًا، ولم يخف سحره حتى بعد أن عرف أن البيضة مصنوعة من الفوم، وأنها كانت ببساطة مخبأة في يد صديقه.
ذلك الحادث البسيط كان لحظة البداية، بداية هوس طويل حول كيف يمكن لعقل الإنسان أن يُخدع ليُصدّق ما لا يُعقل. هذا الهوس قاد كوهن لاحقًا ليصبح ساحرًا، لكن مسيرته لم تتجه نحو المسرح وحده، بل امتدت نحو المختبر. فعلى الرغم من احترافه لخدع الخفة، إلا أن كوهن بات اليوم عالمًا نفسيًا، يعمل على تأسيس ما يسميه «علم السحر» حقل يجمع بين الحيل البصرية وتقنيات علم الأعصاب لفهم أعمق لآليات الإدراك والوعي واتخاذ القرار.
بدأ هذا المجال يتبلور منذ أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وتجاوزت منشوراته العلمية حتى الآن 150 ورقة بحثية. تعتمد هذه الأبحاث على استخدام الخدع السحرية لتشريح التجربة الواعية وكشف كيف تلعب التوقعات المسبقة دورًا حاسمًا في تشكيل رؤيتنا للواقع، بل وفي خلق إحساس زائف بالسيطرة على قراراتنا.
الافتراض المحوري في هذا الحقل هو أن الدماغ لا يتعامل مع العالم بشكل مباشر، بل يبني نماذج تنبؤية مسبقة لما «يُفترض» أن يحدث. هذه النماذج تُرشد إدراكنا، وتملأ الفراغات حين تكون المعلومات الحسية غير مكتملة. وحين يحدث تعارض بين الواقع والنموذج الداخلي، تظهر المفاجأة أو الخدعة. ففي خدعة «اختفاء الكرة» مثلًا، يقوم الساحر بتكرار حركة رمي الكرة في الهواء عدة مرات، ثم يكرر الحركة ذاتها دون أن يرمي الكرة فعليًا. ومع ذلك، فإن معظم الحاضرين يزعمون أنهم رأوا الكرة ترتفع فعلًا. ليس لأنهم خُدعوا بصريًا، بل لأن أدمغتهم افترضت أنها سترتفع، وملأت الصورة المفقودة.
هذا النمط من التلاعب الإدراكي ينطبق كذلك على اتخاذ القرار. في إحدى التجارب، طُلب من المشاركين اختيار ورقة من مجموعة، في مشهد يبدو عشوائيًا. لكن الساحر، من خلال إشارات غير لفظية دقيقة كتحريك اليد بشكل معين، أو تكرار كلمات بعينها، دفع المشاركين نحو اختيار الورقة التي يريدها. 18% منهم اختاروا الورقة المحددة، وهي نسبة تفوق الاحتمال العشوائي بعشر مرات. ما هو لافت أن هؤلاء الأشخاص جميعهم اعتقدوا أنهم اختاروا بحرية تامة، هذه الظاهرة تُعرف في الأدبيات النفسية بـ«وهم الإرادة»، حيث يظن الإنسان أنه يتخذ قراراته بنفسه، في حين أن اختياره كان موجهًا دون وعي.
وهذه ليست حالة نادرة. في تجربة أخرى اعتمدت على خدعة تُسمى «الإكويفوك»، يُطلب من الشخص ببساطة لمس ورقتين من أربع، دون توضيح ما إذا كانت الورقة التي لمسها ستُحتفظ أو تُستبعد. الساحر يختار ما يشاء في كل مرة، موجهًا الاختيار نحو النتيجة التي يريدها، دون أن يشعر الشخص بأنه مُسيّر. وعندما تكررت الخدعة فورًا أمام أعين المشاركين، فشل معظمهم في إدراك التلاعب، مما يشير إلى أن الشعور بالتحكم في القرار قد لا يكون انعكاسًا حقيقيًا لما يحدث في الواقع.
هذه النتائج أثارت اهتمام باحثين آخرين في مجالات التعليم والإبداع. فقد وجدت عالمة النفس آموري دانِك أن خدع السحر تُحفّز لدى المشاركين ما يُعرف بـ«لحظة الآه»، وهي ومضة الفهم المفاجئة التي تصاحب حل اللغز أو كشف الخدعة. هذه اللحظة تُنشّط مراكز المكافأة في الدماغ وتُحسن من الذاكرة والاحتفاظ بالمعلومة. تشير دانِك إلى أن توظيف لحظات الدهشة هذه قد يكون فعالًا جدًا في بيئات التعليم؛ لأن المتعلم يظلّ متفاعلًا ومندفعًا لاكتشاف المجهول.
كوهن وزملاؤه ذهبوا إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث قاموا بمزج الخدع السحرية مع تقنيات التصوير العصبي، بهدف دراسة كيف تتولد الأفكار، أو حتى كيف يمكن «زرع فكرة» داخل عقل أحدهم، ثم تحليل أثر ذلك على الإبداع والتفكير النقدي. كما أشار بعض الباحثين إلى إمكانية استخدام هذا المجال لكشف الأنماط الذهنية المشتركة بين خدع السحرة وأساليب الخداع في الجرائم الإلكترونية أو الاحتيال المالي، في خطوة تهدف إلى تعزيز الوعي النقدي في مواجهة التضليل.
ورغم حماسة بعض الباحثين، لا يخلو المجال من الجدل. فبعض علماء النفس يشتكون من ضعف الضوابط المنهجية في بعض الدراسات، فيما يرى آخرون أن الخدع المستخدمة ليست جديدة، بل مجرد تطبيقات مثيرة لأفكار نفسية قديمة. مع ذلك، يبدو أن «علم السحر» وجد لنفسه مساحة بين حقول العلم المعرفي؛ لأنه ببساطة يُحاكي الطريقة التي نعيش بها واقعنا لا كما هو، بل كما نُدركه.
بعد خمسة وعشرين عامًا من العمل، لم يعد كوهن مهووسًا ببيض الفوم الذي أخرجه من أذنه في صغره، لكنه لا يزال مفتونًا بالسحر كوسيلة لفهم العقل. ويؤمن، كما يقول في ختام حديثه: إن معرفة كيف تعمل الخدعة لا تُفسد السحر، بل تُعززه: «أنا أحب السحر، وأؤمن بشدة أننا فقط نزيده جمالًا».
وهم التحكم... وعلم الأعصاب السحري
لا يتوقف وهم الإرادة عند الخدع البصرية المباشرة، بل يظهر بشكل أقوى حين يستخدم السحرة ما يُعرف بتقنية «الإكويفوك». في هذه الخدعة، يُطلب من الشخص ببساطة أن «يلمس» ورقة من مجموعة أوراق دون أن يُحدَّد له مسبقًا ما إذا كانت الورقة التي لمسها ستُحتفظ أو تُستبعد. الساحر -هنا- يحتفظ بحرية تقرير النتيجة بعد الفعل، بناءً على ما لمس الشخص. وفي كل مرة، يمكن توجيه العملية لتُفضي إلى اختيار الورقة المطلوبة. ورغم وضوح الخدعة بعد شرحها، يُظهر الباحثون أن المشاركين يعتقدون فعليًا أنهم اختاروا بأنفسهم، حتى بعد تكرار التجربة فورًا بالطريقة نفسها.
هذه القوة في توليد وهم الاختيار دفعت كوهن وزميلته الباحثة أليس باييس إلى إجراء تجربة أكثر تطورًا. قامت باييس بتسجيل مقطع مصوّر توجه فيه كلمات مبهمة إلى المشاركين، تطلب منهم فيها تخيل «شاشة ذهنية» يرون عليها تفاصيل بطاقة لعب، دون أن تُصرّح باسمها. في أثناء حديثها، تقوم بحركات صغيرة بأصابعها ترمز إلى شكل معين (كأن ترسم ماسة في الهواء، أو تشير إلى الرقم 3)، ما يوحي بشكل غير واعٍ بأن البطاقة المقصودة هي ثلاثية الماسات. النتائج أظهرت أن نسبة من اختاروا هذه البطاقة بلغت 17.8%، أي أكثر بعشر مرات من الاحتمال الإحصائي الطبيعي.
الأمر اللافت أن المشاركين لم يدركوا أنهم تعرضوا لأي نوع من التوجيه، واعتقدوا أن اختيارهم كان حرًا تمامًا. يقول كوهن: «إنها إحدى أقوى صور وهم الإرادة التي يمكن ملاحظتها تجريبيًا». بل إن هذه الحالة بقيت راسخة، حتى حين تمت إعادة تنفيذ نفس التجربة بعد لحظات فقط، مما يدل على مدى رسوخ هذا النوع من الأوهام في وعينا.
هذا كله يشير إلى نقطة جوهرية: الكثير من اختياراتنا اليومية -تلك التي نظن أنها نتيجة تفكير حر ومستقل- قد تكون في الواقع مبنية على إشارات غير واعية، ومحفّزات تلقائية، أو توقعات داخلية يزرعها السياق المحيط.
وفي خضم هذه الظاهرة، يتجلى السحر كأداة لاختبار آليات العقل ذاتها، بما فيها تلك المتعلقة بالحرية والقرار والانتباه. وقد أصبح واضحًا، بالنسبة للعديد من علماء النفس، أن لحظة إدهاش المتفرج ليست مجرد لحظة ترفيه، بل نافذة إلى فهم أعمق للطريقة التي نصنع بها الواقع في عقولنا.
من المسرح إلى المختبر... وإلى الفصول الدراسية
مع تراكم التجارب والنتائج، بدأ «علم السحر» يفرض نفسه تدريجيًا داخل مجتمعات البحث العلمي. ولم يَعُد يُنظر إليه كمجرد محاولة طريفة لفهم الدماغ، بل كوسيلة منهجية يمكنها أن تسلّط الضوء على خبايا العمليات المعرفية المعقدة. ومع ذلك لا يخلو المجال من الانتقادات.
جيف كول، الباحث في علم النفس من جامعة إسكس البريطانية، عبّر عن قلقه من أن بعض الدراسات في هذا الحقل تفتقر إلى الصرامة المنهجية. يقول: إن بعض الأوراق العلمية لم تراعِ أهم المبادئ الأساسية في البحث، مثل التحكم في العوامل المتداخلة، مشيرًا إلى أن المجال «مال كثيرًا نحو منطق العرض السحري على حساب منطق التجربة المحكمة».
أما ريتشارد وايزمان، من جامعة هيرتفوردشير، فقد عبّر عن وجهة نظر أخرى. برأيه، فإن العديد من الأوهام الإدراكية التي يعاد اكتشافها اليوم في علم السحر، ليست جديدة بالكامل، بل تُعد «تطبيقات أنيقة» لأفكار سبق أن ناقشها علم النفس المعرفي.
ومع ذلك، يعترف بأنها أدوات فعالة في التدريس، قائلًا: «ربما لا تضيف الكثير من الناحية النظرية، لكنها تُلهم الناس وتساعدهم على الفهم، وهذا لا يقل أهمية».
من جهته، لا ينكر كوهن وجود تفاوت في جودة الأبحاث، لكنه يشير إلى أن هذه التفاوتات أمر مألوف في معظم التخصصات الحديثة. ويضيف أنّ ما يُميّز علم السحر هو قدرته على تحفيز رؤى جديدة في مجالات تبدو غير متصلة به تمامًا.
واحدة من هذه المجالات هي حلّ المشكلات والإلهام الإبداعي. فقد لاحظت الباحثة آموري دانِك، من جامعة هايدلبرج، أن الأشخاص الذين طُلب منهم محاولة فهم خدعة سحرية أظهروا لحظات «آه!» (Aha Moments) أقوى من تلك التي تظهر في التجارب التقليدية التي تستخدم ألغازًا أو أحاجي منطقية.
وهذه اللحظات لم تكن مجرد انفعالات مؤقتة، بل تبعتها موجات من النشاط المعرفي المتزايد وتحسّن واضح في التذكّر والفهم.
وتقول دانِك: «الناس يشعرون برغبة حقيقية في معرفة كيف تعمل الخدعة. إنهم مندمجون بالكامل، وهذا يجعل التعلم أكثر عمقًا» من هنا، بدأ بعض التربويين في التفكير بكيفية إدخال هذا النوع من المحفزات إلى البيئة التعليمية، بحيث يُصبح الفصل الدراسي مسرحًا لحبّ الاكتشاف لا فقط لتلقّي المعلومات.
كوهن بدوره يعمل على دمج هذه المقاربات مع التصوير العصبي، في محاولة لفهم كيف يمكن إدخال فكرة معينة إلى عقل الإنسان – ليس بهدف السيطرة، بل لفهم كيف تتكون الأفكار، وكيف يمكن تحفيز الإبداع من خلال مفاجأة الدماغ واستفزازه بطريقة محسوبة.
لكن علم السحر لا يتوقف عند حدود الفهم النظري أو التحسين التربوي، بل بدأ يتقاطع مع قضايا أكثر حساسية مثل الخداع في الحياة اليومية. يشير كوهن إلى تشابه لافت بين حيل السحرة وتقنيات المحتالين والمخادعين، سواء في الإعلام أو التسويق أو حتى السياسة. ولهذا يرى أن بإمكان علم السحر أن يكون وسيلة لتعزيز التفكير النقدي، وتنبيه الناس إلى مدى هشاشة إدراكهم، وسهولة التلاعب بعقولهم حتى دون أن يشعروا.
بعد خمسة وعشرين عامًا في هذا المجال، يقول كوهن: إنّه لم يعد مهووسًا ببيض الفوم الذي أخرجه من أذنه طفلًا. لكنه اليوم، أكثر افتتانًا بالسحر من أي وقت مضى. لا بسبب خدعه، بل لأنه يضعنا في مواجهة مع أعمق سؤال:
هل نرى ما هو موجود فعلاً؟ أم ما اعتدنا توقعه؟
ويختم بالقول: «بالنسبة لي، معرفة كيف تعمل الخدعة لا يفسد السحر... بل يزيده إعجازًا»
خدمة تربيون عن مجلة «New Scientist»