طارق عبدالله

بعد رحلة عمل إلى منطقة أروا وتكتب بالإنجليزية (Arua)، شمال يوغندا، وفي رحلة العودة إلى السودان في منتصف شهر أكتوبر من العام 2019، بينما كنت أجلس علي متن الطائرة المتجهة إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا ومنها إلى الخرطوم، جلس بجانبي الصديق والزميل يلما (Yilma)، وتعني بالأمهرية الخصوبة والازدهار والرفاه، أمنيات الأبوين مجتمعة يقدمناها للمولود ليحملها معه طول العمر، كما أخبرني.

ظللنا نتجاذب أطراف الحديث وتعلو أصواتنا بالضحك في محاولة لكسر رتابة الجلوس والاستماع إلى أزيز الطائرة لساعات إلى حين إعلان لحظة الهبوط. ومن الأحاجي التي ما زلت أذكرها من ذلك الحوار، حين سألت يلما كيف الأوضاع في اثيوبيا، فكان رد يلما كالتالي (كنا نعيش بخير مع شياطين الجن والإنس يعرفوننا ونعرفهن ولكن اليوم هناك شيطان جديد دخل الينا في إثيوبيا لا نعرف كيف نتعايش معه اسمه فيسبوك.! ).

وأذكر بعدها وضع يلما يديه على رأسه وتأوه، ثم واصل الحديث (تطلق الإشاعة تجدها قد وصلت إلى أركان البلاد في دقائق معدودة، ينشر الكراهية ويثير النعرات بصورة لم نعرفها من قبل وفي مجتمع فقير كحالنا يموت كثير من الأبرياء اليوم قبل أن يتدخل الحكماء لتدارك الموقف. أما الدولة فهي عاجزة ضعيفة الموارد والمواهب لتفعل شيئا). وعندما قلت له أتفهم بعض الآثار السالبة التي تسببها أدوات العصر إذا تم استخدامها بصورة غير صحيحة، أو ربما هي تخوفات رجل من الجيل القديم شارف على الستين من عمره. وذكرت له كيف أن الشباب في السودان استطاعوا الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي في تنظيم أنفسهم وصناعة ثورة أطاحت بنظام شمولي حكم البلاد لثلاثين عاما. فكان تعليق يلما على حديثي صادماً وأكثر تشاؤماً (ربما نفيق يوما ولا نجد إثيوبيا التي نعرف بسبب فيسبوك).

هبطت الطائرة في مطار أديس أبابا، وغادر يلما إلى منزله واتجهت أنا إلى صالة انتظار الرحلة المتجهة الي الخرطوم.

بعد عام من ذلك الحوار، في منتصف نوفمبر 2020، اندلع صراع مسلح بين حكومة إقليم تيغراي، بقيادة جبهة تحرير تيغراي الشعبية، وقوات الدفاع الوطني الإثيوبية (إي إن دي إف) بمساعدة الشرطة الفيدرالية الإثيوبية وشرطة الولاية الإقليمية وقوات قبلية في إقليم أمهرا المجاورة ومنطقة عفر، مع ذكر تورط قوات الدفاع الإريترية في القتال مما جعل الإدارة الأمريكية تفرض عقوبات على رئيس الأركان الأريتري وضباط وقادة آخرين. استمر النزاع لعامين قبل أن ينتهي بتوقيع اتفاق سلام في نوفمبر 2022. وقد ارتُكبت العديد من الفظاعات وجرائم الحرب من قبل الطرفين أثناء النزاع مثل دفن الجرحى أحياء والتمثيل بالجثث واغتصاب النساء والآلاف من المدنين راحوا ضحية القصف والاستهداف، كما نزح حوالي 2 مليون مواطن في الإقليم يعيشون في حالة مجاعة، وانتشرت الأمراض وعبر الحدود نحو دول الجوار الكثير من الفارين يحملون معهم شهادات مفزعة عن ما حدث. منهم حوالي 80 عبر الحدود إلى شرق السودان في وقت مكبر من العام 2020 . وفي تقرير لموقع بي بي سي بتاريخ 23 نوفمبر 2021  وآخر للمركز الأوربي للسلام في 12 ابريل 2021، تحدث عن الدور الفاعل الذي لعبته وما زالت تلعبه وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي في نشر الأخبار الكاذبة وخطاب التحريض الذي يؤدي إلى العنف الاثني والقبلي لتغذية الصراع في إثيوبيا، وكان لفيسبوك نصيب الأسد فيها بنسبة تفوق ال80%. على الرغم من أن عدد مستخدمي فيسبوك لا يفوق الـ10% من سكان إثيوبيا ولكن استخدام اللغة المحلية بصورة تمارس فيها الكثير من السخرية والمقاطع الكوميدية، وما زالت، ساهمت في تعميق الانقسام الإقليمي والإثني الذي تعيشه إثيوبيا اليوم، إلى الحد الذي قامت فيه شركة ميتا بإزالة بوست نشر علي حساب رئيس الوزراء الرسمي علي منصة فيسبوك ووضع قيود على الحساب لمخالفة معايير المنصة والمساهمة في نشر خطاب الكراهية.

في السودان يبدو أن التقارير المبكرة التي تحدثت عن انتشار خطاب الكراهية والتحريض على العنف والتمييز، لم تجد هي الأخرى حظاً من الإنتباه، فكانت تقارير مؤتمر مناهضة التمييز وخطاب الكراهية من قبل منظمة الحق في السلام Right for Peace هي الأخرى، كحديث صديقي يلما، لم تجد حظها من الانتباه. وها هي الحرب تشتعل في السودان مصحوبة بانتشار واسع لخطاب الكراهية والتمييز ومنصات متخصصة في نشر الأخبار الكاذبة. وكما كان للحرب نصيب من المأساة التي يعيشها السودانيون اليوم من قتل وتشريد، أيضاً كان للشيطان، كما أسماه يلما، نصيب الأسد أيضا في تعميق الانقسام المجتمعي وتأجيج الحملات الإعلامية لأطراف الحرب بما يهدد بنهاية السودان الموحد الذي نعرف.

وكما هو الحال من بعضه، جاء تقرير مكتب مدير المخابرات الأمريكية لتحليل المخاطر في 5 فبراير للعام 2024، ليضع السودان وإثيوبيا معا تحت تصنيف واحد اضطراب داخل الدولة ((intrastate turmoil يهدد الأمن والسلم الدوليين. وزاد عليه بإنتشار خطر الجماعات الإرهابية في الحالة السوادنية.

وبعيداً عن نظرية المؤامرة، حيث لم تسلم ما تعرف بالدول المتقدمة والديمقراطية اليوم في عالمنا من مخاطر تفشي خطاب الجماعات المحرضة علي العنف والكراهية حيث تداعت جماعات لاقتحام مبنى الحكومة في العاصمة البرازيلية ريدوجانيرو وقبلها حادث اقتحام مبنى الكونقرس أو الكابتول (US Capitol) من قبل أنصار الرئيس السابق دونالد ترمب في 6 يناير 2021، وانتشر فيديو مفربك على نطاق واسع على فيسبوك في 5 فبراير 2024 للرئيس بايدن وعليه ديباجة هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية المعروفة اختصاراً بالبي بي سي على إنها المصدر يظهر فيها الرئيس بايدن يملس حفيدته بصورة غير لائقة، ويأتي ذلك في خضم الحملة الانتخابية التي تعيشها أمريكا.

مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بدروه قام بإنشاء مكتب خاص لخبراء في مكافحة خطاب الكراهية والعنف عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتصنيف خطاب الكراهية على أنه خطر عالمي وجاء ذلك مصحوباً بإعلان علي موقع الأمم المتحدة الإعلامي، حيث طالبت لجنة الخبراء كبريات شركات تكنولوجيا التواصل الاجتماعي بتغيير لوائح عملها للتتماشي مع حقوق الإسان وإيلاء ذلك الأولوية على الأرباح وعدم التساهل مع تجاوزات تعرض حقوق الإنسان والمبادئ الأساسية للعدالة والشفافية المتعارف عليها والمنصوصة في مقررات الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن والمعاهدات الدولية المعنية بهذا الشأن، للتعتيم، وكما طالبت اللجنة أصحاب الشركات بوضع خطة واضحة وجدول زمني لتنفيذ التغيرات المطلوبة. وبناء على تلك التصورات التي ستقدمها هذه الشركات سيكون تحديد التعامل معها.

وأخيراً إلى صديقي هل يا ترى قد اقتربنا من خلال هذه الإجراءات من الوصول إلى بداية معرفة كيفية التعامل أو التعايش مع الشيطان الذي يفتك ببلدينا ويهدد العالم اليوم؟ ننتظر ونرى..!

 

الوسوماثيوبيا السودان حروب أفريقيا فيسبوك مواقع التواصل

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: اثيوبيا السودان حروب أفريقيا فيسبوك مواقع التواصل

إقرأ أيضاً:

مختصون لـ"اليوم": الذكاء الاصطناعي عزز وسائل السلامة في العمل

في وقت يحتفل فيه العالم اليوم 28 أبريل باليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية في مكان العمل، تحت شعار «دور الذكاء الاصطناعي والرقمنه في العمل»، أكد مختصون لـ ”اليوم“ أن هذا اليوم ليس مجرد مناسبة عابرة، بل تأكيد على أهمية توفير بيئة عمل آمنة وصحية، بجانب تسليط الضوء على دور التقنيات والذكاء الاصطناعي في الحد من الإصابات المهنية.ضرورة الصحة والسلامة في العملبداية يقول استشاري طب الأسرة والمجتمع الدكتور محمد بكر قانديه:
"السلامة والصحة المهنية هما عنصران أساسيان لضمان بيئة عمل آمنة وصحية، إذ تهدف هذه الممارسات إلى حماية العمال من الإصابات والأمراض المهنية، حيث يواجه العمال في مختلف القطاعات بعض المخاطر المختلفة وخصوصًا العاملين في مجال البناء والمعدات وغيرها من الأعمال التي قد تسجل الحوادث والإصابات".محمد قانديه
أخبار متعلقة علامة HONOR في السعودية توسع وجودها في المملكة من خلال متجرها الراقي الجديد في الرياضمستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالخبر يستأصل بنجاح ورمين ضاغطين على النخاع الشوكي والأعصابوتابع: "هناك انعكاسات إيجابية عديدة تترتب على تطبيق أنظمة حماية العمال من الإصابات والأمراض والحوادث المهنية منها ضمان عدم تعرض العاملين للإصابات، إذ تساعد اشتراطات السلامة والصحة المهنية على الحد من المخاطر بشكل كبير من خلال تطبيق قواعد الحماية والسلامة داخل المنشآت، وأيضا زيادة الإنتاجية".
وأكمل: "فعند شعور جميع المنتسبين للعمل بالأمان والصحة تزداد إنتاجيتهم أكثر لأن البيئة التي يعملون فيها مهيأة بكل وسائل الراحة النفسية والسلامة، بالإضافة إلى ما سبق شعور العملاء بالثقة لكون تلك الجهات تطبق معايير السلامة والجودة، وأيضا هناك جانب مهم وهو الحد من تكاليف العلاجات والتعويضات التي تنتج عن الإصابات المهنية، فكلما أرتفعت معايير السلامة المهنية والجودة قلت المصاريف".تغيرات كبيرة بعالم العملوأكد د. قانديه أن شعار اليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية في مكان العمل لهذا العام والذي يحتفل به العالم تحت شعار "دور الذكاء الاصطناعي والرقمنة في العمل“ يعكس التغيرات الجذرية التي يشهدها عالم العمل، حيث أسهمت التقنيات والأدوات الرقمية الحديثة وأجهزة أنظمة التنبؤ بالحوادث في الحد من الإصابات المهنية، وتعزيز التدابير الوقائية، وتوفير تدريب عملي وآمن باستخدام تقنيات المحاكاة.
وبجانب ذلك أسهمت تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة في تحسين وسائل سلامة العمل، وتوفير برامج تدريبية تقنية لزيادة وعي الموظفين بلوائح السلامة والصحة المهنية، وتوفير أجهزة قابلة للارتداء للوقاية من حوادث الصناعة الخطرة، استخدام الروبوتات في أماكن العمل الأكثر خطورة، ومساعدة المؤسسات في تتبُّع مواقع العمال، وتقليل الإصابات الجسدية أو الصحية، ومراقبة المؤشرات الحيوية.الصحة النفسية في العملويتفق استشاري الطب النفسي الدكتور محمد إعجاز براشا مع الرأي السابق ويقول:
"موقع العمل جزء أساسي وضروري في حياة أي موظف، فالمنتسب للمنشأة يقضي ساعات طويلة قد تتجاوز 8 ساعات يوميًا، وهنا يحتاج أن تكون نفسيته مرتاحة حتى يتمكن من الإنتاجية بشكل أفضل".
وأكمل: "إذ تحتل الصحة النفسية في مكان العمل اهتمامًا كبيرًا من الجميع، وقد يعتريها بعض التحديات بسبب ضغوطات العمل، وبذلك فإن تجاوز الموظفين المشاكل النفسية داخل محيط العمل يساعدهم على تجاوز العقبات وتعزيز جودة العمل وزيادة الإنتاجية".محمد براشا
ولفت إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي والأجهزة الحديثة والمتطورة المرتبطة بالحفاظ على سلامة العاملين في بيئات العمل ساعدت كثيرًا في الحد من الحوادث والإصابات المرتبطة بالعمل، وأنعكس أثر ذلك إيجابًا على الصحة النفسية لجميع العاملين، ولكن يظل من المهم استمرار تكريس التوعية بمخاطر الإصابات والحوادث المهنية.
ونوه د. براشا أن الصحة النفسية في بيئة العمل تعد من المتطلبات الأساسية؛ لتحقيق التوازن والرفاهية بين الموظفين. حيث تؤثر بيئة العمل بشكل كبير على الصحة النفسية للأفراد، لذا من المهم أن تُعزز الصحة النفسية في أماكن العمل؛ لتقليل الضغوط ودعم الموظفين.
وأكمل أن غياب مهارات التواصل الجيدة التي تنعكس على الصحة النفسية بين إدارات جهة العمل والموظفين يسبب فقدان الثقة وضعف قدرة الفريق على التعاون، تراجع الإنتاجية، فتعامل الإدارة مع المشاكل النفسية لموظفيها بشكل احترافي يساعدها على تجاوز العديد من العقبات التي قد تهدد أسلوب وجودة العمل في المنشأة.نصائح الحفاظ على الصحة النفسية بالعملوخلص د. براشا إلى القول:
هناك بعض النصائح للحفاظ على الصحة النفسية في العمل وهي: التوازن بين العمل والحياة الشخصية، التواصل مع الإدارة في حال وجود مشكلات أو تحديات في بيئة العمل، الاحترام المتبادل مع جميع الموظفين فذلك يعزز الشعور بالأمان والانتماء في مكان العمل، الحرص على اكتساب المهارات بجانب تنمية القدرات الشخصية، تجنب التوتر والقلق والحرص على ممارسة الرياضة والهوايات المحببة،
ضرورة النوم الجيد وتجنب السهر، واتباع نظام غذائي صحي ومتوازن يساعد في تعزيز الصحة النفسية ويمنح الطاقة والحيوية ويساعد على زيادة الإنتاجية.السلامة والوقاية في بيئات العملمن جهتها شددت خبيرة السلامة المهنية نوال مساوى على أهمية تعزيز ثقافة السلامة والوقاية في بيئات العمل، معتبرة أن“كل حادث يمكن الوقاية منه بتخطيط سليم، وتطبيق صارم لمعايير الصحة والسلامة المهنية”، ومؤكدةً أن الإحصاءات العالمية لا تزال مقلقة، حيث تشير تقديرات منظمة العمل الدولية إلى أن أكثر من مليونَي شخص يفقدون حياتهم سنويًا بسبب حوادث العمل أو الأمراض المهنية. وأضافت:“خلف كل رقم قصة إنسانية، وأسرة تتضرر، وشركة تخسر من إنتاجيتها واستقرارها”.نوال مساوى
وأوضحت مساوى أن الكثير من الحوادث تقع بسبب غياب التدريب الكافي للعاملين، أو ضعف الالتزام بإجراءات السلامة الأساسية، مؤكدة أن“الاستثمار في السلامة ليس تكلفة إضافية، بل حماية لرأس المال البشري وضمان لاستدامة الأعمال”، محذرةً من تجاهل المخاطر البسيطة التي قد تتسبب بحوادث جسيمة لاحقًا.
وشددت على أنالوقاية تبدأ من أبسط التفاصيل، من ارتداء معدات الحماية الشخصية، إلى وضع خطط طوارئ واضحة، وإجراء تدريبات دورية للموظفين، داعيةً المؤسسات إلى تعزيز ثقافة الإبلاغ عن المخاطر دون خوف من العقاب، معتبرة أن“بيئة العمل الصحية هي تلك التي تشجع العاملين على التعبير عن قلقهم إزاء أية مخاطر يرصدونها”
وفي ختام حديثها، طالبت نوال مساوى بتكثيف حملات التوعية خلال هذا اليوم العالمي، مؤكدة أن“السلامة المهنية مسؤولية الجميع: الإدارة، والموظفين، والجهات التشريعية. معًا نستطيع أن نخلق بيئة عمل خالية من الحوادث”.

مقالات مشابهة

  • خيري رمضان: تامر حسني مش صديقي… بس بدافع عن احترام العلاقة الزوجية
  • الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية
  • البرهان في القاهرة… دلالة الزيارة ومآلاتها والرسائل التي تعكسها
  • شاب يروي قصة حزينة عن أخيه الذي توفي قبل استلام سيارته الجديدة.. فيديو
  • مختصون لـ"اليوم": الذكاء الاصطناعي عزز وسائل السلامة في العمل
  • ريهام عبد الغفور في ماستر كلاس مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير: وسائل التواصل الاجتماعي مؤذية وعانيت من سوء اختياراتي في السينما
  • ريهام عبد الغفور : وسائل التواصل الاجتماعي مؤذية وعانيت من سوء اختياراتي
  • ريهام عبد الغفور: وسائل التواصل الاجتماعي مؤذية وعانيت من سوء اختياراتي في السينما
  • السودان: المُسيّرات التي استهدفت عطبرة حديثة وفّرتها للمليشيا راعيتها الإقليمية
  • من أشعل الحرب في السودان؟ ما الذي حدث قبل 15 أبريل؟