بين الفشل العسكري في غزة ومكائد السياسة .. ماذا تريد أمريكا؟
تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT
سرايا - “آيس كريم” بطعم الدم.. تذوقه الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال تناوله أطراف الحديث عن العدوان الصهيوني على غزة والإدعاء بإمكانية الوصول الى اتفاق، بينما المجازر الصهيونية تتواصل يوميا بضوء أخضر من الادارة الاميركية لقتل المدنيين العزل، مع استمرار جرائم الحرب من تجويع وحصار، حيث بدأ الأطفال لا سيما الرضع منهم بالتساقط كالورود في خريف هذا العالم المنافق.
بايدن وايس الركريم وغزةوفي موقف أقل ما يقال فيه انه يحمل في طياته إستهزاءً بدماء المدنيين من أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، تناول بايدن موضوع غزة باستخفاف، وكأن لا مجازر وجرائم حرب ترتكب في تلك البقعة من الكرة الارضية منذ خمسة أشهر على أيدي عصابة صهيونية عنصرية متطرفة يتزعمها بنيامين نتنياهو، ما يظهر مدى الاستهتار الامريكي بحياة الناس التي تزهق على أيدي الجيش الاسرائيلي في أبشع مجازر العصر الحديث، التي توثقها مختلف وسائل الاعلام على مرأى ومسمع العالم بدون أن يحرك ذلك ساكنا لدى الادارة الاميركية ومن يقف خلفها من انظمة غربية وإقليمية.
اللافت في كل ما يجري هو الصمت المخزي وعدم المبادرة الحقيقية لرفع الحصار ووقف الحرب عند غالبية الانظمة العربية والاسلامية، بل ان الوقائع تسجل تواطؤا واضحا لدى هؤلاء مع العدو الاسرائيلي لسفك دماء الفلسطينيين، معتقدين ان ذلك قد يؤدي الى إنهاء المقاومة التي فضحتهم وهشمت صورتهم على مرأى من العالم، فدماء أطفال غزة اليوم باتت حجة على الجميع ولن ترحم أي متخاذل او متواطئ تحت اي ذريعة او حجة.
لكن يبقى السؤال، لماذا كل هذا الخذلان العربي والاسلامي، ولماذا لا تتحرك الشعوب بالحد الادنى كي تتظاهر وترفع الصوت وتوصل الرسائل لكل من يعنيهم الأمر في بلدانهم أو في العالم بأنه “كفى” قتل وإراقة دماء وأنه يجب وقف هذه المجزرة المتواصلة منذ 7 تشرين الاول/اكتوبر 2023، ولرفع الصوت أمام هذا “القاتل” الصهيو-أميركي: ألا تكفي المجرم كل هذه الدماء التي سالت؟ وماذا يريد العدو كي تقف المذبحة؟ وهل سيحقق من وراء ذلك أي إنجاز او انتصار ولو شكلي؟ أليس ما يفعله حتى الساعة منذ بدء العدوان هو قتل المدنيين وتهديم البنى التحتية ومعالم الحياة دون أي إنجاز عسكري او أمني يذكر؟ وايضا ماذا تريد الادارة الامريكية من الشعب الفلسطيني ومن تغطيتها المطلقة للعدوان الصهيوني؟
العدوان على غزةلا شك ان العدو يحاول البحث عن أي انتصار عسكري وأمني يساعده في النزول عن الشجرة ولتبرير إيقاف العدوان على المدنيين في غزة، لذلك نرى كل هذا التعنت والعرقلة الصهيونية في المفاوضات التي تجري لايقاف العدوان، إلا ان ما يجري في غزة من قتل للاطفال والنساء والشيوخ يتم بضوء أمريكي واضح، وهو ببساطة نسخة مكررة عما سبق ان ارتكبته الادارات الامريكية المتعاقبة منذ فيتنام وصولا الى العراق مرورا بأفغانستان واليابان وغيرها من الدول التي عاثت فيها الجيوش الامريكية قتلا جرائم وخرابا طوال عشرات السنوات، فما يجري من قصف للمدنيين في غزة يتم بسلاح وطائرات وقذائف وقرار سياسي أمريكي واضح، ولا يبرره “إسقاط” بعض المواد الغذائية على سكان غزة للقول إن هناك من يهتم بحقوق الاطفال او الرضع، ما يحصل ليسا انفصاما امريكيا حيث تقتل بيد وترمي أحيانا بيد اخرى بعض المساعدات، إن ما يجري هو حقيقة امريكا التي تبتز الشعوب وتحاول إخضاعها للنيل منها والحصول على تنازلات ومواقف لا تعبر عنها.
نعم هذه هي أمريكا التي تدعي الحريات وحقوق الانسان وغيرها من الشعارات التي طالما تغنت بها على مدار عشرات السنوات منذ ما قبل إلقاء القنبلة على هيروشيما وناكازاكي باليابان في العام 1945 ولن تتوقف بعد إلقاء الكثير من القنابل وبعض المساعدات على غزة، فالهدف الأمريكي واضح ومشخص، وأيضا توزيع الأدوار مع الاسرائيلي وبعض الانظمة الاقليمية مدروس بإتقان، والهدف هو النيل من المقاومة ككل وبالتحديد المقاومة في فلسطين، للنيل من قضيتها وتصفيتها وإنهاء حقوق شعبها المظلوم لا سيما حق العودة وتحرير الارض والقدس ومن ضمنها كل المقدسات.
وفي السياق، قال القيادي في حركة حماس أسامة حمدان خلال كلمته في المؤتمر الإسلامي السادس لنصرة القضية الفلسطينية الذي يقام في بيروت تحت عنوان “البنيان المرصوص.. الوعد الحق” إن “ما عجز العدو عن تحقيقه في ميدان غزة لن يحققه في السياسة… نؤكد للصهاينة والولايات المتحدة أن ما لم يؤخذ بالميدان لن يؤخذ بمكائد السياسة”، وتابع ان “معركة طوفان الأقصى كشفت حقيقة وجه الإدارة الأمريكية وزيف ما تنادي به من حرية وحقوق إنسان..”.
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
تداعيات العدوان على غزة تقفز بالتضخم في كيان العدو لمستوى مرتفع
سجل معدل التضخم في الاقتصاد الصهيوني ارتفاعا بأكثر من المتوقع في يناير الماضي، وبلغ 3.8%، وهو أعلى مستوى له في أكثر من عام، وفق ما ذكرت ما يسمى “دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية”، أمس الجمعة.
ومعدل التضخم السنوي في يناير هو الأعلى منذ سبتمبر 2023، وارتفع من 3.2% في ديسمبر.
وكانت التوقعات لمعدل التضخم تصل إلى 3.7% في استطلاع أجرته وكالة “رويترز”، في حين كان النطاق المستهدف السنوي للحكومة يتراوح ما بين 1% و3%.
وأشار مسؤولون صهاينة إلى أن ارتفاع التضخم سببه مشكلات تتعلق بنقص الإمدادات على خلفية الحرب على غزة.
ويعزو الخبراء مواصلة ارتفاع التضخم في كيان العدو إلى الحرب التي تشنها على قطاع غزة، وما يترتب عليها من مصاريف ونفقات.
ويحدد الخبراء عدة عوامل وراء هذا الارتفاع، منها زيادة الضرائب، حيث أثرت الزيادات الضريبية التي أقرتها الحكومة على أسعار السلع والخدمات.
وسجلت أسعار الفواكه والأغذية والسكن زيادات ملحوظة في الأسعار خلال الفترة المذكورة، كما ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين بأكبر من المتوقع وزاد على 0.6% في يناير مقارنة بديسمبر بسبب ارتفاع أسعار الفواكه والأغذية والسكن.
كما ساهم تراجع القوة الشرائية وزيادة تكاليف المعيشة في ارتفاع التضخم، فارتفاع الأسعار، خاصة في السكن، والغذاء، والخدمات، يؤدي إلى تآكل دخل المستوطنين، مما يزيد الضغط على الأسر محدودة الدخل، وقد يرفع من معدلات الفقر.
ويواجه “بنك إسرائيل” ضغوطا لرفع الفائدة للحد من التضخم، ما يجعل القروض السكنية، والتجارية، والاستهلاكية أكثر تكلفة، وقد يؤدي ارتفاع الفائدة إلى تباطؤ الاستثمارات والنمو الاقتصادي، خاصة في قطاع التكنولوجيا والعقارات.
كما أن ارتفاع التضخم سيؤدي إلى انخفاض قيمة الشيكل مقابل العملات الأخرى، مما يزيد من تكلفة السلع المستوردة.
ومن شأن ارتفاع التضخم أن يفقد المستثمرون الأجانب الثقة في استقرار الاقتصاد الإسرائيلي، ما يؤدي إلى تباطؤ تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر، وبالتالي قد تواجه الشركات المحلية صعوبة في جذب رؤوس الأموال، ما يؤثر على نمو القطاعات الحيوية مثل التكنولوجيا الفائقة.