مرصد الأزهر يرد على شبهات "حب الوطن ليس من الإسلام"
تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT
ردت الدكتورة رهام سلامة، المدير التنفيذي لمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، ردا على مزاعم إن الإسلام لا يعرف الدولة وليس فيه الا الخلافة فقط، ولا يوجد مواطنة والانتماء فقط للدين، قائلة: "سنثبت بالدليل الديني والعقلي والقانوني، والعملي ما يجعل هذه الشبهات تتوارى إلي الأبد".
وأوضحت المدير التنفيذي لمرصد الأزهر لمكافحة التطرف: "اولا موقف الاسلام من اتحاد المسلكين وعدم الفرقة، وده واجب مذكور فى القران الكريم والسنة النبوية، وهو ما جاء فى قوله تعالى (واعتصموا بحبل الله ولا تفرقوا)، وكذلك حديث سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضه).
وتابعت: "إذن لا نقاش فى اتحاد المسلمين، وإنما نتحدث عن كيفية اتحاد المسلمين وهذا مذكور فى القران (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان)، وكذلك الآية الكريمة(ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات)، مؤكدة أن فرض الوحدة بين المسلمين بالقوة يؤدى إلى مفاسد أكثر من المنافع، وحبيبنا المصطفى علمنا احترام خصوصية الآخرين خاصة الثقافية والمناطقية، والدليل إنه كان بيرسل ولاه لمناطق معينة.
وأضافت: "لا يجوز باى حال التحزب وانشاء احزاب او تنظيمات على اسس دينية"، لافتة إلى أن القرآن صريح وإقامة الدين فرض وعدم استغلاله فرض فى الاسلام.
وتابعت: "ننتقل الى حب الوطن فى الاسلام، بعض التنظيمات الدينية ترفض مفهوم الدولة الوطنية، ويقول ليس لديه مانعا إن أى حد من جنسية مختلفة يحكمه ما دام هو مسلم، وآفة هذه الافكار أنها واقفة عند فترة زمنية معينة، وعلينا أن نجدد ونراعى اللجتهاد من ايام الصحابة في هذه الأفكار لان القاعدة الفقهية حيثما كانت المصلحة كان شرع الله، وبيقولوا حب الوطن معصية، وهذا لا يقبل به البشر، لأن حب الوطن فطرة، وسيدنا النبي كان يحب وطنه وقال حين خروجه من مكة لولا اهلك اخرجونى منك ما خرجت وبالنالى اصبح حب الوطن عبادة عند اصحاب النفوس السوية".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أسباب التطرف الدكتور رهام سلامة أفكار التطرف حب الوطن
إقرأ أيضاً:
استهدافُ القادة تخبُّط للعدو وخيبة أمل
يمانيون ـ بقلم ـ عبدالله علي الحاشدي
مشهد تشييع جثمان سماحة الشهيد المقدس الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله -رضوان الله عليه- يمثل عودة لمشهد الحضور المهيب الذي حضرت فيه القلوب في تشييع الشهيد القائد الحسين بن بدرالدين الحوثي -رضوان الله عليه-عندما ظن العدوّ الأحمق بأن استشهاد القادة سيجعله ينتصر ويتغلب على الشعوب.
وأثبتت الأحداث أن دماء الشهداء تثمر عزة وحرية للأجيال اللاحقة وأن المسيرة التي ساروا عليها والنهج والطريق الذي سلكوه هو عنوان للأجيال من بعدهم جيلاً بعد جيل.
لقد خيب الله ظن الأعداء والظالمين باستهداف شهيد القرآن السيد حسين بن بدرالدين الحوثي -رضوان الله عليه- حينما وسوس لهم الشيطان بأن استهدافه سيجعل الأُمَّــة تتفكك وتنخرط تحت وصايته وهيمنته، وانتصر المشروع القرآني الذي نهضوا به وسالت دماؤهم الطاهرة الزكية في طريق الحق، لم يفهم الأعداء الظالمون بأن الله من ورائهم محيط، وأن الله وعد الصادقين المتحَرّكين في سبيل الله أنَّ دماءهم لن تضيع هدراً، وإنما اصطفاهم ليكونوا من خَاصَّة أوليائه وجعلهم ضيوفاً عنده ويا لها من ضيافة ربانية؛ لأَنَّ الله لا يضيع أجر المحسنين.
واصطفى الله سماحة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله- وأتم الله نور الحق رغم أنوف الكافرين والطغاة، وأيد الله المسيرة من قوة إلى قوة ومن انتصار إلى انتصار حتى علم بها العالم أجمع بعد أن كانت محصورة في مران.
والمشهد اليوم يعيد نفسه باستشهاد شهيد الإسلام والإنسانية سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وذاك حسين السبط، وهذا حسن سبط من الأسباط؛ فلن تضيع دمائهم الزكية هدراً.
وجاء النصر حليفاً لحزب الله وأنصار الله، وهي سنة إلهية، لا بُـدَّ للأعداء أن يفهموا أن استهداف القادة هي وقود ليزداد الطريق نوراً.
فشهيدنا المقدس شهيد الإسلام هو عنوان للجهاد في سبيل الله ومشروع تحَرّك ونهضة وتحرّر من استعباد الصهيونية، وكما هو الواقع يشهد بأن شهيد الإسلام لم يرحل عنا وإنما ازداد حضوراً في قلوب الناس، وكما هو الحال يعبر عن نفسه بحضور مليوني في تشييعه مع رفيق الدرب الهاشمي صفي الدين -رضوان الله عليه- رغم الصعوبات التي حصلت لعدم حضور الكثير والكثير من محبيه وعشاقه لتشييع جثمانه الشريف، وهذا يدل على أن شهيد الإسلام قد زرع في قلب هذه الأُمَّــة روح الجهاد والعطاء والاستشهاد والصبر والتضحية في سبيل الله سبحانه وتعالى.
لقد مثل الحضور وتقديم واجب العزاء لمن لم يستطع الحضور من جميع أنحاء العالم استفتاء شعبيًّا وعالميًّا أن مسيرة الحق والنضال والتضحية مدرسة نتعلم منها شخصية وروحية شهيد الإسلام للسير على خطاه ونهجه والتضحية بكل غال وأن النفس ليس لها ثمن إلا الجنة.
إن استشهاد شهيد الإسلام وصفيه ورفاقهم خسارة على هذه الأُمَّــة وفي نفس الوقت نصر مؤزر على الأعداء، وسيجعل الأمة من بعدك الأقوى والأفتك بالعدوّ، وسيكون النصر حليف من نهجو نهجك “عندما ننتصر ننتصر وعندما نستشهد ننتصر”.
على كُـلّ الأحوال انتصار الدم على السيف قد حقّقه الله سبحانه وتعالى لك، كيف لا وقد قال فيك شهيد القرآن الشهيد القائد الحسين بن بدرالدين الحوثي قبل أكثر من عشرين عامًا: “أنك حفظت للأُمَّـة ماء وجهها وأنكم سادة المجاهدين وأن حزب الله هم الغالبون”.
فليستعد العدوّ الأرعن والأغبى والأحمق للهزيمة المدوية كما حصل في حرب تموز 2006 وبأضعاف مضاعفة، وبعون الله تعالى الواقع سيثبت ذلك، سيكون الزوال الحتمي للكيان المؤقت وأحذيته رغماً عنهم.
(إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا وَنَرَاهُ قَرِيبًا).