علاقة تناول اللحوم بالاصابة بسرطان القولون
تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT
نجح فريق من الباحثين في الولايات المتحدة في التوصل إلى صلة بين تناول اللحوم الحمراء والمعالجة وبين الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
وتوصل الباحثون إلى علامتين وراثيتين ربما تفسر سر زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون، ولكن ليس الأساس البيولوجي له. ويمكن أن يساعد فهم عملية المرض والجينات الكامنة وراءه في تطوير استراتيجيات وقائية أفضل.
شيوع سرطان الأمعاء
بحسب ما نشره موقع New Atlas نقلًا عن دورية Cancer Epidemiology, Biomarkers & Prevention، يعد سرطان القولون والمستقيم، المعروف أيضًا باسم سرطان الأمعاء، ثالث أكثر أنواع السرطان شيوعًا والسبب الرئيسي الثاني للوفيات المرتبطة بالسرطان في جميع أنحاء العالم. كما أنها آخذة في الارتفاع لدى الشباب، حيث أفادت جمعية السرطان الأميركية ACS أن 20% من التشخيصات في عام 2019 كانت لدى مرضى تقل أعمارهم عن 55 عامًا، وهو ما يمثل ضعف معدل عام 1995 تقريبًا.
الآلية البيولوجية السائدة
على الرغم من أن العلاقة بين استهلاك اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة وسرطان القولون والمستقيم كانت معروفة منذ بعض الوقت، إلا أنه لم يتم تحديد الآلية البيولوجية السائدة التي تقوم عليها. في دراسة جديدة، اكتشف باحثون من جامعة سازرن كاليفورنيا أن عاملين وراثيين يغيران مستويات خطر الإصابة بالسرطان بناءً على استهلاك اللحوم الحمراء والمعالجة.
فئة معينة تواجه خطراً أكبر
وقالت ماريانا ستيرن، الباحثة الرئيسية في الدراسة: "تشير النتائج إلى أن هناك مجموعة فرعية من الأشخاص تواجه خطرًا أكبر للإصابة بسرطان القولون والمستقيم إذا تناولوا اللحوم الحمراء أو المصنعة"، مشيرة إلى أنها "تسمح بإلقاء نظرة خاطفة على الآلية المحتملة وراء هذا الخطر، والتي يمكن متابعتها بعد ذلك بالدراسات التجريبية".
قام الباحثون بتحليل عينة مجمعة من 29842 حالة سرطان القولون والمستقيم و39635 مجموعة ضابطة من أصل أوروبي من 27 دراسة. استخدموا أولاً البيانات المستقاة من الدراسات لإنشاء مقاييس قياسية لاستهلاك اللحوم الحمراء البقري والضأن واللحوم المصنعة مثل النقانق واللحوم الجاهزة.
وتم حساب الحصص اليومية لكل فئة وتعديلها وفقًا لمؤشر كتلة الجسم BMI، وقسموا المشاركين إلى أربع مجموعات بناءً على مستويات تناول اللحوم الحمراء أو المصنعة. كان الأشخاص الذين لديهم أعلى مستوى من استهلاك اللحوم الحمراء واستهلاك اللحوم المصنعة أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 30% و40% على التوالي. ولم تأخذ هذه النتائج في الاعتبار التباين الوراثي، الذي يمكن أن يشكل خطرًا أكبر على بعض الأشخاص.
عينات الحمض النووي
واستناداً إلى عينات الحمض النووي، جمع الباحثون بيانات لأكثر من سبعة ملايين متغير جيني يغطي الجينوم - المجموعة الكاملة من البيانات الجينية - لكل مشارك في الدراسة. لتحليل العلاقة بين تناول اللحوم الحمراء وخطر الإصابة بالسرطان، تم إجراء تحليل للتفاعل بين الجينات والبيئة على مستوى الجينوم. ثم قام الباحثون بفحص تعدد الأشكال النوكليوتيدات SNP، التي تُنطق القصاصات وهي النوع الأكثر شيوعًا للتباين الجيني، للمشاركين لتحديد ما إذا كان وجود متغير جيني معين يغير خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بالنسبة للأشخاص الذين يتناولون المزيد من اللحوم الحمراء. وبالفعل، تغير الارتباط بين اللحوم الحمراء والسرطان في اثنين فقط من أشكال SNP التي تم فحصها: SNP في الكروموسوم 8 بالقرب من جين HAS2 وSNP في الكروموسوم 18، وهو جزء من جين SMAD7.
جين HAS2
ويعد جين HAS2 جزءًا من المسار الذي يرمز لتعديل البروتين داخل الخلايا. وربطت دراسات سابقة بينه وبين سرطان القولون والمستقيم، لكنها لم تربطه مطلقا باستهلاك اللحوم الحمراء. وأظهر تحليل الباحثين أن الأشخاص الذين لديهم متغير مشترك للجين الموجود في 66% من العينة لديهم خطر أعلى بنسبة 38% للإصابة بسرطان القولون والمستقيم إذا تناولوا أعلى مستوى من اللحوم. وفي المقابل، فإن أولئك الذين لديهم متغير نادر من نفس الجين لم يزيد لديهم خطر الإصابة بالسرطان عندما تناولوا المزيد من اللحوم الحمراء.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: اللحوم بسرطان القولون والمستقیم سرطان القولون والمستقیم اللحوم الحمراء تناول اللحوم خطر الإصابة
إقرأ أيضاً:
دراسة: المشروبات السكرية قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الفم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشفت دراسة طبية حديثة أجراها فريق من الباحثين الأمريكيين عن وجود ارتباط بين بعض العادات الغذائية وزيادة خطر الإصابة بسرطان الفم مما قد يفسّر ارتفاع حالات الإصابة بالمرض في السنوات الأخيرة وفقا لما نشرتة مجلة ديلي ميل.
وحلّل الباحثون فى الدراسة بيانات أكثر من 160 ألف امرأة على مدار 30 عاما حيث طُلب من المشاركات الإبلاغ عن عدد المشروبات السكرية التي يستهلكونها شهريا عبر استبيانات دورية أجريت كل 4 سنوات وبعد مقارنة هذه البيانات بحالات سرطان الفم المسجلة، والتي بلغت 124 حالة خلال فترة الدراسة، وجد الباحثون أن النساء اللواتي تناولن مشروبا سكريا واحدا على الأقل يوميا كن أكثر عرضة للإصابة بسرطان الفم بمقدار 4.87 مرة مقارنة بمن شربن أقل من مشروب واحد شهريا وظل هذا الخطر المتزايد قائما حتى بين النساء اللواتي لا يدخن أو يستهلكن الكحول بانتظام وهما عاملان معروفان بزيادة خطر الإصابة بسرطان الفم.
ورغم أهمية النتائج أقر الباحثون بأن الدراسة لم تتمكن من قياس محتوى السكر الفعلي في المشروبات المستهلكة حيث استندت إلى إفادات المشاركات حول عاداتهن الغذائية كما أن التحليل لم يشمل المشروبات الغازية التي تحتوي على بدائل السكر مثل المحليات الصناعية.
ويعتقد الباحثون أن بعض المكونات مثل شراب الذرة عالي الفركتوز المستخدم في تحلية العديد من المشروبات في الولايات المتحدة قد تلعب دورا في زيادة خطر الإصابة بالمرض.
ورغم أن خطر الإصابة بسرطان الفم لا يزال منخفضا نسبيا إلا أن الباحثين يؤكدون أن الوقاية من خلال التعديلات الغذائية يمكن أن تلعب دورا مهما في الحد من المخاطر.
ويشدد الخبراء على أهمية الفحوصات الدورية للأسنان حيث تعد وسيلة أساسية لاكتشاف سرطان الفم في مراحله المبكرة ما يحسن فرص العلاج.