الرئيس عباس في يوم المياه العالمي - أطفال غزة يموتون عطشا
تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT
قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء اليوم الجمعة 22 مارس 2024 ، في يوم المياه العالمي ، كيف للعالم أن يرفع شعار المياه من أجل السلام وأطفال غزة يشربون مياه البحر والمياه الملوثة ويموتون عطشا.
وأضاف الرئيس عباس أن الاحتلال الإسرائيلي يسرق مقدراتنا ومواردنا المائية منذ عقود، ويحرم أبناء الشعب الفلسطيني من حقهم في المياه، حيث يأتي يوم المياه العالمي هذا العام في وقت يتعرض فيه شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة وبشكل لم يشهده العالم من قبل، لأبشع جرائم الاحتلال اللا إنسانية، والتي راح ضحيتها آلاف الأبرياء بين شهداء وجرحى غالبيتهم من الأطفال والنساء والشيوخ، وحول غالبية شعبنا في غزة إلى نازحين في خيام، بعد أن دمرت آلة الحرب الاسرائيلية بشكل كامل الأحياء والمباني والمساكن وحتى مراكز الإيواء والمستشفيات فهناك أكثر من 1.
وشدد الرئيس عباس في كلمة لمناسبة يوم المياه العالمي على أن حكومة الاحتلال لم تكتف بذلك بل قررت وصرحت جهارا منذ اليوم الأول لهذا العدوان الوحشي بوقف جميع الخدمات الأساسية، وعلى رأسها المياه، ومنع المساعدات الإنسانية عن أهالي غزة.
نص كلمة الرئيس عباس
في اليوم الذي يرفع به العالم شعار المياه من أجل السلام، أطفال غزة يموتون عطشا.
يأتي يوم المياه العالمي هذا العام في وقت يتعرض فيه شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة وبشكل لم يشهده العالم من قبل، لأبشع جرائم الاحتلال اللا إنسانية، والتي راح ضحيتها آلاف الأبرياء بين شهداء وجرحى غالبيتهم من الأطفال والنساء والشيوخ، وحول غالبية شعبنا في غزة إلى نازحين في خيام، بعد أن دمرت آلة الحرب الاسرائيلية بشكل كامل الأحياء والمباني والمساكن وحتى مراكز الإيواء والمستشفيات فهناك أكثر من 1.3 مليون نازح في رفح اليوم مهددون، ولا يعرفون إلى أين النزوح التالي، هذا أن بقوا أحياءا غدا ، وهم يعيشون في ظروف إنسانية أصعب من أن توصف. ولم تكتف حكومة الاحتلال بذلك بل قررت وصرحت جهارا منذ اليوم الأول لهذا العدوان الوحشي بوقف جميع الخدمات الأساسية، وعلى رأسها المياه، ومنع المساعدات الإنسانية عن أهالي غزة وكل ذلك على مرأى ومسمع من العالم الحر الذي ينادي بحقوق الإنسان والشرعية الدولية. إن العدوان الإسرائيلي وما خلفه من تدمير متعمد القطاع المياه والصرف الصحي، حرم قطاع غزة من أهم مقومات الحياه وفاقم الأزمة المائية حيث لا تتجاوز حصة الفرد في اليوم 3 لتر (علما أن الحد الأدنى الموصى به حسب منظمة الصحة العالمية هو 120 لتر / فرد اليوم و15 لتر في اليوم للبقاء على الحياة)، وذلك بعد أن باتت كميات المياه المتوفرة لا تتجاوز 10-20% مما كانت عليه قبل العدوان نتيجة الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية والمرافق المائية، وذلك حسب كميات الوقود المتوفرة. مما جعل المواطنين يصطفون لساعات طويلة للحصول على القليل من المياه، تحت وطأة القصف الإسرائيلي الذي يستهدفهم بلا رحمة، والاحتلال بذلك يتعمد التعطيش، ونشر الأمراض والأوبئة، وخصوصا مع تعطل أنظمة الصرف الصحي وفيضان المياه العادمة. وهو يعي تماما ومنذ اليوم الأول للعدوان ان قطع هذه الخدمات سيكون أداة لكسر صمود أبناء شعبنا وتنفيذ مخططاته في جعل غزة غير قابلة للحياة بهدف افراغها من أهلها.
ومنذ أحداث غزة يتزايد يوميا التصعيد الاسرائيلي والذي طال جميع المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية، حيث تزايدت اعداد الشهداء والجرحى والأسرى بشكل غير مسبوق، وتزايد تطاول المستعمرين الإرهابيين، وفي كل اقتحام وكعقاب جماعي يتعمد الاحتلال استهداف البنية التحتية للمياه والصرف الصحي وتخريب ما نقوم باصلاحه، بهدف تدمير مقومات الحياة الأساسية.
وأصبح استمرار هذا العدوان والحصار الغاشم يفاقم وبشكل خطير من الوضع الإنساني في قطاع غزة والضفة الغربية، على نحو مروع، وبما يمكن وصفه فعليا بحرب إبادة وتطهير عرقي للشعب الفلسطيني. وان قضية المياه مع الاحتلال تمتد لعقود طويلة، فهو ما زال ينهب مواردنا المائية ويعيق جهود تطوير قطاع المياه والصرف الصحي لتحقيق هدفه الاستراتيجي في السيطرة على المياه لضمان استدامة دولتهم، على حساب حقوقنا المائية التاريخية ولتنفيذ مخططاته الاستيطانية غير الشرعية، وإلحاق أضرار جسيمة بالإقتصاد الفلسطيني وخصوصا قطاع الزراعة، إدراكا منه أن المياه قضية أساس الضمان الحياة والتنمية للفلسطينيين واحدى أسس تحقيق الأمن القومي الفلسطيني والسيادة على الأرض، وهو ما جعل الملف المائي واحد من أعقد ملفات الحل النهائي الذي تسعى اسرائيل إلى التحكم به لتقويض حق الفلسطينين في تقرير المصير والعمل على تهجيرهم من أرضهم. والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم بهذه المناسبة، كيف للعالم أن يرفع شعار المياه من أجل السلام، وأطفال غزة يشربون مياه البحر والمياه الملوثة ويموتون عطشا، ولم تحرك ساكنا في ضمير من صاغوا مبادئ حقوق الانسان واتفاقيات حماية المدنيين خلال الحروب كيف يمكن أن تنادي الأمم المتحدة بتحويل المياه لأداة للسلام والاحتلال الاسرائيلي يمعن في استخدام المياه كاله للقتل والتعطيش والإبادة دون أدنى اكتراث إلى جميع تحذيرات ومناشدات منظماتها أو أدنى احترام لقوانين وقرارت الشرعية الدولية. كيف يمكن للأمم المتحدة أن تدعو إلى تحويل المياه أداة للسلام، في حين أن مجلس الأمن فشل في وقف الحرب وبعض الدول سخرت امكانياتها لجعل دولة الاحتلال فوق القانون، وتوظيف كل قواها لاسكات نداءات أصحاب الضمائر الحية من المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الانسان والصحفيين، وتزييف الحقائق وتجميل صورة الاحتلال.
وإدراكا للوضع الإنساني الخطير في غزة، كنت على اطلاع دائم على جميع الأعمال والتدخلات العاجلة والمتواصلة التي تقوم بها طواقم سلطة المياه في غزة، والتي أسهمت في توفير كميات من المياه لأبناء شعبنا في القطاع، رغم التحديات الكبيرة والمخاطر الناجمة عن القصف المتواصل والتضييق على الأرض. علما أننا بذلنا جهود مضنية خلال السنوات الماضية لإنقاذ الوضع المائي في غزة وباستثمارات ضخمة فاقت المليار دولار، الا أن هذا العدوان قد نسف هذه الجهود، وأصبحنا اليوم مجبرين على العمل بشكل إغاثي لتوفير الحد الأدنى من المياه للبقاء على الحياة.
وأمام حجم المأساة الإنسانية الصعبة التي يعيشها أبناء شعبنا في غزة، نكرر مطالبنا بأن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته لوقف هذا العدوان الغاشم على شعبنا، وبشكل فوري، وتأمين إدخال المواد الطبية والغذائية والاحتياجات اللازمة لتوفير المياه والكهرباء والوقود إلى قطاع غزة، ومنع تهجير أبناء شعبنا الفلسطيني في غزة والضفة و القدس ، وتوفير الحماية الدولية العاجلة للشعب الفلسطيني، وتحقيق العدالة من خلال المساءلة والمحاسبة. ورفض تقسيم قطاع غزة او تقليص مساحته، أو إعادة تموضع جيش الاحتلال داخل قطاع غزة.
وأخيرا واستنادا لشعار هذا العام وحتى نجعل من المياه رمزاً للسلام، فعلى المجتمع الدولي الحر والعادل أن يقف مع شعبنا الفلسطيني وحقوقه العادلة وأن يجبر الاحتلال على وقف جرائمه بحق أهلنا في غزة والضفة، و ان يعمل على إيجاد حل جذري لإنهاء الاحتلال وتجسيد دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، واحقاق حقوق الشعب الفلسطيني بما فيها الحقوق المائية، لنتمكن من إعادة بناء غزة وإرساء قواعد دولتنا لمستقبل أجيالنا، مستقبلاً يعيش فيه أطفال فلسطين حياة طبيعية بسلام كباقي أطفال العالم.
المصدر : وكالة سوا
المصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: یوم المیاه العالمی شعبنا الفلسطینی أبناء شعبنا الرئیس عباس هذا العدوان أطفال غزة من المیاه شعبنا فی قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
خبير سياسي: السيسي عبّر عن موقف مصر الحازم في رفض تهجير الفلسطينيين
أكد المفكر السياسي الدكتور عبد المنعم السعيد أن كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال المؤتمر الصحفي مع نظيره الكيني كانت ردًا قويًا على دعم مصر الثابت للحق الفلسطيني، حيث عبّر عن موقف مصر الواضح والحازم في الدفاع عن بقاء الفلسطينيين على أرضهم ورفض التهجير، والتأكيد على استمرار هذا الدعم دون تراجع.
بسمة وهبة: تصريحات الرئيس السيسي اليوم تاريخية.. "تحيا مصر وفلسطين" عباس يعرب عن تقديره للرئيس السيسي لموقفه الرافض لتهجير الفلسطينيينوأضاف خلال مداخلة عبر "القاهرة الإخبارية"، أن تصريحات الرئيس السيسي شكلت أيضًا ردًا مباشرًا على الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، خاصة بعد أن ادّعى ترامب إجراء مكالمة مع السيسي بخصوص القضية الفلسطينية، وهو ما ثبت عدم صحته بعد مراجعة سجلات البيت الأبيض.
هناك حدود لما يمكن أن تفرضه إسرائيل
وأكد أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أوضح بشكل قاطع أن هناك حدودًا لما يمكن أن تفرضه إسرائيل، وحدودًا أخرى لما يمكن للولايات المتحدة التدخل فيه.
وأشار السعيد إلى أن الشعب الفلسطيني في غزة أثبت تمسكه بأرضه رغم الدمار والمعاناة، حيث اتجه العديد من النازحين شمالًا نحو ديارهم بدلاً من التوجه إلى الحدود المصرية، في دليل واضح على صمودهم وإصرارهم على البقاء في وطنهم.
وأعرب محمود عباس، رئيس دولة فلسطين ، عن بالغ التقدير لموقف الرئيس عبد الفتاح السيسي الثابت الذي أعاد فيه التأكيد على رفض بلاده تهجير شعبنا من قطاع غزة.
وبحسب وكالة الانباء الفلسطينية"وفا"، أضاف عباس، في برقية بعثها إلى الرئيس المصري بهذا الخصوص، "إننا نعرب عن بالغ تقديرنا لموقف مصر الثابت الذي قمتم اليوم بإعادة التأكيد عليه، وهو تجديد الرفض لتهجير شعبنا من قطاع غزة، ورفض الظلم على الشعب الفلسطيني، وتجديد موقف مصر التاريخي الداعم للقضية الفلسطينية والذي لا يمكن أبداً التنازل عنه بأي شكلٍ من الأشكال، إن هذه الكلمات لها وقعها وأثرها الكبيرين على أبناء شعبنا، وهو الموقف المتوافق مع القانون الدولي، والذي يصر عليه شعبنا، ويتمسك بالبقاء على أرض فلسطين والصمود فيها، ومكافحة أي محاولة لاقتلاع شعبنا من أرضه إلى أي بلد آخر".
وأضاف : "نثمن كذلك، تأكيد دعم مصر بقيادتكم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ونيل حريته واستقلاله، بإنهاء الاحتلال وتحقيق السلام المستند لقرارات الشرعية الدولية، ولتنعم دول وشعوب منطقتنا بالأمن والاستقرار، وهو ما نسعى بكل السبل لتحقيقه، مع التأكيد بأن الأولوية الآن لتثبيت وقف إطلاق النار وتوفير المساعدات وبدء استلام السلطة الفلسطينية إدارة معبر رفح، تمهيدا لتولي دولة فلسطين لمهامها في قطاع غزة، كونه جزءا لا يتجزأ من أرض دولة فلسطين".
وتمنى عباس، للرئيس المصري الصحة والسعادة، ولجمهورية مصر العربية وحكومتها الرشيدة وشعبها الشقيق، المزيد من التقدم والازدهار.