«كوب 28».. إنجازات إماراتية استثنائية نالت تقدير العالم
تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT
شهدت دولة الإمارات قبل 100 يوم اجتماع قادة العالم على أرضها خلال مؤتمرالأطراف «كوب 28» الذي استضافته في دبي، وسط حالة من تباين الآراء بشأن تسيير العمل المناخي وتوصلهم إلى توافق على «اتفاق الإمارات» بإجماع الأطراف ال 198 في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، والذي وُصِف على نطاق واسع بأنه الاتفاق الأكثر طموحاً واحتواءً للجميع منذ اتفاق باريس في عام 2015.
وقال جو بايدن، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية حينئذ، إن هذا الاتفاق إنجازٌ تاريخي التزم فيه العالم لأول مرة بتحقيق انتقال مُنظم ومسؤول وعادل ومنطقي إلى منظومة طاقة خالية من الوقود التقليدي الذي لا يتم تخفيف انبعاثاته والذي يعرض كوكبنا وشعوبنا للخطر".
وتناول كثير من القادة والمسؤولين العالميين البارزين الاتفاق والمؤتمر الذي استضافته الدولة بالإشادة والتعليقات الإيجابية.
وبموجب الاتفاق تلتزم كافة الأطراف لأول مرة بتحقيق انتقال مُنظم ومسؤول وعادل ومنطقي إلى منظومة طاقة خالية من الوقود التقليدي الذي لا يتم تخفيف انبعاثاته، إضافة إلى هذا التعهد غير المسبوق، اتفقت الدول على زيادة القدرة الإنتاجية العالمية لمصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات، ومضاعفة كفاءة الطاقة بحلول عام 2030.
استجابة فّعّالة
شهد مؤتمر الأطراف تقديم استجابة فّعّالة لنتائج أول حصيلة عالمية لتقييم التقدم في تنفيذ أهداف اتفاق باريس، وقال أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، إن «اتفاق الإمارات» يشكل خريطة طريق للحفاظ على إمكانية تحقيق هدف تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية، كما تؤكد نتائج الحصيلة العالمية بوضوح ضرورة الحفاظ على هذا الهدف، مما يتطلب خفض الانبعاثات بشكل ملموس وكبير خلال هذا العقد الحاسم بالنسبة للعمل المناخي.
وأضاف: «لأول مرة في تاريخ مؤتمرات الأطراف، شهد (كوب 28) الاتفاق على نص حول الانتقال إلى منظومة طاقة خالية من مصادر الوقود التقليدي الذي لا يتم تخفيف انبعاثاته، بعد مناقشة هذا الأمر لسنوات طويلة دون تحقيق تقدم».. كما حظي بتقدير واسع لتركيز رئاسته على شمول واحتواء الجميع، وذلك من خلال حرصها على توحيد جهود كافة الجهات الفاعلة للمساهمة في تحقيق النتائج المنشودة، من القطاعين الحكومي والخاص ومنظمات المجتمع المدني والقيادات الدينية وممثلي الشباب والشعوب الأصلية
كما تمت دعوة جميع القطاعات للمساهمة في العمل المناخي، خاصةً قطاع النفط والغاز، الذي أثبت أنه جزء أساسي وضروري من الحل، حيث وقّعت حتى الآن 52 شركة تمثّل نحو 40% من إنتاج النفط العالمي على تعهد لخفض انبعاثات قطاع النفط والغاز لتلتزم بخفض انبعاثات الميثان إلى الصفر ووقف عمليات حرق الغاز بحلول عام 2030.
احتواء الجميع
أشاد وليام روتو، رئيس جمهورية كينيا، بذلك وقال: «إن احتواء الجميع من كافة الأطراف وشرائح المجتمعات والقطاعات، والمشاركة الفعّالة لعدد من قادة قطاع الطاقة التقليدية من العوامل التي ساهمت في تحويل مسار المناقشات وتقريب وجهات النظر للوصول إلى اتفاق مبنيّ على الإجماع والعمل المشترك ومتعدد الأطراف».
فيما قال يوهان روكستروم، مدير معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ: «أشارت الحقائق العلمية إلى ضرورة عقد مؤتمر أطراف يهتم بموضوع ’التخفيف‘، وهذا ما فعله (كوب 28) من خلال تركيزه على معالجة مسألة الوقود التقليدي.. ويجب على العالم الآن اتخاذ الإجراءات المنشودة بناءً على اتفاق الإمارات ونتائج ومخرجات المؤتمر».
كما تحققت إنجازات استثنائية أخرى، ومنها اتفاق الأطراف في أول أيام المؤتمر على تفعيل وبدء تمويل الصندوق العالمي المختص بالمناخ ومعالجة تداعياته، وهي خطوة رائدة في تاريخ مؤتمرات الأطراف، وقدمت دولة الإمارات رسالة واضحة بشأن رفع سقف الطموح في هذا المجال، وذلك من خلال مساهمتها ب 100 مليون دولار للصندوق.
وحول هذه الخطوة، قال غراهام ستيوارت، وزير الدولة في وزارة أمن الطاقة والحياد المناخي في المملكة المتحدة: «لقد طال الانتظار لإنشاء صندوق عالمي يختص بالمناخ ومعالجة تداعياته، وكان من دواعي سرور المملكة المتحدة المساهمة في هذا الصندوق»، بينما قال كولينز نزوفو، وزير الاقتصاد الأخضر والبيئة في زامبيا رئيس مجموعة المفاوضين الأفارقة، عن سرعة إطلاق الصندوق وجمع الدعم الخاص به: «إن هذا أمر غيرمسبوق ويعكس حرص رئاسة المؤتمر على تنفيذ إجراءات عملية فعالة».
792 مليون دولار
وصل مجموع التعهدات الخاصة بالصندوق حتى الآن إلى 792 مليون دولار، وهي نتيجة نالت ترحيب وإشادة العديد من القادة والمسؤولين، حيث قال سيريل رامافوزا، رئيس جنوب إفريقيا: «نشيد بالقرار التاريخي الصادر عن (كوب 28) بشأن تفعيل الصندوق العالمي المختص بالمناخ ومعالجة تداعياته، ونأمل بتحقيق التقدم المنشود في عمله بالإضافة إلى تنفيذ جميع الالتزامات الأخرى التي تم التعهد بها حتى الآن».
وأكدت رئاسة المؤتمر بصورة واضحة أن التمويل من الركائز الأساسية لمعالجة موضوع الخسائر والأضرار وكافة الموضوعات الأخرى الواردة في أجندة عملها، وجدد الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة رئيس (كوب 28)، في العديد من المناسبات دعوته لتوفير التمويل المناخي بشكل كافٍ وميسَّر وبتكلفة مناسبة للجميع.
ولدعم تلك الجهود استجابت مجموعة من الدول الرائدة لهذه الدعوات خلال المؤتمر وطالبت باعتماد إطار جديد للتمويل المناخي العالمي ليكون أكثر ملاءمة لأهداف العمل المناخي.
وقال ناريندرا مودي، رئيس وزراء جمهورية الهند: «هناك توافق داخل مجموعة العشرين على الحاجة إلى تحفيز تريليونات الدولارات من التمويل المناخي بحلول 2030، وتوفير التمويل بشروط ميسّرة وتكلفة مناسبة، ونأمل أن تتمكن مبادرة دولة الإمارات لاعتماد إطار جديد للتمويل المناخي من تعزيز الجهود المبذولة لتحقيق ذلك».
أكبر صندوق استثماري
كما أطلقت دولة الإمارات خلال «كوب 28» أيضاً «ألتيرّا»، وهو أكبر صندوق استثماري خاص يركز على مواجهة تغير المناخ في العالم، وبدأت تمويله برأس مال تحفيزي بقيمة 30 مليار دولار، ويستهدف جمع وتحفيز 250 مليار دولار من الاستثمارات المناخية على مستوى العالم بنهاية العقد الحالي.
وأشادت ميا موتلي، رئيسة وزراء بربادوس بالصندوق وقالت: «أهنئ دولة الإمارات على إنشاء صندوق ألتيرّا، وأؤكد أهمية الدور الحاسم الذي يؤديه تمويل القطاع الخاص في هذا المجال».
وركّز (كوب 28) بشكل كبير على جهود التكيف وحماية الطبيعة وتم التعهد بإنهاء إزالة الغابات بنهاية العقد الحالي، والإعلان عن تخصيص ما يصل إلى تريليون دولار للحفاظ على غابات الأمازون إضافة إلى العديد من الإجراءات الأخرى.
وفي هذا الصدد، قال نانا دانكوا أكوفو أدو، رئيس جمهورية غانا: «نجحت دولة الإمارات ورئاسة المؤتمر في تحفيز وجمع تعهدات مالية كبيرة، وبذل جهود ملموسة وفعالة في مجال حماية الطبيعة الذي يُعد عاملاً أساسياً في الحفاظ على إمكانية تحقيق هدف تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية، ويجب البناء على هذا النجاح».
إدراج موضوعات جديدة
حرصت رئاسة «كوب 28» على إدراج مجموعة من الموضوعات الجديدة المتعلقة بالمناخ في صميم منظومة عمل المؤتمر ومنها التجارة الصحة، وتقديراً لهذه الجهود قال تيدروس أدهانوم المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: «تتقدم المنظمة بجزيل الشكر والتقدير لدولة الإمارات لوضع الصحة في صميم خطة عمل رئاسة المؤتمر، وترحب بإعلان (كوب 28) بشأن المناخ والصحة، الذي يؤكّد أهمية بناء نُظم صحية منخفضة الانبعاثات ومرنة مناخياً لحماية صحة البشر وكوكب الأرض».
وللمحافظة على استمرارية الزخم الذي حققه مؤتمر الأطراف، أطلقت رئاسة المؤتمر «ترويكا رئاسات مؤتمرات الأطراف» لتوحيد جهودها مع رئاستَي (كوب 29) في أذربيجان، و(كوب 30) في البرازيل لدعم استمرارية العمل المناخي الجماعي والوصول إلى أعلى الطموحات المناخية.
من جهتها، قالت مارينا سيلفا، وزيرة البيئة والتغير المناخي في البرازيل، التي قررت إقامة (كوب 30) في مدينة بيليم الواقعة في منطقة الأمازون: «بعد 31 عاماً من المناقشات، وللمرة الأولى، توصلنا إلى نتيجة تضمن تحقيق انتقال مُنظَّم ومسؤول وعادل ومنطقي إلى منظومة طاقة خالية من الوقود التقليدي الذي لا يتم تخفيف انبعاثاته، وتوّضّح خريطة الطريق التي تم التوّصل إليها الجهود التي يتعين علينا القيام بها في المستقبل، ويجب على الدول المتقدمة والنامية الالتزام وتحمل المسؤولية بشكل مشترك، كما يجب على الدول المتقدمة أن تأخذ زمام المبادرة في ذلك».
(وام)
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات كوب 28 رئاسة المؤتمر العمل المناخی دولة الإمارات فی هذا
إقرأ أيضاً:
وصول سفينة مساعدات إماراتية سابعة إلى ميناء العريش لإدخالها قطاع غزة
وصلت سفينة المساعدات الإماراتية السابعة "سفينة زايد الإنسانية" إلى مدينة العريش المصرية تزامنا مع شهر رمضان المبارك وقبيل يوم زايد للعمل الإنساني وذلك تمهيداً لإدخالها إلى قطاع غزة.
كان في استقبالها بميناء العريش وفد ضم ممثلي الجهات الخيرية وأحمد ساري المزروعي الأمين العام لهيئة الهلال الأحمرالإماراتي إلى جانب مسؤولين مصريين.
وزار الوفد المستشفى الإماراتي العائم في مدينة العريش الذي يقدم خدماته للأشقاء الفلسطينيين من سكان قطاع غزة ضمن عملية الفارس الشهم 3 وقام بجولة في أروقته وتعرف على أقسامه المختلفة والخدمات التي يقدمها للمصابين من قطاع غزة والتقى المرضى للاطمئنان على صحتهم وتفقد المستودعات الإماراتية في العريش.
كانت السفينة قد انطلقت من ميناء الحمرية بإمارة دبي، في الأول من مارس الجاري وذلك ضمن عملية "الفارس الشهم 3" تلبية لاحتياجات الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة.
تعد هذه السفينة الأكبر من حيث حمولتها منذ انطلاق عملية "الفارس الشهم 3" إلى قطاع غزة وحملت على متنها 5820 طنا من المساعدات الإنسانية شملت مواد غذائية، وأدوية ومستلزمات طبية وتمورا، ومواد إيواء، بهدف تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يواجهها.
يأتي هذا الدعم ضمن التوجيهات السامية للقيادة الرشيدة في دولة الإمارات، تأكيدا على نهجها الإنساني الراسخ بتقديم العون والإغاثة للشعوب المتضررة.
تشارك في هذه الجهود الإغاثية هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، وجمعية الفجيرة الخيرية، وجمعية دار البر، ومؤسسة صقر بن محمد القاسمي للأعمال الخيرية والإنسانية، ومؤسسة حمد بن محمد الشرقي للأعمال الإنسانية، وجمعية الشارقة الخيرية، وهيئة الأعمال الخيرية العالمية، ومؤسسة عيسى صالح القرق الخيرية، ومؤسسة الاتحاد الخيرية، وجمعية الإحسان الخيرية.
يأتي إرسال السفينة استمرارا لسلسلة من المبادرات التي أطلقتها الإمارات لتقديم الإغاثة العاجلة للأشقاء الفلسطينيين، تأكيدا على التزامها بدعم القضايا الإنسانية في المنطقة.
المصدر: وام