حيروت – وكالات

 

تحدثت مسؤولة كبيرة في وزارة الدفاع الأميركية عن استمرار سلسلة الهجمات التي نُفذت من قبل الحوثيين على السفن قبالة السواحل اليمنية، حيث أكدت وقوع ما لا يقل عن 50 هجوماً منذ بداية فصل الخريف.

 

 

 

وقالت نائبة وزير الدفاع سيليست والاندر -خلال جلسة استماع في الكونغرس- إن الحوثيين يسعون إلى عرقلة الطرق التجارية الدولية في البحر الأحمر، مشيرة إلى أنهم نفذوا لا يقل عن 50 هجوماً منذ الخريف.

 

 

 

تسببت هذه الهجمات في إغلاق معظم ممرات الملاحة البحرية في البحر الأحمر وقناة السويس، مما أثر سلباً على التجارة البحرية العالمية.

 

 

 

وفي مواجهة هذا الوضع، قامت الولايات المتحدة، الداعمة لإسرائيل، بتشكيل قوة بحرية دولية متعددة الجنسيات في البحر الأحمر في ديسمبر الماضي، وقامت بتنفيذ ضربات عسكرية بالتعاون مع بريطانيا ضد مواقع تابعة للحوثيين في اليمن.

 

 

 

ومع ذلك، أقر مسؤول آخر في البنتاغون بأن الحوثيين قادرون على استبدال المعدات التي تم تدميرها بسرعة، حيث أشار الجنرال إريك كوريلا، قائد القيادة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط، إلى أن “سفينتين فقط يمكن أن تعوض معظم المعدات التي دمرتها الضربات الغربية حتى الآن”.

 

 

 

وشدد كوريلا على أهمية زيادة التعاون الدولي لتفتيش السفن التي تصل إلى ميناء الحديدة في اليمن، الذي يسيطر عليه الحوثيون، بالإضافة إلى ضرورة زيادة الضغط على إيران، التي تعتبر حليفة الحوثيين .

 

 

….

 

المصدر: موقع حيروت الإخباري

إقرأ أيضاً:

اليمن وكسر الردع الأمريكي: البحر الأحمر نموذجًا لفشل الهيمنة

عبدالوهاب حفكوف

من بين أكثر جبهات الصراع حساسيةً في الراهن الإقليمي، تبرز جبهةُ البحر الأحمر؛ بوصفها مرآةً حادةً لتعرِّي العقيدة العسكرية الأمريكية أمام خصم غير تقليدي. فاليمنيون، دونَ مظلة جوية، ولا منظومات دفاع متقدمة، ولا حماية نووية، نجحوا في إعادة صياغة مفهوم الردع، بل وفي تحطيم رمزيته في وعي القوة الأمريكية نفسها.

منذ اللحظة الأولى لتدخُّلِها في البحر الأحمر بذريعةِ حماية الملاحة، اعتقدت واشنطن أن بضعَ ضربات محسوبة ستُعيدُ التوازن وتفرض الهيبة. لكن الوقائع أثبتت عكسَ ذلك تمامًا. وقعت في فخٍّ مُحكم بُنِيَ بعناية تكتيكية فائقة، حَيثُ تقابلت العقيدة اليمنية القائمة على “رفع الكلفة بأقل الإمْكَانيات” مع منظومة أمريكية مأخوذة بالسرعة والضجيج.

كل عملية هجومية نفذها اليمنيون كانت تهدم جدارًا نظريًّا:

• فإسقاطُ مسيّرة أمريكية متقدمة لا يُضعِفُ الأدَاة فقط، بل ينسِفُ الثقةَ في أدوات الردع نفسها.

• وضرب سفينة تجارية لا يعطِّلُ الممرَّ فحسب، بل يربك مركز القرار في وزارة الدفاع الأمريكية.

• والأسوأ: أن الدفاعاتِ الأمريكية الذكية استُنزفت حتى أصبحت أضعف من الهجوم ذاته.

وفي العمق، تحولت معادلةُ الكلفة إلى كابوس استراتيجي: صاروخ بسيط لا تتجاوز تكلفته بضعة آلاف، يُقابل بمنظومة اعتراض بملايين الدولارات.

لكن الأمر لا يتوقف عند اليمن. كُـلّ ضربة يمنية ضد المصالح الأمريكية كانت تُترجَمُ إلى نقطة تفاوضية لصالح إيران؛ ليس لأَنَّ اليمنيين في سلطة صنعاء يتحَرّكون بأمر من أحد -فهم أسيادٌ تتضاءلُ أمامهم السيادة الزيتية العربية-؛ بل لأَنَّهم جزء من منظومة ردع إقليمية واسعة، نجحت في تقاسم الأدوار وتوزيع الجبهات، دون إعلان أَو ضجيج.

ومن هنا، بدأ التحول الأمريكي الحقيقي. الإدراك المتأخر أن التصعيد ضد اليمن كشف حجم الكارثة فجعل البيت الأبيض يُعيدُ الحسابات من جديد. فما كان يُخطط له كعملية تأديب محدودة، تحول إلى أزمة استراتيجية دفعت واشنطن للتراجع خطوة، والبحث عن مسار تفاوضي مع طهران.

في المحصلة، الحوثي لم يعد مُجَـرّدَ طرف محلي يحمي سواحله. لقد أثبت، من خلال أداء منضبط وحسابات دقيقة، أنه قادرٌ على تعديل هندسة القوة في الإقليم، وفرض نفسه كطرف لا يمكن تجاهله في أي معادلة تهدئة وَخُصُوصًا في المعادلة الفلسطينية.

هكذا، تحولت جبهة البحر الأحمر إلى مختبرٍ علني لفشل الردع الأمريكي، وصعود منطق جديد في إدارة الصراع.

أُولئك الذين ظنوا بأن العدوانَ الأمريكي سيقضي على اليمنِ في ظل حكم أنصار الله وحلفائهم، سيخيبُ أملُهم وَسيتعين عليهم الاستعدادُ للتعامل مع قوة إقليمية خرجت مرفوعة الرأس بعد منازلة أقوى دولة في العالم!

* كاتب وصحفي سوداني.. بتصرُّف يسير

مقالات مشابهة

  • تقرير: هجمات الحوثيين في اليمن تمثل تهديدا مباشرا للولايات المتحدة
  • اليمن وكسر الردع الأمريكي: البحر الأحمر نموذجًا لفشل الهيمنة
  • بصواريخ مجنحة.. الحوثيون: نفذنا عمليتين ضد حاملتي الطائرات الأمريكيتين في البحر الأحمر
  • عاجل| الحوثيون: نفذنا عمليتين ضد حاملتي الطائرات الأمريكيتين في البحر الأحمر والخليج العربي
  • تحليل أمريكي: الحوثيون يرسخون وجودهم في ساحل البحر الأحمر بالسودان والصومال كقواعد انطلاق مستقبلية (ترجمة خاصة)
  • إعادة تموضع لإيران واستراتيجية جديدة لا تتخلى فيها عن الحوثيين على وقع الضربات الأمريكية المستمرة
  • اسألوا الحوثيين عن أداء "البنتاغون".. ترامب يرفض الانتقادات حول تسريب هيجسيث لمعلومات سرية
  • وزير الدفاع الأمريكي ينفي تسريب معلومات عن عمليات عسكرية ضد الحوثيين في اليمن
  • تسريب خطط عمليات اليمن في "دردشة سيغنال".. كيف رد وزير الدفاع والبيت الأبيض؟
  • فضيحة أم فبركة؟: البنتاغون يرد على تسريب محادثات وزير الدفاع عن ضرب اليمن