في ليالي رمضان بالمنصورة.. احتفاء بالروائي رضا البهات وأنشطة للموهوبين وعروض موسيقية
تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT
استقبل ستاد المنصورة، الليلة الثانية من ليالي رمضان الثقافية والفنية لفرع ثقافة الدقهلية، ضمن احتفالات الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة عمرو البسيوني، بشهر رمضان المبارك، المقدمة في إطار برامج وزارة الثقافة.
شهد الفعاليات عمرو فرج رئيس الإدارة المركزية لإقليم شرق الدلتا الثقافي، وبحضور د. عاطف خاطر مدير عام فرع ثقافة الدقهلية، وعزت أحمد زكي مدير قصر ثقافة المنصورة، ولفيف من القيادات التنفيذية ومسئولي الاستاد، والمبدعين وأهل المدينة.
بدأت الفعاليات بمحاضرة بعنوان "أسرة سعيدة في مجتمع متحضر" وبها قدمت نجوي الدماصي رئيس مجلس أمناء ادارة غرب ومستشارة المرأة بمحافظة الدقهلية، التهنئة لكل أم في يوم عيدها، موضحة أن الأم هي أساس الأسرة السعيدة وعطاء ومحبة لا تنتهي.
وفي حلقة جديدة من برنامج "العودة إلى الجذور" للاحتفاء بالمسيرة الإبداعية للكاتب والروائي د. رضا البهات، بحضوره وبعض أفراد أسرته، تحدث الشاعر سمير الأمير عن المحتفى به مشيرا أنه أدهش الجميع في مجموعة "طقوس بشرية" التي رصدت الحياة الشعبية البسيطة في حواري وأزقة المدن والريف المصري.
وأضاف "الأمير": جاءت رواية "بشاير اليوسفي" لترصد كيف تحقق الانتصار في العاشر من رمضان، وتكونت من جزأين، الأول رصد الأحداث التي أدت إلى انتصار المجتمع ونقله من عالم الهزيمة إلى عالم النصر، وجاء الجزأ الثاني ليتناول السنوات التي تلت هذا الانتصار الذي ظهر فيه الجميع شخص واحد، وأكد أن "البهات" ظهر في روايته الفروق بين الشخصيات وانعكاسها على الأسرة المصرية، وظهرت مسافة تغيرت فيها الشخصيات والأحداث وتبدلت عندما اختلفت المصائر والأقدار ووسائل حياتنا، وكان دور رضا البهات هو رصد للمجتمع والحفاظ على ملامحه.
كما تحدث عن رواية "شمعة البحر" ورصد فيها كيف استطاع المحيط الصحراوي والبدوي أن يؤثر على الثقافة المصرية عندما أظهرها "البهات" في شخصية الشيخ الباز الذي يمثل التدين الشكلي فقط، والشيخ جلال الذي يمثل الأزهر الشريف والتدين الوسطي الشعبي.
وفي مداخلات لبعض الشعراء قال الكاتب د. أشرف حسن إن ثقافتنا قديما كانت الكتاب وأنه كان محبا لكتابات "البهات" وحريصا على اقتناء أعماله، وأضاف أنه قرأ له مجموعة "طقوس بشرية" موضحا أنه عندما تقرأها تشرح صدرك؛ حيث تمجد وتنصر الأم المصرية والفلاح.
وأشار أن أغاني ومواويل الصعايدة اتخذت من الأدب الشعبي لرضا البهات، فعندما تقرأ له تزداد إنسانية، وكان النقاد يتهافتون على أعماله. حيث كان يدافع عن التدين الحقيقي ويقف ضد التطرف ويرصد المجتمع لكي يصل للحقيقة.
واختتم حديثه بالتأكيد أنه على الرغم من كتاباته القليلة إلا أنها كانت كثيرة في معانيها، ولو أتيحت له الفرصة قديما لوصل إلى مكانة يوسف إدريس، وأنه قدم بانوراما القرية في رواية "شمعة البحر".
وأكد الشاعر محمد عطوة أن رضا البهات كان يصنع عالما متكاملا عند كتابة الرواية وأن الرواية عنده تضيف معارف ومدارك ومراجعات نقدية، وقدم شكره للهيئة العامة لقصور الثقافة وبرامجها التي تسلط الضوء على هذه الشخصيات الإبداعية.
وجدير بالذكر أن فعاليات البرنامج تقام بالتعاون مع الإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة الشاعر مسعود شومان.
ابتهالات وعروض موسيقية وأنشطة للموهوبين
وتضمنت الليلة عرضا للابتهالات والإنشاد الديني لفريق مواهب قصر ثقافة المنصورة تدريب هاني خضر وإخراج حازم أحمد، ولقاء شعري للشاعر ممدوح عرابي ألقى قصيدة عن الأم.
إضافة إلى ورش فنية من صندوق مكافحة الإدمان، وورش فنية هاند ميد وستنسل وطباعة ورسم على الوجوه للفنان محمد حسني والفنانة مروة حسن، ومنفذ بيع أحدث إصدارات الهيئة.
واختتمت بعرض لفرقة المنصورة للموسيقى العربية بقيادة المايسترو أشرف سليمان قدمت الفرقة باقة من الأغاني منها "رمضان كريم، صلينا الفجر فين، القلب يعشق كل جميل، سيرة الحب، مستنياك بشوق كل العشاق، لولا الملامة، ع اللي جرى، طاير يا هوا، حلوين من يومنا والله، عيون القلب، مرسال الهوى".
فعاليات الليالي تنظم بإشراف إقليم شرق الدلتا الثقافي، وفرع ثقافة الدقهلية، وتقام الفعاليات الثقافية بالتعاون مع الإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة الشاعر مسعود شومان، ضمن برنامج مكثف لهيئة قصور الثقافة في "ليالي رمضان الثقافية والفنية"، بالقاهرة والمحافظات، يتضمن فعاليات بين العروض الفنية والمسرحية والأمسيات الثقافية واللقاءات والورش الحرفية ومعارض الكتب والفنون، وغيرها.
وأطلقت قصور الثقافة الليالي الرمضانية هذا العام بمواقعها المركزية الكبرى، في 4 مواقع بالقاهرة منها قصر ثقافة روض الفرج والحديقة الثقافية بالسيدة زينب ومسرح السامر وقصر السينما.
كما تنظم الهيئة فعاليات ليالي رمضان في 6 محافظات مصرية تمثل أقاليم مصر كافة، وهي: المنيا والإسماعيلية والأقصر والبحيرة والدقهلية والفيوم، بجانب أنشطة هيئة قصور الثقافة المتعددة فى كل الفروع الثقافية بباقي المحافظات.
وأعدت الهيئة برنامجًا لأطفال المناطق المطورة "بديل العشوائيات"، كما تقدم أنشطة مكثفة بمبادرة "أنت الحياة"، بالتعاون مع مؤسسة "حياة كريمة" في 14 محافظة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: خبیر آثار یکشف لقصور الثقافة قصور الثقافة لیالی رمضان
إقرأ أيضاً:
صُنَّاع الثقافة القرائية في البيئة المدرسية
منير بن محفوظ القاسمي **
في عصر المعرفة والتسارع التكنولوجي الذي يطال كافة مجالات الحياة، يبرز المتخصصون كقادة في مجالاتهم، يتولون زمام المسؤولية للنهوض بتخصصاتهم ومواكبة التحديثات والتطورات المستمرة، هؤلاء المتخصصون يسعون لتطوير أنفسهم من خلال الدراسات العليا وبرامج التدريب المهني، لتكوين هوية مهنية مبتكرة ومؤهلة لصناعة التحول في وظائفهم.
ويجسد أخصائيّ مصادر التعلم نموذجًا واضحًا لهذه الرؤية، فهو ليس مجرد مسؤول عن عمليات تنظيمية وإدارية وفنية بمركز مصادر التعلم فقط، بل صانع ثقافة قرائية وتكنولوجية تسهم في تعزيز البيئة التعليمية ويتضح أثرها في صناعة المواهب على المستويين القرائي والتكنولوجي، هذا الدور المحوري يفرض عليه إتقان مهارات متقدمة تمكنه من قيادة عملية التحول الرقمي في التعليم، وتطوير المهارات القرائية والبحثية لدى الطلبة والمعلمين على حد سواء.
كما إن دور أخصائي مصادر التعلم يمتد ليشمل إتاحة بيئات تعليمية محفزة تساعد الطلبة على التعلم التجريبي، وبناء ثقافة رقمية تسهم في تطوير مهارات الطلبة وتعزيز مفهوم الإبداع والإبتكار من خلال نشر هذه الثقافة بشكل منهجي يدمج بين التكنولوجيا الحديثة والمصادر التعليمية المتوفرة بمركز مصادر التعلم، مما يوفر فرصًا تفاعلية تُمكن الطلبة من تطبيق معارفهم بطريقة عملية وتفاعلية .
وفي ظل التحولات السريعة في التكنولوجيا اليوم خاصة مع ما نشاهده ونلمسه حاليا من عجائب في أحدث تطبيقات وبرامج الذكاء الإصطناعي، يواجه أخصائي مصادر التعلم تحديات تتطلب منه مواكبة التقنيات الحديثة ودمجها بفعالية في العملية التعليمية، كما تقع على عاتقه مسؤولية تعزيز حب القراءة لدى الطلبة، خاصة في ظل تراجع الإقبال على الكتب الورقية أمام الشاشات الرقمية.
ويبدو أن مركز مصادر التعلم سيواصل لعب دور أكبر في صناعة الثقافة القرائية والتكنولوجية في البيئة التعليمية، لذا وجب علينا لزاما أن نجعله المرفق الأساسي الذي يدفع نحو بناء جيل قادر على الإبحار في عوالم المعرفة، مستندًا إلى أسس قرائية وتكنولوجية متينة.
إنَّ نجاح هذا الدور يتطلب دعمًا مستمرًا من المؤسسات التعليمية، عبر توفير فرص التدريب والتطوير لأخصائيي مصادر التعلم، وضمان توافر أحدث الأدوات والمصادر الداعمة لهذا التحول الرقمي ومع ذلك، يبقى التحدي الأكبر هو قدرة الأخصائي نفسه على الابتكار والإبداع، ليكون حقًا صانع ثقافة تعلّم قرائية وتكنولوجية عصريّة داخل المجتمع المدرسي.
** مشرف أول مصادر التعلم بوزارة التربية والتعليم
السديس: اللغة العربية محفوظة بالقرآن ويجب تعزيز تعليمها للأجيال